أنفع النوم:
أن ينام على الشق الأيمن ,ليستقر الطعام بهذهـ الهيئةفي المعدة استقرارا حسنا,فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيسرقليلا,ثم يتحول إلى الشق الأيسرقليلا,ليسرع الهضم بذلك لاستمالة المعدة على الكبد,ثم يستقر نومهـ على الجانب الأيمن ,ليكون الغذاء أسرع انحدارا عن المعدة,فيكون النوم على الجانب الأيمن بداءة نومهـ ونهايتهـ,وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب,بسبب ميل الأعضاء إليهـ,فتنصب إليه المواد.
وأردأالنوم:
النوم على الظهر,ولايضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم
وأردأمنه:أن ينام منبطحاعلى وجههـ.
مر النبي صلاة الله وسلامه عليه على رجل,نائم في المسجد منبطح على وجههـ فضربهـ برجلهـ وقال له :{قم أواقعدفإنها نومة جهنمية}.
ورأى عبد الله بن عباس ابناله نائما نومة الصبحة,فقال له: {أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟!}
وقيل نوم النهار ثلاثة :خلق,وخرق,وحمق
فالخلق:نوم الهاجرة,وهي خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والخرق:نومة الضحى,يشغل عن أمر الدنياوالآخرة.
والحمق:نومة العصر.
قال بعض السلف :من نام العصر ,فاختلس عقله ,فلايلومن إلانفسهـ.
وقد نهى عليه الصلاة والسلام من أن يقعد الرجل بين الظل والشمس .
وفي هذا تنبيهـ على منع النوم بينهما.
وقد قيل :إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن:
أن لايستغرق النائم في نومهـ ,لأن القلب فيهـ ميل إلى جهة اليسار,فإذا نام على جنبهـ الأيمن ,طلب القلب مستقرهـ من الجانب الأيسر,وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقالهـ في نومهـ ,بخلاف قراره في النوم على الجانب اليسارظوفإنهـ مستقرهـ,فيحصل بذلكـ الدعة التامة,فيستغرق في نومه ويستثقل,فيفوتهـ مصالح دينهـ ودنياهـ.
المصدر الطب النبوي لابن القيم...