بـابـا ن ـــويـل
[align=center][img]http://online-image-resize.kategorie.cz/fotka_polovina.php?src=212.116.219.54_if_12_fridayeve.jpg&g=[/img][/align]
[size=5][align=center][all1=333333][color=#FF0033]بابا نويل[/color][/all1] [color=#333333]تناولَتْ من أُمها قنينةََََََ الدواءْ وقبّلتْ جبينها الذاوي وسوَّتْ حولها الغطاءْ وقبلَ أن تنْدسَّ في فراشها الباردْ تغلغلت رطوبة ُ الحجرة في عظامِها فالتصقتْ بالموقد الهامدْ وأرسلتْ عبر الزجاج نظرةًًً حزينه: كان دويّ ُ مَِرحٌ يُسمعُ في المدينه وأسهمٌ نارية ٌ تصعد في الفضاءْ مُطِلقةًَ في زرقة الليل ِ نوافيرَ من الضياءْ ! وفي الزقاق ِ أوقفتْ مركبة ٌ هدبرَها .. ثم تعالى لََغَط ٌ خفيفْ وضاعَ في الجوارْ ... فأيقنت أن البيوتَ حولها تستقبلُ الزّوّارْ ! وفجأةً أحست الصمت ثقيِلاً وسََرَتْ في جسمها النحيفْ رعدةُ خوفٍ ، وبدا كأنّما الدنيا بما فيها من البهجة والأعيادْ قد رحلتْ وخلّفتْها في عَراءٍ باردٍ ، مخيف ! وفكرّت وهي تُديرُ إصبعاًً مقرورةً في كومة الرمادْ : "هاهي قد حَلَّتْ أخِيراً ليلة ُ الميلادْ ! " فهل سيأتي هذه المرّةَ في الموعدْ " وكيسُه ملآن ُ بالأثواب والُلعَبْ ؟!... "لكنني أخاف أن يغلبني النعاسُ والتَعَبْ "والبردُ يشتدّ ُ ...ولا أحطابَ للموقدْ ! " لم أعرف الراحة َ منذ الفجر ِ... "أصلحت ُ لأُمّي ثوبها العتيقْ .. "جففتُ عنها عَرق الحمَّى "واعددتُ لها الطعامْ.. "مسكينةٌ أُمّي ! محاها الداءُ محواً ، لم يَََدع منها سوى العِظامْ ! قالت بهمسٍ ، واعتراها شَجَنٌ عميقْ وأفلتتْ من جفنها عَبْره : "لا ! لا أريد لُعبة ً منه ولا رِداءْ ! "سأرتمي ضارعةً أمامهُ .. "لعلّه يمنحها الشِفاءْ ! "لكنْ ...أآتٍ هو حقاً هذه المرهْ ؟! " أم سيديرُ وجهه عن بابِنا ، "مثل َ جميع الناس ؟! "لا ، هو لن يفعل هذا !... "كيف ينسى طفلة ً مجروحة الإحساس ْ "ترقب أن يجىء منذ عامْ؟! "لكنني يملؤني الخوف من النعاسْ ! "ماذا يقولُ لو رآى منزلنا يسوده الظلامْ ، "موقده منطفىءٌ وأهلُهُ نيامْ ؟! "ألن يعودَ غاضباً ؟..." ....والتمعت ْ في ذهنها فكره ْ : "قد تستميل قلبه رسالة ٌ "أتركها بجانب الشّباكْ "لعله يلمحها هناك ْ "إذا أجال َ طرفهُ في هذه الحجرهْ !" *** رأته في منامها يجىءُ في زحّافةٍ تجرّها الوعولْ! كان كما يظهرُ في الصَُوَرْ بلحيةٍ كالقطن في بياضِها وطلعةٍ زهراءَ كالقَمرْ ! وثم ذرّاتٌ من الثلج على مِعطفِه المبلولْ. ربَّتَ في لُطفٍ على مفرِقهِا وخدّها الشاحبْ وقال : " لا تبتئسي ، يا طفلتي ، "ما أنا بالغاضبْ . "أعرف عنك كلّ شيء ، كلَّ احزانِكْ . "وكل ما تَلقيْنَ من إذلال ْ "وأنتِ ترتجفين برداً بين أقرانكْ "بالجورب المثقوب والأسمال ْ! " أدري بما كابدت ِ في يومك من نصبْ "لتدرئي عن أمّك البائسة العناءْ ! " لا تحزني ،بنيّتي ..أٌمُك أحضرتُ لها الدواءْ "وهذه كلّ هداياك ِ، هنا ، في هذه العُلَبْ ! في العلبة الأولى رأت ْ خُفَّينِ ناعمين مشغولينِ بالفراءْ وفوجئت في العلبة الأخرى بمعطف ٍ رأته من خلف الزجاجِ مرةً يسبح في الأضواءْ في أحد المخازن ِ الكبرى ! وابتسم الشيخ الودودُ قائلاً ينبرةٍ عذْبَه: "وهذه العُلبه " تضمُ، يا صغيرتي ، الحلوى التي يحبّها الأطفالْ "أدري ...لقد كتمتِ عني هذه الرغبه ! "أكنتِ تخشينَ من الإلحاح في السؤالْ ؟! ولم تجد عبارة ً تقولها فقبّلت يَدَيهْ واجهشت باكيةً فضمّها برقّةٍ إليه ْ وعندما غادرها بكتْ من السعاده... بكت إلى أن غرِقتْ بدمعها الوساده ! *** في غَبَشِ الفجر استبدتْ نوبةُُ السُعالْ بأمّها فانتفضتْ مذعورةً ، وفجأةً تذكّرتْ قنينة الدواء والهدايا فالتفتت ملهوفةً تبحث في الزوايا ... لكنها لم ترَ في العَتْمةِ من شيءٍ سوى الحطامِ والأسمالْ ! وأطلقتْ شهقة َ حزن ٍ ، ومضت ترنو بلا حَراكْ حين رأتْ وريقةًَ مطوية ً بجانب الشبّاكْ !![/color] [mark=FF0033][color=#333333]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/color][/mark] [color=#00FF99]بغداد 1986 رشيد ياسين[/color][/align][/size] |
[color=#000000][size=4]حجــز لـ معانقه نقلك المميــز..
ولي عــوده ..[/size][/color] |
[color=#00FFCC][size=5][align=center]بنتظارعودتك وعوداتكـ السابقـه :) [/align][/size][/color]
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 01:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها