[align=center]Irade Hus
من تركيا
حادثة قطر وأسباب وقوعها حسب التحقيقات التي أجريناها والاستخبارات الموثقة التي قمنا بها حول أسباب وكيفية وقوع حادثة قطر، سافر حافظ محمد باشا والي البصرة السابق مع طابور الرماة الحادي عشر المكون من أكثر من مائتي جندي في العام الماضي بهدف القضاء على الشقاوة واعادة الأمن والاستقرار الى نجد ، واتخذ بعض التدابير الانضباطية ونجح في اعادة الأمن في المنطقة المذكورة .وأنه بعد ورود أخبار بأن المحرك الأصل والمحرض لتلك الشقاوة هو الشيخ جاسم قائمقام قضاء نجد، وأن هذا الأمر تم تنظيمه قبل عامين ونصف في بوشهر بين الموما اليه وبين القنصل الانجليزي السابق، وقد عقدت بينهما اتفاقية تتضمن بعض المواد المضرة مثل قيام جاسم بالتحريض المستمر في مناطق قطر ونجد لفتح الباب للتدخل الانجليزي وأن المذكور استطاع تجهيز عشيرته وعربانه بالأسلحة والمهمات الحربية بواسطة القنصل المرقوم وبمساعدة حاجي أحمد الكبابي المقيم في بوشهر ومحمد بن عبد الوهاب المقيم في قرية دارين بجزيرة تاروت مقابل قصبة القطيف ، وأن الشيخ جاسم حصر كافة أنواع الرسوم والتجارة في نفسه منذ عدة سنوات ولم يدفع الضريبة المعينة، وأنه قبل عامين جمع العربان حوله ليضيق على الهفوف، وأنه لم يعر اهتماما بالمأمور الذي أرسل الى قطر ليشكل ادارة القضاء،فأخر التشكيل المطلوب، وأنه أمر بضرب قافلة كبيرة بين عجير والهفوف، تحرك طابور الرماة بقيادة البكباشي يوسف أفندي ومائة نفر من الضبطية بقيادة آغا الطابور فارس آغا وخمسون نفر من الخيالة العقل من الهفوف لتعميق التحقيقات واعادة الأمن الى تلك المنطقة واتخاذ التدابير الجدية ضد افسادات القنصل المرقوم، ووصل الى قطر في اليوم الرابع عشر من شباط. فتبين أن الشيخ جاسم انسحب قبل شهر الى الصحراء ومعه المناصير وفرقة من بني هاجر وأربعمائة أو خمسمائة من العربان من سائر العشائر الذين تمكن من جمعهم بعد أن أغراهم بالمال .وقد أرسل اليه حافظ باشا بطلب تفريق العشائر المذكورة والقدوم اليه وعرض طاعته ، وتأمينه . فرد الشيخ جاسم عن طريق قريبه الشيخ خالد بأنه مطيع وصادق للدولة لكنه لن يستطيع الاستجابة للدعوة ،وأنه في حالة ترك الوالي المنطقة ومغادرته مع جنوده، فإنه مستعد لتقديم عشرة آلاف ليرة كهدية وأنه مستعد لتنفيذ أي طلب آخر له. فرفض حافظ باشا عروض الشيخ جاسم مؤكدا على أنه ليس له سوى مطلب واحد وهو أو يفرق العربان من حوله ويعرض طاعته ويلجأ اليه ، وأنه قائمقام تابع للدولة وعليه أن يأتي بلاخوف ويثبت صدق ولائه. وعلى اثر تأكيد مقربيه على أقوال الباشا وضرورة ثقته بها رد عليهم الشيخ جاسم:" ان نية الباشا هو القبض عليه(ص2) حيا أو ميتا، وأنه وصلته رسالة خاصة بذلك من رجل يثق به" وهكذا لم يصغ الشيخ جاسم الى النصائح والعروض من الوالي السابق مدة شهر ،فسد الطريق الصحراوي بين قطر والأحساء، فقبض على ساعيي البريد من الجانبين واستولى على الأوراق الرسمية التي معه. كما جمع كثيرا من العشائر حوله ، فأرسل ألفا منهم الى المكان المسمى بسلوى على بعد ثلاثة أيام من قطر ، ليواجهوا الرجل المعروف بـمبارك الصباح الذي سيأتي معه عشائره لمعاونة حافظ باشا. وعلى اثر شيوع خبر في قطر عن أن الشيخ جاسم سيشن غارة مفاجئة على العساكر السلطانية، قام حافظ باشا بتوقيف عدد من الشخصيات القطرية المعتبرة الذين قيل عنهم بأن لهم علاقة في الموضوع، وكانوا في سفينة. وكان التوقيف بنية استكشاف الحقيقة وكذلك تخريب قلعة وجبه في الصحراء على بعد ثلاث ساعات من القصبة ، والاستيلاء على الأسلحة النارية التي بداخلها. فقام البكباشي يوسف أفندي باستشارة آغا الطابور فارس آغا والقول آغاسى طاهر أفندي القائد في السفينة الحربية "المريخ" ليلة الثالث عشر من مارس .وتقرر بعد ذلك جمع ثلاثين جنديا من الطابور الرابع التابع للكتيبة الثالثة والأربعين بقطر الى طابور الرماة ، فصار عدد الجنود مائتين وثلاثين من المشاة، وزودوا بالفؤوس والمجاريف بالإضافة الى مائة من الفرسان الضبطية وأربعين من فرسان العقيل ومدفع واحد أخذوه من السفينة المريخ ، وعدد من أفراد البحرية . ومع أن ُقرب سقاية الحيوانات كانت فارغة فإن القوات تحركت من قطر الساعة الحادية عشر صباحا ، ووصلت في الساعة الواحدة الى شكبه وهو مكان بجوار قلعة صغيرة وخربة . فأمر البكباشي بأن يعسكر الجنود هناك، وأرسل فرسان الضبطية والعقيل للإستكشاف في منطقة قلعة وجبة. فارتد هؤلاء الى الخلف عندما واجهوا القوات التي جمعها الشيخ جاسم وكانت عبارة عن حوالي ثلاثة أو أربعة آلاف مسلح بالبواريد من مشاة وفرسان ومحمولين على الجمال من أفراد العشائر ، فقام البكباشي يوسف أفندي بتعبئة قسم من الجنود الذين معه على سفح تلة بعد قلعة شكبة المذكورة، ليتقاتلوا العربان الذين كانوا يلاحقون القوة المستكشفة. وفي بداية الإشتباكات قاتل الجنود ببسالة وأوقعوا في صفوف العربان خسائر كبيرة، لكن كثرة عدد العربان اضطر الجنود للإنسحاب الى القلعة المذكورة ، فتشجع العربان وصاروا يضيقون على الجنود من كل جانب وقطعوا خط الرجعة عليهم ، وبناء على التقرب في المساء ،فلم يكن من الجائز البقاء ليلا هناك فتقرر التراجع وفق نظام القلعة، وأرسل الفرسان الى الجناح الأيمن والجناح الأيسر لتأمين خط الرجعة، لكن عدم ثبات الفرسان شجع العربان على زيادة التشديد والتضييق على العساكر السلطانية، بالإضافة الى أن أكثر العساكر كانوا في حالة تعب واعياء شديدين بسبب تأثير الحرارة والصيام بالإضافة الى نفاد الماء في القٌرب.