بسم الله الرحمن الرحيم
كثر القيل والقال في كل موقع ومع كل مقال واختلط الحابل بالنابل وكل اناء بما فيه ينضح وقلما نجد من يقول كلمة الحق وعساني اوفق لها في هذا المقال و اهمس في اذن كل قارىء يرغب الاطلاع على معلومات تاريخيه موثقه عن الشيخ فهيد مبارك الصييفي وهو من أكبرمشايخ سبيع ان يرجع الى الكتب التاريخيه التاليه / كتاب معجم اليمامه - عبدالله ابن خميس / عنوان المجد في تاريخ نجد - عثمان ابن بشر الحنبلي / رحلات في شبه الجزيره العربيه - جون لويس بور كارت / مخطوطة عباس باشا - جمع وترجمة جولسون شريف وجوديت فوربس / تحفة المشتاق- محمد البسام / تاريخ الدوله السعوديه الثانيه - عبد الفتاح ابوعليه / من شيم العرب - فهد المارك / النجم اللامع لنوادر جامع - محمد العلي العبيد / الخيل عند العرب - احمد محارب الظفيري / تاريخ الاحساء السياسي - محمد عرابي نخله ... وغيرها من الكتب .
وقد قمت بالاطلاع على ما ورد في هذه الكتب وله علاقه بتاريخ فهيد بن مبارك الصييفي وما وجد من وثائق تشير الى ذلك مع الاخذ بعين الاعتبار الروايه الشعبيه وما تحتاج اليه من دليل والربط بين ماورد فيها من اخبار والتعليق عليها , والله الموفق.
وابدأ بالحديث عن نسب فهيد الذي يرجع الى قبيلة النبطه من الخضران من بني عمر من سبيع وسلالته هم المعروفين اليوم باسم ال شافي نسبة الى شافي بن فهيد بن مبارك الصييفي وسمعنا عن مجالس ال سعود وهم يتحدثون عن فهيد قولهم انه رجل طيب وكريم ويحسن الى الناس ولكنه حارب جد نا فيصل وناصر خصمه الامير خالد بن سعود ..
ولد فهيد ونشأ وترعرع في العارض من نجد وعاش متنقلا في جزيرة العرب وجنوب العراق وكان شجاعا في الحق كريما في البذل والعطاء يحب الضعفاء والمساكين ويجير المستجير ويعين اللهفان ويقف في وجه الظلم في وقت كان القوي ياكل الضعيف في ضعف من الوالي في المنطقه وربما اهمال او ضعف من الحكومه العثمانيه المركزيه في استانبول
تحدث كثير من رجال العرب ولا يزال يتحدثون حتى اليوم وخاصة اهل الباديه عن صفة من صفاته حيث كلما مر ذكره ترحمو عليه وقالوا هذا ( اللي ماياخذ المداد ولا ياخذ الرواي ولا يقطع النقذ ) أي لايتعرض للمسافر والضعيف وخاصة من يحمل الطعام والماء قال ابن خميس في كتابه معجم اليمامه ( كان فارسآ مغوارآ ذا مكارم واخلاق فهو لاياخذ السقاه والرعاة ولا حملة الغذاء والكساء وهذا فيه انقاذ للناس ويجب ان يتاحماه من لقيه لئلا تتعطل الدروب وتنقطع الحسنى بين الناس ) وكان رحمه الله يترك الحشاشين في الصحراء ولا يتعرض لهم بسؤء وهم الذين يجمعون الحشائش من الصحراء للخيل حتى وان كانت لخصومه رحمة بالحيوانات وعلواً في الهمه
