أحبك في غير الله

[مامثلي أحد]

-

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاعر الحرية أوقد وصلت أزمة الثقة في مجتمعاتنا إلى هذا الحد المخيف يا مولانا المقدس إنها ثقافة الرجعية قد ألقت بظلالها المتفحمة على صفاء أرواحنا وقلوبنا المفعمة باﻹيمان منذ بدء الخليقة إني أعتب على مولانا الفيلسوف ما مثلي أحد وهو صاحب الفكر التنويري الرائد أيعقل يا صديقي أنه لا يوجد في هذه الدنيا إلا الحب في الله فقط ؟! نعم يا صديقي إنها الرؤية والقراءات والمفاهيم ألا تعتقد يا صديقي أن هذا الطالب كان واضحا وصريحا معك .. ولم يكن منافقا متلونا كالحرباء الرجعية وأنه كان يقصد حب من أجل الدرجات فالحب أنواع شتى كما تعلم .. هناك حب خالص وصافي من أجل الخالق وهناك حب من أجل المصالح الدنيوية ( ومحبة هذا الطالب تدخل من ضمنها) كما أن هناك حب من أجل الشعر مثلا ليست مسألة ثقة إنما قلب المؤمن لا يقبل هكذا سلوكيات كما أنه لا يوجد درجات بيني وبين الطالب و الحب من أجل مصلحه لا يسمى بحب يا صديقي إنها احتياجات بشرية يجب أن تفهم من خلال أنساقها الصحيحة بعيدا عن التشكيك فيها وتأويلها إلى أبعاد استراتيجية غير أخلاقية صدقني يا صديقي لست من أولئك الخارقين الذين يقومون بالمسح الإشعاعي لقراءة النوايا والتكهن بالسلوك الفعلي المستقبلي ومحاولة تحوير الأمور تشكيكاً وتأويلاً و إخراجها عن سياقها الطبيعي ! أؤمن باحتياجاتنا كبشر و احترمها كما أؤمن أن لكل منا بداخله مساحه شاسعة بيضاء قد يرتكب أخطاء فادحه تحوله من بشر إلى عبد لشهوته تسيره غرائزه فارغاَ من كل قيم دينية ومجتمعية كحيوان ف نضطر للقول للحيوان أنت حيوان في وجهه حتى وأن استدعى الأمر إلى صفعه لإعادته إلى مساحة البياض والنقاء التي بداخله .. نريد أن ننعم بالتصافي والهدوء والسكينة ونقوي أواصر المحبة فيما بيننا .. دعونا نتعانق بسلام وبوئام بدل أن نتراشق تهم النوايا ونوايا التهم يا مولانا .. قدس الله سرك لطالما كنت الكتف الذي يستندون عليه في حالك أوقاتهم لطالما نقل إلي المدير استياء الزملاء من تجمهر الطلاب من حولي وخروجهم من الحصص بأذن وبدون أذن للحديث احيانا وللاستشارة في أحايين أخرى كنت أخيهم الأكبر اللذي يلجأون إليه في كل صغيره وكبيرة .. وهذا لا يعني أبدا أن البيئة التعليمية و التربوية لا تعج بالتجاوزات واﻷخطاء .. فهي بيئة مليئة بأنواع متلتلة من اﻹشكالات الحضارية الكبرى فقد بدأنا نسمع عن بوادر ظهور السحاقيات والشذوذ الجنسي .. وهي إشكالات تنذر بالشؤم وبالويل والثبور بيئة تعج بالتجاوزات بلا رادع ومن أمن العقوبة أساء الأدب و فوق هذا تُهدر مكانة وكرامة المعلم في ظل أنظمتها التي باتت تقف إلى صف الطالب أنه هو على صواب أو العكس .. لطالما كنت أعتقد بأ ن مجرد حمل العصا في المدراس مظهر غير حضاري وأنه بالفعل عجز في مسألة التعامل التربوي فيما يخص الثواب والعقاب لكن أتضح أن التنظير أمر سهل ومن يتواجد بالفعل في هذه البيئة سيجد أنه حتى العصا لا تكفي .. ولكن ما استنتجته -من خلال سردك للواقعة التي حصلت معك- أن القصة لا تحتمل هذا التأويل البعيد منك والذي أعتقد أنه جانب الصواب نوعا ما .. كما جانب الصواب في طريقة التعامل حتى لو كان تأويلك صحيحا كان اﻷولى في رأيي أن تجلس معه جلسة هادئة على انفراد وتسأله عن مقصوده وغاياته .. فكما ذكرت ربما كان يقصد بمحبته- لك في غير الله - الدرجات .. وأراد أن يمازحك أو أن يتقرب منك ولكنه لم يحسن التعبير عن ذلك .. من يدري ؟ لم أوضح ذلك منذ البدء لكن الطالب يقع ضمن قائمة البلاك لست في المدرسة وقد تم ضبطه في سلوكيات مشينه مع شرذمة على شاكلته ثم أن حديثه وطريقة احتضانه للشماغ و استنشاقه كما لو كان يتعاطى هروين أمر لا يحتمل التأويل و الحقيقة أشمئز من مجرد النظر إلى هكذا عينات شاذة وأتحاشى الحديث معهم أو مشاركتهم طاولة الحوار .. فمن خلال قراءتي اليسيرة لشخصيتك .. فأنت معلم قاسي وبخيل في إعطاء الدرجات لن أزعم أن تعقيبي ربما سيغير قراءتك لكن ثق أن رأيك سيضل على رأسي من فوق رغم كل شيء .. كما أنني لا أخفي معارضتي الصريحة والواضحة للسياسات التعليمية والتربوية داخل المؤسسات التعليمية في مجتمعاتنا بل وحتى المناهج وطرق التدريس .. فهي ما زالت جميعها تغرد خارج حدود إمكاناتنا ولا تستجيب لمتغيرات الواقع والعصر الذي نعيش فيه ببساطة شديدة إن المؤسسة التعليمية والتربوية بحاجة لمؤسسة تعليمية وتربوية بالفعل التربية والتعليم بحاجه إلى تربية وتعليم مخرجات تعلميه سيئة و أجيال تفقد فطرتها النقية لتتعلم فنون الانحراف والسلوكيات الا أخلاقية بلا رادع.. شكرا جزيلا على هذا السرد الماتع وأتمنى أن تعيد قراءتك للموقف وتقييمك له .. حتى لو كانت قراءتك صحيحة للموقف كما ذكرت سابقا ويبقى الرأي اﻷصوب لمولانا قدس الله سره ♡ تحية عاطرة لصديق الكفاح العربي المشترك ♡

شكراً و مساءك نوايا بيضاء يا صديقي ..