ولذلك ماأن وصلوا أمام المفتول (البرج) على بعد ثلاث عشرة دقيقة من الثكنة الكائنة بقطر حتى استغل العربان هذه الحالة ، خاصة وأن أكثر الجنود كانوا يستنجدون طلبا لقطرة ماء ، وخاصة بعد أن استشهد قائدهم الملازم سامي أفندي بعد أن قاد جنوده بشجاعة نادرة، (ص4) فتقدم هؤلاء العربان واستولوا على اسلحة الجنود وذبحوهم فردا فردا كما تذبح النعاج . ولما رأى البكباشي حسين رامي أفندي ذلك من الثكنة ورأى فرار الفرسان نحو الثكنة ، وكانت الساعة حوالي العاشرة قريبا من المغرب ، أعدت قوة من أربعة وعشرين جنديا بقيادة ملازم الفوج الثالث محمد أفندي وأرسلها الى جوار المفتول، واستطاع قسم من الجنود والوالي السابق التخلص من غدر العربان ، بفضل النار المكثف من قبل هذه المفرزة ووصلوا الى الثكنة حوالي العاشرة والنصف. كما أن القسم الآخر ويوسف أفندي وصلوا الى القلعة حوالي الساعة الحادية عشر. واستشهد في هذه الحادثة الأليمة من طابور الرماة 97 بينهم عدد من الضباط كما جرح خمسون . واستشهد من الطابور الآخر تسعة عشر بينهم ضابط. كما جرح عدد آخر. أما من فرسان الضبطية فقد استشهد واحد فقط . وباستثناء مافي البحرية فقد استولى العربان على مائة وخمسين بارودة ومدفع واحد من نوع 3 فونت .وعلى اثر ذلك رأى القبطان طاهر أفندي فرط تأثر الباشا الوالي فنقله في تلك الليلة الى السفينة مريخ ، كما أن حسين رامي أفندي أرسل مذكرة خاصة بين فيها أن القوة الموجودة في الثكنة لاتساعد على الدفاع وأن الذخائر غير كافية ، فاستدعاه حافظ باشا في تلك الليلة الى السفينة وبحث الأمر مع ضباط الطوابير ، ثم أعاده الى الثكنة . ولكن في اليوم التالي قدم البكباشيان وآغا الطابور الى السفينة لأمر من الأمور ، فاستبقى الباشا البكباشي حسين رامي لاصابته بجرح في ذراعه ، وأمر بعودة يوسف أفندي الى الثكنة ، وكانت مفرزة في هذه الأثناء في طريقها من الثكنة الى السفينة، فتعرضت هذه المفرزة لاطلاق نار من البلدة، فرأى من السفينة ذلك فقامت السفينة مريخ باطلاق عشرين طلقة والسفينة "موجدة رسان " باطلاق عشر طلقات مدفعية في اتجاه مطلقي النار، واستطاع الجنود بذلك الوصول الى السفينة، وبقي في الثكنة حوالي مائة جندي وعدد من الضباط وفي اليوم المذكور خرجت السفينتان مريخ وموجده رسان من مضيق قطر ورستا على بعد ساعتين كي لاتتعرضا لاعتداء العربان . وفي اليوم السادس عشر من مارس أرسلت السفينة موجده رسان الى البصرة . وحتى يوم التاسع عشر من مارس أي الى يوم الافراج عن الوجوه الذين اعتقلوا في وقت سابق استشهد من هذه الأفراد بسبب مضايقة العربان ومحاصرتهم واحد وجرح خمسة .
وفي اليوم الثاني عشر من ابريل عرض القنصل الانجليزي السابق في بوشهر القدوم الى مضيق قطر بحجة تأليف البين بين الباشا الوالي وجاسم ، ولكن العرض رفض كي لا يفسح المجال للتدخل الانجليزي فيما بعد . كما منعت السفينة التي تقله من دخول الميناء. وبعد خمسة أيام وصلت الى قطر سفينة قرصنة انجليزية ، لكنها منعت من دخول الميناء، عندئذ أخذت القنصل الانجليزي الموجود في السفينة السابقة وتوجهت نحو القرية المعروفة بـ"قرة" على بعد ثلاث ساعات من قطر. وفي اليوم الحادي والعشرين من ابريل حدث لقاء بين القنصل المذكور وبين الشيخ جاسم.
(ص5) خلاصة افادة الشيخ جاسم، وقلعتا وجبه وشكبه
على اثر ابحارنا من البصرة على متن السفينة الهمايونية موجده رسان وصلنا في اليوم الخامس وكان وقت السحر من يوم الأحد الرابع من يوليو الى ميناء قطر . وفورا توجهنا الى البلدة والتقينا بالشيخ أحمد أخي الشيخ جاسم . وفي اليوم التالي قدم الشيخ جاسم من قلعة وجبه الى البلدة فالتقينا به في اليوم المذكور. وبعد عدة أيام توجهنا الى القلعة المذكورة . ونقدم فيما يلي خلاصة ما أفاد به الشيخ الموما اليه ووضع القلعة المذكورة:
قال الشيخ جاسم بأنه منذخمسة وعشرين عاما لم يقم بأي عمل أو تصرف خلاف الرضا العالي، وأنه أرسل الى حافظ محمد باشا رسائل تضرع ، كما أنه بعث اليه أبناءه وإخوانه ورجاله عارضا عليه الرضا بكل مايأمر به، لكن المشار اليه لم يقبل بذلك .وبناء على توصيته فرق العشائر التي حوله وكان مصمما على الطاعة ، لكن العساكر السلطانية قاموا في أحد الأيام بالهجوم المفاجىء على قلعة وجبه ، وأنه أراد الفرار ولكن اسرته كانت معه وأن العربان الذين تفرقوا هنا وهناك سمعوا أصوات اسلحة العساكر فاجتعموا وصاروا يقاومون العساكر من غير أن يكون هو راضيا بذلك، وادعى بأنه لاعلم لديه بأي شيء ، لكننا لم نصدق كلامه لأننا عرفنا أن ابنه الشيخ ثاني جرح أثناء القتال من ذراعه الأيسر ، كما أننا شاهدنا بأم أعيننا مدى اهتمام الشيخ جاسم الآن بالشيخ سلتان الذي كان على رأس الأشقياء لدى تجريد الجنود من أسلحتهم ثم قتلهم دون رحمة ، وبسيف الهاجر من رؤساء قبائل بني هاجر وبسائر المشايخ الذين اشتركوا في القتال. كما أثبتت التحقيقات والاستخبارات التي قمنا بها عكس ما ادعاه الشيخ الموما اليه، كما أيدت الوقائع بأنه كان بنفسه راكبا فرسه وعلى رأسه كوفية بيضاء ،وأنه قتل بنفسه بعض الضباط.