وقد حصل على احدى الخيول الاصيله من بنات العبيه هديه من ناجي بن سلامه الادغم السبيعي والذي اخذها ( حيافه ) من قبيلة الظفير وتاريخها وتاريخ الخيل العربيه مؤصل وموثق في كتاب اصول الخيل لمؤلفه حمد الجاسر والمنقول عن مخطوطة عباس باشا حاكم مصر والمولود في عام 1313 م والذي قام بارسال بعثه الى نجد لتوثيق اصول الخيل العربيه المهداه له وايضآ التي اشتراها من العرب بعدما أشار عليه الأمير فيصل بن تركي بهذه الفكره ولما ولدت العبيه الاولى عند فهيد اهدا ابنتها المهرة الزرقاء الي شيخ عربان المنتفق بندر باشا ابن محمد ابن ناصر السعدون ولما مات فهيد تكاثرت بنات العبيه عند ابنه الشيخ شافي والذي اهدا واحده منها الى الامير فيصل بن تركي وقد قام الامير فيصل بارسالها مع بعض خيله هديه الى عباس باشا حاكم مصر كما اهدا الشيخ شافي احدى خيله من بنات العبيه لحاكم البحرين الشيخ محمد بن خليفه ( حكم البحرين عام 1843م) وبعد عمر ناهز سبعون عام توفي فهيد رحمه الله بعد حياة حافله بالمخاطر والمغامرات ودفن في الصمان في الجهه الشرقيه قرب قريه صغيره اسمها ( قرية العليا) وبعد سنين من موته تقابل فريقان من ( الغزو ) ايام المغازي داخل الجزيره العربيه في غياب من السلطه المركزيه وكان احد الفريقان من سبيع والفريق الاخر من الملاعبه من مطير وهرب الملاعبه وعندما ايقنوا ان السبعان سيلحقون بهم فكروا في حيله لانقاذ انفسهم من القتل وكان قبر فهيد الصييفي قربيآ منهم فذهبوا اليه واناخوا ابلهم عند قبره وقالوا للسبعان نحن ( داخلين على راعي هالقبر ) فتركوهم
السبعان ولم يتعرضوا لهم باذى واشار الى ذلك الكاتب فهد المارك في كتابه من شيم العرب وانقل بعض من كلامه ( ... وهكذا نجد اعرابيآ كان له من الحرمه والوقار عند عشيرته وخصومه على حدآ سوى ولم تكن هذه الحرمه وذالك الوقار محصورين على حياته بل وحتى بعد مماته الاء وهو فهيد الصييفي من قبيلة سبيع بادية مدينة الرياض فهذا الرجل كان له من الهيبه والوقار مايمكنه ان يجير ويحمي قومآ كثيري العدد وهو في قبره بالية عظامه ...)
ونعود لنتكلم عن حياته السياسيه والعسكريه ونقول كان فهيد لديه طموح اكبر من كونه شيخ قبيله يصول ويجول للكسب المادي او المشيخه والدفاع عن القبيله وربما كان طموحه ان يكون المؤثر الاقوى على القرار السياسي في الصراع الموجود في المنطقه بين ال سعود وال عريعر في نجد وحكومة محمد علي باشا واولاده في مصر والسعدون شيوخ المنتفق في جنوب العراق مما جعله يدخل بشكل مؤثر وفعال في معترك التجاذبات السياسيه والاجتماعيه والمواجهات العسكريه والتحالفات القبليه وفي الواقع كان فهيد له ثقله السياسي والعسكري والاجتماعي على عدة محاور
المحور الاول .. صدامه مع ال سعود
ويتمثل في الدخول في معارك بالوكاله عن السعدون شيوخ المنتفق وحكام جنوب العراق وبدعم منهم ضد الامام سعود بن عبدالعزيز وابنه الامام عبدالله اخر حكام الدوله السعوديه الاولى بهدف صدهم واضعافهم وذلك في منتصف العشرينات من القرن الثالث عشر للهجره حسب ماورد في احدى الوثائق العثمانيه ومن ثم ابرام معاهده شفوية مع الامام تركي بن عبدالله مؤسس الدوله السعوديه الثانيه وبعد ذلك الدخول في مواجهات عسكريه مع ابنه الامام فيصل بن تركي عندما ناصر فهيد الا مير خالد بن سعود ومن ثم ساند الامير عبدالله بن ثنيان ال سعود ضد الاميرخالد .
