{ وَرَعُ عــــــائشة وتَقْوَاها..}
كَانَت ْ رَضِي الله عَنْها عَابِدة زَاهِدة تصوم الدّهْرَ وَلاتفطر إلا يوم أضْحَى أو يوم فطر وتقضي جلّ وَقتِها في الصّلاة وَقِيام اللّيل , وكَانَت كَثِيرة البكاء في قِيَامها الليل ..
وكَانَتْ رَضِي الله عَنْها : لاتَدَع قِيام الليل فإن رَسُول الله صَلّى الله عليه وسلم لايَدَعه وَكَان إذا مرض أو كسل صلّى قاعداً ..
وكانت تطيل الصلاة ,.. عَن ْعبَدالله بِنْ أبي مُوسَى قال : أَرْسَلِني مُدرك أو ابن مُدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء قال : فَأتَيْتها فإذَا هي تُصلي الضحى فَقلُت : أَقعد حتى تفرغ فقالوا : هيهات , أي انتظارك سيطول لأنها تُطِيل الصلاة مِنْ ركُوعٍ وسجود وقيام .
وكانت تصوم في أشد الحَر فقد أخرج أحمد في مسنده : أن عبدالرحمن بنْ أبي بكر دَخَلَ عائشة يوم عرفة وهي صائِمة والماء يرش عَلَيها فقالَ لها عبدالرحمن : أفطِري , فقالت : أفطر وَقَد سَمِعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : "إِنّ صوم يوم عرفة يكَفر العام الذي قبله "
وكانت صاحبة كرمٍ وجُود , ولمْ تَحتَفِظ فِي بَيْتها بدرهم ولا ديْنَار .. قال الزبير : لَقَد رِأَيتُ عائشة ـ رضي الله عنْها ـ تُقَسّمُ سبعين أَلفاً , وإنّها لترقع جَيْبَ درعها .. يقول عروة : ماكانت عائشة تَسْتَجدُّ ثَوباً حتى ترقع ثوبها , وجَاءها يومًا من مِعاوِيه ثمَانون أَلَفا ... ما أمسى درهم ..
قالت لها جاريتها : فهلا اشتريت لنا لحمًا بِدرهم ؟؟ قالت : لو ذكرتِيني لَفعَلْت , وكانت دائمًا تَقُول حديث النبي صلى الله عليه وسلم " اتقوا النار ولو بشق تمر "
وكانت -رضي الله عنها- تردد قائلة وددت أني مِتُّ وكنت نسيًا منسِيًا ..
من كتاب:نساء في الجنة / لـ أحمد بن عبدالعزيز الحصين