فبينا له ببعض الأدلة وبصورة لينة ولهجة مناسبة رفض ما ادعاه . ثم أوضحنا له بأن ولي نعمتنا حضرة صاحب الخلافة المعظم يعرف حقيقة الأمر. لكنه اشفاقه على رعاياه أشد من اشفاق الأب لأبنائه وأنه قبل بعض الوساطات فعفا عما بدر منه . وإلا فإنه من السهل على الدولة كما حدث في اليمن سوق قوة كافية لتأديب العشائر وتربيتهم . وأن واجب الذمة والولاء عليه تجاه أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين أن يعرف القدر الجليل للطف والرحمة منه ويفهم الأهالي والعشائر عنده أن يجتمعوا ويعودوا الى قطر والمعاملة الحسنة للعساكر السلطانية، واستكمال أمن وأمان قضاء قطر والدعاء لحضرة السلطان خمس مرات في اليوم والوفاء بعهده الذي أعطاه بالأمس للسيد النقيب الذي جاء الى قطر والوفد الذي معه ، بشأن الأسلحة والضرائب . (ص6) عندئذ رد الشيخ جاسم بأنه يريد أن يقول في معرض اثبات ولائه، بأن القنصل الانجليزي السابق في بوشهر جاء بعد الحادثة الى وفره وعرض عليه طلب حماية الإنجليز لكنه رفض هذا العرض . وأضاف بأنه يطلب اعفاءه من منصب القائمقامية نظرا لتقدم سنه . كما أوضح بأن القسم الأعظم من الأسلحة والذخائر التي فقدها الجيش السلطاني هو بيد عشيرة النعيم، وان هذه العشيرة تقيم في البحرين. وأن عرض على السيد النقيب بصورة خصوصية بعد اذن حضرة السلطان أن يذهب فجأة الى البحرين، ويخلصها من التدخل الأجنبي ، ويتحرك هناك لتحقيق هذا الهدف بالسرعة والمهارة بحيث لايدع مجالا لسفك الدماء وغصب الأموال ، لكنه لم يتلق منه الجواب حتى الآن . ولكي نعرف أسباب التباين بين مايقوله حاليا وبين تصرفاته السابقة طلبنا منه أن يوضح خطيا الأسباب الحقيقية لطلب استقالته ونيات وأفكاره فيما يتعلق بالبحرين .ونقدم لفا العريضة التي كتبها وقدمها لنا حول استقالته وسائر معروضاته. كما تم تسليم خطابه الى الباشا الوالي حول البحرين الى الباشا المشار اليه.
قلعة وجبة
قلعة وجبة - وموقعها على النحو المبين في مخطط الميناء الملحق بالخريطة المقدم الى حضرة صاحب الخلافة - في الجهة الغربية من بلدة قطر وعلى بعد ثلاث ساعات منها والأراضي الممتدة من الساحل الى هناك تكاد تكون مستوية . وسماكة جدران القلعة لاتقل عن متر واحد وارتفاعها ستة أمتار وفي جوانبها الأربعة مبنى حجري له ثقوب صغير تشبه الأخاديد وفي وسط هذا المبنى وأعلى منه ارتفاعا بقدر أربعة امتار برج مجوف محاط من أطرافه الأربعة بجدار خارجي بارتفاع مترين وبسماكة نصف متر . وفي الجهة الجنوبية من القلعة المذكورة وعلى بعد خمسة أمتار من الجدار مفتول(برج) بسماكة نصف متر وارتفاع تسعة أمتار ونصف .وفي الطرف الشمالي من القلعة وعلى بعد مائة متر منها تقريبا حديقة محاطة بجدران وفي داخلها ثلاثة آبار فيها مياه غزيرة وصالحة جدا للشرب.
قلعة شكبة:
تقع قلعة شكبة بين بلدة قطر وقلعة وجبة على بعد ساعتين ونصف من قطر تقريبا .والقلعة محاطة من جوانبها الأربع بجدار خارجي وفيها برج ارتفاعه تسعة أمتار، وفي الشمال الغربي من هذا البرج وعلى بعد مائة وخمسين مترا منه برج آخر ارتفاعه تسعة أمتار . وفي الجانب الشرقي من القلعة بئر فيها ماء صالح للشرب.
معلومات مجملة عن قطر:
منطقة قطر تقع في الجنوب الشرقي من البصرة . أما بلدة قطر فهي في الجانب الشمالي من المنطقة وعلى الساحل (ص7) تبعد عن البصرة بأرعمائة ميل وعلى مسيرة تسعة أيام من الهفوف التي هي مركز لواء نجد . وقطر لها ميناء محكم.
كانت منطقة قطر تحكم من قبل مشايخ قبيلة مسلم ، حيث دفعوا اتاوات في كثير من الأحيان لشيوخ البحرين، وشيوخ البحرين دفعوا الاتاوات لحكام الرياض من سلالة ابن فيصل. وقد ادى قطع مشايخ قبيلة مسلم لهذه الاتاوات الى تعرض قطر لهجوم عشائر البحرين مرتين عيث قامت هذه العشائر بتخريب البلدة. وبعد انسحاب البحرينيين أعلنت قطر تبعيتها لعبدالله بن فيصل أخو عبد الرحمن الفيصل وكان حاكما للرياض آنذاك وصاروا يدفعون له الأتاوات مباشرة. ولكن بدخول منطقة الأحساء قبل عشرين عاما تحت الحكم العادل للسلطنة السنية، عرض محمد بن ثاني وهو أبو جاسم الثاني وحاكم قطر أنذاك الدخول في حماية الدولة العثمانية مقابل دفع ضريبة مقننة ، كي يتخلص من اعتداءات العشائر البحرينية.ووافقت الدولة على هذا العرض وسلمته الراية العثمانية . وبعد وفاة المذكور تم نصب سيف بين محمد الثاني شيخ عشيرة مسلم قائمقاما. وعندما كان سعيد باشا الموصلي متصرفا لنجد طلب جاسم الثاني أن يعينه قائمقاما في مكان الشيخ سيف ، فرد عليه سعيد باشا بأنه من غير الممكن تعيينه مكان الشيخ سيف مالم يتخل الشيخ سيف من القائمقامية طوعا . فاستطاع جاسم اقناع الشيخ سيف بوسيلة من الوسائل على التخلى من منصب القائمقامية ،فعين مكانه. وعندما فهم الشيخ سيف مرامي جاسم من هذه العملية تأثر أشد التأثر، فلم يستطع العودة الى منصبه فسكت مرغما. أما جاسم الثاني فقد أدى الضرائب فترة من الزمن في بدايات قائمقاميته، لكنه قطعها بعد ذلك.
الأهمية الحاضرة لميناء قطر
وطريقة حمايتها
وميناء قطر ، كما هو مبين في الخريطة المقدمة ،له مضيق بسعة ألف متر في أضيق نقاطه . والمسافة بين هذا المحل والساحل أبعة أميال وعمق الميناء وقت الجذر في بعض المحلات باع أو باعان وفي بعض المحلات الأخرى ثلاثة أو أربعة أو خمسة باعات كما أنه مصان من كل أنواع العواصف والرياح ، لذلك فإن الميناء يناسب دخول وخروج ورسو كثير من السفن والزوارق الشراعية التي لايزيد المغمور منها على سبعة عشر قدما وقت المد وثلاثة أو أربعة عشر قدما وقت الجذر. وهو أفضل الموانىء على السواحل العثمانية بين البصرة وقطر.
والانجليز الذين يظنون بأن الأماكن المعمورة على السواحل من عدن الى عمان دخلت تحت حمايتهم بلا مانع ولايتوانون عن اللجوء الى كافة أنواع الحيل والدسائس كي يصلوا الى مصب شط العرب في أقرب وقت ممكن ،قد هيأوا في خليج البصرة أربع سفن حربية مجهزة بكافة وسائل الحرب وجعلوا أحداها تحت امرة قنصلهم في ابوشهر.
