منتدى أخبـــار الشعــر والشــعراء (يختص بأخبار الشعر والشعراء ..والمسابقات الشعريه..ومقابلات الشعراء)

 
كاتب الموضوع خيّال الهيلا مشاركات 41 المشاهدات 62948  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 05-09-2009, 02:22 PM   #22
معلومات العضو
صقـر عتيبـة

ِمشرف منتدى أخبار القبيلة

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية صقـر عتيبـة
رقم العضوية : 17274
تاريخ التسجيل: May 2009
مجموع المشاركات : 1,638
قوة التقييم : 20
صقـر عتيبـة will become famous soon enough
Thumbs up حسين سرحان العتيبي رحمه الله ..



الشاعروالأديب الكبير حسين سرحان العتيبي
شاعر الجزيرة العربية
في العصر الحديث
عاش من عام 1334هـ الى 1413هـ .

نسبه : هو حسين بن علي بن صويلح بن سرحان الرويس العتيبي رحمه الله ..
نشأ أديبنا وشاعرنا الكبير في مدينة مكة المكرمة متنقلا بين الحرم المكي ينهل من معين مكتبته وبين مدارس الفلاح التي درس وتعلم فيها.
وفي عام 1367هـ اصبح مشرفا على قسم الثقافة في صحيفة البلاد.
تنقل في العمل الحكومي في وزارة المالية .. حتى اصبح مسئولا عن مطابع الحكومة في نهاية حياته الوظيفية .

لم يمنعه العمل الحكومي أو الوظيفة من القراءة والاطلاع بل انه استطاع وبمجهوده الخاص ان يكون لنفسه قاعدة ثقافية واسعة جدا .. فقرض الشعر وكتب المقالة وقص القصة .. وابدع في هذه وتلك حتى اصبح علما بارزا من اعلام الثقافة والادب في المملكة العربية السعودية بل وفي الوطن العربي.قال عنه الدكتور عبد الله الحيدري في محاضرة القاها في ندوة الوفاء الخميسية بالرياض :
إن حسين سرحان ولد في بادية مكة المكرمة ، والطائف وأَلِف حياة البساطة ، وتأثرت نفسه بهذه البيئة البدوية حيث ضاق بحياة الحضر ، وتطلع لحياة البادية لكونها حياة جميلة ، فطرة نقية ، يشعر فيها بحريته. فأُصيب بما يشبه الصدمة الحضرية ، وكان عليه إما التوافق مع البيئة الحضرية أو رفضها ، لذا فقد وجد نفسه غريباً في المجتمع الحضري المدني ، فلجأ إلى العزلة منذ شبابه وحتى وفاته.وقال عنه علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر :

(( وهو ابن البادية ، أمضى زهرة شبابه وريعانه وعهد كهولته متنقلا في مرابعها ومراتعها، فبدت سمات تلك الصحراء بارزة في شعره في جزالته وفي صدق تعبيرة وفي أسلوبه . وفي استعماله كلمات يظنها قارىء شعره مما تعمق الشاعر في البحث عنها في معجمات اللغة ، بل من عويص تلك الكلمات . ))والمتتبع الفاحص لما كتبه شاعرنا يجد فعلا كلمات من بيئته البدوية تقتحم قصائدة وكأنه يستخرجها من متون القاميس العربية .. فهو لا يختار من العامية الا ما كان له اصل في اللسان العربي . وهذا البيت من اكبر الامثلة على ذلك :




تَطْوِي السَّبَارِيْتَ لا حرُّ فتعلمهكلاَّ ولا أنتَ عن مثْواك بالدَّارِي


ومعلوم أن السباريت هي ( القفار الواسعة ) وهي كلمة عامية عند معظم اهل البادية.
وفي موقع اخر يقول في شطر احد أبياته :
إِذَا تَبَدَّحَ لَمْ تَفْرَحْ بِهِ قَدَمُ
تبدح كلمة معروفة عند العامة و( يقال جاء فلان يتبدح ) في المعجم تعني ( جاء يمشي على انبساط وسعة بال ).
وتأمل كلمة الرجام في هذا البيت :أعشت ألفا ؟ أم ثلاثا ؟ فما= بعد سوى تركك تحت الرجام

