شرح باختصار لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) وما هي صلة القرابة بين الصبر والصلاة؟
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ )) في هذه الآية أمر من الله تعالى للمؤمنين بالاستعانة بالصبر لأجل الثبات على طاعته سبحانه وأداء ما أمر به حتى يفوزوا بالنجاح , والاستعانة بالصبر لاجتناب معصيته وتركها والعصمة منها , والاستعانة بالصبر على الرضا بأقداره المؤلمة وعدم التسخّط من بلائها .
(( وَالصَّلاةِ )) وأمرهم الله تعالى بالاستعانة بالصلاة التي هي عماد الدين , والصِّلة بين العبد الذليل وربه العظيم الجليل , ومن فضلها أنها يستعان بها على الأمور فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر , وهي تدعوا إلى امتثال أوامر الله تعالى .
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) فأخبرهم تعالى أنه مع من كان الصبر لهم سجية وملكة فمن أدرك أن الله تعالى معه إذا صبر هانت عليه المشاق والمكاره وسهل عليه كل عظيم , وهذه المعية معية خاصة تقتضي محبته ومعونته وقربه وتأييده , وكفى بالصابرين شرفاً أن فازوا بمعية الأحد الصمد سبحانه وتعالى .
إذاً فالصبر والصلاة كلاهما يستعان بهما على طاعة الله تعالى ويستعان بهما على ترك ما نهى الله تعالى عنه .