[align=center]هذه القصة العجيبة حدثت للشيخ الفارس الشاعر محمد بن مهلهل بن شعلان
الذي قضى الله عليه ان يقتل احد جماعته من قبيلة الرولة من عنزة
مما اضطره للجلاء عن قبيلته الى قبيلة اخرى واعتقد انها شمر الكريمة
وبعد مدة من الزمن حدث صلح بينه وبين خصومه عاد على اثره الى ديار قبيلته
بعد طول غربة واشتياق الا ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن
فعندما اقترب من مضارب الرولة رأى ناسا مجتمعين ( ضول ناس ) وكأن عندهم مشكلة
فعرج عليهم مستطلعا للخبر فإذا بهم مجموعة من الأشخاص من قبيلته يحاولون قتل رجل آخر
فهرب هذا الرجل عند رؤيته لابن مهلهل والتجأ به منهم فما كان من ابن مهلهل
الا ان ثنى دون الدخيل مانعا الجميع من الوصول اليه ولو كانت النتيجة
مقتله هو او مقتل مطالبينه الذين اصروا على قتله مما اضطر ابن مهلهل ان يقتل احدهم
ليستأنف بذلك رحلة الغربة مجددا في سبيل انقاذ الدخيل
فعاد الى جيرانه الذين لم يفارقهم الا منذ ايام قلائل مطلوبا بدم جديد !!!!
فكانت هذه القصيدة الرائعة التي حفظها ابناء البادية من جميع القبائل
لما تحويه من الحكم التي نتجت عن التجربة المريرة التي مرت عليه :[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
يامل قلبٍ والروابع تمسّه=مسة حبال مهاوزات الأظلّه
طس السبيل من اشقر التتن طسّه=الشاوري يبري عن القلب علّه
من كيس قرم ضاري ما يدسّه=تلقاه مجدوع علي جال دلّه
يالله ياللي كل صوتٍ تحسّه=عقد البلش غير أنت ما حدٍ يحلّه
تفرج لمن مثلي زمانه يرسّه=عليه من بعض المعاني مملّه
عليه من بعض المعاني محسّه=ساعة خرج من علةٍ جاه علّه
لو عندنا من غيب الأيام رسّه=الآدمي مصلوح نفسه يدلّه
وان شفت ضول الناس بالك تعسه=وان جنبك شر المخاليق خله
ولّي عجوزٍ كل حيٍ تعسّه=حتى سفيهٍ بالعرب جايز لّه
البوم يفرس والفهد صار بسّه=تبدّلت دنياك يا فاطنلّه
سبع الخلآ كيف الضواين تنسّه=والصلح من راع الغنم ماحصل لّه
القبس يورد والظوامي تلسّه=والمزن عطشان الوطي ما يبلّه
لا صار عن خصمك سلاحك تدسّه=ما ينقعد لك في حضون المذلّة[/poem]
[align=center]
ومن هنا نستفيد ان تدخل الانسان فيما لا يعنيه لا يجلب له الا المتاعب كما في البيت :
وان شفت ضول الناس بالك تعسه*****وان جنبك شر المخــــــــــــاليق خلــــــــه
كما نستفيد ان الانسان الكريم يأبى الاقامة في دار لا يصون فيها حقه كم في البيت :
لا صار عن خصمك سلاحك تدسّـــه ***** مــا ينعقــد لــك فــي حضـون المــذلّــــــه
كما ان الانسان لا يعلم الغيب والا لفعل الخير لنفسه ةاجتنب الشرور كما في البيت:
لـو عندنا من غيب الأيـام رسّـــه ***** الآدمــي مصــلــــوح نفســـــــه يدلّــــــــه
وابلغ من ذلك واحكم قول الباري عز وجل :
( و لو كنت اعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء )
تحياتي لكم اخواني الكرام
كتبه أبو خالد العنزي[/align]