والحقيقة ان قصائدة ومقالاته مليئة بمثل هذه الكلمات التي استوحاها من بيئته البدوية حتى اختياره لاسم ابنته الكبرى ( مزنه ) دليل على هذا التأثر بالرغم من انه عاش فترات طويلة في مجتمع متمدن متعدد الثقافات.
وللعزلة والحزن اثر كبير في حياة الشاعر وربما كان متأثرا بوفاة ابنته الكبرى .. ووفاة ابنه محمد، ولذلك كان يبتعد عن الاضواء وهي تلاحقه .
يقول عنه الدكتور عبدالله الغامدي في هذا الشأن :-إذا كان المتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس) فذاك مجد صنعه لنفسه وهدف سعى إليه بقدراته، واشتغل عليه بوفرة حضوره وكثافة اعتداده بنفسه وخصوبة نتاجه في عمره غير المديد!!
أما ضيفنا اليوم فإنه وإن شارك المتنبي في الفكرة إلا أنه خالفه في الآلية، فقد اعتاض عن الأحياء بالعزلة، إلا أن الحياة كانت حاضرة (وجدانيا) بكل أبعادها، وهذا ظاهر في شعره ونثره.

صدر للشاعر ديوانين هما : الطائر الغريب ، واجنحة بلا ريش
لانطيل عليكم فأنتم متلهفون لقراءة بعض قصائده الرائعة والمؤثرة وسنوافيكم ببقية قصائده تباعا انشاء الله :

مرثيته في ابنته ( مزنه ) التي توفيت منتصف عام 1376هـ . وعمرها عشرون عاما )





أراك .. أراك في نومي وصحوي ... وفي بعـدٍ وفـي قـربٍ قريـب
أراك ..على النمارق والحشايـا ... أراك علـيّ آخــذة دروبــي
أراك .. كخير ما يبهـي محيـا... على استضحاكه وعلى القطـوب
أراك على مـدى طـرف بعيـد ... أراك على صدى صوت مجيـب
أراك مع الهـواء مـع الأمانـي ... مع الماء الذي أحسو ( بكوبي )
أراك مـلأت أخيلتـي وقلـبـي... وأحلامـي بكـل سنـى حبيـب
اراك وربمـا أبصـرت نفسـي... خلالـك عبـر أوديـة الغيـوب
أراك .. رأتك عيـن الله خلـدا... تضـوّع بالمباهـج والطـيـوب
أراك على النوافذ فـي ارتقابـي... اذا استبطأت أوبي من ذهوبـي
أراك بكـل متـجـه بـشـرق... وغرب فـي شمـال أو جنـوب
عليك على ضريحك كل ( مزن )... تهب به الريـاح مـع الهبـوب
تمج الغيث فـي مسـك شـذا... هلـه أرج كتمـزيـق الجـيـوب
أرك إذا استطـار بكـل أفــق... ودف بوبـل هاطلـة سـكـوب
يؤم ثراك – مزنـة – إن قلبـي... تحمـل كـل أحـزان القـلـوب




وهذه المرثية الثانية :


تحيـــــاتي اليك
قصيدة قالها بعد مرور تسعة اعوام على احتساب ( الشاعر ) كبرى كريماته :



تحياتي إليـك مـع السمـاح... مساء إن أردت وفي الصبـاح
وإن أنا لم أزرك ولـم أعـرج... عسى وجدت بمعتلج البطـاح
فعذرا يا ( مزينة ) أن عمري... أناهيـة الزمـان نهـاب راح
أرنق في سراب الدهر كأسـي... وآكل مـن شآبيـب الريـاح
وأخطو والحياة خطـاً ولكـن... وددت لو أنني طلـق الجمـاح
ألمـا تعلمـي أن اغتبـاقـي... طيوف من خيالك واصطباحـي
وأني حيثمـا وجهـت طرفـي... أراك وإن تعـدت النـواحـي
أملي اللوم بعـدك لـم أنـا... دمولم أشهد سوى وجـه وقـاح
يكشر لـي بأنيـاب مـراض... ويضحك لي بأشداق صحـاح
ولكن فاعلمـي يـا أم عينـي... ويا أخت الشقيقـات المـلاح





