حدّثني من أثق في حديثهِ وأنْ كنتُ أختلفُ معهُ في بعضٍ من أفكارهِ
قال : أسندتْ إليّ مهمةَ الإشراف العام على أحد المنتديات على الشبكة العنكبوتية
فجلست معي نفسي برهة من الزمن فجاءني الإيحاء في هزيع من ليل
فأ تخذت قراراً نافذاً لا رجعة ولا تشاور فيه ..
كنت أعتقدّ أنّ الرجلَ قد رُزق بمعجزة إدارية أوخطة عمل تتناقلها المنتديات
وتتسارع في تطبيقها , فأنتظرت بشغف وترقب لسماع ذلك القرار وصدى تطبيقه
قال : لقد أتخذتُ قراراً بمنع المعرّفات النسائية والإبقاء على ذكور القبيلة فقط .
قلت ماشاء الله عليك وعلى قرارك الذي لم ياتِ إلا مع السحر
وأخذ يسهب في ذكر الأسباب وكيف أن منتداهم الموقر لم يتأثر ترتيبه
في قائمة الشبكة بل تخطى مركزه القديم للأمام بعدة مراكز ..
لكنني لم أقتنع بما قال فقلت ياعزيزي : لا يختلف فكر المرأة ثقافةً وإداركاً ورؤى
عن فكرالرجل .. وحاولت أن استشهد بنظرية سوسير بموت المؤلف وإعتماد الأثر
فقط دون النظر لمن يقف خلفه , فشعرتُ إزاء ذلك أنني في واد وصاحبنا في شعيب
ينادي بمكبرات الصوت ممنوع دخول المعرّفات النسائية ..
فقلت : لكننا في الحياة العامة ننهض عن المقعد , ونفسح للمرأة المجال
ونعطل حركة المرور حتى تعبر إلى الجهة الأخرى.
ونقدمها على الطواببر عند مكائن الصرف بكل أريحية
وقلت إذا كان الرجل جناح الطائر فإن المرأة هي جناحه الأخر
والطائر لا يستطيع التحليق متى ما كان جناحه مكسورا
فقاطعني قائلاً : لا رجعة في قراري
هل بالفعل لا تزال هناك عقول تفكر بهذه الطريقة العقيمة !!!