بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمر الناس على دين التوحيد .. ومرت الأيام .. إلى أن جاء رجل اسمه عمرو بن لحي وكان سيداً لقبيلة خزاعة ..
خزاعة نازعت جرهم على الكعبة ، على حكم مكة ، وحدث قتال عظيم بين خزاعة وجرهم ، وهُزمت جرهم ، وسيطرت خزاعة على مكة .. ولما هُزمت جرهم أرادت أن تعطل على خزاعة أمر مكة ، فدفنوا زمزم ولم يعد لها أثر .
فلما هُزمت جرهم وفروا ، وما بقي منهم إلا القليل ، سيطرت خزاعة .. لكن لم يجدوا أثراً لزمزم ، فكانوا يضطرون أن يجلبوا الماء من خارج مكة .. فاندثرت زمزم إلى أن حفرها عبد المطلب فيما بعد ..
سيطرت خزاعة على مكة 500 سنة وكان يرأسهم عمرو بن لحي ، فكان سيد مكة بلا منازع ، وكان لا يُرد له أمر ، وكان من أغنى الناس وأكرمهم .. فكان يطعم الحجيج وحده ، ويسقيهم وحده ، وكان كلامه في أهل مكة وحجاج مكة كالشرع لا يُرد ..
في يوم من الأيام سافر إلى الشام ، وهناك وجد قبيلة تسمى العماليق ، وكانوا يعبدون الأصنام ، وما كان العرب يعرفون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ?
قالوا له : هذه أصنام نعبدها ? فنستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا .
فقال لهم : أفلا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب ? فيعبدونه .
فأعطوه صنماً يُقال له: هُبل .. فقدم به مكة فنصبه .
فكان أول صنم أُدخل الجزيرة العربية ، نقله عمرو بن لحي إلى مكة ..
وبدأ يأمر الناس بعبادة هُبل فأطاعوه ، فأدخل آلهةً أُخرى على جزيرة العرب ، وأمر كل قبيلة أن تتخذ لها صنم تعبده عند الكعبة ... وبدأت عبادة الأصنام تنتشر بأوامر عمرو بن لحي ..
يقول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : ( ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب ) ، وفي رواية : ( أول من غير دين إبراهيم ) ) .
ثم غير التلبية ، كان العرب يلبون : لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك .
فأضاف عليها : لا شريك لك . إلا شريكاً هو لك . تملكه وما ملك .
ثم سنَّ لهم سنة الأنعام التي لا تُمس [ الأنعام المقدسة ]
فأوجد لهم البحيرة ، الحامي [ البعير الذي ولد له عشرة فحول ] .
فقال : أي بعير يولد له عشرة فحول حمى ظهره ، فلا يُركب ، ولا يُذبح ، ولا يُمس ، ويقدس .
فانتشر الشرك ، وانتشرت الأصنام ، وكان من أشهر الأصنام بعد هُبل هو [ ود ] وكانت تعبده بني كلب .
سواع لبني هند .
يغوث لطيء وجرش .
يعوق لهمذان .
نسر لليمن .
هبل قريش .
ومن أغرب الأصنام [ إساف ونائلة ] كانا من أهل اليمن ، وكانا متحابين ، فلم يحصل لهما الزواج بسبب رفض نائلة ، فتواعدا على اللقاء في الحج ، وفي غفلةٍ من الناس فجر بها عند الكعبة !!
فمسخهما الله سبحانه وتعالى إلى حجرين ، فأصبحا عبرةً لمن لا يعتبر
فوُضع إساف على الصفا ، ونائلة على المروة
ولما أدخل عمرو بن لحي الأصنام إلى جزيرة العرب أمر بنقلهما بعد أن نسي أغلب الناس قصتهما من الصفا والمروة إلى الكعبة ، وأمر بعبادتهما !!
كيف دخلت النصرانية واليهودية إلى جزيرة العرب ؟ .. هذا ما سنعرفه في المرة القادمة بإذن الله .