تغريبة الجسد

سيمفونيات النغم المهاجر تدور وتدور بقرب رسم سواد عينيها المهيب ..
وفكر يسمو في سراح ورواح.. يعانق اعوام العصر المجيد..
يغيب في عالم المرآة.. تمازج مذهل هناك وتداخل عجيب..
يخلق وجها منهارا يهوي في متاهات الشعور..
يخلق فراشات سود تاهت عن عالمها تحوم فوق رائعات السنين..
يخلق صوت ناقوس يقرع في كابوس .. يوقظ مانام واسترسل في تغريبة الجسد....

قبس مهمل اشعل فتيل الشموع فوق لوحة التغريب المركونة ..

وهج منكوس هنا .. واشعاع يميل هناك.. ينير تفاصيل السكون ..

يوقظ فكر المسافات النائم في حضن الحنين...

فكرمتصاعد تحيطه خيوط الذكريات..

تستدرجه تعصف به زوبعة الا منيات.. تلقي به بين ترددات الخيال ..

هناك حملته كفوف الاقدار على ضفاف سواد مرسوم...

غيبته في عيون فقدت عيون....

من مكمن السطوة انبثق وجه الأنا .. تسيره الريح عبر سنين الضوء ليرتطم بجدار ظلام سحيق..

تفاصيل تداعت ليلة ميلاد تغريبة الجسد ... هوت في ساحات فكر مذهول ...تراكمت فوق آهات وانات في القعر لاتزال تبكي بذرة المااء .....

لن تكوني يوما ذكرى مهدورة ياسنيني ........

يازمان اللوم : الا يكفي كل هذا ؟

شهقات قلم مدوية في ركن الورق حاصرتها الاوهام ..

شيخوخة الحلم حتمية بدأت ملامحها ...

تحت سقف الكابوس البغيض في الظلمة في المهد فزع
الحلم التليد .. يحكي لصدى الناقوس الاخير حلما آخر سقط في سنوات العصر المجيد ...

قبيل المغيب بين النخيل وجه يدنو يعانق وجه الماء ... يتراءى فوق أفق التجاعيد المتعرج سفر العيون فوق مدينة العشق المظلمة ... ذات الرداء الخرافي مرت هناك يوما .. في اخر الزقاق تلاشت قبل ان يستيقظ الحلم ..

من بوتقة الوهم من فوهة الحلم العالق صيحات وشهقات تدوي بين جدران التغريب .. توقظ الخيال تسيره فوق آثار خطوات تعثرت .. تغيبه بين بقايا الانصهار ...

تغريبة ترفض تربيعة البرواز .. ترفض الزمان تقدس المكان .. تمجد رحلة الحرف المترف المثير ..
وله لامحدود نما على عاتق الخيال .. يسوقه نحو العمق ..تحت انقسام الضوء ينادي هروب السنين ....