المحور الثاني .. ارتباطه الوثيق مع ال عريعر حكام الاحساء ومن ثم صدامه معهم والاطاحه بهم في حرب السبيه على يد فرسان قبيلة سبيع ومن ناصرهم من اهل نجد
المحور الثالث .. تحالف فهيد مع عبدالمحسن بن ثامر بن حمود السعدون وبندر محمد السعدون باشوات جنوب العراق ضد الامام سعود وابنه عبدالله كما جاء في احدى الوثائق التركيه
المحور الرابع .. الارتباط السياسي مع بعض قادة الاتراك مثل ابراهيم محمد علي اللأباني والقائد محمد خورشيد باشا واسماعيل اغا والمعاون ابراهيم كما جاء في بعض كتب التاريخ اللتي أشرنا اليها في مقدمة هذا البحث
ومن خلال هذه المحاور الاربعه نتعرف على شخصية فهيد بن مبارك الصييفي السياسيه والقياديه والاجتماعيه
ونقول ورد اسم فهيد بن مبارك عام 1233هـ عند مقابلته للقائد ابراهيم محمد علي اللأباني في نجد عند استيلائه على الدرعيه واسقاط حكم ال سعود الاول والقاء القبض على الامام عبدالله بن سعود وارساله الى استانبول ليقتل هناك وقد اشار العبيد في تاريخه الى روايه اسماها خديعة اجراها ابراهيم باشا يذكر فيها ( ان ابراهيم باشا لم سلمت له الدرعيه واراد ان يرتحل عنها ناد مناديه بين القبائل ان كل منكم ياهل نجد مرخوص يرجع الى وطنه وكان فهيد الصييفي وهو من اكبر مشائخ سبيع هو اول من بادر بالسفر حيث نادى ابراهيم باشا بالرخصه ...) الى اخره
وهناك نقاط نستنتجها من هذه الروايه
1_ هذه اول اشاره لذكر فهيد بن مبارك الصييفي
2_ الاشاره الى انه من اكبر مشائخ سبيع
3_ هو احد زعماء نجد المرموقين في اجتماعهم عند ابراهيم باشا حيث تم الاشاره اليه والى سلامته من خديعة ابراهيم باشا ..
وتذكر الروايه الشعبيه وبعض الوثائق العثمانيه ان هناك خلاف بين ال سعود حكام الدوله السعوديه الاولى والسعدون رؤساء المنتفق وباشوات جنوب العراق وعندما حصل خلاف بين فهيد والامام عبدالله بن سعود في عصر والده الامام سعود _ نزح فهيد الى جنوب العراق ليقنع عبدالمحسن باشا بن ثامر بن حمود السعدون ان يمده بالمال والرجال ليحارب ابن سعود بالوكاله _ ويشن عليه الغارات من جهة الشمال لاضعافه مما ساعد في سقوط الدوله السعوديه الاولى وعدم جاهزيتها للدفاع عن نجد في معقلها الدرعيه لتسقط على يد القائد ابراهيم باشا وقد اشارت الوثيقه التركيه تصنيف ( HH64,64_A) دارة الملك عبدالعزيز الوثائق العثمانيه 3/2-3- الى الصييفي وغزواته ولم تذكر اسم فهيد لشهرة لقبه الصييفي ولمعرفة حاكم بغداد له بهذا اللقب والصييفي معروف في كتب التاريخ أنه فهيد بن مبارك
ولما اسس الامام تركي بن عبدالله ال سعود الدوله السعوديه الثانيه كان فهيد على موقفه من معادات ال سعود وعدم انضوائه تحت لوائهم مما جعله يفكر في التحالف مره ثانيه مع عائلة السعدون حيث لازالت العلاقات جيده والزيارات مستمره مما اضطر الامام تركي بن عبدالله ان يعطي عهدآ للشيخ فهيد بعدم التعرض له او أخذ شيء من حلاله – وعندما اخذ الامام تركي في احدى غزواته حلال فهيد ومن كان معه من سبيع وبني حسين وعلم بالخبر وكان غائبا حضر الى الامام تركي وذكره بالعهد الذي بينهم فرد عليه الامام جميع ما اخذ منهم وقد اشار الى ذلك المؤلف ابن بشر في تاريخه حيث قال ( وفي احداث سنة 1246هـ ... وفي شعبان سار الامام بجنود المسلمين وقصد جهة الشمال فصادف فهيد الصييفي من سبيع واتباعه من سبيع ومعهم اخلاط من بني حسين وغيرهم نازلين وعهدآ فرد عليهم جميع ما اخذ منهم ....)
