العودة   منتديات عتيبه > الأقسام الإسلامية > منتدى الكتب والاشرطة والمقاطع الإسلامية

إضافة رد
كاتب الموضوع الوجيه محمد مشاركات 1 المشاهدات 719  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 09-19-2010, 12:22 AM   #1
معلومات العضو
عضو مشارك

رقم العضوية : 21008
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مجموع المشاركات : 92
قوة التقييم : 15
الوجيه محمد is on a distinguished road
Thumbs up أخطاؤنا في التعامل مع المشكلات ( للشيخ عبد الله بن محمد العسكر)


أخطاؤنا في التعامل مع المشكلات التي تحدث بيننا
أولاً : افتراض سوء الظن مسبقا .
وقد نهى الله عن ذلك فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }
وكثيرا ما يقع الندم بعد تبين الحقائق فعلينا الحذر من التعجل في تقبل الأخبار بل علينا حسن الظن و علينا التثبت كما أمرنا الله بذلك في قوله :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
وقال عز وجل في وجوب افتراض حسن الظن بالمؤمنين: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} وقال: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ، يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} .
ويدخل في هذا الباب باب سوء الظن بحر لا ساحل له من اتهام النيات كقول بعضهم : فلان يقصد إهانتي ، يريد إحراجي ، هدفه التشفي مني ... ونحو ذلك من الأمور التي ليس عليها دليل قاطع ؛ بل هي مجرد اتهامات وظنون ووساوس شيطانية ونفثات جهنمية لا تغني من الحق شيئا .

ثانياً ( من أخطائنا في التعامل مع المشكلات ): موقفنا الخاطئ من نقلة الأخبار .
والناقلون لنا للأخبار على صنفين :
إما مغرضون قاصدون للإفساد بين المسلمين ، وهم النمامون الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، فكم من أسرة مزقوا شملها ، وكم من الأصحاب عادت صحبتهم عداوة بسبب هؤلاء النمامين القتاتين كما سماهم الرسول - صلى الله عليه وسلم-
والنمام عاص لله ورسوله ، معرض نفسه لعقوبة ربه وسخطه .َعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - - لَا يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ قَتَّاتٌ - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي المسند عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ « إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ ». ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِى كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ « لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ».
والمنهج الصحيح الذي يجب أن يكون عليه المسلم هو قطع الطريق على هؤلاء المفسدين لأنهم في الغالب لا يتورعون عن الكذب
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مطلب
لئن كنت قد بلغت عني وشاية ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
روي أن رجلا زار أحد السلف وذكر له عن بعض إخوانه شيئاً يكرهه فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وأتيتني بثلاث جنايات : بغَّضت إلي أخي ، وشغلت قلبي بسببه ، واتهمت نفسَك الأمينة.
وكان بعضهم يقول: من أخبرك بشتم عن أخيك فهو الشاتم لك .
دخل رجل على عمر بن عبد العزيز وذكر عنده رجلا قال عمر: إن شئت نظرنا في أمرك
إن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية{ إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا} وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية{هـمـاز مـشـاء بنميم}وإن شئت عفونا عنك فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود لمثل ذلك
, وقال الحسن البصري : من نقل إليك حديثاً فاعلم أنه ينقل إلى غيرك حديثك