والحقيقة أن السفينة المخصصة للقنصل تجدها في ابوشهر بشكل دائم، لكن السفن الأخرى لاتفتأ تجوب النقاط المهمة في خليج البصرة وسواحل مسقط (ص8) محاولة افساد العربان ومشايخهم. واذا حدث أن تقدم القنصل الانجليزي في مسقط ووكيله الذي يقيم في الشارقة الكائنة بسواحل عمان بعرض الى مشايخ مسقط وعمان وأهاليهما ، ورفض هذا العرض من قبل الأهالي والمشايخ المحليين فإن قنصل ابو شهر وبناء على طلب القنصلين المذكورين سيرسل تلك السفن الى الأماكن اللازمة لاجبار الأهالي والمشايخ على قبول ذلك العرض. في حين فإن ميناء قطر كما بينا آنفا يقع في وسط خليج البصرة، ومحمي جيدا ويناسب أن يتخذ نقطة اجتماع بالإضافة الى أنه مركز تجارة اللؤلؤ بالنسبة للسكان المحليين. كما أن هذا الميناء اذا وقع بيد الإنجليز فإن الخلاف بين عشائر قطر وبين عشائر نجد والكويت سيزيد وسيستغل الانجليز ليوقعوهم ببعضهم . ولذلك فإن ميناء قطر هو مطمح أنظار الانجليز منذ أمد بعيد. ولهذا السبب فإن استكمال وسائل الحفاظ والدفاع عن هذا الميناء هو بدرجة الوجوب. هذا وإن خطر على البال لأول وهلة تأسيس وانشاء استحكامات في رأس أبو أباد وجزيرة سفلا فإن ماخلف الاستحكامات المتصور انشاؤها في رأس أبو أباد سيصل الى ساحل وفرة الكائنة على بعد ثلاث ساعات من قطر، وما خلف الاستحكامات المتصور انشاؤها في جزيرة سفلا ستكون مناسبة في وقت المد لإنزال الجنود الى الجزيرة المذكورة بالمراكب البحرية التي يصل الجزء المغمور منها الى ثمانية أو عشرة أقدام. وسيتطلب الأمر تمركز اعداد كبيرة من الجنود للحفاظ على المدافع من أن يستولي عليها العشائر. وبناء عليه فمن الأفضل صرف النظر عن ذلك في الوقت الحالي، واللجوء الى الأسهل وذلك بتقوية القوة البحرية السلطانية في البصرة وتجهيزها بالمعدات اللازمة واقامة سفينة هناك على النحو الذي سنفصله مستقبلا لمنع ادخال الأسلحة الى سواحل الولاية . وتشكيل قوة بحرية للدفاع عن الميناء .
العشائر الموجودة في منطقة قطر وماجاورها
اولى العشائر في منطقة قطر هي عشيرة بني هاجر، ومجموعها تشكل ثلاث فرق. وتعيش في المنطقة بين قطر والقطيف والهفوف. ولكل فرقة شيخ خاص بها . وجاسم الثاني تتبعه فرقة واحدة من فرق هذه العشيرة.
أما الثانية فهي عشيرة المناصر،وقسم من هذه العشيرة في جهات عمان والقسم الآخر بجوار قطر . والقسم الكائن في جهات عمان يتبع الشيخ زائد الذي يقيم في البلدة المعروفة بأبو ظبي .أما القسم الكائن في قطر فيتبع الشيخ جاسم.
والثالثة هي عشيرة النعيم وهذه العشيرة وان كانت تتجول في سواحل قطر ، أي بين قطر نفسها وبين زبارة فإنها تتجه الى البحرين في موسم النخل ، فينعم عليهم الشيخ عيسى شيخ البحرين كل عام بمقادير من التمر والقهوة وغيرها ، لذلك فهي تعتبر في عداد عشائر البحرين.
وفي بلدة قطر قبل الحادثة كانت تقيم قبائل السودان ومسلم وسلاطة والمطاوعة . وشيخ قبيلة السودان هو الشيخ خالد، وأخوه الشيخ سلتان؟ وشيخ قبيلة مسلم هو الشيخ صالح. وشيخ قبيلة سلاطة هو الشيخ حسن بخيت. وفيما عدا ذلك فإن في قطر قبائل صغيرة قليلة الأفراد (ص9) مثل المحنة والمعاضد والسواعد والبوكوارة .وقسم من قبيلة البوكوارة تقيم في الضعايين على الساحل وعلى بعد ثلاث ساعات من قطر. ومجموع أعداد الفرقة التابعة للشيخ جاسم الثاني لايتجاوز سبعة أو ثمانية آلاف ، لكن جميعهم مسلحون بالبواريد الانجليزية. وأكثرهم من أتباع المذهب المالكي وقسم منهم حنابلة. وقسم لايتجاوز عدد ثلاثمائة -وهم من المعاضد- وهابيون مثل الشيخ جاسم. والشيخ أحمد أخو الشيخ جاسم، وكذلك الشيخ عبد الله شيخ وفرة وشيخ البحرين وعشائره من أتباع المذهب المالكي بكاملهم.
ومع أن عدد أفراد العشائر البحرينية يزيد على عشرة آلاف فإنهم ليسو محاربين مثل رجال الشيخ جاسم. والأهالي التي تقيم على هذا الساحل تعيش على صيد اللؤلؤ. وبين وفرة وزبارا حوالي سبعمائة أو ثمانمائة زورق في كل زورق مابين خمسة وخمسة وعشرين رجلا. وخلال موسم صيد اللؤلؤ يقوم رؤساء طوائف الصيد ببيع مااستخرج من اللؤلؤ في الفترة من بداية مايو وحتى نهاية اغسطس للشيخ جاسم ،لأن هؤلاء الرؤساء مديونون في قليل او كثير للموما اليه. وهناك عشيررة أخرى بقطر تعرف ببني مرة وعدد أفرادها حوالي ستمائة ولكن يروى بأن هذه العشيرة لم تشترك في الحادثة المعلومة. وجاسم الثاني يستخدم هذه العشائر-بالرغم من عدم كونهم من مذهبه - في أي غرض يريده وباستخدام الحيل والوسائل - مثل اخافتهم من قيام الدولة بتجنيدهم من جهة ، وتزويدهم بالمال من جهة أخرى. ويجلب جاسم الثاني الأسلحة والذخائر بوساطة ومعاونة القنصل الانجليزي السابق المقيم في ابوشهر وايراني اسمه حاجي أحمد الكبابي ومحمد بن عبد الوهاب -الذي يقيم في محل دارين بجزيرة تاروت قبالة القطيف ، وقد أصلح حاله مؤخرا ويبدو الآن مخلصا للدولة - وينقلها الى قطر بالسفن الشراعية ، كما أن الأهالي بقطر وما جاورها يشترون الأسلحة من أسوال قالبحرين التي تباع فيها بصورة علنية.
معلومات مجملة عن بلدة قطر
تتشكل بلدة قطر من ألف ومائتي بيت وعلى رواية من ستة آلاف نسمة قبل الحادثة، وهي قسمان : القسم الغربي ويسمى البداعة وتقيم فيه قبيلتا البوكوارة والسودان والقسم الشرقي ويسمى الدوحة وتقيم في القبائل الأخرى. وفي الدوحة مبنيان ضخمان يسميان بالقلعة أحدهما للشيخ جاسم والآخر لابنه الشيخ عبد الله . وفي زوايا كل منهما ابراج ارتفاع كل برج تسعة أمتار وبقطر خمسة أمتار وسماكة نصف متر .وفي جهة البداعة قلعة خاصة بابنه الآخر الشيخ خليفة على بعد كيلومتر تقريبا من البلدة وهي في نفس الشكل والانتظام .وقد أنشأ الشيخ جاسم جامعا كبيرا جدا في الدوحة. ويقيم العساكر السلطانية في الثكنة الخربة(القلعة) التي أنشأها قائمقام قطر السابق المرحوم الشيخ سيف ، ثم تركها للجيش. وفي أطراف البلدة(ص10) سور بارتفاع ثلاثة أمتار ويحوي حوالي ثلاثين برجا. أما سبب تأسيس الأبراج والجدار :فهو قيام الشيخ زايد شيخ عمان قبل أربع سنوات -وبسبب النفور بينه وبين الشيخ جاسم منذ القديم- بجمع العشائر والقيام خلال شهر رمضان بهجوم مفاجىء على قطر . وعندها حدثت معركة بين الجانبين في الجهة الجنوبية للبلدة حيث قتل رجال الشيخ زايد أربعين رجلامن عشيرة جاسم الثاني واستولوا على عدد من العبيد والبغال في المكان المعروف بنعيجة وعادوا الى بلادهم. وعلى اثر ذلك قام جاسم بانشاء السور والأبراج حول البلدة ، ثم جمع العشائر حوله وهاجم احدى البلدات التابعة لعمان من جهة الصحراء ونهبها ، ويقال بأنه أحرق اثنين من علمائها.
ومياه آبار قطر بشكل عام مختلطة بمياه البحر فهي مياه مالحة وغير قابلة للشرب . لذلك فإن الأهالي يجلبون المياه من آبار نعيجة على بعد ثلاثة أرباع الساعة جنوب البلدة . كما أنهم يجلبون حوائجهم الضرورية من الخارج ، فالرز والقهوة والسكر من البحرين والقمح والشعير والأغنام من سواحل ايران ، والتمر من القطيف والبصرة.
استحكام الفاو
قرية البصرة هي مركز مديرية على بعد خمسة وخمسين ميل بحري من البصرة وعلى الجانب الأيمن من شط العرب . وفيها مكتبان للبرق . وفي الجنوب الشرقي من القرية المذكورة ، وفي مصب شط العرب تماما ينشأ استحكام باسم استحكام الفاو.
من المعروف أن نهر بهمشير يشكل الرافد الأكبر لنهر كارون ويمر من شرق جزيرة الحضر. وكما هو موضح في الخريطة المقدمة فإن عمق هذا الماء وقت الجذر يصل في بعض الأماكن أربعة أو خمسة باعات ، لكنه في أكثر المحلات ثلاثة باعات أو باعان ، وفي بعضها باع أو نصف باع(الباع ستة أقدام انجليزية) ، واذا لم ينظف مجراه فقد يمكن للمراكب الصغيرة التي يكون الجزء المغمور منها ثمانية أقدام لأن تدخله وقت المد ، لكن المراكب الأكبر منها اذا أرادت الاتجاه الى البصرة فلا بد من عبورها مضيق الفاو .فإن منع مثل هذه المراكب وقت الحاجة وكذلك لمنع التجاوزات التي قد تقع من قبل دولة أجنبية في اتجاه البصرة يحتاج الى انشاء استحكام في نقطة الفاو من الأهمية بمكان ، وكذلك الحال في المكان المقابل للمحمرة. كما أن تأمين الدفاع عن البصرة وما حولها من جهة البحر ضد الآمال والأطماع المعروفة للإنجليز على درجة من الأهمية والوجوب.
أقسام الاستحكام وترتيباته
استحكام الفاو من حيث الشكل ينشأ بشكل مخمس. طول الواجهة مائة وعشرون مترا والجناحان كل جناح بثمانين وثمانين فيكون مجموع الجناحين ثلاثمائة وعشرون مترا. (ص11)وطول جدران المقطع الواحد أربعون مترا. والساتر البابي للإستحكام دائري ، محيطه - حيث يشكل خط النار-يرسم نصف قطر بطول ثلاثين مترا. وسماكة الجبهة والجناح والمنعطفات عشرون مترا ، متر منه انشىء بالطوب ومن المقرر وضع وتجهيز مامجموعه ستة عشر مدفعا بداخله . ثلاثة من المدافع المذكورة من عيار واحد وعشرين سنتيمترا ، وثمانية من عيار خمسة عشر سنتيمترا وثلاثة من عيار تسعة سنتيمترات من نوع قروب ومدفعا هاون من صنع شيشخانة من نوع قروب أيضا. وفي جبهة الاستحكام وأجنحته ومنعطفاته تنشأ سبعة سواتر وأمام الباب الدائري أربعة سواتر فيكون المجموع أحد عشر ساترا بينيا. وتحت السواتر البينية المصادفة للجبهة يبنى مستودع للذخائر على شكل طابقين ، وسيكون سقف الطوابق العليا مقعرا. وسيكون عرض السواتر البينية اثنا عشر مترا وطولها ستة عشر مترا . وأساس القسم المبني بالحجر متران أما ارتفاع القسم الحجري من السواتر المذكورة ابتداء من الأرضية الداخلية للإستحكام فهو أربعة أمتار ، وسيصب فوق الأحزمة التي تشكل القسم العلوي منها بيتون بسماكة متر واحد وتراب بسماكة أربعة أمتار . وسيكون ارتفاع السواتر البينية لدى انتهاء البناء اعتبارا من الأرضية الداخلية تسعة أمتار . ولحماية مواقع المدافع التي ستركز على الساتر الدائري عند الباب وكذلك طقم هذه المدافع من قذائف العدو التي تتخطى خط النار ،ينشأ تحتها سواتر أخرى بينية ومركزية خلف ساتر الباب بطول ثمانية عشر مترا وعرض اثني عشر مترا وتحته مستودع للذخائر. كما ينشأ ساتر خلفي ضخم يتضمن ثكنة تستوعب ثلاثمائة وخمسة وثلاثين نفرا مع أمتعتهم ومئونتهم للوقاية من قذائف العدو بالنسبة لمن لاتكون الحاجة الى بقائهم خلف المدافع. وطول الثكنة اعتبار من الجدران الداخلية اثنان وعشرون مترا وعرضها ستة أمتار .وبداخلها ثمانية عشر مهجعا وغرفتان للضباط ولها ثلاثة أبواب اثنان منها في اتجاه الاستحكام وواحد في اتجاه الجبهة. وفي أوقات المد يتقدم البحر الى السدة أمام الاستحكام فيشكل مانعا طبيعيا، أما وقت الجذر فتنحسر المياه عن السدة المذكورة بمقدار مائة أو مائة وخمسين مترا ،فتشكل المنطقة المنحسرة حاليا مستنقعا لايمكن العبور منه لذلك فلم تكن هناك حاجة لحفر خندق أمام الاستحكام وقد قدرت تكاليف انشاء هذا الاستحكام سبعين ألف ليرة.