ولما استأمن فهيد من الامام تركي بهذا العهد ذهب الى ابن عريعر حاكم الاحساء وكون معه علاقة لسببين \ السبب الاول – سياسي - ليستقوي به على خصومه \ والسبب الثاني –اقتصادي - ليستفيد من تمور الاحساء وقد حصل له ذلك وحاز مرتبه عالية عند الامير ماجد ومحمد ابناء عريعر وقد كان الامير ماجد يعطيه كل عام حمل ثمانين جملآ او نصف العدد حسب مايجود به الموسم - وكان فهيد يعطي ويهدي ويتصدق منها على المحتاجين ويستميل بها اتباعه ليقف على مسافة واحده من الامارتين المتنافستين \ ابن سعود - وابن عريعر كما تقتضي المصلحة او اللعبة السياسية ان صح التعبير
وكان كل منهما يستميل فهيد الى جانبه ليستقوي به على خصومه الا ان الامير ماجد بن عريعر قام بقتل مجموعة من السبعان و كان احدهم فقير الحال وهو العائل الوحيد لعدة نساء ليس لهن غيره واراد فهيد ان يشفع لهم لمنزلته من بن عريعر الا ان بن عريعر أمر بقتلهم قبل ان يشفع لهم وذلك قبل وصوله بوقت قصير وعندما وصل فهيد رأى السبعان وقد قطعت رؤسهم أمام خيمة الأمير في الصحراء وكان ردة فعله الانسحاب من مرافقة ابن عريعر بلطف والخروج من معسكره وفي حقيقة الامر احتار فهيد اين يقف او اراد ان يتعرف اين تكون المصلحه هل هو في اخذ الثأر او الصلح مع ابن عريعر ..
ومع ان هناك امور متناقضة في المعلومه التاريخيه لمناخ او حرب السبيه واسبابها ونتائجها الا اننا سنتطرق لما قام به اطراف هذه القضيه من قرارات بطريقه علميه لكي نخرج بصوره واضحه عن مجرى الاحداث التي تلت مقتل مجموعه من رجال سبيع من قبل حاكم الاحساء بن عريعر ..
الطرف الاول - ابن عريعر .
1- عندما القى ابن عريعر القبض على مجموعه من اللصوص من رجال سبيع – ربطهم بحبل امام خيمته في الصحراء لعدة ايام ثم قتلهم ليرى الناس مصيرهم ويهابونه
2- بعد قتلهم تراجع ابن عريعر قليلا عن شدته واعتذر لفهيد عندما جاءه متاخرآ عن مقتلهم ربما ساعه من الزمن ليشفع لهم عنده وقال له لو جئت قبل قتلهم لشفعناك فيهم –علما انه علم بمجيء فهيد قبل ان يصل اليه وقبل قتلهم
3- ثم تراجع وربما ندم على قتلهم حينما ارسل كمية من الذهب والفضة تعويضا لاهل القتلى ارسلها بدايه الى صديقه فهيد على امل ان تـقبل الديه وترضى جميع الاطراف
4- وعندما اعتذر الشيخ فهيد عن قبولها ارسلها الى شيوخ سبيع ولم يقبلها احد عندها عاد ليخرج بجنوده ويعسكر عند زبارة السبيه في الصمان قرب النفود قريبا من الرياض لينشر الرعب في اهل نجد
الطرف الثاني – الشيخ فهيد بن مبارك الصييفي
1- طلب الشفاعه للسجناء عند الامير ابن عريعر ولما علم بقتلهم سكت ولم يبدي ردة فعل
2- بعد مدة ترك ابن عريعر ورحل الى شمال الصمان ليعلن عدم رضاه عليه ويفكر مليا الى اين تئول الاحداث
3- لم يذهب الى سبيع في العارض وترك لهم حرية التفكير في قضية السبعان الذين قتلهم ابن عريعر ولكنه اشار عليهم ان يجمعوا ملح البارود ويستعدوا العام القادم لأبن عريعر
4- رفض الديه المرسله اليه باسم اهل القتلى
5- مر عام كامل لم يتحرك فهيد ولم تقم الحرب مما أثار قريحة شاعر سبيع ليرسل قصائد حماسيه ويطلب من فهيد ان يقود الحرب عندها قرر الدخول في المواجهه مع ابن عريعر بعد ان علم ان قبيلة سبيع وحلفائها قد استعدوا للمعركة
وهناك سببان جعلا شاعر سبيع يرسل قصائده لفهيد ويطلب منه القيام بالحرب ...