إن المرء العاقل هو من يحتفظ بعلاقاته الطيبة مع أحبابه وإخوانه ولا يسمح لأحد بأن يفسدها ويعكر صفوها .
قيل إن الإمام الشافعي رحمه الله كان عنه يكثر من زيارة الإمام أحمد وكان أحمد يقلل من زيارته هيبةً له فقيل للشافعي أنك لتزوره أكثر وهو المحتاج إليك !! ( وهذا نوع من التشويش في العلاقة بينهما من هؤلاء الناس ) فأنشد:
قالوا يزورك أحمد وتزوره ... قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته ... فلفضله فالفضل في الحالين له
كم نحن بحاجة إلى هذه الأخلاق العظيمة
وقد يكون ناقلو الأخبار ليس مقصودهم الإفساد ، فعلى المسلم أن يفترض أنهم أخطأوا في النقل : إما لضعف حفظهم أو لسوء فهمهم
وكم من عائبٍ قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السّقيم
ومن أنجع الطرق وأفضلها لعلاج ما يأتي به الناس من أخبار إليك أن لا تعجل في الحكم وإنما تتريث حتى تسمع من صاحب القول نفسه وأن تصارحه بما في نفسك وتبدي إليه ما في قلبك ، فتقول مثلا : بلغني يا أخي عنك أنك قلت كذا وكذا ، فإما أن يكون هذا الكلام كذبا عليه فينفي ما قيل ويثبت لك أنه منتحل عليه ، وإما أن يكون حقا لكنه زيد فيه وأنقص ، وإما أن يكون حقا لم يزد فيه لكن كانت له ظروف وملابسات ربما إذا عرفتها عذرت أخاك ، وربما لا يكون معذورا في ذلك كله فتمتثل عند ذلك خلق المؤمن المحتمل لزلل إخوانه فتقول له : سامحك الله وعفا عنك !! وتكون بذلك قد بالغت في إحراجه ، وكان ذلك له درسا لن ينساه .
جاء رجل إلى علي بن الحسين رحمه الله فقال: إن فلاناً شتمك وقال عنك كذا وكذا فقال: اذهب بنا إليه فذهب معه وهو يرى أنه ينتصر لنفسه فلما وصل إليه قال: يا أخي إن كان ما قلت في حقاً فغفر الله لي وإن كان ما قلت في باطلاً فغفر الله لك .

إن المكاشفة والمصارحة من أقوى الأسباب لوأد المشاكل في مهدها وإرغام الشيطان الذي يسعى في التحريش بين المؤمنين ولإفساد ذات البين .
ودعوني أنتقل بكم إلى صفحة مضيئة من حياة المعصوم - صلى الله عليه وسلم- تبين بجلاء كيف كان عليه الصلاة والسلام يعالج المشكلات التي تقع بين أصحابه من خلال هذا المنهج أعني منهج المصارحة والسماع المباشر من أطراف المشكلة .
وفي مسند أحمد وحسنه الشيخ شعيب- عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِى قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِى الأَنْصَارِ مِنْهَا شَىْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَىُّ مِنَ الأَنْصَارِ فِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَوْمَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَىَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِى أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِى هَذَا الْفَىْءِ الَّذِى أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِى قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَاماً فِى قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُ فِى هَذَا الْحَىِّ مِنَ الأَنْصَارِ شَىْءٌ. قَالَ « فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِى وَمَا أَنَا. قَالَ « فَاجْمَعْ لِى قَوْمَكَ فِى هَذِهِ الْحَظِيرَةِ ». قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ الأَنْصَارَ فِى تِلْكَ الْحَظِيرَةِ. قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَىُّ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِى هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ « يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِى عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ». قَالُوا بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ « أَلاَ تُجِيبُونَنِى يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ». قَالُوا وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ « أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيداً فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلاً فَآسَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ فِى أَنْفُسِكُم يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِى لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْماً لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلاَمِكُمْ أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ فِى رِحَالِكُمْ فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءاً مِنَ الأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْباً وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْباً لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ ». قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْماً وَحَظًّا.

ثالثا ( من أخطائنا في التعامل مع المشكلات ) : عدم القناعة بتحصيل بعض النتائج والحلول الجزئية ، والإصرار على أن يكون الحل كاملا لجميع أطراف المشكلة وسريعا لا يقبل التأجيل .
ويتضح هذا بصورة جلية في العلاقات بين الزوجين ؛ فكثير من المشاكل تتفاقم وربما أدت إلى الطلاق بسبب عدم قناعة الزوجين أو أحدهما بحلٍ لبعض جوانب المشكلة ، والمطالبة بحسمها نهائيا . وهذا خطأ محض وأكثر ما يكون في بداية الزواج؛حيث لم يتأقلم كل من الزوجين مع طبيعة الآخر ، والأمر يحتاج إلى زمن ، والزمن كفيل بعلاج كثير من المشكلات .

