سلسلة أشراط الساعة كاملة
 

[CENTER][FONT=Simplified Arabic][COLOR=black][SIZE=4]بسم الله الرحمن الرحيم[/SIZE][/COLOR][/FONT]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][COLOR=black]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][COLOR=black][COLOR=red]كتاب[/COLOR] أشراط الساعة [/COLOR][/FONT][/SIZE][COLOR=black]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][COLOR=red]تأليف :[/COLOR] يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل [/FONT][/SIZE]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][COLOR=red]دار النشر :[/COLOR] دار ابن الجوزي [/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][COLOR=dimgray]هذا الكتاب رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف لنيل درجة التخصص الأولى ( الماجستير ) من جامعة أم القرى ، كلية الشريعة ، فرع العقيدة .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][COLOR=dimgray]وقد منح المؤلف عليها درجة ( الماجستير ) بتقدير ممتاز ، وذلك في شهر محرم سنة 1404 هـ[/COLOR] [/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]وقد بدأت في نقل محتوى هذا الكتاب على حلقات خلال ما يقارب خمس إلى ست سنوات .. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]واليوم بحمد الله وفضله .. انتهيت من ذلك .. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]وسأقوم بجمع ما نقلته من الكتاب في موضوع واحد .. ليكون مرجعا ً لكل من يبحث في موضوع أشراط الساعة[/FONT][/SIZE]
[SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]وهذا الكتاب من أوثق الكتب في أشراط الساعة ..[/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]أسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في العمل .. وأن يتقبله مني .. وأن يكون عملا ً صالحا ً لي ..[/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic][IMG]http://hetta.com/upimage/book2.JPG[/IMG] [/FONT][/SIZE][/COLOR][/CENTER]

[font=simplified arabic]بسم الله الرحمن الرحيم [/font]

[font=simplified arabic]قال الله تعالى : [color=royalblue]" يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة ٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حمل ٍ حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد "[/color] [ الحج : 1 - 2 ][/font]

[font=simplified arabic]وقال تعالى : [color=royalblue]" فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة ً فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم "[/color] [ محمد : 18 ][/font]

[font=simplified arabic][u][color=red]يشتمل هذا البحث على[/color][/u] مقدمة ، وتمهيد ، وبابين ، وخاتمة :[/font]

[font=simplified arabic]- أما المقدمة ، فتشتمل على أهمية هذا الموضوع ، وخطته .[/font]
[font=simplified arabic]- وأما التمهيد فيشتمل [u][color=darkred]على عدة مباحث :[/color][/u][/font]

[font=simplified arabic][color=red]المبحث الأول :[/color] [color=green]أهمية الإيمان باليوم الآخر وأثر ذلك على سلوك الإنسان[/color] [/font]
[font=simplified arabic]وقد تحدث فيه الكاتب عن أهمية الإيمان باليوم الآخر ، وأثر ذلك على سلوك الفرد والمجتمع .[/font]

[font=simplified arabic][color=red]المبحث الثاني :[/color] [color=green]أسماء يوم القيامة[/color] [/font]
[font=simplified arabic]ذكر فيه الكاتب أن من مظاهر الاهتمام باليوم الآخر - إلى جانب ذكر أشراطه - كثرة ذكره في القرآن بأسماء متنوعة ، وذكر طرفا ً من هذه الأسماء ، مع ذكر الأدلة من القرآن الكريم على ذلك .[/font]

[font=simplified arabic][color=red]المبحث الثالث :[/color] [color=green]حجية خبر الآحاد في العقائد[/color] [/font]
[font=simplified arabic]تحدث فيه عن حجِّيَّة خبر الواحد في أمور العقيدة وغيرها ، وبين فيه أن الحديث إذا صح ، وجب اعتقاد ما جاء فيه [/font]
[font=simplified arabic]وتأتي أهمية هذا المبحث أنه رد على الذين لا يأخذون بخبر الواحد في أمور العقيدة ، وبين أن قولهم هذا يستلزم رد مئات الأحاديث الصحيحة ، وأنه قول مبتدع في الدين ، ليس عليه دليل ولا برهان .[/font]

[font=simplified arabic][color=red]المبحث الرابع :[/color] [color=green]إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيوب المستقبلة[/color] [/font]
[font=simplified arabic]بين فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أمته عما كان وما يكون إلى قيام الساعة ، ومن ذلك أشراط الساعة التي نالت من ذلك النصيب الأوفر ، ولذلك جاءت أحاديث أشراط الساعة كثيرة جدا ً ، ورويت بألفاظ مختلفة .[/font]

[font=simplified arabic][color=red]المبحث الخامس :[/color] [color=green]علم الساعة[/color] [/font]
[font=simplified arabic]تحدث فيه عن علم قيام الساعة ، وبين فيه أن علمها مما استأثر الله تعالى به ، وذكر الأدلة على ذلك ، ثم رد على من قال بأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم وقتها ، وكذلك من قال بتحديد عمر الدنيا ، وبين أن هذا القول مصادم للقرآن والسنة ، وذكر طائفة من أقوال العلماء في الرد على مثل هذه الأقوال .[/font]

[font=simplified arabic][color=red]المبحث السادس :[/color] [color=green]قرب قيام الساعة[/color] [/font]
[font=simplified arabic]تحدث فيه عن قرب قيام الساعة ، وأنه لم يبق من الدنيا إلا القليل بالنسبة إلى ما مضى من عمرها .[/font]

[font=simplified arabic][color=darkred]وأما الباب الأول[/color] ، فيشتمل [u]على ثلاثة فصول :[/u][/font]

[font=simplified arabic][color=red]الفصل الأول :[/color] تحدث فيه عن تعريف معنى الشرط في اللغة والاصطلاح ، وكذلك معنى الساعة في اللغة والاصطلاح الشرعي ، وبين فيه أن الساعة جاءت[u] على ثلاث معان :[/u][/font]

[font=simplified arabic][color=blue]1- الساعة الصغرى [/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue]2- الساعة الوسطى[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue]3- الساعة الكبرى[/color][/font]

[font=simplified arabic][color=red]الفصل الثاني :[/color] تحدث فيه عن أقسام أشراط الساعة ، وأنها تنقسم [u]إلى قسمين :[/u][/font]

[font=simplified arabic][color=blue]1- أشراط صغرى .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue]2- أشراط كبرى .[/color][/font]

[font=simplified arabic]وعرف كل قسم ، وذكر أن بعض العلماء قسّمها من حيث ظهورها [color=red]إلى ثلاثة أقسام :[/color] [/font]

[font=simplified arabic][color=blue]1- قسم ظهر وانتهى .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue]2- قسم ظهر ولا زال يكثر ويتتابع .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue]3- قسم لم يظهر إلى الآن .[/color][/font]

[font=simplified arabic][color=red]الفصل الثالث :[/color] تحدث فيه عن أشراط الساعة الصغرى .[/font]

[font=simplified arabic]أما [color=green]الباب الثاني[/color] ، فالحديث فيه عن أشراط الساعة الكبرى ، ويشتمل على تمهيد وتسعة فصول :[/font]

[font=simplified arabic][color=red]والتمهيد :[/color] يشتمل [u]على مبحثين :[/u][/font]

[font=simplified arabic][color=red]الأول :[/color] ترتيب أشراط الساعة الكبرى .[/font]
[font=simplified arabic][color=red]الثاني :[/color] تتابع أشراط الساعة الكبرى .[/font]

[font=simplified arabic]وأما الفصول ، [color=red][u]فهي :[/u][/color][/font]

[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل الأول :[/color] تحدثت فيه عن ظهور المهدي .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل الثاني :[/color] فتحدث فيه عن المسيح الدجال .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل الثالث :[/color] فكان الحديث فيه عن نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ، إماما ً مقسطا ً ، وحكما ً عادلا ً .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل الرابع :[/color] فهو عن ظهور يأجوج ومأجوج .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل الخامس :[/color] فكان عن الخسوفات الثلاثة .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل السادس :[/color] فكان الحديث فيه عن الدخان .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل السابع :[/color] تحدث فيه عن طلوع الشمس من مغربها .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل الثامن :[/color] تكلم فيه عن خروج دابة الأرض .[/color][/font]
[font=simplified arabic][color=blue][color=sienna]الفصل التاسع :[/color] عن ظهور النار التي تحشر الناس .[/color][/font]

[font=simplified arabic][color=red]الخاتمة :[/color] ذكر فيها أهم النتائج التي توصل إليها [/font]

[center][font=simplified arabic][color=black][size=4][font=monotype koufi][size=7][color=#ff0000]الإيمان بأشراط الساعة [/color][/size][/font][/size][/color][/font][font=simplified arabic][color=black][size=4][/center]

[center]لما كان من سنة الله تعالى أن لكل نبأ مستقرا ، ولكل أجل كتاب .. كان من جملة ذلكـ هذه الدنيا التي نعيش فيها
فهي صائرة إلى فناء وزوال .. [color=#000066]"كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ " [/color][ القصص : 88 ]
[color=#000066]" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ " [/color][ الرحمن : 26 ، 27 ] [/center]

[center][color=#333333]قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : [u]( يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون ويموتون أجمعون ، وكذلكـ أهل السموات إلا من شاء ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم . فإن الرب تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت أبداً ) [/u][/color][/center]

[center]ولما كانت هذه الدنيا دار فناء إلى دار بقاء ، كان من حكمة الله تعالى أنه استأثر بيوم فناء الدنيا وزوالها
وأخفى ذلكـ عن جميع خلقه بل وعن أعلم خلقه به وأكرمهم عليه .
قال تعالى : [color=#000099]" يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا "[/color] [ الأحزاب : 63 ]
وقال تعالى : [color=#000066]" يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " [/color][ الأعراف : 187 ]
وقال تعالى : [color=#000066]" يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا " [/color][ النازعات : 42 ، 44 ]
قال قتادة : [u]أشياء استأثر الله بهن فلم يطلع عليهن ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً .[/u]
[color=#000066]" إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ " [/color][ لقمان : 34 ]
ثم قال : [u]فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة [/u][/center]

[center][color=red]في أي سنة ؟ أو في أي شهر ؟ .. أو ليل ؟ .. أو نهار ؟[/color][/center]

[center]لما كان الأمر كذلكـ جاء في السنة المطهرة [color=#0000ff]أشراط[/color] كثيرة للساعة [/center]

[center]وقد استقرأ العلماء تلكـ [color=#0000ff]الأشراط [/color][/center]

[center]واصطلحوا على تقسيمها إلى [color=#0000ff]أشراط[/color] صغرى ، و[color=#0000ff]أشراط [/color]كبرى .[/center]

[center]ومع خفاء علم الساعة عن الخلق إلا أن ما بقي من الدنيا أقل مما مضى منها [/center]

[center]كما دل الشرع على ذلكـ : [color=#000066]"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " [/color][ القمر : 1 ] [/center]

[center][color=#000066]" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ " [/color][ الأنبياء : 1 ] [/center]

[center][color=#000066]" أَزِفَتِ الآزِفَةُ " [/color][ النجم : 57 ] [/center]

[center][color=#000066]" أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ " [/color][ النحل : 1 ][/center]

[center][color=#003300]وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والتي تليها ) [/u]متفق عليه .[/color][/center]

[center]ولعظيم شأن أمر الساعة وجليل خطرها [/center]

[center]كان لها [color=#0000ff]علامات[/color] و[color=#0000ff]أشراط[/color] تسبق وقوعها [/center]

[center]وتنذر بوشيكـ حلولها [/center]

[center][color=#000066]"فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ " [/color][محمد : 18 ] [/center]

[center]ولقد أخبرنا بتلكـ [color=#0000ff]العلامات[/color] نبينا صلى الله عليه وسلم عن ربنا عز وجل [/center]

[center]وهذا من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته [/center]

[center][color=#000066]" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " [/color][ التوبة : 128 ] [/center]

[center][color=#003300]فعن حذيفة رضي الله عنه قال : [u]( لقد خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةً ما تركـ فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره . علمه من علمه ، وجهله من جهله . إن كنت لأرى الشيء قد نسيته أعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ) [/u]أخرجه البخاري .[/color] [/size][/color][/font][/center]

[font=decotype thuluth][size=7][color=#0000ff]اليوم الذي تقوم فيه الساعة

[/color][/size][/font][color=#003300][font=simplified arabic]قال عليه الصلاة والسلام : [u]( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط من الجنة وفيه ثيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة )[/u][/font][/color]

[font=simplified arabic][color=black][size=4]
[center][u][size=6]تنقسم [color=#ff0000]أشراط [/color]الساعة إلى قسمين :[/size][/u]



[color=#ff0000][size=8][font=decotype thuluth]1 ـ أشراط صغرى :[/font][/size][/color]



[size=5][color=#000000]وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة ، [/color][/size][size=5][color=#000000]وتكون من نوع المعتاد ..[/color][/size]

[size=5][color=#000000]كقبض العلم ، وظهور الجهل ، وشرب الخمر ، والتطاول في البنيان ... ونحوها [/color][/size]
[size=5][color=#000000]وقد يظهر بعضها مصاحباً [color=#ff0000]للأشراط [/color]الكبرى ، أو بعدها .[/color][/size]

[color=#ff0000][size=8][font=decotype thuluth]2 ـ أشراط كبرى : [/font][/size][/color]


[size=5]وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة .. [/size][size=5]وتكون غير معتادة الوقوع [/size]

[size=5]كظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، [/size][size=5]وخروج يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها [/size]


[size=5]وقسم بعض العلماء [color=#ff0000]أشراط [/color]الساعة من حيث ظهورها[/size] [size=5][u]إلى ثلاثة أقسام :[/u][/size]



[size=5][u][color=#009900]1 ـ قسم ظهر وانقضى .[/color][/u][/size]
[u][size=5][color=#009900]2 ـ قسم ظهر ولا زال يتتابع ويكثر .[/color][/size][/u]
[u][size=5][color=#009900]3 ـ قسم لم يظهر إلى الآن .[/color][/size][/u]


[color=#000000][size=5]فأما القسمان الأولان ، فهما من [color=#ff0000]أشراط [/color]الساعة الصغرى .[/size][/color][color=#000000]
[size=5]وأما القسم الثالث ، فيشتركـ فيه [color=#ff0000]الأشراط [/color]الكبرى ، وبعض [color=#ff0000]الأشراط [/color]الصغرى .[/size]
[/color][/center]
[/size][/color][/font]

[font=monotype koufi][size=6][color=#990000]أشراط الساعة الصغرى[/color][/size][/font][font=monotype koufi][size=7][color=#990000]
[/color][/size][/font]
[font=simplified arabic][color=#000000][size=5]لم يرد حديث ينص على ترتيبها .. ومما ينبغي أن يُعلم أن كثيراً من [color=#ff0000]أشراط [/color]الساعة قد ظهرت مباديها من عهد الصحابة رضي الله عنهم .. وهي في ازدياد .. ثم صارت تكثر في بعض الأماكن دون بعض .. والذي يعقبه قيام الساعة هو استحكام ذلك ..
فيكون مثلاً قبض العلم لا يقابله إلا الجهل الصرف
ولا يمنع من ذلكـ وجود طائفة من أهل العلم
لأنهم يكونون حينئذٍ مغمورين في أهل الجهل .
ومما ينبغي التنبيه عليه أيضاً أن بعض الناس يفهم من كون الشيء من [color=#ff0000]أشراط [/color]الساعة أنه محذور وممنوع
وهذه القاعدة غير مُسلَّمة ، فإنه ليس كل ما أخبر صلى الله عليه وسلم بكونه من [color=#ff0000]علامات [/color]الساعة يكون محرماً أو مذموماً ..
فإن تطاول الرعاء في البنيان ، وفشو المال ، وكون خمسين امرأة لهن قيم واحد .. ليس بحرام بلا شكـ
وإنما هذه [color=#ff0000]علامات [/color]، [color=#ff0000]والعلامة [/color]لا يُشترط فيها بشيء من ذلكـ
بل تكون بالخير والشر ، والمباح ، والمحرم ، والواجب ، وغيره ، والله أعلم .[/size][/color] [/font]

[center][color=#ff0000][size=9][font=decotype naskh]بعثة النبي صلى الله عليه وسلم [/font][/size][/color]




[size=5]أخبر صلى الله عليه وسلم أن بعثته دليل على قرب قيام الساعة ، وأنه نبي الساعة [/size]
[size=5]ففي الحديث [color=#009900]عن سهل رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[u] ( بُعثت أنا والساعة كهاتين )[/u] ويشير بإصبعيه فيمدهما . رواه البخاري [/color][/size]
[size=5][color=#009900]وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[u] ( بُعثت أنا والساعة كهاتين )[/u] قال : وضم السبابة والوسطى . رواه مسلم .[/color][/size]



[size=5][color=#009900]وعن قيس بن أبي حازم عن أبي جُبيرة مرفوعاً :[u] ( بُعثت في نسم الساعة )[/u][/color][/size]



[size=5][color=#ff0000]( نسم الساعة ) :[/color] قال ابن الأثير : [color=#000000][ هو من النسيم ، أول هبوب الريح الضعيفة ، أي : بُعثت في أول أشراط الساعة ، وضعف مجيئها . [/color][/size]
[size=5][color=#000000]وقيل : هو جمع نسمة ، أي بُعثت في ذوي أرواح خلقهم الله تعالى قبل اقتراب الساعة .[/color][/size]
[size=5][color=#000000]كأنه قال : في آخر النشء في بني آدم . ][/color][/size]