القصيدة الثانية ( قصيدة فلسفية ) تتحدث عن مجموعة من الدود تزدحم على جثة الميت ، فإذا فرغ من الجثة عاد الدود فالتهم بعضه بعضا ويبقى منه بعد ذلك دودتان كبيرتان ، فتتقاتلان على البقاء فتفترس القوية الضعيفة ، ثم تموت الدودة الاخيرة من الجوع :
قصيدة ( الدودة الأخيرة )



ازدحـم الـدود علـى جثـة... أضفى عليها نسج أضراسهـا
حلة نعمى ، أذهبـت طيبهـا... واستنفـذت آخـر أنفاسهـا
كم قلبت فوق فـراش وثيـر... وكن تروت من معين السرور
واستخدمت في عيشها زمـرة... كبيرها يهرع قبـل الصغيـر
الآمـر أمـر نافـذ حكـمـه... والنهـي نهـي بالـغ شأنـه
حازت من الدنيا جميع المنـىف... أين ( هارون ) وسلطانـه.
هذي الملاييـن بـلا حاسـب... من ذلك الدود الكثير الكثيـر
امتارهـا مـائـدة دسـمـة... وبات يرعى في حماها النضير
لو شامها في قبرهـا شائـم... لتلتـفـت للهول أعصـابـه
منظر قبح بعـد حسـن فما... لـذة عيـش تلـك أعقابـه
أمسى يغني الدود في روضـة... ما أخرجت أحسن منها السماء


.. ماهو السر ..

ترى ماهو السر بين الزهور
وبين النسيم اذا ما سرى
وطاف بنرجسه في البكور
فأسكرها برحيق الكرى
وفتق أكممها في الظلام
وأترع في طرفها كأس نور
وهب رخاء وللزنبق
ذبول ففرج أوراقه
وحل براعم لم تفتق
وأسعد في الوجد مشتاقه
**
فهذا احمرار وذاك اصفرار
وهذاك ينهل من أزرق
وكم زهرة بعد فرط الذوى
على القيظ من ما ئها الساكب
أقام لها ساقها فاستوى
وشعشع من نشرها الخالب
**
ويهرج ألوانها الحاليات
وأنعش من روحها ما ثوى
سوى زهرة حظها خائب
وان عصفت في ثراها الرياح
تعيش فيجذبها جاذب
الى الترب من بعد طول النواح
فللموت ما تلد الوالدات
وللحطم ما يسلب السالب



قصيدة ( شكـــوى )





أنـا والله أشتكيـك علـى اللـيـ... لإذا طــال أو ألـــح مـطــالا
وعلى الشمس حين تشرق. لا أحظى... بلقـيـا ولا أنـــال وصـــالا
وعلى الأفق وهـو أرحـب صـدر... احـيـن تـأبـى عـلـيّ إلا دلالا
وعلى المـاء وهـو يدنـو ولكـن... أنت أنـأى مـا كنـت قـط منـالا
وعلى الزهـر كلمـا نفـح النفحـة... ابعـدت فــي الخـيـال خـيـالا
وعلى الكأس أين من راحتي كـأس... إذا شـئـت أتـرعـت جـريـالا
وعلى الأرض أبصر الناس والأشياء... فيـهـا وأبـصــر الأجـيــالا


ومن روائع ما قال حسين سرحان :



فيا روحـا تحمـل غيـر قـال... وحقق في الخلـود لـه هـواه
تذكرت جسمك الملقـى برمـس... عتـت أحجـاره وقسـا ثـراه
قد انشعبت عناصـره وعـادتك... عـودة غائـب طالـت ثـواه
تجـد منـه بقايـا ذات شأن... تذكـر غافـلا مـا قـد سـلاه
تجد في الزهر وهو يضوع نشر... اويرقـص فـي كمائمـه نـداه
تجد في الـورد ممتنعـا بشـكو... إن لـم يمتنـع منـه شـذاه
تجده فـي إنـاء مـن زجـاج... ومـن طيـن طـواه ماطـواه
يـحللها التـراب ويحتويـهـا... ليمنحهـا النبـات ومـا غـذاه

صقـر عتيبـة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها