يبدأ اسم الطائف يتردد على ألسنة الاسر في السعودية ودول الخليج الاخرى في هذا الوقت من كل عام، فالطائف هي "عروس المصايف"،
وتعد مصيف الخليج الأول، فمئات الاسر تجعل وجهتها الى مدينة الورود، التي تتزين ـ كما في كل صيف ـ بحلل الورد، وتكتسي الجمال
بهوائها الشامي، ومائها البارد، متوسد جبال غزوان بموقعٍ استراتيجي يتصل بجبال ممتدة في السراوات ومتصلة بهضبة نجد، تتهيأ عروس
المصائف الان لاستقبال المصطافين من كل حدب وصوب. وتعود قصة تسمية هذه المدينة بالطائف الى عدة روايات تاريخية، إذ تعيد احدى
الروايات التسمية الى ان المدينة طفت على الماء أثناء الطوفان الذي ضرب الارض في عهود سحيقة، ورواية اخرى تقول انها كانت قرية
بالشام، أو جنة بصنعاء لأصحاب الصريم.
في العهد السعودي أوليت الطائف عناية خاصة وأصبحت العاصمة
السعودية الصيفية، بعد أن كان العثمانيون قد أهملوها ردحا من الزمن، وفطنت لها الدولة السعودية وأضفت عليها المقومات السياحية الجذابة
ونصبت لها المشاريع التنموية حتى تحولت الى جاذب سياحي متميز يؤمه نحو مليوني سائح سنوياً.
ولا تتوقف عجلة النمو في الطائف عند سقف محدد، فيقول أحمد ناصر العبيكان رئيس مجموعة أحمد العبيكان للاستثمارات العقارية، إن
الطائف مقبلة على حجم مشاريع استثمارية تقدر بحوالي 2 مليار سعودي، ويؤكد أن الطائف مدينة الجمال تتميز بعوامل جغرافية تجعلها
من الأماكن الجديرة بالإهتمام في مجال الاستثمار السياحي.
ويضيف العبيكان أن التوقع مجال الاستثمارات السياحية واضح وقوي، بسبب امتلاك الطائف المقومات الأساسية لأي مشروعٍ سياحي واعد،
من حيث الموقع وتوفر الإمكانات من النواحي الفنية والبنية والتحتية .
وعن المحفزات التي يمكن تقديمها لتستقطب رجال الأعمال من خارج المحافظة أورد أحمد العبيكان أنها تتمثل في القضاء على الروتين في
إجراء المعاملات، واختصار السلسلة الطويلة من الاجراءات التي تسبب المعاناة للمستثمر، الى جانب إيجاد هيئة تعتني بالمشاريع السياحية،
لتكون حلقة الوصل بين المستثمر والجهات الحكومية أسوة بدول الجوار.
وبين رئيس اللجنة العقارية الاستثمارية ضرورة تحديث الأنظمة التي مرت عليها عشرات السنين، وذلك عبر إيجاد آلية عمل لدى الغرفة
التجارية والبلديات والهيئة العليا للسياحية لتقوم بدراسة وتحليل الواقع الإستثماري ووضعه على خارطة الاستثمار والدعاية لها. وطالب بتبني
الهيئة العليا للسياحة المناطق السياحية، حتى تتمكن من استخراج تصاريحها بعيدا عن البلديات، وأوضح أحمد العبيكان أن من المشاريع
الضخمة التي يجري العمل فيها الآن هي مشروع قلب الطائف، ومشروع سوق العبيكان والنخيل، ومن المخططات المستقبلية انشاء
مدينة الملك عبد الله السياحية، الى جانب مشروع صحي وترفيهي جديد، وهو الآن طور الدراسة والتخطيط وسيكون من أضخم المشاريع على
مستوى المملكة، وكذلك مشروع في منطقة الهدا يشمل عدة أبراج ومرافق سياحية وترفيهية كبيرة.
