[align=center]
" أ "
ا لـشـخـصـيـة الإسـلامـيـة
نعني بالشخصية الاسلامية ذلك الإنسان الذي دخل في الإسلام فتوفر له بهذا الدخول نظام متكامل ميّز خصائصه الوجدانية والنزوعية والمعرفية ، تلك الخصائص التي تعّين هويته وتميّزه عن سواه تميزا ً واضحا ً
وللشخصية الإسلامية جانبان وهما :
( 1 ) الجانب الذاتي
( 2 ) الجانب الموضوعي
الجانب الذاتي لشخصية المسلم يتمثل في شعوره بنفسه رجلا ً له فاعليته وتأثيره وقدراته وأنماط سلوكه التي اكتسبها بالإسلام ، ثم شعوره بذاته الاجتماعية مالها وماعليها
في إطار ما شرعه الإسلام من نظم ، وما أقره من قيم إجتماعيه
اما الجانب الموضوعي لشخصية المسلم يتمثل في مجموعة من السمات التي تتيح للمسلم أن يسلك مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين موسوما ً بالطابع الإسلامي
والشخصية الإسلامية هي الشخصية الملتزمة بالإسلام في سلوكها الفردي أو الجماعي إلزاما ً لا يسمح لها بالتحلل والتحرر من هذه الأنماط الفردية أو الاجتماعية التي فرضها الإسلام أو ندب إليها ،مادام ذلك في حدود إستطاعتها .
تلك الانماط السلوكية الاسلامية على المسلم ان يلتزم بها في كل حين سواء أكان يمارس هذا السلوك مع نفسه أو مع أهله وذويه وأرحامه وأقاربه ، أوكان يمارسها مع جيرانه الأدنين أو الابعدين أو مع المجتمع كله أو مع أي مجتمع غير إسلامي
ومن الواضح لدى كل من يعرف الإسلام أنه ليست هنالك قوة رقابة فردية أو جماعية يكل الإسلام إليها أمر إالزام الناس بهذه الأنماط السلوكية.
اذ ليس في الإسلام سلطة مادية تراقب الناس دون أن يشعروا على نحو ما هو معروف في بعض الدول اليوم . وانما وكل الإسلام الأمر كله فيما يتصل بالتنفيذ والممارسة إلى سلطة نابعة من ذات المسلم هي ضميره وخوفه من الله ورجاؤه له.
وهذا الضمير عندما يستيقض ويراقب الله يضمن لصاحبه أن يكون دائما ً على الطريق وعلى الصراط السوي وليس ذلك مبالغة في الحديث عن يقظة ضمير المسلم حين يتربى على ممارسة السلوك الإسلامي ، وانما يحدثنا التاريخ بنماذج من هذه اليقظة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عصور بعد عصره عليه الصلاة والسلام
ذلك عن السلوك الفردي الإسلامي وأثره في ترشيد أخلاق المسلم ، وصيانته نفسه ومجتمعه بهذا السلوك
أما السلوك الإجتماعي الإسلامي
فإن الإسلام لم يدع من صفة يعود التمسك بها على المجتمع بفائدة الا ودعا اليها فرضها أو ندب إليها
وما ترك الإسلام من صفة أو سلوك يعود التمسك بها على المجتمع بضرر الا نهى عنها حرمها أو كرهها حسب الضرر الذي يلحق المجتمع منها
ومن المهم أن نوضح أن الإسلام بالنسبة لأنماط السلوك الاجتماعية لم يكتف للتأكد من تنفيذها والالتزام بها بضمير المسلم وحده وإنما أقام على ذلك رقباء عديدين من المجتمع نفسه المتناهي عن المنكر بوصفه مجتمعا ً إسلاميا ً .
بل أقام على ذلك رقباء من أهل الحسبة ممن يأمرون بالمعروف وينهونهم عن المنكر
تلك هي الشخصية الإسلامية في بعديها الفردي والاجتماعي التي سوف يبنيها الإسلام على قواعد متينة راسخة من الإيمان بالله وإسلام الأمر له عزوجل
" ب "
الشخصية الإسلاميه الإجتماعيه
إذا كان علم الإجتماع هو دراسة للإنسان في مظهرهـ الإجتماعي ،ودراسة للجماعات البشريه التي تتعايش في تعاون وتفاهم لتحقيق المصالح الرئيسية لها مجتمعة ولكل فرد منها على حدهـ.
أي في مجال المحافظة على النوع ومجال المحافظة على الذات.
فموضوع علم الإجتماع هو الظواهر الناشئة عن حياة الناس مجتمعين،ولذالك فإن هذا العلم يُعْنَى بجميع وجوه النشاط الإنساني في الجماعه سواء ماكان منها ثقافياً أو اقتصادياً أوسياسياً أودينياً كما يقال.فيحاول تحديد القاونين التي تحكم السلوك الإنساني في الجماعات.
