[align=center][align=center]
قال الامام ابن القيم رحمه الله : الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة :
أحدها
علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها و أن الله حرمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدناياوالرذائل كما يحمي الوالد االشفيق ولده عما يضره وهذا السبب يحمل العاقل على تركها ولو لم يعلق عليها وعيد العذاب .
السبب الثاني
الحياء من الله سبحانه فإن العبد متى علم بنظره اليه ومقامه عليه وأنه بمرأى منه ومسمع _ وكان حيياً _ استحى من ربه أن يتعرض مساخطه .
السبب الثالث
مراعاة نعمة الله عليك واحسانه لك فإن الذنوب تزيل النعم ولا بد .
السبب الرابع
خوف الله وخشيته وهذا السبب يقوى بالعلم واليقين ويضعف بضعفهم .
السبب الخامس
محبة الله وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن معاصيه فإن المحب لمن يحب مطيع , وانما تصدر المعصية من صعف المحبة وسلطانها .
السبب السادس
شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها أن تختار الأسباب التي تحطها وتضع قدرها وتسوي بينها وبين السفلة .
السبب السابع
قوة العلم بسوء العاقبة _ عاقبة المعصية _ وقبح أثرها والضرر الناشئ منها وسواد الوجه و ظلمته وضيقه وغمه وحزنه وشدة قلقه وتعريه من الثوب الذي جمله الله به .
السبب الثامن
قصر الأمل وعلمه بسرعة انتقاله أنه كمسافر دخل قرية وهو مزمع على الخروج منها .
السبب التاسع
من اعظم الاشياء ضرراً على النفس فراغها فإن النفس لا تقعد فارغة بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ولابد .
السبب العاشر
وهو الجامع لهذه الأسباب كلها ثبات شجرة الإيمان في القلب فصبر العبد عن المعاصي انما هو بحسب قوة ايمانه فإن من باشر قلبه الإيمان بقيام الله عليه ورؤيته له وتحريمه لما حرم وبغضه له ومقته لفاعله , وباشر قلبه الايمان بالثواب والعقاب امتنع من ان لا يعمل بموجب هذا العلم ومن ظن أنه يقوى على ترك المخالفات بدون الايمان الراسخ فقد غلط .
فهذه وصايا الامام الفقيه التلميذ الهمام ابن قيم الجوزية _ رحمه الله _ لا تخفى نفاستها على متأملها
اخذته من كتيب زاد التائبين لنجلاء الكثيري وهي اخذته من كتاب الامام ابن القيم طريق الهجرتين وباب السعادتين
[/align]
[/align]