ولعل من أهم المشروعات الاستثمارية التي قام بها القطاع الخاص في إطار الشراكة الفاعلة مع أجهزة الدولة المختلفة إقامة أكثر من 20
فندقا ( إضافة إلى فندقين من الدرجة الممتازة أنشأتهما وزارة المالية ) وأكثر من 450 عمارة للشقق المفروشة من مختلف المستويات وعدد
من المنتجعات والقرى السياحية ومراكز التسوق، كما أن الجهود التي قامت بها شركة الطائف للاستثمار والسياحة في دعم السياحة
بالمحافظة من خلال تنفيذ وتشغيل مشروع العربات المعلقة (التلفريك) الذي يربط الهدا بسهول تهامة، ومشروع قرية الكر السياحية التي تضم
مجموعة من الألعاب المائية، وإقامة فندق على أعلى المستويات تعتبر إسهامات ملحوظة على شبكة الخدمات السياحة التي اضطلع بها القطاع
الخاص في المحافظة، إضافة إلى أكثر من 8 مكاتب للسياحة والسفر ومطاعم متعددة للوجبات السريعة وعدد من فروع وكالات تأجير
السيارات. ويوضح الدكتور محمد قاري مدير الجهاز السياحي بالطائف، أن الطائف تمتلك مقومات كبيرة لتطوير وتنويع المنتج السياحي بحيث
يتعدى السياحة المعتمدة على الطبيعة والمناخ إلى السياحة العلاجية التي تسير نحو إقامة العديد من مراكز الاستشفاء العالمية بالتعاون مع
القطاع الخاص، إضافة إلى السياحة الأثرية، حيث تضم الطائف العديد من المساجد الأثرية والسدود القديمة والقصور التراثية، وفي مقدمتها
قصر الكاتب وقصر الكعكي وقصر ابن سليمان وغيرها، كما تنتشر النقوش الأثرية في عدد من الجبال المحيطة بالمدينة، ويأتي سوق عكاظ
الذي يقع على طريق الرياض بالقرب من منطقة العرفاء شاهدا على المكانة الثقافية والتاريخية للمحافظة.
وتبذل حاليا جهود من الجهات ذات العلاقة لإقامة العديد من المناشط الثقافية والسياحية المتنوعة ، كما يسهم المتحف الإقليمي بقصر شبرا
التاريخي ومتحف وطني، ومتحف عكاظ ومتحف الحجاز وغيرها في استقبال الزوار الذين تتزايد إعدادهم عاما بعد عام.
ويعود قاري بالقول إن مشروع تطوير وسط الطائف يعتبرمن أهم المشروعات التي تشهدها محافظة الطائف حاليا، حيث تقوم وزارة
الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة لجعل منطقة وسط الطائف وجهة سياحية متميزة، كما أن منطقتي الهدا والشفا
والمناطق الواقعة بينهما تخضع لدراسات مستفيضة، إضافة إلى منطقة سيسد، وهناك جهود تبذلها الهيئة العليا للسياحة لإيجاد وجهات سياحية
جديدة، وتعتبر منطقة الوعبة وعشيرة وسوق عكاظ والمواقع الطبيعية في جنوب الطائف من المواقع المؤهلة لأن تكون وجهات سياحية مميزة.
ويستطرد رئيس الجهاز السياحي أن هناك مهرجانا شتويا سيتحول اسمه هذا العام إلى (مهرجان الربيع) ويستمر أكثر من شهرين وستحتفل
السياحة بالمهرجان الشتوي الخامس الذي يأتي في إطار الحد من الموسمية التي تعاني منها عدد من المناطق السياحية في المملكة. كما
شهدت الطائف هذا العام إقامة المهرجان الرابع للورد الطائفي بدعم من الهيئة العليا للسياحة، وهناك توجه لتحويله إلى مهرجان وطني كما أن
العمل جارٍ على الإعداد في مجال الاستراحات الريفية، حيث تنتشر العديد من المواقع المميزة التي يملكها القطاع الخاص في عدد من المناطق
السياحية المشهورة كالهدا والشفا والمناطق السياحية التي تقع خارج المدينة كطريق السيل، وبني سعد وبني مالك وبالحارث وثقيف وغيرها.
ويشير الى أنه تمت المشاركة في معارض السفر والسياحة في كل من دبي والقاهرة، وتمت إقامة عدد من المعارض المتنقلة في عدد من
مناطق المملكة للتسويق للسياحة بالمحافظة مع التركيز على الفترات التي تلي موسم الصيف، حيث نسعى لإقامة معارض تسويقية في كل من
الرياض والقصيم وغيرها، كما يجري العمل حاليا على إعداد فيلم عن السياحة بالمحافظة بالتعاون مع القطاع الخاص.
وفي هذا الإطار تم عقد العديد من الاجتماعات مع عدد من الشركات المحلية المتخصصة لادخال المراكز السياحية بالمحافظة ضمن برامجها
السياحية التي تلي العمرة ، وتم تقديم أسعار تشجيعية في الفنادق والشقق المفروشة والمتنزهات السياحية لهذه المجموعات التي يتم
استطلاع آرائها بعد الزيارة للاستفادة منها في التخطيط للخدمات السياحية المستقبلية ومعرفة جوانب القصور وتلافيها وتعزيز الجوانب
الايجابية وتطويرها. وتأتي هذه التطورات السياحية في وقت تجاوزت فيه عدد الوحدات السكنية السياحية بمحافظة الطائف 6000 وحدة
قائمة يجري العمل على اضافة أكثر من 1500وحدة سكنية سياحية جديدة خلال الفترة المقبلة بما يعزز قدرة قطاع الإيواء السياحي
بالمحافظة ويفتح مجالاً أرحب لتطور الخدمات وانخفاض الاسعار. وتضم مجمعات الشقق المفروشة بالطائف حالياً 3500 وحدة مجهزة وبفئات
مختلفة، بينما تحتوي الفنادق على 2500 غرفة وهناك مشاريع مستمرة لاقامة مجمعات الشقق المفروشة بأنحاء متفرقة من المدينة
بالاضافة إلى المواقع السياحية ومداخل الطائف البرية واستثمارات ضخمة في إقامة المنشآت الفندقية على رأسها فندق الأنتر كونتيننتال
وفندق بهادر الهدا وفندق المريديان والأسواق والمكاتب الإدارية والمرافق الترفيهية والخدمات السياحية بالطائف يجري العمل فيها حاليا
بما يزيد تكلفته على 1.3 مليار ريال، بينما من المتوقع أن تستقطب الطائف المزيد من الاستثمارات السياحية عقب الانتهاء من تنفيذ ازدواج
طريقي الهدا – الكر والطائف – الباحة (الجنوب) وهما مشروعان ضخمان لوزارة النقل سيكون لهما أثرهما التنموي السريع على جميع
المراكز والقرى السياحية جنوب الطائف.
أماكن يجب زيارتها: إذا كنت من عشاق الآثار فستجد ضالتك في هذه المدينة الأثرية التي ظلت شاهداً حياً ومنارة يختلج في ذاتها عبق
الماضي بتجلياته من المساجد والسدود والنقوش الأثرية الضاربة بعمق في أطناب الماضي، حيث تحتوي على 70 سدا أثريا عمرها أكثر من 1000
عام مثل سد السملقي يقع جنوب غرب الطائف بحوالي 18 كم ويعرف باسم سد ثمالة، شيدوه بنو هلال في العصر الجاهلي و سد قريقير يقع
في وادي عرضة على طريق الشفا وسد العقرب يقع جنوب غرب الطائف وطوله اكثر من 113 مترا وارتفاعه 4 أمتار وعرضه 5
أمتار، بالاضافة الى سدود حديثه وكبيرة أشهرها سد عكرمة ، سد ليه ، سد صعب ، سد اللصب سد تربة الجوفي الوحيد من نوعه في المملكة
وسد سيسد يقع جنوب شرق الطائف بحمى سيسد وتصب مياهه في وادي سيسد الشهير. ومن الأماكن الأثرية والتاريخية ستمد عينيك إلى
ملعب "ابو زيد الهلالي" ويقع في قرية غرابة ببني سعد وسوق عكاظ ويقع الى الشمال الشرقي من مدينة الطائف والبركة وتقع غرب طريق
الرياض وبها كثير من النقوش والآثار التاريخية وأم السباع وتقع في شمال الردف وبها كثير من الآثار المنحوته في الصخوروالشفا وبه
بعض القلاع والحصون القديمة وقصر شبرا الذي يحوي متحفاً رائعاً يكون محط أنظار كثير من السياح والقادمين.