كانت حياة البادية في الجزيرة العربية حياة قاسية جدا لما تعرض له من تقلبات مناخية فالجفاف والحرارة وندرة االكلاء والماء هي السمات السائدة في الزمن الماضي وكثير ما تنشب الخلافات والمعارك بين القبائل بسبب القحط وقلة وندرة المياه والمراعي المناسبة للإبل التي يحرص على اقتنائها أبناء البادية 0يعتزون بها ويتفاخرون ويتعرضون بسبها للغزو ويخوضون من اجلها المعارك الطاحنة ويعتبرون الموت على أعقابها شرف وبطولة .
--------------------------------------------------------------------------------
وهذة القصة جرت على رجل من قبيلة عنزة يدعى معثم بن غبين أصاب ديرته القحط فرحل يبحث عن المكان المناسب ليعيش فيه و في الطريق تصادف مع فارس أخر من غير قبيلة فسأله معثم ماوراك؟
فأجابه زوجتي وابنتي وابلي
وكان الفارس الاخر يدعى ابالخلف وسأل أبا الخلف معثم وأنت ما ورااك ؟
فرد معثم زوجتي وابنتي وابلي .
وكان معثم ابن غبين ليس لديه بنت بل كان له ولد اسمه عقيل. وخاف معثم أن أبا الخلف يكره قربه خوفا من الفتى على ابنته
وتعاهدا على ان ينزلا بالقرب من بعض وان يحمي كل متهما الأخر وان يكونوا يدا واحده فهذه بعض صفاتوشيم العرب.
.واخبر معثم زوجته بما صار وطلب من ابنه أن يتخفى في لبس فتاه وان لا يتكلم في وجود زوجة الجار أو ابنته حتى ينتهي الربيع. ويعود كل متهما إلى ديرته وقبيلته
رضت زوجة معثم بالاقتراح ورضى عقيل بما يرضي أباه
ودابت أبنت الخلف على أن تسرح مع ابن معثم المتخفي في ليس فتاه ظناً منها انها بنت مثلها ولم تلاحظ في سلوكه ما بدع للشك أو الريبة وذلك لعفته وحيائه0
وفجأة حدث مالم يكن في ااحسبان فقد أغار قوما على الإبل فأخذوها ولحق بهم معثم وأبا الخلف فلم يستطيعوا أن رجعوها
ثار الفتى ورمى ملابس النساء وأخذا سيفه وركب حصانه ولحق بالقوم ودارت
بينه وبينهم معركة ضارية استطاع بعزيمته وفروسيته وشجاعته ان يرد أبله وابل جارة
أصيب الجميع بالدهشة فكيف انه فتى وكان ويخرج مع الفتاة ؟ !
وهنا أرجعت الفتاه ذاكرتها ألي الوراء فكانت تلاحظ آن الفتاه التي كانت معها لا تنظر إليها ولا ترفع عينها فيها وأنها ترفض أن تنزل معها في الغدير لاستحمام وكانت تدير ظهرها لها
هنا تأكد للفتاه عفت وشرف وبطولة هذا الفارس عقيل
وعندما وصل عقيل الي المنازل ومعه الإبل وبعض الأسرى
قابلته الفتاه بهذه الابيات
هلا هلا باللي سلامه يـداوي
ماهو زبون للعلـوم الرديـه
اشهد شهادة حق ماهو دناوي
ولا شبوح العيـن للاجنبيـه
عقيل من شفته خجول حياوي
من عرفتي ماباق غرةخويـه
فوق العبيه مثل فرخ النداوي
ينف خيل القوم نف الرعيـه
فرد عقيل
ياعم والله ماجعلت الغطـاوي
ويشهد على ماقلت رب البريه
عن طاري الشكات ولا الهقاوي
حلفت لك والله رقيـب عليـه
عن المشكه يازبون الجـلاوي
شاروا علي بشورهـم والديـه
ويوم خذونا طيبين العـزاوي
دون العشاير مانهـاب المنيـه
وبعدها فهم والد الفتاه سبب تخفي عقيل وهي كرامة للجار خشية تنفيره من وجود فتى, وبعد انتهاء الربيع رحل كل منهما الي قبيلته
وافترق عقيل عن الفتاه ولكنه ضل هائما في حبها .حتى مرض بسبب فراقها وعلم صديقه فهيد بان عقيل مريض فبعث بطبيب عربي لعلاجه ويدعى عيد وعندما أحمى عيد المنشار ليكوي عقيل قال عقيل :
يا محمي المنشار بالنار خلـه
جروح قلبي حاميات مكاويـه
مآبي مرض يا عيد لاشك عله
غيرن شفي ما طبيب يداويـه
بأطيب لو تحمى المخاطر أبمله
أنا بلا قلبي على فقـد غاليـه
الصاحب اللي عنده القلب كله
علمي بدور العافية قبل اخاويه
واليوم مدري وين حروة محله
فاتن ثلاث سنيين ياعيد نرجيه
وعرف عيد سبب مرضه وتجاهل الأمر وأصر على أن يكويه حتى ينضح له أكثر.
وبعد الكي قال ستطيب فرد عقيل:
يا عيد لو كويتني ما بي اوجاع
ليتك عرفت بعلتي وش بلا يـه
بلاي غرو طول قرنه يجي باع
يا عيد دعني لا تبيـح خفايـه
مادام مانت لعلة القلـب نفـاع
يا عيد مالك بي تحمل خطيـه
ياما عذلت القلب يا عيد ما طاع
اطلب وربي ما يخيب رجايـه
وبعد ان عرف بأمره معثم طلب منه أن يرافقه لخطبة الفتاه وفعلا فقد زوجه
الفتاه وقد أنجبت له ولدا وهو معروف اسمه عباس ولقب ابو طاسه وقد اشتهر بالفروسية و الشجاعة والكرم والإقدام
ومن الابيات التي قالتها الفتاه بعد رحيلهم وفراقهم هذه :
اول نهاري دمع عيني عصيتـه
وتالي نهاري دمع عيني عصاني
وغارب قعودي من دموعي سقيت
همثل هماليل البـرد يـوم جانـي
على الذي من بـد حيـه بغيتـه
وهو الذي من بـد حـي بغانـي
وسبعة مخاطر بالضماير كويتـه
وسبعين مخطر بالضماير كواني
وانا الذي طي الشويحي طويتـه
وهو اللي طي البريسـم طوانـي
تحياتي