صدقيني يا سيدتي سقيا أن النفس جازت بالفعل عن المدونة
ولم يعد هناك ما يربطني بها إلا مجرد كونها ذكرى عابرة وجميلة كأشياء كثيرة تمر بنا ونتمنى بقاءها بالفعل
كالطفولة مثلا ؛ فاﻹنسان يمر بهذه المرحلة متمنيا زوالها بسرعة عن كاهله ولكنه ما يلبث أن يتدثر سريعا بالحنين إليها
ﻷسباب عند التأمل يجهلها العاقل اللبيب
وبالنسبة لمدونتك الكريمة يا سيدتي سقيا
فلا يوجد أي وجه للمقارنة بينها وبين مدونتنا العامرة بالمآسي والجراح
فشتان ما بين الثرى والثريا يا سقيا
فمدونتك مهما كتبت أو قلت عنها تظل أكبر من الكلمات وأسمى من المعاني
أولا : لصدق مشاعرها و عظمة الكبرياء اﻹنساني الذي تتحلى به
ثانيا : براعة تسخير الحروف للمعاني التي تريد تناولها السيدة النبيلة وكأن تلك الحروف على حالة وفاق أبدي وتام مع المعاني
ثالثا : روعة الاختيار الذي يلزم المتابع على اﻹصغاء دون إرادة منه أو عناء
رابعا : القدرة على التنويع و إضفاء الجماليات الشكلية التي تسرق اللب وتسترعي اﻹنتباه والتأمل وتضفي بهاءا قل نظيره على المضمون ، و إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الذكاء المفرط الذي تتزين به السيدة اﻷنيقة سقيا
خامسا : الخروج عن المعتاد والمألوف .. وهذه أحد أهم مميزات تلك المدونة العبقرية
هذا غير اﻹنسجام التام الذي يلحظه المتابع بين شخصية صاحبة المدونة والمدونة .. وهو دليل صارخ على التصالح مع الذات
وصدقيني أيتها الكريمة أنني لو استطردت في توصيف تلك المدونة ومميزاتها التي لا تحصى
لما كفتني هذه اللحظات اليسيرة في تناولها وسردها.. فالمعذرة أبعثها إليك من القلب
وبالنسبة لمسألة الكفاح والعودة لمدونتي
فأفضل ما يمكن أن يقال أن الزمن هو الكفيل ربما بذلك
أما مسألة مشاكساتي التي تجهلونها .. فأنا حقيقة أجهلها مثلكم وهذا أحد اﻷسرار التي أجبرتني على إغلاقها يا سقيا
شكرا من القلب على اهتمامك
تحية الورد الطائفي لروح السيدة العظيمة