الواقع الحالي للإستحكام
الأرضية الطبيعية التي تشكل موضع الاستحكام مرتفعة قليلا من مستوى سطح البحر لذلك فإنه بحفر متر ونصف من مستوى الأرضية الداخلية للإستحكام فسيظهر الماء وتكون هناك مشكلة في وضع الأساس ، كما أن أرضية الثكنة المزمع انشاؤها تحت السواتر الخلفية ستكون رطبة جدا ، بالإضافة الى السطح السفلي للأدوار العليا من مستودع الذخيرة وكذلك داخل الاستحكام بكامله سيغطيه الماء عندما يكون المد زائدا. (ص12)ولهذا السبب تم رفع الأرضية الداخلية للإستحكام بمقدار متر ونصف عن الأرضية الطبيعية. وتم الآستخبار على أنه في حالة استخدام الطين المعروف بدهلة في عملية الاستحكام ، فإنه بمرور الوقت يجف الطين وتحدث تشققات فيه ، لذلك فإن القسم الأعظم من الأرضية الداخلية طمر بأربعين ألف متر مكعب من التراب كل متر مكعب منه بتسعة عشر قرش مجيدي. وقسم آخر منه ملىء بذلك الطين . وقد شاهدنا القسم المطمور بالطين وقد حدثت فيه التشققات. وقد تم بناء الأقسام الحجرية من جدران الجبهة والجناح والمنعطفات والمقاطع وقسم من السواتر البينية والثكنة والسواتر البينية أمام الساتر الدائري للباب والساتر البيني المركزي بكامله. وارتفاع جدار المقطع الذي يصادف الجهة الشمالية الغربية متران وخمسة وعشرون سنتمترا اعتبارا من الأرضية الداخلية. والجدار اليوم -بسبب عدم متانة ارضية الأساس - مائل من طوله الى طوله بمقدار خمسة عشر أو عشرون سنتمترا.
وقد بدء بانشاء الاستحكام في سنة 302 رومية واستمر الإنشاء دون توقف ثلاث سنوات أي حتى عام 304 وفي عام 305 أمكن العمل مدة سبعة شهور فقط بسبب ظهور الكوليرا وفي عام 305 تغير رئيس لجنة الاستحكام ، وتأجلت عملية البناء على اثر الاتصال بين الرئيس الجديد للجنة وبين قيادة الجيش ، وفي العام التالي استمر العمل من مايو وحتى أواسط يونيو ثم توقف بسبب وفاة الرئيس المعين.
أما بالنسبة لمصنع الطوب : فقد صنعت كميات كبيرة من الطوب في المصنع الكائن بأبو الفلوس قرب ابو الخصيب لكن توقف الأعمال الانشائية وعدم صرف الكميات المصنعة من الطوب أدى الى توقف المصنع قبل عام واحد. وخلاصة الأمر فإنه خلال السنوات الثمان الماضية تم ردم القسم الداخلي من الأرضية بالتراب وتم بناء ثلثي القسم الحجري من الاستحكام ولكن لم تبدأ عملية الأقسام الترابية للسواتر وغيرها من الأعمال التفصيلية . وما صرف على الاستحكام حتى الآن هو أكثر من ستة آلاف ليرة بما فيها مصاريف الطوب المصنوع في أبو الفلوس.
وقرية الفاو صغيرة وأهاليها يعملون منذ القديم بزراعة النخيل منذ القديم وتأمين العمال في الصيف أمر صعب ، لذلك فإنه يصار الى تأمين أربعمائة أو خمسمائة عامل من قبل الولاية للعمل بشكل دائم. أما عدد أفراد الاستحكامات فهو حاليا خمسة وأربعون؛ واحد وعشرون فيؤ الفاو واثنا عشر بجوار أبو الفلوس واثنا عشر في البصرة وفي حالة أبلاغ العدد من قبل الجهة العسكرية الى مائة وخمسين أو مائتين ورفع المخصصات السنوية من ألفي ليرة الى خمسة آلاف أو أربعة آلاف على الأقل، وتعيين من له خبرة في العمليات الاستحكامية لرئاسة لجنة الاستحكام فإنه من الممكن(ص13) الانتهاء من بناء القسم الحجري بكامله خلال عام أو عام ونصف ، وللحاجة الى جلب مليون متر مكعب من التراب من الجانب الآخر من أجل السواتر يتعين تخصيص الجهة العسكرية ألف ليرة لشراء زورق جر بقوة اثني عشر حصان على الأقل وثمانية معونات خشبية . لأنه في حالة امكانية جلب المتر المكعب من التراب من الجانب الآخر بخمسة عشر قرشا ، واملاء المعونات من قبل العمال بالتراب بدفع يومية أربعة قروش لكل عامل ، وانشاء مرسى مؤقت لرسو هذه المعونات بيسر وسهولة ،وفي هذه الحالة يمكن اكمال الأجزاء الترابية من السواتر خلال أربع أو خمس سنوات. كما أن المصاريف ستكون في أقل مستوى.
ولايفوتنا أن نقول بأن المعلمين الذين يعملون في الاستحكامات يتقاضون اجورا يومية بمقدار ثلاثين قرش صاغ. واذا رفعنا عدد أفراد الاستحكامات الى كما ذكرنا أعلاه الى مائة وخمسين أو مائتين ، وكلفنا اعدادا كافية منهم بالعمل لدى المعلمين فإن هؤلاء الأفراد سيصيرون بعد مدة وجيزة في مستوى المعلمين من ناحية الخبرة ، فتوفر اليوميات المعطاة للمعلمين بدفع أجور يومية لمثل هؤلاء المعلمين من الجنود بمقدار ستين بارة . فمن الضروري ابلاغ عدد الجنود الى هذا الرقم وتعليمهم مثل هذه الأعمال للتوفير من جهة ولتسريع العمل من جهة أخرى.
معلومات مجملة عن الأحوال الحاضرة للقوة البحرية
السلطانية في البصرة وما جاورها
اسطول البصرة عبارة عن السفينة الخشبية مريخ وسفينتا موجده رسان وساهر ، والزورق من الدرجة الخامسة عكا الموجودة في قورنة وسفينة آلوسي التي تقوم بمهمة المراقبة بالقرب من سوق الشيوخ وسفينة في أبو الخصيب وأخرى في المكان المقابل لأبو الخصيب وثالثة في الدواسر قرب الفاو . بالأضافة الى قاربين خربين .
الوضع الحالي للزورق الخشبي مريخ وتجهيزه
السفينة المريخ وهي من سفن الدرجة الثالثة ذات ثلاثة أعمدة ومدخنتين وبطول مائة وثمانين قدما تقريبا والجزء المغمور منها حوالي ثلاثة عشر قدما وسرعة المريخ في الجو الهادىء ثلاثة أميال ونصف واذا كانت الرياح مناسبة وفتحت الأشرعة تصل السرعة الى خمسة أميال أما اذا كانت الرياح من الجهة المقابلة فإن السرعة القصوى ميل واحد والسفينة واسعة ، حيث تتسع لطابور مشاة عدده أربعمائة جندي. ولقدم جسم السفينة فإنها تسرب ثمانية عشر بوصة من الماء خلال اثني عشر ساعة من الإبحار، مهما سدت الثغرات بالخرق. وفي السفينة المذكورة ثلاثة مدافع قروب من عيار 12 سنتمتر ومدفع واحد وردية من عيار ثلاث فوند.