السبب الاول-
قال الشاعر مهنا ابن علي ابن شيله الجبري العمري السبيعي
ياراكب حر على وقم شفي ... توه سديس ولا بعد شق نابه
حليت زوله يوم دبر مقفي ... دالوب ساجي وسط موج غدابه
والا ظليم ذاير مستخفي ... متروع من شوف زول عدابه
طالع على بيضه بروق ترفي ... متغانم يسبق رشاش السحابه
نصه فهيد الي جوابه يكفي ... اللي اليا من قال قول وفابه
القصيده موجه لفهيد وفي البيت الخامس يطلب الشاعر منه ان يفي بوعده وهو قوله (السنه هذي اجمعوا الثميدي والسنه الجايه نحرب)
السبب الثاني-
ايضآ في قول الشاعر
وراه عنا قاعد ومتكفي والشيخ مثلك يعتني بالحرابه
اي انه من الواجب على شيخ القبيلة مثل فهيد ان يعتني بقضايها ومنها هذه الحرب التي يطلبون القيام بها لاخذ ثأر قتلاهم وعلى فهيد ان يعتني بها دون غيره وقد حان الوقت للقيام بهذه ( الحرابه ) فعاد فهيد الى سبيع ليجتمعوا قباله ابن عريعر عند زبارة السبيه لتقوم الحرب وينهزم ابن عريعر
الطرف الثالث – قبيلة سبيع وشيوخها
1- لزموا الصمت في بداية الامر
2- تشاور رجال القبيله مع شيوخهم ماذا يفعلون واشار عليهم فهيد بانهم يجمعون ( الثميدي ملح البارود ويحاربون ابن عريعرالعام القادم
3- بعد عام اجتمع رجال سبيع وفرسانهم وقالوا لشيوخهم انهم جاهزون للحرب
4- طلبوا المساعده من الامير تركي بن عبدالله وخروجه معهم للحرب ولم يفعل
5- اجتمع كثير من اهل نجد لمبارزة ابن عريعر دون ان يكون هناك قائد لهذه الجموع
6- تحرك شعراء سبيع وطلبوا من فهيد ان يقود الحرب بنفسه وان ياتي اليهم من الصمان وارسلوا له قصائد حربيه ويخبرونه انهم جاهزون للحرب
الطرف الرابع- الامام تركي بن عبدالله
1- لم يكن لديه الاستعداد في الدخول مع ابن عريعر في مغامرة لعدم قدرته على ذلك
2- لم يخرج بنفسه لمواجهة ابن عريعر
3- تردد في الخروج لملاقاة ابن عريعر ثم ارسل ابنه فيصل ليخرج ويراقب احوال المعركة دون ان يشارك فيها ليمسك العصا من الوسط فان هزمت سبيع واحلافها عاد ليخبر والده ليحصن الرياض ويستعد لمعركة المصير وان هزم ابن عريعر يستغل الاحداث وهذا ماحصل فعندما انهزم ابن عريعر عاد فيصل مع والده وجنوده وتوجهوا الى الاحساء ليحاصرها حتى استسلم الامير محمد بن عريعر وسلم قصر الكوت الذي كان يتحصن فيه
وعندما حلت الهزيمه ببني خالد وال عريعر لم ينسى فهيد جميل ابن عريعر ورفقته له فرد عنه الفرسان الغائره ولم يصل اليه احد هوواهل بيته وامواله حتى دخلوا الاحساء سالمين
ونذكر انه بعد مقتل الامام تركي تولى ابنه فيصل الحكم وفي عام 1252هـ ارسل ابراهيم باشا خالد بن سعود ومعه قائد لوى اسماعيل اغا وجائو من مصر الى ينبع ثم المدينه المنوره ثم الحناكيه ثم الرس واقاموا فيها عدة اشهر – وخرج فيصل للقائهم من الرياض واخذ طريقه الى خفيسة المهمري في الدهناء ثم نزل في الصريف قرب بلدة التنومه في القصيم ثم نزل في عنيزه ثم نزل في رياض الخبراء وهناك حصل اضطراب في جنوده الذين معه واضطر للعوده