توطئه :
بَعضُ العلاقات لا تَرغب بـ ان يكون رَحيُلها هادئاً ..
وَ لا تَرغب ان يَكون الختامُ مسكاً طيباً ..
:
وَ بعدَ ان كانت اجمل ما في العُمر ..
تأبى إلّا ان تكون .. أسوء ما كان فيه !!
/
\
/
وَ بـ رعونة يُهدمُ كُل شيء .. لـ يبقى الأثر فقط !
الأثر المؤلم الّذي يُفشيء اسرار الخيبة .. وَ يُسرِّب لوحات الوجع الثمينه ..
لتتلقفها كُل عين .. وَ كلُ فارغٍ مُتفرِّج .. !!
::
مَضتّ سنواتٌ عديدة ..
مِنذُ تِلكَ الساعة الّتي ارتجفت فيها يدي حين قفزت فكرةُ ازالة رقمها من هاتفي ..!!
منذُ تِلك اللحظة الّتي شعرت انهُ اُسقطَ في يدي فعلاً !
و لم اعد اُدرك الى اينَ امضيْ ..
وَ لكنّ اخيراً استأسدت العزّة
وَ ازلتُه وَ إن كان مازال " مُتشبثاً " بـ الذاكرة .. مُغتصباً اجزاءها ..
:
ابرمت اتفاقاً مع كرامتي ..
حيثُ تُنفى مِن لسآني / وَ تقطع كُل روايةٍ عنها امامي .. !
::
ما زلتُ اذكرُ جيداً / تفاصيلَ الظلمّ الّذي دَكّ اخائنا ..
وَ نفذَتّ بهِ دماراً لا يرحم ..
ما زلتُ اذكرُني / وَ انا اجتهدُ مُحاولةً إيضاحَ العمى ..
و كم كُنت اودّ ان تفيق مِن سَكرةِ خطيئتها وَ الغرور ..
:
لكن محاولاتي بائت بـ الفشل سَلفاً ..
حيثُ كانت تطمع / ان ارتدي ملابسي مقلوبة .. و اقف تحتَ نافذتها حاسرةُ الرأس يلتهمُني البرد من تحتِ قدمي إلى اُذُني ..
وَ ان استسقي عطفها وَ الدفء .. !
و ان تُبلَى بين يديّ رسائل تَضجُّ بـ القسم [ انِّي ظُلمت من اغلى الناس ] .. !
:
خسئت .. وَ خابت ظنون ..
[ ان اكونَ مُقيّدةً اليها ] .. !
او ارتجي عودة مَن صدّ ..
فـ اللغو مضادُ الحق ..
أيّ :
من صَدّق اللغو .. كَذبنِّي ..
:
فَمن أرادَ بُعدي فليهنأ بـ عثراتِه ..
في زَخمِّ الظلامْ ..
وَ لا يسأل عن " ضياعِ ممتلكاته " !
عَبثاً تَظُن أن هناك / مخلوق يُشبهني ..
فكم قناعٍ لبسوه مُحاولين التشبُه بي ..
وَ فَشلوا .. و لآزمهم الإحباط عمراً طويلا ..
فالأقنعة لا تستمر أبداً !!!
وَ الموادُ الحافظة / تزولُ معَ الزمنْ ..
وَ تَفسُدْ مع تسلُط أشعةُ الحقيقة !!
وَ الطبع يَغلبُ التطبُع ..
كما تَغلُبُ حاتميّتي دوماً محاولاتُ بُخلّي ..
وَ تتصدرُ خياناتُهم تعابيرُ الوفاءْ !!!!
:
بَعدْ مِضي خَمس سنواتْ
أتصلتُ خلالها مرةً بـ رقمِها بَعد الحادثة
وَ " رَفضُ المكالمة " كَان الـ " رد " !
وَ هي أكثرُ الكائناتِ عِلماً
أنّ " مشغول " لا تكونُ لي بتاتاً !!
:
وَ أُسقطَ رَقمُها مِن قائمتي ..
ليتصعدّ صوتٌ يهمسُ لي يهدء من ثورةِ الحنين مُقدماُ :
" من باعنا بالرخص نرخص مقامه " !
:
:
وَ حقيقة ..
من أتبع الغربانْ .. ستُهلكهُ رائحةُ الجيفْ
وَ لكلٍ طريقٌ يختاره .. !
/
\
/
بَعدَ مرورِ سنة مِن إنفصالِ الإخاءْ
وَ إنقطاعُنا ..
بدأتْ تَنبعثُ رائحتُها فِي / أحاديثِ الصديقات
يُحاولنَّ أصطياد نظرةُ حنين ..
أو آهِ إشتياقْ !
وَ تعودُ "سناراتِهنّ " خالية مِن كُل شيء ْ ..
وَ تزورها الخيبة ..
!
لمْ أَكُنَّ لها مَشاعرُ بُغض يوماً ما ..
وَ لم اُبدّل دعواتي لها .. دعواتٌ عليها
وَ لم اوجهُ وَجهي ناحيةَ القبلّه و أنا في جِلبابِ حقدْ ..
رَغمْ أنّ سهامِ الظُلم تُدميْ
وَ خناجُرهُ صدئِةٌ مؤلمة !
