** سجل حضورك اليومي ببيت شعرأو بحكمة أو مثل **

[فلان الفلاني]

[align=center]اكثر مايعذبنى فى حبك..
اننى لا استطيع ان احبك اكثر..
واكثر مايضايقنى فى حواسى الخمس..
انها بقيت خمسا ..لااكثر..

ان امراة استثنائية مثلك
تحتاج الى احاسيس استثنائية..
واشواق استثنائية..
ودموع استثنائية
وديانة رابعة..
لها تعاليمها،وطقوسها،وجنتها،ونارها.

ان امراة استثنائية مثلك..
تحتاج الى كتب تكتب لها وحدها..
وحزن خاص بها وحدها..
وموت خاص بها وحدها..
وزمن بملاين الفرف..
تسكن فيها وحدها..

اكثر مايعذبنى فى اللغة..انها لاتكفيك..
واكثر مايضايقنى فى الكتابة انها لاتكتبك..
انت امراة صعبة
انت امراة لاتكتب
كلماتى تلهث كالخيول على مرتفعاتك..
ومفراداتى لاتكفى لاجتياز مسافاتك الضوئية..

لكننى واسفاة..
لااستطيع ان اعجن الثوانى..
على شكل خواتم اضعها فى اصابعك..
فالسنة محكومة بشهورها..
والشهور محكومة باسابيعها..
والاسابيع محكومة بايامها..
وايامى محكومة بتعاقب الليل والنهار
فى عينيك البنفسجيتين..

معك لاتوجد مشكلة..
ان مشكلتى هى مع الابجدية..
مع ثمان وعشرين حرفا، لاتكفينى لتغطية بوصة واحدة من مساحات انوثتك..
ولا تكفينى لاقامة صلاة شكر واحدة لوجهك الجميل..
ان مايحزنى فى علاقتى معك..
انك امراة متعددة..
واللغة واحدة..
فماذا تقترحين ان افعل؟
كى اتصالح مع لغتى..
وازيل هذة الغربة..
بين الخزف وبين الاصابع
بين سطوحك المصقولة..
وعرباتى المدفونة فى الثلج..
بين محيط خصرك..
وطموح مراكبى..
لاكتشاف كروية الارض..
ربما كنت راضية عنى..
لاننى جعلتك كالاميرات فى كتب الاطفال..
ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس..
ولكننى لست راضيا عن نفسى..
فقد كان بامكانى ان ارسمك بطريقة افضل.
واوزع الورد والذهب حول اليتيك..بشكل افضل
ولكن الوقت فاجانى.
وانا معلق بين النحاس والحليب.
بين النعاس وبين البحر..
بين اظافر الشهوة... ولحم المرايا..
ربما كنت قانعة،مثل كل النساء،
باية قصيدة حب.تقال لك..
اما انا فغير قانع بقناعاتك...
فهناك مئات الكلمات تطلب مقابلتى..
ولا اقابلها...
وهناك مئات من القصائد..
تجلس ساعات فى غرفة الانتظار..
فاعتذر لها...
اننى لا ابحث عن قصيدة ما..
لامراة ما..
ولكننى ابحث عن((قصيدتك)) انت...
اننى عاتب على جسدى..
لانة لم يستطع ارتدائك بشكل افضل..
وعاتب على مسامات جلدى..
لانها لم تستطع ان تمتصك بشكل افضل..
وعاتب على فمى..
لانة لم يلتقط حبات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئك بشكل افضل..
وعاتب على خيالى..
لانة لم يتخيل كيف يمكن ان تنفجر البروق،
واقواس قزح..
من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهم الثامن عشر
بصورة رسمية..
ولكن ..ماذا ينفع العتب الان..
بعد ان اصبحت علاقتنا كبرتقالة شاحبة،
سقطت فى البحر..
لقد كان جسدك مليئا باحتمالات المطر..
وكان ميزان الزلازل
تحت سرتك المستديرة كفم طفل..
يتنبا باهتزاز الارض..
ويعطى علامات يوم القيامة..
ولكننى لم اكن ذكيا بما فية الكفاية..
لالتقط اشاراتك..
ولم اكن مثقفا بما فية الكفاية..
لاقرا افكار الموج الزبد
واسمع ايقاع دورتك الدموية....
اكثر مايعذبنى فى تاريخى معك..
اننى عا ملتك على طريقة بيدبا الفيلسوف..
ولم اعاملك على طريقة رامبوا..وزوربا..
وفان كوخ..وديك الجن..وسائر المجانين
عاملتك كاستاذ جامعى..
يخاف ان يحب طالبتة الجميلة..
حتى لا يخسر شرفة الاكاديمى..
لهذا اشعر برغبة طاغية فى الاعتذار اليك..
عن جميع اشعار التصوف التى اسمعتك اياها..
يوم كنت تاتين الىّ..
مليئة كالسنبلة..
وطازجة كالسمكة الخارجة من البحر..
اعتذر اليك..
بالنيابة عن ابن الفارض،وجلال الدين الرومى،
ومحى الدين ابن عربى...
عن كل التنظيرات..والتهويمات...والرموز...
والاقنعة التى كنت اضعها على وجهى،
فى غرفة الحب..
يوم كان المطلوب منى..
ان اكون قاطعا كلشفرة
وهجوميا كفهد افريقى..
اشعر برغبة فى الاعتذار اليك..
عن غبائى الذى لامثيل لة..
وجبنى الذى لامثيل لة..
وعن كل الحكم الماثورة..
التى كنت احفظها عن ظهر قلب..
وتلوتها على نهديك الصغيرين...
فبكيا كطفلين معاقبين..وناما دون عشاء
اعترف لك ياسيدتى..
انك كنت امراة استثنائية
وان غبائى كان استثنائيا..
فاسمحى لى ان اتلو امامك فعل الندامة
عن كل مواقف الحكمة التى صدرت عنى..
فقد تاكد لى..
بعدما خسرت السباق..
وخسرت نقودى..
وخيولى..
ان الحكمة هى اسوا طبق نقدمة...
لاماة نحبها.........[/align]

نزار قباني