(ص14) وضع سفينتي موجده رسان وساهر وتجهيزاتهما
وسفينتا موجده رسان وساهر على نفس المنوال بعمودين ومدخنة وبطول مائة وعشرين قدم والجزء المغمور بمقدار عشرة الى اثني عشر قدم. والسفن المذكورة اذا لم تواجهها لدى سيرها من البصرة الى جهة قطر رياح جنوبية ، ولم تواجهها لدى عودتها رياح شمالية ، تسير بسرعة أربعة الى خمسة أميال ، وفي حالة فتح الشراع قد تصل السرعة الى خمسة ونصف أو ستة أميال . أما في الرياح المعاكسة فلا تزيد سرعتها عن ميل واحد في الساعة. ولإبحار هذه السفن من البصرة الى قطر التي تبعد أربعمائة ميل تحتاج للتزود بخمسين أو ستين طنا من الفحم . ولما كان القسم المخصص للفحم لايتسع لأكثر من سبعة عشر طنا، فإن الكمية الباقية توضع في مختلف الأماكن من السفينة ، بحيث تملأ أكياس الفحم كل مكان من السفينة. ويتم اركاب حوالي ستين عسكريا فوق أكياس الفحم في الأحوال الجوية المناسبة أما اذا كانت هناك عواصف فلا يسمح للجنود بالبقاء على سطح السفينة بل ينزلون الى مكان صغير شبيه بالمستودع تحت برج القيادة ، ولايسمح الوضع بإركاب أكثر من ثلاثين نفرا. حتى أننا لدى عودتنا من قطر على متن السفينة موجده رسان كان الجو مناسبا ، اضطر قائد السفينة الى أن ينقل الذين اشتد بهم المرض من العساكر الثلاثة والعشرين الى مكان خال من غبار الفحم الذي انضم الى حرارة الشمس العالية حيث وصلت الى خمس وأربعين درجة ونصف ، كي لا يتضرر المرضى . كما لم يقبل من الجنود المحمولين على البغال الذين قدموا من نجد الى قطيف وانتظروا السفينة أكثر من شهرين ، الا عشرين ومن غير أن يحملوا معهم أمتعتهم ، واضطر الى ترك الباقين لضيق المكان في السفينة. وهؤلاء الأفراد لم يجدوا مكانا يجلسون عليه سوى أكياس الفحم ، وبقوا على هذه الحالة حتى البصرة.
والسفينة موجده رسان سفينة متينة ، لكن جسم السفينة ساهر قديم ، بحيث يضطر البحارة في كثير من الأحيان الى سد الثغرات التي تتسرب منها المياه ، فما أن تبحر هذه السفينة حتى يصل مستوى المياه المتسربة الى اثني عشر بوصه في اثني عشر ساعة.
والسفينة موجده رسان مجهزة بمدفعين من عيار ستة فوند نوع أرمسترونغ يلقمان من الفوهة. وبقطعتي متراليوز بعشرة سبطانات وسبطانة صاروخية واحدة . كما أن السفينة ساهر مجهزة بمدفعي قروب من عيار ثمانية سنتيمترات وقطعتي متراليوز وسبطانة صاروخية واحدة.
السفينة عكا
السفينة عكا ذات ثلاثة أعمدة ومدخنة واحدة والقسم المغمور ستة أو سبعة أقدام وسرعتها أربعة أو خمسة أميال ويمكن أن تحمل هذه السفنية مائتي نفر من محل الى آخر من شط العرب .والسفينة مجهزة بمدفعي قروب من عيار تسعة سنتيمترات، ومدفع وردية من نوع قروب.
السفينة آلوس
السفينة آلوس هي بحجم سفن خليج اسطنبول وهي مجهزة بمتراليوز ومدفع وردية.
(ص15) السفن الأنجليزية التي تجوب خليج البصرة
السفن الانجليزية التي تجوب خليج البصرة بصورة دائمة هي عبارة عن السفينة لورنس -المرافقة لقنصل ابوشهر- وسفينة اخرى اسمها سنفكس. بالإضافة الى أن القنصل المذكور يطلب متى أراد سفينتين من بومباي ويرسلها الى النقاط المهمة من خليج البصرة. والسفن المذكورة هي بشكل عام بلون أبيض . ولكل من السفينة لورنس وسنفكس مدخنتان ومسنن من الجانب والجزء المغمور منها ثمانية الى عشرة أقدام. وهما أصغر بقليل من السفينة الهمايونية عز الدين لكنهما أعرض وأكثر ارتفاعا منها وسرعتهما تصل الى اثني عشر ميلا في الساعة. والسفينتان المذكورتان مجهزتان بأربعة مدافع ضخمة تعبأ من الخلف من نوع أرمسترونغ ومتراليوزين وعدد من سبطانات الصواريخ والطوربيد .
والسفينتان اللتان تصلان الى خليج البصرة بناء على طلب قنصل أبو شهر لكل واحدة منهما مدخنة احداهما طراد ، والأخرى سفينة برق ذات ثلاثة أعمدة والطراد مجهز بعدد من المدافع من مختلف العيارات وسبطانات الطوربيد ، ويشبه هذا الطراد ، الطراد الهمايوني المنصورة.
أما سفينة البرق فهي بحجم سفينة الإدارة المخصوصة جانيك ومجهزة بعدد من الأفواه النارية وسبطانات الطوربيد كما تحتوي على مصابح كهربائية وآلات وأدوات البرق.
سفن الإدارة النهرية التي تعمل بين بغداد والبصرة
ومجموع سفن الإدارة النهرية أربعة أكبرها السفينة الموصل وتنقل أربعمائة فردا ومائة وعشرين طنا. والسفينتان الأخريان هما الفرات والرصافة وهما بنفس الشكل والحجم وتنقل كل واحدة منهما مائتين وخمسين فردا ومائة طن .أما السفينة بغدادي فتنقل مائة نفر وخمسة وعشرين طنا من الحمولة . وفي الأوقات التي تكون فيها المياه كثيرة فإن هذه السفن تصل من بغداد الى البصرة خلال ثلاثة أو أربعة أيام ، ومن البصرة الى بغداد في ستة أيام. ولكن عندما تكون المياه قليلة فيجب أن يضاف الى هذه المدد يوم ونصف أو يومان ، وتربط بالسفن العثمانية مقطورات تعرف بالدوبا ويتم تحميلها بحسب ضخامتها بمائة أو مائة وخمسين طنا من الحمولة وأربعين أو خمسين من الأفراد لذلك يجب الأخذ بعين الإعتبار هذه الحمولات الإضافية أيضا. ومحرك السفينة بغدادي هو الأقوي بين محركات السفن الأخرى لذلك فإن أكبر المقطورات تربط بهذه السفينة. وتستهلك السفينة بغداد من بغداد الى البصرة أربعين طنا من الفحم . أما سفن الموصل والفرات والرصافة فتستهلك في نفس المسافة مابين خمسة وستين وسبعة وستين طنا من الفحم.
