قبل البدء هناك أمرين مهمين أرغب في توضيحهما /
- عند اختلاف العلماء في مسألة ما .. وكانت أدلة الفريقين قوية ، فالحق إلى ما تطمئن إليه نفس المؤمن لا إلى ما تستهويه ..و الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس
فلو رأى فلان من الناس حل الغناء بناء على ما أطمئنت إليه نفسه من أدلة المحللين ، وجاءت جان دارك وقالت بالحل رغم أن نفسها تحدثها بحرمة المعازف لكن لهوى في نفسها.. فهنا وقعت جان في الحرام
- إذا لم يترجح لدى المرء لا حل ولا حرمة فإنه في هذه الحالة يقلد ويتبع العالم الذي يعتقد أنه الأعلم والأفقه.
/
\
/
ثم الخلاف في مسألة الغناء والمعازف قديم كما تفضل أ. شيخ الشيوخ ،ولم يكن ظاهرا حين لم يرد له الظهور
..
أدلة المحللين قوية تستحق النظر ، لكن لا يعني أنه ترجح عندنا الحرمة أن نفسق أحد أو نقع في عرضه لأنه رأى حلها.. وهذه مسألة من الضرورة التنبه لها
..
حكى الإجماع في حرمة المعازف النووي والطبري - على ما أظن- ، ولكن ابن تيمية لم يقل به
..
والأئمة الأربعة أجمعوا على حرمة آلات اللهو .. وعموم اللهو يدخل فيه أشياء كثيرة قد يكون من ضمنها لعب الشطرنج والكرة .. فهل ندخل في اللهو كل شيء ؟!
..
وفي اعتقادي أن الغناء والمعازف ليس فيها دليل صريح يحرم ولا يحلل أيضا .. فقد تكون من المشتبهات فتترك تورعا
(ومن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه..)
..
عائشة خالفت الصحابة في مسألة الإرضاع.. وليس قصدها مخالفة النص وإنما اجتهادا منها - رضي الله عنها - فأرضعت غلاما فعلا .. فهل يجرؤ أحد على الحط من شأن أم المؤمنين رضي الله عنها
فلما يكون شأننا مع المحللين القدح والنيل من أعراضهم مع أنهم لم يقصدوا مخالفة النص بل جاءوا بأدلة تعضد آرائهم واجتهادهم الذي يدينون الله به؟!
..
المحللين استندوا إلى أدلة واضحة وصريحة .. أليس الأولى أن يكون الرد بالدليل والنص كذلك
بعيدا عن الأهواء وما تمليه النفوس
كان الأحرى أن يقف من يرون الحرمة موقف عادل .. ويردون ردا علميا بعيدا عن التعصب
..
حين ألف عبدالله الجديع بحثا بعنوان " الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام " وصل إلى طبعته الثالثة فيما أعلم .. وكان حظه كغيره الإقصاء والقدح في عدالته
أليس الواجب أن يرد على - الجديع والكلباني والعبيكان - ومن نختلف معهم ردا علميا مستندا لنصوص الأصلين ( الكتاب وسنة ) فهذا أدعى لقبول الحق ووضوحه ..
بدلا من أن نسفههم و نطالبهم بالسكوت
..
لا يحق لأحد أن ينكر على أحد في موضوع ما .. حتى يكون مثله أو أعلم منه ..
فهل نحن أعلم من الكلباني أو العبيكان أو من يرى الحل من سلف الأمة ؟!!
لما ننكر على أحد ونحن ليس لدينا إلمام بالموضوع ؟!!
قبل أن ينكر أحد منا.. عليه أولا أن يبحث في المسألة ويشبعها دراسة ، ويفهم الأدلة
ثـم يتكلم
أما أن يصدم الفتوى بفتوى مثلها .. واجتهاد باجتهاد آخر
فهذه كما سماها الشيخ ولد الددو مصارعة الثيران
بالفعل عندنا تعصب مقيت اتجاه قضايانا ، وطرحنا الديني
فلما كل هذه الجلبة
حين أفتى أحد المشايخ المعتبرين بحرمة لعب المرأة لرياضة .. لم تقم الدنيا وتقعد كما حصل مع فتوى الكلباني ومن قبلة العبيكان
والله المستعان ..
لا يفهم من ذلك أني مؤيدة أو حتى معارضة لأحد
ما أردته فقط هو التنبيه على أهمية الردود العلمية المؤصلة من دون قدح في شخص أحد أو دينه ..
والله تعالى أعلم ..
جود متصفح راقي استمتعت كثيرا بالتعقيب عليه ..