::
وَ رغمَ أنّ مكانتها العُظمى في خافقي .. إلّا أن الكرامةُ أعظمْ
فـ مَنّ خُدِّعَ بـ كذبةٍ واضحةَ المعالمِ وَ صدّقها ..
دَونَ مواجهتي بها / وَ الإستفسارِ عنها ..
لن أأمنهُ على صداقتي مرةً أُخرى ..
فحين يُعطي إنسان بـ اندفاع وَ صدقٍ وَ حُب و ثقة / فهو يستحقُ شيء يكافئ عطاؤه
:
وَ إلّا كان " الذبول " نهاية .
::
لـ طالما قال والدي " يا بختّ المظلوم بـ الجنّه "
وَ لطالما / كرسَ جُهده لـ يُعلمنا مِن خِلالهِ
الكرمْ .. وَ الإبتسامة في وجهِ من لا يستحقْ ..
و الترفعِ عن " ترُهاتِ " الآخرين وَ عن الآخرين انفسهم ! ..
وَ لآزلتُ اذكر انه قال لي ذات " توبيخ "
" تَصرفي معهم وَ تذكري أنكِ انتِ أنتِ " !!
فلذا / لمْ أُدنس طُهرَ لساني .. بـ ذكرها بـ سوءْ
وَ لمْ أُفشي سِراً .. اؤتمنت عليه ..
بالرغمِ أنّي كُلَ صباحْ / اُبصرُ على كُلِ سِفرةٍ
شيءٌ من سيرتي .. وَ أسراري !!!
الّتي كانت لها فقط ..
:
:
وَ بعد مَضيّ سنواتٌ عديده
تطرقُ هاتفي " رسالةٌ واردة "
وَ يُضيء رَقمُها ..
بـ "
" .... " اقسم ما قدرت أنساك
و لا حصلت من تشبه صفاتك .
" .... " متأكدة
إني في قلبك مثل ما أنتي في قلبي ..
سامحيني ..
و خلينا نصلح اللي أنهدم .. و يكفي اللي راح ..
::::::::::::
رسالةٌ صادرة..
شُكراً لكِ على إعطائي جُرعة مُقاومة لـ / الصدماتْ ..
فـ بكِ فقط ,
أستطيعُ ان اواجه كُل وجع
وَ أصبحتُ اخيراً أتوقعُ سقوط كُلِ شاهقٍ في نظري
وَ بفضلِّك فقط
نجحتُ في وَضعِ حدود لـ ثقتي .. وَ صداقاتي ..
تقولين " سامحيني " ..!!!
فعلى أي شيء أُسامح ..يا ترى ؟
على أسراري الّتي أفشيتِها
وَ تصدقتي بها على " شحاذي البلبله " ..
وَ وضعتِها بـ رحمةٍ في راحةِ ألسنتهم المُمتدة ..
ليتناقلوها فيما بينهم .. يزيدونها يوماً وَ يوماً يُنقصون !
على أي شيءٍ أُسامح ..
على تصديقكِ خُزعبلات لا تمت للواقعِ بـ صلّة
أم على قبولكِ دور بطولةٍ في مسلسلٍ نتِّن يُهاجمُّني
تُشيعُ جثتي في آخرِ لقطاتِه ..
وَ أكونُ وَحدي .. وَ لا يجرؤ أحد على إكرامي بالدفنْ ..
و " تخسئون " جميعاً فقدْ رُفض هذا العرضُ القذر
بـ مشيئة من يعلمُ ما في الصدور ..
وَ خسرتي الكثير
بـ / خسارتكِ معرفتي ..
وَ كُل ما أخشاهُ الآن ..
أن تُشيعُ جثتكِ حقيقةً .. وَ لا يجرؤ أحدْ على دَفنكِ
وَ لا حتى أنا !
على أي شيءٍ أُسامح ..
عَلى رواياتُكِ الكاذبة .. على محاولاتِ إبعادُ الخلقِ عني
لـ أعودُ لكِ مُرغمةً ..
ضعيفةٌ أنتِ ..
لمْ أكتشف هذا " الوجه " لكِ طوالُ السنوات الّتي أمضيناها معاً
للأسفْ ..
تعلمين / كُنت أتمنى لو أكتشفتُه حينئذ
ليس لأربأ بنفسي عنكِ .. لا و ربيّ ..
إنما لـ أُنقيكِ منه .. وَ أسحقه وَ أقذفهُ للجحـيمْ
فأنتِ " أنقى " مِن هذا !!!!
أشكركِ كثيراً ..
فـ سقوطكِ لَمْ يَكن " سهواً مُكلِّف " .. بل كان " صَحواً " ..
اخيراً
لا تُرسلي بعدَ هذهِ الرسالة
وَ لا تراودكِ نفسك بالإتصال / فأنا لا اُجيب على أرقامِ الغُرباء ..
مَخرج :
لا شيء يَهدُم محبتهم كـ ( ايديهم ) .. !
فقد هدمت بـ كفيِّها ( قصرها ) .. !
................ لتنام في العراءِ وَحيدة " بلا .. أسفّ " ..