
عندما تتبخّرُ جزيئات الصمت...!!*
*
*
فلاشيء أسوأ من الحياة...!!
حين تفترقُ الطرق..
وتتغير ملامح الخرائط...
وتظهرُ جليّةً صورة الماء السوداء....!!
وتنبثقُ من بين أشلاء الوجود..
والموجودات..
رائحة يَعُجُّ منها الضياع...!
حينها..
وفي مرحلةِ ألاّ وعي..!
أُدرِكُ جيّداً..
أنّهُ لاشيءَ أقوى من الماء...
ولا عقبة أعتى من الهواء...
ولا كارثةَ أصعبُ من الهدوء..!
ولاهدير أفزعُ من جريان الدمِ في الشرايين..!
ولاشيء يُزعجُ كالتنفُّس...!!
سأُغرِقُ ما تبَّقّى من اللحظات..
بقطرةٍ واحدةٍ من البوح..
وسأصعقُ كل ذي روح...
وسأجعل عالي كلَّ شيءٍ أسفله..
وسأنفِضُ عن كل مغبرٍّ غُبْرَتَه..
وسأجري من الأدمغةِ مجرى الشياطين...!!
سأسلكُ طريقاً لم تكن موجودةً تحت الهواء..ولم تعبرها وساوس الماء..!
سأبني الأشياءَ لا لأهدمها...
بل لأهدمَ بها كل بناء..!
لم أكن أُدرِكُ أنَّ كل ما أعرفه أجهله حقيقةً..!
وكل ما أجهله لم أصادفه في تفكيري أساساً..!
بل كنتُ أُواجهُ موجةً من انعكاسات الصمت...!!وإسقاطاً من توهّجات الفراغ..!
من خلال زوبعةٍ إسمها: (ضياع)...!!
.