قصة دخيل البلالي الحربي
دخيل البلالي من الوسدة من بني سالم من قبيلة حرب كان له جارهْ ( امرأة ) من قبيلة مطير توفي زوجها في احدى الغارات ولم يترك لها سوى ابن صغير السن , وفي أحد الأيام أراد البلالى وجماعته أن يغزوا كما هو حال العرب في ذلك الحين , فأراد الصبي أن يرافقه وحاول البلالى أن يعتذر له عن ذلك لصغر سنه ولكن الصبي اصرّ على طلبه كما أبدت أمّه رغبتها أيضاً في اشتراك ابنها بهذه الغزوة ليتعلم ويتدرب على الغزو والقتال , ولم يجد البلالى إلا الموافقة تقديراً لجيرانه .
وحرصاً من أم الصبي على ابنها الوحيد فقد جاءت إلى البلالى لتوصيه وتؤكد عليه أن يحرص على سلامه ابنها قدر الإمكان , وتوسّلت إليه أن يعتبره أمانة معه يحافظ عليه كما يحافظ على أعز أبنائه .
وأراد الله أن يقع البلالى ورفيقه الغلام في يد رجال ابن رشيد , فأحضروهم إليه , ولما أوقفوهم أمام ابن رشيد قرر قتلهم , فحاول البلالي أن يمنع قتل صاحبه لأنه أمانة معه , فقال لابن رشيد : ( يا طويل العمر إن هذا ابنى الوحيد وهو غلام كما ترى , والله إنه وحيد أمه وستموت إن جاءها خبر مقتله , اما أنا فهذه رقبتي فاقتلنى , واستجاب الأمير لتوسله واكتفى بقتله وأمر بإخلاء سبيل الغلام , ولما هدأ روع الغلام أخبرهم بالحقيقة المذهلة , ويقال ان ابن رشيد ندم على قتله لأنه رجل وفي وشجاع , ولكن فات الأمر وسبق السيف العذل !
أما والدة الصبي فإنها لما عاد إليها ابنها سالماً وعلمت بالخبر فقد تأثرت كثيراً وأعجبت بفعل هذا الرجل الشهم , لكنها لم تجد ما تكافيء به صنيعه إلا الشعر الذي يعتبر وسام الشرف ونوط التقدير عند العرب , فقالت من قصيدة طويلة :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
البارحه عينى حريب ٍ لهـا النـوم=تسُوقهـا لوعـات غبْـر الليالـى
لـَ كنّ في عينى حزازات وهمـوم=أنحِب ولانـى فـي نحيبـي لحالـى
صار القضا واللى جرى شيّ مقسوم=الله يبيحـك يـا دخيـل البلالـى
مرحوم ياغيث المساكيـن مرحـوم=اللي فدا بروحـه شريـدة عيالـى
الأجنبي في قصْرتـه دوم محشـوم=وأبدا عليه مْـن الرفيـق الموالـى [/poem]
المصدر جريدة اليوم الجمعة 1427-09-21هـ الموافق 2006-10-13م
العدد 12173 السنة الأربعون