مناحي القثامي
أعجب مع غيري لظهور ظواهر جديدة في هذا الزمن الردىء لاننا بالفعل نعيش في هذا الزمن الذي أفرز معطيات جديدة يحق لكل منصف ان يقول انه زمن العجائب غير المحببة لدى الأجيال التي عاشت عصور الاتقان والمصداقية ففي هذا العصر ظهرت الصناعة المقلدة وخواء العقول والتيه والضياع بعد فقدان سيطرة العقل على حسن الانتاج السليم واصبح السكوت على الأعمال العبثية مسلم به عند البعض بعد غياب جيل رواد البحث المتقن ولذلك تظل سمة السكوت عن قول الحق من عجائب هذا الزمن وفي ذلك خيانة كبرى عندما يصمت الباحث والمؤرخ عن قول الحقيقة الواضحة ولا يصح لنا في هذا المجال ترك الأمور تجري على عواهنها دون حراك مطلوب من اجل انقاذ تراثنا الاصيل من العبث والتشويه وهذا واجب على كل المثقفين التصدي لتخريصات وأوهام بعض طلاب الشهرة ومحاولة القفز على الحقائق المتعارف عليها وهذا ما دفعني بقوة الى مناقشة كتاب (تحقيق نسب قبيلة عتيبة) للأخ تركي القداح الذي جاء بما لم تأت به الاوائل واستغرب من الأخ القداح هذا الاصرار على مخالفة الحقائق في نسبة قبائل عتيبة الى كنانة وليس الى هوازن كما هو معروف ويعلم الله انني أكن له التقدير والمحبة ولكن بعد صدور كتابه هذا أجد نفسي مجبراً على الدفاع عن الحقيقة وحدها فقط وبعد صدور الكتاب اصبح الأمر مشاعاً لسيادة الخطأ بين العامة وربما يعتمد على هذه الاخطاء الاجيال القادمة وهذا لا يبرر ترك ما جاء في كتاب الاخ القداح كما جاء انما مطلوب تفنيد الاخطاء وتصحيحها من أجل مصلحة المتلقي والمفترض في المؤلف ان يطبق مقولة (من ألف فقد استهدف) هكذا قال رواد تأليف كتب التراث العربي القديم وعليه الابتعاد عن الظن والتخريص والآراء المتسرعة كما جاء في كتابه هذا الذي حشد له بعض الاخوان لتقديم مقدمات لكتابه من أجل تقوية حجته وهم أجلاء نقدرهم ولكن لا جديد فيما قالوا عدا قلة منهم والهدف من هذه المقدمات هو المجاملة فقط على حساب الحقيقة وهؤلاء الذين قدموا له هم الشيخ ابراهيم بن عواض والشيخ بندر بن سلطان العبود والغريب ان الشيخ بندر نفى أن جشم هم أصل القثمة وأن عتيبة تنسب الى شبابه ولا تنسب الى هوازن قيس ويؤكد بندر العبود ان شعراء عتيبة العوام في فترة الركود الفكري مثل دليم الطر وسلطان المريبض وهم مصدر تأكيد رأيه، كما قدم لكتاب القداح أيضاً سجدي بن مناحي الهيضل ولا جديد فيما قاله حول شبابه من كنانة وهوازن قيس وتبعه ايضاً في التقديم الشيخ ضيف الله بن حجنه ولا حسم في كلامه في الأمر وقدم له ايضاً الشيخ ضيف الله بن مسفر وكذلك الشيخ عبدالرحمن بن مسفر بن ربيعان والشيخ عفاس بن محيا والشيخ عواض أبالعون والشيخ عيضه بن محمد والشيخ فيحان بن فهيد والشيخ فيحان بن هذلول والشيخ متعب بن جمل المهري والشيخ محمد بن حميد والشيخ محمد بن هليل الذي صدق عندما قال للمؤلف القداح (اترك الرأي الى الباحثين) فقد صدق في قوله ولم يخش في الله لومة لائمة وكذلك صدق ايضاً الاستاذ الدكتور عبدالله العبادي وكيل جامعة الطائف الذي قال ايضاً : (الباحثون وحدهم سوف يسعون الى تأكيد ما ذهب اليه) وبذلك لم يجامل الاستاذ الدكتور العبادي وكذلك الشيخ ابن هليل كما جامله البعض وقدم له ايضاً الشيخ عثمان حربي الثبيتي والاستاذ علي بن سالم الصيخان وعلى غير المتعارف عليه جمع العديد من غير النسابين لتقديم مقدمات لكتابه هذا وهذا خلاف المتعارف عليه في مجال التأليف حيث حشد هؤلاء على شكل فزعة وتأكيداً لرأيه الواهي وقد بلغت المقدمات حوالي ثمان عشرة مقدمة فكيف هذا وهل منهم مختصون اكثرهم شيوخ قبائل وعوارف وهذا لا يعطي مصداقية لكتاب الاستاذ القداح واعتبر ذلك ضمن تقليعات هذا العصر الهامشي.. ثم جاء المؤلف بمقدمته لكتابه هذا وللأسف في مقدمته تناقض واضح بين عدم الدعوة الى الاهتمام بعلم الانساب وان هذا فيه سبب للفرقة ومرة ثانية يورد نصوصاً تحث على تعلم علوم النسب ثم يستمر في قوله ضد من يخالفه الرأي من فطاحل العلماء ومنهم علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر (ليس له معرفة بعلم النسب..) بما يعني ان القداح وحده من تجرأ كما يظن انه من يملك الحقيقة في علم النسب وهذا فيه تطاول واحتكار لهذا المجال له وحدة.
ويتبع في حلقات قادمة..