إذا كان هذا هو علم الإجتماع وذاك موضوعه وتلك وظيفته.فإن المجتمع الإسلامي يعفي هذا العلم من تحديد القوانين التي تحكم سلوك الإنسان،
لأن الله سبحانه في تشريعه لهذا المجتمع الإسلامي.قد حدد هذه القوانين في صورتها الكامله التي لا تقبل زيادة أو إضافة .وليس على علم الإجتماع بعد ذلك التحديد الإلهي إلا الدراسة للظواهر الناشئة عن حياة المسلمين،للتعرف في إطار الإسلام .على أنماط هذا السلوك وعلى مدى تأثيرها من المجتمع،وعلى أسلوب تنمية المجتمع من خلال تمسكه بتلك القوانين والنظم التي جاءت بها الشريعة السمحه.
بالاضافه إلى ذلك يبحث علم الإجتماع في الأثار التي تترتب على ترك التمسك بهذه القوانين و النظم التي تضر بالمجتمع وتسئ إلى مكانة هذه المجتمع بين المجتمعات الأخرى التي لاتدين بدين الإسلام.وبتالي تضعف بنيتها و يطمع فيها الأخرون من أعداؤها.
إن المجتمع المسلم ماغُلِبَ أمام عدو من أعدائه على مر هذا التاريخ الطويل إلا وكان من أسباب هزيمته عدم تمسكه بالقوانين والنظم التي شرعها الإسلام ليعيش بها المسلمون فيغزوا وينتصروا ويسودوا. بل إن عدم تمسكهم بهذه القوانين هو أكبر الأسباب في هزيمتهم.
ولنا كذلك أن نقول إن المجتمع الإسلامي ما حقق نصراً على عدو ٍ له على مدى ذلك التاريخ الطويل.إلاكان من أبرزأسباب انتصاره تمسكه بالقوانين والنظم والأداب التي شرعها الله لعباده.وألزمهم بها.
كما أن الاسلام لا يسمح للانسان أن يرتكب أي مخالفة لقوانين الاسلام ونظمه سواء كان المجتمع متنبها ص إلى هذه المخالفة أو غافلا ً عنها ،وسواء أكان هذا الانسان منفردا ً بنفسه أو مختلطاً بهم ، لا يبيح له الاسلامذلك في الوقت الذي يحرم عليه أن يمارس أي عمل من شأنه أن يضر المجتمع أو يضر به شخصيا ً ، ذلك أن الفرد جزء من المجتمع ، وما يضر فردا ً واحدا ً يعود بالضرر على المجتمع كله .
إن ما يقوم به علم الاجتماع في المجتمع الاسلامي ، يدرس الظواهر ولكنه لا يستطيع أن يسن القوانين ولا أن يقترح النظم
فعلم الاجتماع يستطيع أن يدرس الظواهر ويرصد النتائج ويوضح أثر تمسك المجتمع بقوانين الشريعة ونظمها أو أثر تركه لهذه القوانين والنظم
إن الشخصية الاسلامية الاجتماعية ، شخصية فاعلة في المجتمع ، فاعلة في سلوكها ، تعطي القدوة وتؤثر وتوجه ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتتصدى دائما ً وبكل وسيلة مشروعة لأي إنحراف فردي أو إجتماعي عن القوانين والآداب الاسلامية وهي الشخصية التي تغار وتغضب أن تنتهك محارم الله.
الشخصية الاسلامية الاجتماعية قادرة بحكم تكوينها الاسلامي على أن تتفقد المجتمع الاسلامي لتسدفيه الثغرات المعنوية أو المادية . تسدها بمنطق الاسلام وروحه واسلوبه في سد الثغرات
كما ان الشخصية الاسلامية الاجتماعية لا تستطيع بتكوينها الاجتماعي أن تسكت على عيب أخلاقي يظهر في المجتمع وإنما تتصدى له وتقف دون ظهوره أو شيوعه ، بالنصح والتوجيه والتوعية ثم باتلنهي عنه بمختلف درجات النهي المشروعة في النهي عن المنكر .باليد أو باللسان أو بالقلب.
وبهذه الايجابية يصبح المجتمع المسلم وقد خلا من العيوب الاخلاقية أو كاد . ويصبح أولئك المعيبون أخلاقيا ً وقد منعوا وصدوا ، أو حوصروا وضيق عليهم
إن الشخصية الاسلامية الاجتماعية إطار صحيح منضبط بالشريعة مستقيم المسار نبيل الاتجاه ، يتحرك فيه المجتمع حركته الصحيحة الهادفة ، فلا يستطيع أن يخرج عنه ، ولو حدثته نفسه بالخروج أو خرج فعلا ً ، فإنه يجد الرادع والزاجر من نفس أفراده أولا ً ومن طبيعة تجمع هؤلاء الافراد في هذا الإطار المنضبط الصحيح ثانيا ً
فالشخصية الاسلامية الاجتماعية في كلمات هي :ـ
المسلم الملتزم بقيم الاسلام في كل أموره ، المدرك لواجباته نحو مجتمعه ، العارف بما ينمي دواعي الخير في المجتمع وما يرفع من قدرهـ في مختلف أوجه النشاط الإنساني .
منقول من ملفات قديمه من ارشيف شامل عام 1417 هـ
<< يـتـبـع >>
مع
اجمل المنى
شامل[/align]