عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2008, 02:12 PM   #2
معلومات العضو
عبدالله الدوسري
عضو مميز

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري
رقم العضوية : 14696
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مجموع المشاركات : 545
الإقامة : الدمام المنطقة الشرقية
قوة التقييم : 18
عبدالله الدوسري is on a distinguished road

(2)
في الواقع كلّ هذا التداعيات طافت بذهني، وأنا أفكّر في موضوع آخر.. هو الحب الالكتروني!
فأنا أسأل نفسي دائما: هل هناك مثل هذا الحبّ؟.. أم أنّه صورة أخرى من صور فارس الأحلام الوهميّ الذي لا مكان له في الحقيقة؟!
دعنا أولا نتساءل:
أيّ حقيقة نعني؟!
إننا لا نعرف إلا ضربات الأزرار، وربّما أفكار عقل، وبعض مشاعر..
لكننا نظلّ نتحدّث عن أشباح، بلا خلفيات اجتماعية ولا حاضر ولا مستقبل!
فهل يمكن للمرأة أن تحبّ شخصا بلا مستقبل؟.. مهما بدا فارسا ونبيلا ومفكرا وأديبا و... و... و... ؟!
بدون (الأمان) الذي تكلمنا عنه، لا بدّ في لحظة أن تروح السكرة وتجيء الفكرة!
فلا معنى لفارس بلا شقة حديثة مؤثثة يؤوي إليها أميرته!
ولا معنى لفكرة مجردة في عقل فيلسوف لامرأة أطفالها جياع!
ولا قيمة لأن تموت في سبيل قضية، عند امرأة تريد لطفلها أن يعيش!
ولا طعم لشعر وغزل وحبّ إن ظلّت عدما ولم تترجم إلى استقرار وأسرة وحياة!
هذا أصلا بافتراض أنّ فارس الأحلام فارس فعلا، وليس مدعي فروسية!
ويحقّ له أن يدّعي، ويحقّ له أن يتسلى، ما دام في عالم افتراضيّ بلا ضوابط اجتماعية.. ولا تكلّمني عن الضمير عند معدومي الخُلق!
طيب.. هذا الكلام يدفعنا للتساؤل: ولماذا تقع الفتيات إذن في الغراميات الالكترونية؟!
لنفس الأسباب التي تجعل الزواج في هذا الحبّ استحالة!!
ماذا؟!
سأوضّح لك:
إنّ الحبّ نبات تربته الخيال، حيث تثمر الأحلام الجميلة والمشاعر البهيجة.. هذا متوفّر بغزارة في بيئة الكترونية لا نرى فيها ذكرى مشينة، ولا عائلة تجلب العار، ولا عُذّلا يدسون عند الأهل والمجتمع!
لهذا من السهل أن تقع المراهقة في سحر هذا الخيال الوهمي!
لكن لأنّها ما زالت تحمل جينات امرأة، فإنّ الحبّ عندها يضحي كابوسا إن لم يُفضِ إلى الزواج.. على عكس الشاب المراهق الذي يريد المتعة بلا مسئولية! (بالمناسبة: ألاحظ كثيرا رسوب الفتاة التي تتم خطبتها أو زواجها وهي في الدراسة.. أو على الأقلّ يتراجع مستواها الدراسي.. هذا شيء متوقّع، فقد قفزت للهدف الأخير، فبهت الهدف المرحليّ)!

التوقيع : عبدالله الدوسري
عبدالله الدوسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس