عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2008, 02:13 PM   #3
معلومات العضو
عبدالله الدوسري
عضو مميز

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري
رقم العضوية : 14696
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مجموع المشاركات : 545
الإقامة : الدمام المنطقة الشرقية
قوة التقييم : 18
عبدالله الدوسري is on a distinguished road

(3)
هذه المنطقة، تذكرني بمقال كتبته منذ عام، كان عنوانه:
الخيال والواقع:
وقلت فيه:
قرأت في أحد المنتديات، أنّ أحد الشباب المتزوّجين كان مشتركا بأحد المنتديات، وكانت زوجته مشتركة أيضا بنفس المنتدى، دون أن يدري أحدهما بأمر الآخر.
ولقد أعجبَ هذا الشابّ بمشاركاتها وبمواضيعها، وتطورت العلاقة بينهما، حتى تكلم معها عبر برنامج Messenger.
وفي يوم من الأيام سألته هل هو متزوج أم لا، فردّ عليها بالنفي، وأخبرها بأنه يحبها ويريد مقابلتها.. ولكنها أخبرته بأنها متزوجة من شخص تحبه جدا.. اعتذر وطلب منها ألا تكلمه بعد ذلك.
وبالصدفة وأثناء تشغيله كمبيوتر زوجته، دخل على المنتدى ولاحظ أن اشتراك زوجته هو نفسه اشتراك الفتاة التي كان يكلمها.. تفاجأ ولم يخبرها.. ومنذ ذلك اليوم وهو يحترمها، وكلّ يوم يقول لها: "أنا أحبّك يا أعظم زوجة"، وهي لا تعلم ما سبب هذا التغيّر المفاجئ!
ولقد انحصر تعليق الأعضاء على هذه، المشاركة في استنكار سماح الزوجة لنفسها بأن تخاطب رجلا غريبا على الإنترنت وهي متزوجة، وسماح الزوج لنفسه بالمثل.. أو في استنكار القصّة نفسها، باعتبارها خياليّة أو ملفّقة.
ولقد كان لي هذا التعليق:
الفارق بين الحبّ والزواج، هو الفارق بين الخيال والواقع:
الخيال لذّته لا تنتهي..
والواقع سريعا ما يزهده الإنسان.. أو على الأقلّ، يفقد إحساسه بجاذبيّته المطلقة.
الخيال يجذب القلبَ ويشغف النفس..
والواقع يجثم علينا بمشاكله ورتابته.
الخيال مطلب..
والواقع فرض!
لهذا فأنا لا أستبعد حدوث مثل هذه القصّة.
نعم:
يزهد الزوج في زوجته بالمنزل، ويعشقها على الإنترنت..
لأنّه لا يراها في المنزل إلا منشغلةً عنه..
تستقبله بأنواع المشاكل والهموم والصراعات الأسريّة..
تنسى أن تمتدح مميّزاته..
تنسى أن تقول له كلمة حبّ.
ربّما يدفعها لذلك أنّه أيضا يعود مرهقا فيهملها..
أو أنّها امرأة عاملة، وتعود مرهقة هي الأخرى..
ولكن مهما كانت الأسباب، فإنّ هذا يؤدّي لهبوط مشاعرهما من عالم الخيال إلى أرض الواقع، حيث تتقلّص مساحات الحوار بينهما، بحيث لا تتعدّى نطاق الكلمات الروتينيّة اليوميّة الجافّة.
أمّا على الإنترنت، فإنّ المرأة تكتسب سحرا خاصّا:
إنّها غير مزعجة..
إنّها لا تتحدّث في مشاكل شخصيّة..
إنّها مثقّفة.. مرحة.. هادئة غير عصبيّة..
إنّها رائعة الجمال (كما يصوّر للرجال خياله)..
إنّها جنّة رائعة، تشغل وقته بالتفكير فيها باستمرار..
إنّ هذه القصّة تحدث كثيرا، ولكن بأشكال أخرى..
تحدث عندنا في المجتمع المصريّ في الوظائف المختلطة، وتؤدّي للطلاق وخراب البيوت.
وبعد أن يلتقي بطلا القصّة ((المراهقان)) بالزواج، يزول عالم الخيال، ويرزحان من جديد تحت أعباء عالم الواقع!
وفي هذه الحالة، يفضّل كلّ منهما واقعه القديم ويندم على خسارته!
نعم:
الحبّ جميل ولذيذ.. ولكنّه مجرّد خيال!
أمّا الزواج فهو الحياة.. بحلوه ومرّه.
طوبى للزوجة التي لا تُشعرُ زوجها أنّها مفروضة عليه بورقة..
التي لا تهبط به أبدا من جنان الخيال!
(لنفس هذا السبب، ينصح علماء الاجتماع بعدم إطالة فترة الخطبة، لأنّها تفقد جمالها بالتدريج، بحيث تحلّ مشاكل الواقع محلّ روعة الخيال، وفي هذه الحالة يفضّل كلّ طرف الهروب ما دام لا يزال على البرّ، وتفسخ الخطبة لمشاكل قد تبدو تافهة أمام مشاكل الزواج.. أمّا بعد الزواج، فإنّ كلّ طرف يحاول بذل أقصى ما يستطيع لإنقاذ المركب من الغرق، حفاظا على المصير المشترك وسعادة الأطفال).

التوقيع : عبدالله الدوسري
عبدالله الدوسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس