[align=right] أخي الفاضل مفيد أهلا بك مرة أخرى في منتدى الهيلا
أشاطرك التهاني و التبريكات بقدوم االشهر المبارك جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه..و لعل هذا الموضوع الهام مكان نقاشه في مقاعد الجامعة و مراكز البحث العلمي أكثر من أن يكون في هذا المكان العام(خاصة في هذا الشهر الفضيل). و لعلك أيضا لا تخالفني الرأي في أن كثرة الخوض في مثل هذه الموضوعات لن تزيد القارئ أو المطلع إلا أكثر التباسا...
وأما إخبارك لنا باطلاعك على 60 كتاباً و زيادة في هذا الشأن ، فشيء يسرنا في الحقيقة (فإذا لم أكن مخطئاً في ظني فأنت بوضع هذا الرقم تفيد الكثرة و لم تقصد الشح و القلة في الإطلاع) .
و لكن ، و مع هذا كله، فإنني لا أرى القول بستين كتابا (أو ستمائة) سيكون دليلاً كافياً على القدرة على الحكم على مسار مصطلح معين من كتاب الله المتين . هناك اجتهادات نعم، و لم تقتصر على فقه أو مذهب إسلامي بعينه بل طرقت في كل مدرسة إسلامية و لعلي لا أبالغ لو قلت لك أن كثيراً من هؤلاء الباحثين بقي حائراً أمام شبهات في القرآن. و لعلك باطلاعك الكثير هذا قد مررت بكتاب للمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة بعنوان التحرير الإسلامي للمرأة ، صادر في عام 2002م عن دار الشروق ، و قد أفرد عنواناً أسماه ''شبهة: الرجال قوامون على النساء'' و تطرق فيه لأحد مفسري القرآن الكريم و هو الإمام محمود شلتوت شيخ الأزهر رحمه الله حيث ذكر شلتوت في تفسيره هذه الآية بالذات و أفاض فيها و أورد تفسير ابن عباس رضي الله عنه لهذه الاية حيث قال "انني لأتزين لأمرأتي كما تتزين لي .لهذه الاية" انتهى كلام ابن عباس.
على أية حال ، لا أزال أرني بعيداً كل البعد عن الموافقة معك على تسمية الآية بأنها آية تأديب النساء، على الأقل، لأن في ذلك تعميم ( لاحظ أنك قلت تأديب النسوان) مع إن الحديث عن النواشز من المتزوجات من النساء و ليس كما أسلفت أنت و عممت..و لو كان العنوان قريباً من فحوى الموضوع لما أثرت قضية التسمية، معك ، خاصة و أن التسمية (لآية ما) هي مشكلة عويصة و مسئولية أمام الله سبحانه حين يغامر المرء في إطلاق التسميات لمجرد أنه ( يريد تأديب النسوان ، مثلا) . و تسمية الآيات والسور في القرآن إن لزمت فإن لها أركاناً وأسساً يمكن الرجوع إلى كتب علوم القرآن بشأنها وهي كثيرة وليست 60 كتابا فحسب.وأكرر نصحي بالإطلاع على كتب علماء المسلمين المعاصرين والاستنارة بأجتهاداتهم مثل الشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ محمد الغزالي و قبلهم الشيخ رشيد رضا و الشيخ محمد عبده رحمهم الله..
اما مسألة التفضيل ( و الفضل) فهذا أشبه ببحر لاسواحل له و كما ذكرت لك أنني كنت أرغب في الايجاز واعطائك بعض مفاتيح القراءات في هذا الموضوع ولكن بما أن الامر لم يسر على ما تمنيتُ و أحببتُ و أنك مصر ٌ على رايك في هذا الإتجاه، مكتفياً بادراجك لعدد من المراجع(دون ان تسميها)، فماذا عساي أن أقول لك إلا : بورك فيك ! [/align]