|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماجــد
كنتُ أنتظر نقاشاً يٌثري ساحات الرغبة في بيان حقيقة « العقلانيين » الذين بنوا أحكامهم على ظواهر
ونظائر عقلية بحتة حتى أثمر ذلك الفكر النظرية « الوجودية » عند جون سارتر في إتكأ غريب
على إدراك العقل البشري الذي هو بطبيعة الحال قاصر عن إدراك « الغيبيات »
|
اهلا عزيزي ،،، لم افهم الجزئية و التي تتعلق بانتظار نقاش يثري ساحات الرغبة.
لكن يجب ان نفرق تماما بين الغيب ،، باعتباره كينونة تغيب عن ادراكنا ( وقد نفهمها ) و بين الغيب و باعتباره كينونة تركيبية في مسآلة الايمان كما في الاسلام. فانا لا اريد ان نجعلها مسألة ميتافيزيقية.
بالمقابل ، و بمنظوري، اعتقد ان مسآلة ابراز الجانب الغيبي كدليل على قصور العقل ، هو مجرد نقد لا يمس التركيب النظري الكبير لإي من الفلسفات التي ذكرت. ويجب ان لا نهمل التحول الفلسفي الكبير خلال القرن العشرين و خصوصا في الجزء الثاني منه.
ان الفلسفات ماقبل القرن العشرين ، كانت تلبي احتياجات تختلف تماما عما لدينا ، لا أخفيك ، ان الفلاسفة انفسهم يعتقدون ان عمل الفلسفة انتهى ( والذي يتعلق في تجهيز الارضية الخصبة لنشوء الافكار و ارتقائها).
فلا يمكن فهم السياق الفلسفي الحالي بمعزل عن متابعة التطورات في حقول العلم ، خصوصا علم الكونيات و الفيزياء الجزيئية. وهذا ماحدا بنشوء صدمات متتالية لكثير من النظريات الفلسفية ( ماقبل القرن العشرين). و هناك حوارات جيدة و سلسلة مقالات كثيرة كتبها كل من روجر بنروز و ستيفن هاوكنغ ، و فيها تحليل كبير لميكانيكية عملية العقل و العلاقة بين الفهم الفلسفي و العلمي لما يحيط بنا.
انا لا اميل لان افكر كثيرا عن الغيبيات ، إلا في حال اني احتجتها.
كما في بعض النظريات الهندسية ، هناك اشكال ذات ١٨ و ٢٠ بعد ،، ومن المستحيل تماما تحقيقها في عالمنا الثلاثي الابعاد ، فهي غيبية تماما ،،، لكن بقدرة العقل ، نستطيع ان نفهم جميع خواصها ، علاقاتها ، و كيف تنستخدمها لفهم ماهو اعمق و اكثر تعقيد في عالمنا الفيزيائي ،،،،، هذا من جهة.
من جهة اخرى ، اذا كنت تقصد بالغيبيات ، الجانب المتعلق بالايمان ، و الغيبيات المعروفة ، مثل يوم القيامة ، سقوط المطر ، وما في الارحام ،،،الخ ، فهنا المسآلة تتحول تماما الى نقاش يتعلق بقبول او رفض. فالايمان مبني على ارتياح و اقتناع وتسليم ،،، اكثر مما هو مبني علي تحليل عقلي ، ولسبب انت ذكرته ،، هو ان هناك حدود لما نستطيع ان نخضعه لتحليل عقلي.
اشكرك بعنف.
تحياتي