أخي الكريم الجعفري
مع كل التقدير و الأحترام لك و لقبيلة عنزه العزيزة . هناك خلط في كثير مما ذكرت:
أولا: القصيدة التي أوردتها و تقول أنها لابن دبلان الرويلي هي صورة مشوههة لقصيدة الشاعر الكبير محمد العوني في كون الجوف و هي عرضة لا تزال شمر تعرضها في المناسبات و سببها باختصار أن أهل الجوف انقلبوا على أبن مويشير كبيرهم في ذلك الوقت فاستعانوا بابن شعلان عليه حيث حاصروه في قصره فقام بطلب مساعدة ابن رشيد ( سعود العبدالعزيز المتعب) فهب على عجل لنجدته دون أن يجهز للمعركة أسباب الأنتصار فيها. فلما وصل أطراف الجوف وجد أن القوم عددهم و عدتهم تفوق مقدرته بكثير و كان معه العوني حاضرا الواقعه. فما كان منه الا أن ارسل قصيدته المشهورة على لسن ابن رشيد. يستنجد بشمر و يطلب المساعدة، و من هذه القصيدة:
راكب فوق حر يذعره ظله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، مثل طير كفخ من كف قضابه
ماحلا فزته والخرج زاه له
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، والميارك علي متنه تثني به
من سكاك ترحل واترك الذله
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،، واحذرالخوف هاجوسك تهني به
سر لشمر وخبر لابتي كله
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،، لابه بالملاقي حي من لابه
قل لوادي ابوعافت بعد قله
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،، يانهار على الجوبه تحلابه
الدخن فوقنا كن الدجي ظله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، والرويلي وابن شعلان و اقرابه
دريو اني قليل وادركو خله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وارتكينا بعون الله وحجابه
مانعرف الضحي من كثر خلق الله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وين شمر هل العادات والجابه
هذا بالنسبة للقصيدة.
أما مقتل بنية الجربا فهو معروف و لا خلاف عليه بين المؤرخين و سوالف العوام. و ملخصه أنه قتل في معركة كانت الأطراف الأخرى فيها: المنتفق و الدولة العثمانية و العبيد و الرولة من عنزة. و هي معركة وقعت في في منطقة الأنبار جنوب غرب العراق ..
و كان معاصرا لزمن بنية الجربا المؤرخ المشهور - عثمان بن سند الوايلي - و قد فصل في كتابه ( مطالع السعود في أخبار الوالي داوود ) تلك الحادثة و غيرها من الأحداث المرتبطة بالجربان الأوائل ك مطلق و فارس و قرينيس.
مما قال الوائلي في بنية الجربا:
أن بنية الجربا عبر الى الفرات الغربي عند خزاعه في زمن الوالي سعيد باشا الذي سلم الأمور لشيخ الدليم ( قاسم الشاوي) الذي كان يحمل الضغائن بسب ما كان بينه و بين فارس الجربا.
فلما علم ( الدريعي) الرويلي بعبور بنية و من معه من شمر أرسل الى حمود بن ثامر شيخ المنتفق و كذلك الى قاسم الشاوي شيخ الدليم و معه العسكر العثماني فحصلت معركة رهيبة حسب ما وصفها بن سند قتل فيها بنية الجربا حيث وردت عدة روايات عن كيفية قتله منها أنه سقط تحت فرسه حين سحب لجامها بقوة أثناء المعركة. و لكن الأكيد هو أن رأسه قد جز و وضع فيما بعد في مجلس ابن سعدون، و كان في المجلس أحد أبناء قبيلة شمر و الذي آلمه منظر الرأس المقطوع فقال بيتين من القصيد ثم مات كمدا على ما جرى.
و اليتان هما:
خذلت شيــخ يا عســـى الله يخذلك ** و حطيت له حبل الشرك ثم قفيت
تسعين لحية من ربوعك غدت لك ** وش عاد يا خصاي الأدياك سويت.
و عندما أنشد الشمري هذه البيتين سمعه أحد الحراس و من الصباح أخبر شيخ السعدون ناصر الأشقر
بقصة البيتين و الشمري فأمر ناصر الأشقر بإحضار الشمري لهو لما ذهبوا طلبا للشمري
وجدوه في فراشه ميتا من القهر ....!
و لما أخبروا ناصر الأشقر عن موت الشمري قال : من سماهم الطنايا ما كذب !
و في رواية أخرى :
أنه في معركة مناخ التي حصلت بين قبائل المنتفق بقيادة ناصر الأشقر السعدون و معه والي البصرة
العثماني آنذاك و قبائل شمر بقيادة الشيخ بنيه بن قرينيس الجربا ...
استطاعت قبيلة شمر أن ترد أعدائها حتى يصلوا إلى ( الصابور ) و الصابور كلمة تركية تعني خيام
أصحاب البواريد .. فترجع قبيلة شمر .. و في هذه الأثناء نصب الأتراك كمينا للفارس بنيه الجربا حيث
حفروا له حفرة و غطوها ببعض الأعشاب و في المعركة عثرت فرس الشيخ بنيه الجربا و سقط عنها
فعجلوا بقتله و قطعوا رأسه ..
.... و قد رثته بنته عبطا بنت بنيه الجربا :
البارحه عين المشـقّى جراله 00 سهر إلا ما بيّـن الصبح و إنجال
بالقلب صدع ما يفوت الدوا له 00 متجمله و الله عليم با الأحوال
عليك يا ستر العذارى دلاله 00 أوي والله يا أهل العلم خيال
بنيه بعيد العلم يسوى عداله 00 ياما صفقت يمناه من مال و رجال
ياما نحى بالسيف من صعب قاله 00 و ياما لطم من دونكم كل من عال
و ياما شربتوا من قهاوي دلاله 00 وقت القسى يرخص لكم غالي الآمال
تقنطرت يا حي هاك السلاله 00 بوجيه حمر المنتفق ماضي الأفعال
هو الفقيد من عواني رجاله 00 صادوه بالحيلات في خندق الجال
و بعد أن قتلوا الشيخ بنيه الجربا قام ناصر الأشقرالسعدون بتعليق رأس بنيه الجربا أما باب
بعد ذلك قام عبدالعزيز مطلق الجربا بذبح شيخ المنتفق ناصر الأشقر الذي قتل بنيه الجربا و بعد
أن قتله قطع رأسه و كفه التي كان الشيخ ناصر السعدون يلبس بها خاتمه و من ثم أحرق رأسه بالنار
و أرسله لقبائل المنتفق إهانتا لهم ...
و الشاهد قول الشاعر الحريري :
شمر سطام الموت كان أنت عيال 00 ياما غدى بنحورهم من شفيه
يطلع من الجربان ما يلده البال 00 لا مات واحد قام الآخر بزيه
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين ,,,