إلى كل أخت وإلى كل أخ اشغل بالهم مسألة الزواج ، وأصبح لهم هاجس ، وخاصة الفتيات اللاتي يخشين نظرة المجتمع ، ويرقبن ما يقال في المجالس والدواوين ، لستم مسئولين عن كل ما يقال على السنة الناس ، ولاعن القناعان الخاطئة في المجتمع -التي يجب أن تصحح- ، والزواج مسالة قدرية لا خيار لنا فيها ، ولا يجب أن نقلق لتأخرها ، ولأنه ربما يكون ذلك
خير لنا .!!
القلق من أخطر الأمور التي تهدد الصحة ، وهو سبب دفين وكامن وراء كثير من الأمراض الجسدية والنفسية ، ولا ينبغي أن تكون مسألة تأخر الزواج مسألة مقلقة بالنسبة لنا.
يعتقد البعض أنه بالزواج سيكون سعيدا ، وهذا اعتقاد خاطئ ، لأن السعادة تنبع من الداخل ، ولا علاقة لها بأي سبب خارجي ، فالذي يعلق السعادة بالزواج أو بالأبناء أو بالمال فهو واهم ، فالسعادة شعور داخلي ، كما وصفها ابن تيمية وهو في أحنك ظروفه :"ماذا يصنع أعدائي بي؟ جنتي في صدري ، لا يستطيعون أن ينزعوها مني، فإن نفوني نفيي سياحة ، وإن حبسوني فحبسي خلوة، وإن قتلوني فقتلي شهادة "..
كما أن النجاح في الحياة غير مرتبط بالزواج من عدمه ، ويوجد أمثلة كثيرة لناس غير متزوجين حققوا عديد من النجاحات في الحياة .ولم تكن مسألة الزواج عائق لهم.
لا يعني هذا أنني اقلل من أهمية الزواج وأهمية بناء أسرة صالحة ،فهو أمر ضروري رغب فيه الإسلام وحث عليه،و ينبغي أن يكون طموح وحلم كل عازب وعازبة ، ولكن من غير أن يشغلنا طوال الوقت ويتحول إلى قلق دائم يقض مضاجعنا ليل نهار..
سلموا الأمر لله وادعوه تعالى وتمثلوا قول الشاعر:
دع المقادير تجري في أعنتها=ولا تبيتن إلا وأنت خالي البال
مابين غمضة عين وانتبهاتها=يغير الله من حال إلي حـــــال.