عامٌ جديد ونسلُ جُرحٍ طري .
يقولونَ لكِ / لك أنظُر بعيونٍ عربيةً
وأكبب بماءِ عينيك
ماذا رأيناْ ياعرب ؟
هتكٌ ودمار
عويلٌ و نِحاب
وبطائحٍ بِدمائِنا مُتسربِلات
مدنٌ لم يعرِفُ أنفها رائحةً سِوى الدماءِ سوى النيران
مدنٌ لم يندسُ بِوقري أُذُنيها سِوى طَلقات البارود
وتأوهات الثكالى وبكاءِ اليتامى
مدنٌ تربِطُ بِخاصرتِها الأرواح فتهتزُ راقصَةً على صوتِ المُتفجرات
مدنٌ تُفرِكُهاْ الدبابات
تغادرها النجوم
يخشاها النهار
تفرُهاْ الغرابينُ التي هوت يوماً النعقَ حول عمامةِ الدخاخين
مالذي تبقى ؟
أشلاءٌ متبعثرةٌ حتى مقاصلِ الطريق
والمزيد من الفقدى ومزيدٌ من التشرُدِ من التغرُبِ عن وجهِ الوطن
وأمٌ غاربٌ تمسحُ ببركةِ يمناها على الطفلِ الذي تبقى لها بعد عُمرِ الذراء
أبناء لم يعرفنَ طعماً لمعنى الأبناء لِمعنى الحياة لمعنى اللذةِ سوى معنى الإغتيال
ووقارِ الشيبِ المتربصِ بِقلوبهن قبلَ رؤسهن ولِحَاهِم
أيُعقَل مايحدث ؟
تنسابُ مِئاتٍ من جسدِ الأحلامِ إلى التابوت
مئاتُ الأجنةُ التي لم تصرخ للحياةِ قط لسوى الممات
من يغسِلِ العيونِ العربيةِ من جمرِ قذاها
غزةٌ ندوبة فمن رفعَ أكفَهُ للنصرِ يرجاها
مواطِنوها يُقدَمونَ كوجبةً سريعةً طريةً
للقبر الذي لم يشقُ الجوع إلى معدتهِ طريقاً