( أبو علي ) وصديقه ورمضان 00!!

[سعيد الفهمي]

وقف ( أبو علي ) متأملاً حاله مع رمضان 00!!



يا إلهي كم من رمضان مرّ عليّ ولم أستغله ؟




لم أختم فيه القرآن أكثر من مره ؟ ولم أحرص فيه على صلاة التراويح مع الإمام ؟




لا أدري لماذا ؟!



يا ربّ مرّ عليّ عشرات السنوات وأنا مواصل على شرب الدخان 00!!



وأنا أمنّي نفسي وأعدها بتركه في بداية كل عام لأستعين بالصيّام على تركه



ولم أستطع ذلك !!



لا أدري لماذا ؟؟



ولكن :


أجد في نفسي الآن الحرص على التعويض عمّا فاتني من الطاعات – واجتناب المعاصي


والسيئات في رمضان وفي مقدمتها هذا الخبيث ( الدخان ) !!




الشيطان : براقب الوضع من بعيد وهو بالطبع غير معجبه الحال لكنه ينتظر الفرصة المناسبة


فهو حريف في دعوته وطريقته – ويعرف كيف يتصرف ؟ ومتى يدخل ؟





المهم ( أبو علي ) دخل عليه رمضان فاستقبله بكل فرح وسرور في


أول ليلةٍ ذهب للمسجد مبكراً وصلى التروايح مع الإمام حتى انصرف - عاد لبيته وتناول



مصحفه وأزال ما علق به غبار وأتربة وبدأ يرتل الآيات بصوت شجيّ - أحسّ بالسعادة والسرور


نام حتى موعد السحور – تناول سحوره ثم ذهب للمسجد مبكراً أخذ يتلو القرآن بكل شوق وأنس


ثمّ يرفع يده إلى السماء يتضرع بالدعاء لخالقه عز وجلّ 00 !!



استمر على ذلك يومين أو ثلاثة لم يشعر إلا ببعض الصداع البسيط نتيجة تأثير ( النيكوتين )


لترك الدخان لكنه يتحامل على نفسه ويتصبر 00!!




(الشيطان) لم يعجبه فعل ( أبو على ) وأخذ يفكر ماذا يفعل ؟


يقول في نفسه الرجال ترك الدخان وعاد لقرآءة القرآن والمحافظة على الصلاة - ولابد أن أبعده عنها كلها


بأسلوبي الخاص 00!!



فكر الشيطان كيف يعيد ( أبو على ) فقال في نفسه وجدت الحل ؟؟



صديقي ( أبو علي ) الإمام اللي تصلي عنده صوته ما هو زين ويستعجل في الصلاة 00!!



وايش رايك تصلي في المسجد الآخر ؟ هو بعيد شويّ بس امامه صوته كويّس وما فيه مشكله


تروح على السيارة 00!!



استحسن ( أبو علي ) الفكرة وذهب للمسجد الآخر فتأثر بتلك القرآءة الخاشعة والترتيل المبارك



( الشيطان )صديقي العزيز ( أبو علي ) امام هذا المسجد قراءته حلوه ولكنّه يطول في القراءة


أما تحس ركبك توجعك ؟!


يا أخي الدين يسر ، ما هو عسر ؟ أقول ارجع مسجدك أحسن لك ؟ !



( أبو علي ) يعود لمسجده – القريب 00!!


يذهب للمسجد ورائحة الدخان تفوح من ( فمه ) وقد تضايق من رائحته الكثيرين 00!!



( الشيطان ) صديقي العزيز ( أبو علي ) لقد تضايق الناس من رائحة دخانك وأتعبت نفسك


بصلاة التراويح في كل ليلة 00!!


يا أخي : هوّن على نفسك ؟ ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) 00 وصلاة التراويح سنة ما هي واجبة


قال : ( أبو علي ) صدقت يا عزيزي تصدق اني تعبت خاصة بعدما أملأ ( الكرشه ) زين !



( أبو علي ) تنقص عنده صلاة التراويح ( 11 ) ، ( 8 ) ، ( 6 ) ، ( 4 ) ، ( 2 ) ، ( 0 )





( الشيطان ) والا أقول لك 00 الشباب عندهم دوري حواري ( نار ) وايش رايك تشارك معهم ؟!


( أبو علي ) يشترك بالدوري وتكثر سهراته 00!!



يعود للبيت متأخراً يصلي الفجر ثم ينام إلى قبيل المغرب بلحظات ، مضيعاً صلاتي الظهر والعصر 00!!





( الشيطان )الآن الرجال برمجته مزبوط ولكن يا خوفي من العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر




( خير من ألف شهر )




ليلة ( من قامها إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) يعني كنّي ما سويت شيّ 00!!

لكن سأدبر له خطّة جهنميّة ؟


فكر مليّاً ثمّ قال : وجدتها ( وانا أبو العفاريت )



صديقي ( أبو علي ) أنت تعرف إنّ الموضات وآخر موديل لا تنزل إلا في العشر الأواخر



وأنت رجّال تبغي ملابس كشخة لك ولأسرتك فلا يفوتك السوق ؟!



( أبو علي ) من أول ليلة من العشر الأواخر وهو في السوق ، وصاحبه حوله يقول : شوف الزين ؟



كحل عيونك 00( أبو علي ) ينظر يمنةً ويسرة في ( الفاتنات – المفتونات ) اللاتي أخرجهن صاحبه


( الشيطان ) تنتهي العشر الأواخر وينتهي رمضان 0




( الشيطان ) لصديقه ( أبو علي ) أفّا انقضى رمضان ولم تستفد منه ؟!


ولم تترك الدخان ؟ ولم تختم القرآن ؟ فكيف حصل لك ذلك ؟!




( أبو علي ) اخسأ يا الخسيس أنت الذي أغويتني وخذلتني قبحك الله 00!!



( الشيطان ) اقرأ القرآن الذي هجرته تجد فيه :


( وقال الشيطان لمّا قضي الأمر إنّ وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ، وما كان

لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم 00)




( أبو علي ) آآآه كيف أستطيع التغلب عليك يا عدو الله ؟




( الشيطان ) الأمر بسيط وستجده في القرآن 00!!


( ان كيد الشيطان كان ضعيفا )





( أبو علي ) لئن أبقاني الله إلى العام القادم سيكون ( رمضان غير ) بإذن الله


ولن تتغلب عليّ أيها الخسيس بحول الله وقوته 0








هل يستطيع ( أبو علي ) هذه المرة التغلب على الشطان ؟



أتمنى ذلك 00!!






مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والعمل الصالح – وكل عام وأنتم بخير