فوائد( تأجيل القرار ) وعواقب الاستعجال في القرار
إن الاستعجال في اتخاذ القرار قد يجر إلى عواقب وخيمة وندم طويل لا يجدي معه إصلاح ما فسد ولا جبر ما انكسر .
كم من زوج طلق زوجته بسبب مشكلة تافهة لم يتمالك فيها أعصابه ويضبط فيها عقله فندم على فعلته وجلس يبحث عمن يفتيه بإرجاعها فكان كحال الفرزدق حين طلق زوجته نوار فقال :
ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار
ولو أني ملكت يدي وقلبي ... لكان عليَّ للقَدَرِ الخيار
وكانتْ جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار
وكنت كفاقئ عينيه عمداً ... فأصبح ما يضيءُ له النهار
إن على الزوج أن ينظر إلى الجوانب الإيجابية في زوجته ولا يغفلها بحال من الأحوال ؛ فلئن كان مستوى جمالها دون ما يرجوه ويؤمله فلينظر إلى دينها وأخلاقها أو تدبيرها في بيتها أو نحو ذلك مما لا تكاد تخلو منه امرأة .
إن هذه النظرة المعتدلة لتخفف من غُلَواء المشاكل وتحدث توازنا في حياة الزوجين .
قال - صلى الله عليه وسلم- :« لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ » رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
وهكذا الحال بالنسبة للزوجة فينبغي لها أن لا تفترض الكمال في زوجها ، ولترضَ بما فيه من خير وتصبر على ما تراه فيه من نقص وتحاول أن تصلحه أو تخفف منه . ولتقارن نفسها بمن هي غير متزوجة أو مات عنها زوجها ، والعرب تقول ( زوج من عود خير من القعود ).

رابعا( من أخطائنا في التعامل مع مشكلاتنا ) علاج المشكلة بطريقة خاطئة قد تؤدي إلى تضخيم المشكلة بدلا من تحجيمها .
وهذا في الغالب دافعه قلة التجربة أو حدة الطبع .مثال ذلك قصة الأعرابي وبوله في طائفة المسجد .في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال:"بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه ، دعوه . فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن . فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه" .

وروى الإمام أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط وابن عساكر واللفظ له عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنه كان بينها وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلام، فقال لها: من ترضين بيني وبينك ؟ أترضين بعمر بن الخطاب ؟ قالت: لا، عمر فظ غليظ، قال - صلى الله عليه وسلم -: " أترضين بأبيك بيني وبينك ؟ قالت: نعم، فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذه من أمرها كذا ومن أمرها كذا قالت: فقلت: اتق الله، ولا تقل إلا حقا ! قالت: فرفع أبو بكر يده فرشم أنفي،( أي أحدث به سوادا من أثر الضربة ) وقال: أنت لا أم لك يابنة أم رومان تقولين الحق أنت وأبوك ولا يقوله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!
قالت: ثم قام إلى جريدة في البيت فجعل يضربني بها، فوليت هاربة منه فلزقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - أقسمت عليك لما خرجت فإنا لم نَدْعُكَ لهذا، فلما خرج قمت فتنحيت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اُدْنِي ، فأبيت أن أفعل فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها: لقد كنت من قبل شديدة اللصوق لي بظهري.
وفي رواية فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم - يقول لها...يترضاها: ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك، قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال: فأذن له فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله أشرِكاني سلمكما كما أشر كتماني في حربكما.

الوجيه محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-26-2010, 12:40 PM   #2
معلومات العضو
راعيه الشاص
عضو مميز

الصورة الرمزية راعيه الشاص
رقم العضوية : 14448
تاريخ التسجيل: Aug 2008
مجموع المشاركات : 3,211
الإقامة : البيت
قوة التقييم : 22
راعيه الشاص is on a distinguished road

جزاك الله الجنه

التوقيع : راعيه الشاص
راعيه الشاص غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها