[ALIGN=CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة و آه غيرها التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]متى تفهم ؟ متى يا سيدي تفهم ؟
بأني لست واحدة .. كغيري ، من صديقاتك
ولا فتحا نسائيا يضاف الى فتوحاتك
ولا رقما من الأرقام .. يعبر في سجلاتك . متى تفهم ؟
متى تفهم ؟ ايا جملا من الصحراء لم يلجم
ويامن يأكل الجدري منك الوجه والمعصم
بأني لن اكون هنا ... رمادا في سجاراتك
ورأسا ... بين آلاف الرؤوس على مخداتك
وتمثالا تزيد عليه في حمى مزاداتك
ونهدا فوق مرمره ... تسجل شكل بصماتك
متى تفهم ؟ بانك لم تخدرني بجاهك ، او اماراتك
ولن تتملك الدنيا ... بنفطك وامتيازاتك
وبالبترول ، يعبق من عباءاتك
وبالعربات تطرحها على قدمي عشيقاتك
بلا عدد ... فأين ظهور ناقاتك ؟
وأين الوشم فوق يديك ؟ اين ثقوب خيامك
ايا متشقق القدمين ... ياعبد انفعالاتك
ويا من صارت الزوجات بعضا من هواياتك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات ... في جدران صالاتك
متى تفهم ؟
تمرغ يا امير النفط ... فوق وحول لذاتك ...كممسحة ...
تمرغ في ضلالاتك لك البترول فاعصره
على قدمي خليلاتك
كهوف الليل في باريس قد قتلت مروءاتك
على اقدام مومسه هناك ... دفنت ثاراتك
فبعت القدس ...بعت الله ... بعت رماد امواتك
كأن حراب اسرائيل لم تجهض شقيقاتك
ولم تهدم منازلنا ...ولم تحرق مصاحفنا...
ولاراياتها ارتفعت ... على اشلاء راياتك
كأن جميع من صلبوا
على الاشجار في يافا وفي حيفا
وبئر السبع ... ليسوا من سلالاتك
تغوص القدس في دمها ، وانت صريع شهواتك
تنام ...كأنما المأسات ليست بعض مأساتك
متى تفهم ؟
متى يستيقظ الانسان في ذاتك[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]تحياتي ..للجميع[/ALIGN]