الى عنيزه ثم عاد الى الرياض – واخرج امواله واهله ورحل الى الاحساء فاكمل خالد واسماعيل اغا والجنود الذين معهم المسير الى عنيزه ثم دخلوا الرياض في 7 صفر عام 1253هـ ثم خرجوا لمحاربة اهل حوطة بني تميم وانهزموا هناك وعادوا الى الرياض وحصنوها واقاموا فيها وسمع فيصل بن تركي وهو في الاحساء بهذه الاخبار فجاء متوجهآ الى الخرج ثم الرياض وضرب عليها الحصار بضعة اشهر عندها طلب الاميرخالد بن سعود النجدة من فهيد الصييفي والذي نزل على بنبان قرب الرياض وجمع عربانه والتحق به الشيخ قاسي بن عضيب وجماعته من قحطان ثم توجهوا الى الرياض وشنوا الغارة على فيصل فارسل فيصل الى فهيد يطلب منه المفاهمة
وعدم التعرض له ورفض فهيد طلبه واجبره على الانسحاب في تاريخ 12/8 /1253هـ وانسحب فيصل الى منفوحه وفي 5 شوال لعام 1253هـ دخل فهيد الصييفي وقاسي بن عضيب ومعهم ثلاثمائة مطيه وخمسة وعشرون خيالا
الرياض واجتمعوا مع خالد بن سعود واسماعيل اغا واتفقوا ان ابراهيم المعاون يسير مع فهيد وفي حمايته ويرحل فهيد بعربانه من عشيره الى القصيم ويحملون العسكر والمؤن التي تركوها عند اقامتهم في القصيم عندما قدموا من مصر وايصالها الى الرياض لحاجتهم اليها وعلم فيصل بذلك ورحل الى الخرج وفي شهر صفر من عام 1254هـ قدم القائد التركي محمد خورشيد باشا من الحناكيه بعسكره ونزل في عنيزه وحضر عنده فهيد الصييفي رئيس سبيع وعبدالله بن رشيد رئيس جبل حائل واحمد السديري رئيس سدير ومحمد الدويش رئيس مطير – ثم خرج منها ورحل الى الوشم ثم سار الى الرياض وقصد الدلم والحق الهزيمه بالامير فيصل وجنوده وطلب محمد خورشيد باشا من فيصل ان يسلم نفسه على ان يبعث به الى مصر فسلم نفسه – ويعود محمد خورشيد باشا الى مصر ويحكم خالد بن سعود البلاد من عام 1253هـ حتى عام 1257هـ ويقوم ابن عمه عبدالله بن ثنيان ال سعود ويبعث بكتاب الى والي جده عثمان باشا بعد ان وقع عليه رؤساء القبائل واعيان اهل الرياض ومنهم فهيد بن مبارك الصييفي حسب ماجاء في الوثيقه التركيه المصنفه بالارشيف العثماني برقم (im.fsmur1798) حيث اشارت هذه الوثيقه ان الامير خالد بن سعود لايصلح لامارة نجد بسبب مااحدثه في المنطقه من فساد ويوافق والي جده على تعيين عبدالله بن ثنيان وخلع خالد بن سعود ويهرب خالد الى الاحساء ثم يذهب الى الحجاز وبعد مرور سنه على تولي عبدالله بن ثنيان يخرج فيصل بن تركي من السجن في مصر ويعود الى نجد ويدخل الرياض ويلقي القبض على عبدالله بن ثنيان ويتسلم السلطه في نجد من عام 1259هـ حتى وفاته عام 1282هـ ولم يرد ذكر فهيد في الوقائع التي تلت ذلك مما يوحي انه قد مات رحم الله جميع موتى المسلمين - وصدق من قال رضى الناس غاية لا تدرك
ملاحظة
الانتقاد بطريقة علمية من دون تعصب والمساعدة في الوصول الى المعلومة الصحيحة بالمنطق والدليل هو من المفترض ما نصبوا اليه جميعا متى سلمت القلوب من الحسد والعقول من الجهل والكمال لله عز وجل .