السفن الانجليزية التي تعمل بين بغداد والبصرة
وللإنجليز سفينتان تعملان بين بغداد والبصرة هما المجيدية وخليفة. وكل من(ص16) السفينتين تحملان ستمائة راكب وثلاثمائة طن من الأمتعة بسهولة. وهاتان السفينتان لاتقفان في المانىء كثيرا وهما على درجة كبيرة من السرعة، بحيث يمكنهما الوصول أيام كثرة المياه من بغداد الى البصرة بيومين وثلاث ليال ومن البصرة الى بغداد بأربعة أيام وثلاث ليال. أما حين تكون المياه قليلة فيجب أن يضاف اليها يوم أو يوم ونصف. وسرعة هاتين السفينتين بشكل عام ثمانية أميال ، كما أن سرعة جريان مياه شط العرب مابين ثلاثة أميال الى خمسة، لذلك فإن المسافة التي تقطعها هذه السفن خلال ساعة تصل الى ثلاثة عشر ميلا في الساعة. وللإنجليز بالإضافة الى ماسبق سفينة ضخمة ومجددة اسمها غولاسينج مربوطة على عوامة وهي ذات مدخنتين وسفينة أخرى سريعة اسمها مالامير تعمل بين البصرة والمحمرة على نهر كارون .
التدابير اللازم اتخاذها من أجل الحفاظ والدفاع
عن سواحل الولاية ومنع ادخال الأسلحة اليها
سواحل الولاية الممتدة من الفاو وحتى عمان مفتوحة جدا لكن أكثر أماكنها ضحلة خاصة وأن ماتحت البحر بعدة أقدام يذخر بكثير من أكوام الحجارة لذلك فإن خروج ودخول المراكب التي يزيد القسم المغمور منها على اثني عشر قدما من وإلى الموانىء باستثناء الكويت ورأس تنورة والبحرين وزبارا وقطر والتقرب من السواحل في بعض المحلات بأكثر من ثلاثة أو أربعة أميال مستحيل والحفاظ على السواحل المذكورة يتوقف أساسا على الدفاع عن تلك المواقع والنقاط . وقد يتوارد على الخاطر في أول الأمر انشاء استحكامات هناك ، ولكن ذلك يستلزم كثيرا من المصاريف كما يستغرق وقتا طويلا. كما يتطلب المحافظة على المدافع من تجاوزات العربان وضع مزيد من الجنود في داخل تلك الاستحكامات لذلك يبدو بأن أسهل الطرق هو حماية تلك السواحل بالسفن الهمايونية. ولكن كما ذكرنا أعلاه من أن بعض السفن التي تبحر من البصرة الى قطر مثل الطرادة مريخ تستوعب طابورا من جنود المشاة عدد أفراده بين ثلاثمائة وأربعمائة ومجهزة بمدفع قروب ، إلا أن هيكلها قديم وليس في البصرة حوض أو ترسانة لاصلاح مثل هذه السفينة الضخمة ، وتتسرب المياه اليها مهما سدت الثغرات بواقع ثمانية عشر بوصة في اثني عشر ساعة.حتى أن السفينة خلال اطلاق عشرين قذيفة من مدفعها في حادثة قطر صارت الحواجز الخشبية للطرادة تتداعى لرد فعل القصف، فاضطر الطاقم في وقتها الى ايقاف القصف. كما أن السفينة ساهر لاتستوعب أكثر من ستين جنديا بالإضافة الى قدم هيكلها ، وتتسرب كميات من المياه تصل الى اثني عشر بوصة في اثني عشر ساعة ، كما أنها لاتستطيع التقرب من أكثر نقاط السواحل لأن الجزء المغمور منها يصل الى مابين عشرة أقدام وثلاثة عشر قدما. كما أن حال السفينة عكا التي ترابط في قورنة مثل حال (ص17) الطراد مريخ ، لذلك فإن اخراج هذه السفن من مضيق الفاو أثناء العواصف واستعمالها في السوق والنقليات العسكرية في خليج البصرة لايخلو من المخاطر أما السفينة الهمايونية موجده رسان ، فهي أقوى وأمتن من تلك السفن لكنها بحجم السفينة ساهر والجزء المغمور منها كبير ،لذلك فإن نقل طابورين أو ثلاثة طوابير بهذه السفينة للحفاظ والدفاع عن سواحل الولاية المفتوحة من الفاو وحتى عمان أمر غير ممكن.
وتقوم الولاية بضبط الزوارق المعروفة بالمحيلة ، عندما تدخل من مضيق الفاو وهي تحمل أسلحة مهربة ، لكن سفن الشركة تنزل الأسلحة بجوار المحمرة كلما وجدت الفرصة سانحة ، بالإضافة الى أن الزوارق المذكورة تقوم بنقل الأسلحة المشتراة من سواحل ايران وخاصة من أبو شهر، وكذلك من البحرين التي تباع الأسلحة في أسواقها علنا ، وتفرغها في أي نقطة من نقاط تلك السواحل لتأخذها العربان والعشائر. والأمر يتطلب منع ذلك لكن امتداد تلك السواحل وامكانية اقتراب الزوارق الشراعية من كل نقطة من نقاط تلك السواحل ، وكذلك امكانية تهريب الأسلحة الى كل الجهات من الصحراء ، فإن منع ادخال الأسلحة بحرا من الأمور الضرورية لعدم توفر الإمكانات لتأسيس الثكنات والمخافر في بعض المواقع المهمة وإقامة الجنود فيها وتمديد خط برقي لتسهيل وتسريع الاتصالات .وعليه فمن المحتم في حالة عدم تبديل هذه السفن أن ترابط الطرادة مريخ عن قرية الفاو والسماح للولاية بتفتيش كل السفن الداخلة من المضيق ، وأن ترابط السفينة موجده رسان في ميناء الكويت وهو مدخل مهم لتهريب الأسلحة .وتكليف سفينتين مجهزين بمدفعي قروب وميتراليوز ، يتراوح طولها مابين ثمانين ومائة قدم والجزء المغمور منه يكون مابين أربعة وخمسة أقدام ، تعمل احداهما في الساحل بين الفاو وراس تنورة والأخرى بين رأس تنورة وعجير وزبارا ورأس ريككين ، وسفينتين اخريين الجزء المغمور منهما خمسة أو ستة أقدام وسرعتها لايقل عن اثني عشر ميلا ، بحجم السفينتين الهمايونيتين ارقادي وحانية ومجهزتين بأربعة مدافع قروب وميتراليوزين وسائرة الأجهزة والأدوات اللازمة، تعمل احداهما بين رأس تنورة ورأس ريككين أي قبالة البحرين والأخرى من رأس ريككين وحتى قطر ووقرة وحتى مسقط في بعض الأحيان على أن يكون مركز اقامتهما ميناءا البحرين وقطر . فيكون مجموع السفن العاملة لهذا الغرض أربعة تضاف الى اسطول البصرة ،واعطاء تعليمات قطعية الى القباطنة بمنع ادخال الأسلحة وإقامة طابور من المشاة عدد أفراده أربعمائة أو خمسمائة لمنع بيع الأسلحة في البحرين اذا كانت الأوضاع الحالية والسياسية مناسبة. وتأسيس مستودع للفحم وتأمين الاتصالات بين الخطة النجدية والبصرة والقيام بالسوقيات والنقليات العسكرية للحفاظ على السواحل مهما أمكن . وتجديد ولاء وارتباط مشايخ وأهالي عمان ومسقط لحضرة ظل الله في الأرض . هذا ماأردنا أن نبينه حسب رأينا القاصر. والأمر في الأحوال قاطبة لحضرة ولي نعمتنا وولي نعمة العالم سيدنا السلطان.
12 ربيع الأول 311 و10 أيلول 309
المكلف بمرافقة والي البصرة المكلف بمرافقة والي البصرة
البكباشي أركان حرب البكباشي أركان حرب[/align]