[size=5]فأول أشراط الساعة بُعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم [/size]
[size=5]فهو النبي الأخير ، فلا يليه نبي آخر [/size]
[size=5]وإنما تليه القيامة كما يلي السبابة والوسطى ، وليس بينهما إصبع أخرى .[/size]
[size=5]أو كما يفضل إحداهما الأخرى .[/size]



[size=5]ويدل على ذلكـ [color=#009900]رواية الترمذي : [u]( بُعثت أنا والساعة كهاتين ـ وأشار أبو داوود بالسبابة والوسطى ـ فما فضل إحداهما على الأخرى ) .[/u][/color][/size]



[size=5][color=#009900]وفي رواية مسلم : [u]( قال شعبة : وسمعت قتادة يقول في قصصه : كفضل إحداهما على الأخرى . فلا أدري أذكره عن أنس أو قاله قتادة ) .[/u][/color][/size]



[size=5]قال القرطبي : [color=#000000][ أولها النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه نبي آخر الزمان ، وقد بُعث وليس بينه وبين القيامة نبي ] [/color][/size]



[size=5]قال تعالى :[color=#000099] " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " [/color][ الأحزاب : 40 ][/size][/center]

[center][size=5][size=9][color=#ff0000][font=decotype naskh]موت النبي صلى الله عليه وسلم[/font][/color][/size][/size]

[size=5]من أشراط الساعة موت النبي صلى الله عليه وسلم [/size]

[size=5]ففي الحديث [color=#009900]عن عوف بن مالكـ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( اعدد ستاً بين يدي الساعة : موتي ... )[/u] الحديث .[/color][/size]

[size=5]فقد كان موت النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المصائب التي وقعت على المسلمين [/size]

[size=5]فقد أظلمت الدنيا في عيون الصحابة رضي الله عنهم عندما مات عليه الصلاة والسلام .[/size]

[size=5][color=#009900]قال أنس بن مالكـ رضي الله عنه :[u] ( لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه ، أظلم منها كل شيء ، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ـ وإنا لفي دفنه ـ حتى أنكرنا قلوبنا ) [/u][/color][/size]

[size=5]قال ابن حجر : [color=#000000][ يريد أنهم وجدوها تغيرت عما عهدوه في حياته من الألفة ، والصفاء ، والرقة ، لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم والتأديب ] [/color][/size]

[size=5]فبموته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي من السماء [/size]

[size=5][color=#009900]كما في جواب أم أيمن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم عندما زاراها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهيا إليها ، بكت ، فقالا لها :[u] ( ما يُبكيكـ ؟ ما عند الله خير لرسوله . فقالت : ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء . فهيجتهما على البكاء ، فجعلا يبكيان معها ) [/u]. رواه مسلم[/color][/size]

[size=5]فقد مات عليه الصلاة والسلام كما يموت الناس [/size]

[size=5]لأن الله تعالى لم يكتب الخلود في هذه الحياة الدنيا لأحد من الخلق [/size]

[size=5]بل هي دار ممر لا دار مقر [/size]

[size=5]كما قال تعالى : [color=#000066]" وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ . كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون "[/color] [ الأنبياء : 34 ـ 35 ][/size]

[size=5]إلى غير ذلكـ من الآيات التي تبين أن الموت حق[/size]

[size=5]وأن كل نفس ذائقة الموت ، حتى ولو كان سيد الخلق وإمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم .[/size]

[size=5]وكان موته كما قال القرطبي :[color=#000000] [ أول أمر دهم الإسلام ... ثم بعده موت عمر ، فبموت النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي ، وماتت النبوة ، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب ، وغير ذلكـ ، وكان أول انقطاع الخير ، وأول نقصانه ] .[/color][/size][/center]

[center][color=#ff0000][size=9][font=decotype naskh]فتح بيت المقدس[/font][/size][/color]

ومن أشراط الساعة فتح بيت المقدس

فقد جاء [color=#009900]في حديث عوف بن مالكـ رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( اعدد ستاً بين يدي الساعة : ... [ فذكر منها : ] فتح بيت المقدس )[/u] . رواه البخاري [/color]

ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم فتح بيت المقدس سنة ست عشرة من الهجرة

كما ذهب إلى ذلكـ أئمة السيّر

فقد ذهب عمر رضي الله عنه بنفسه ، وصالح أهلها ، وفتحها ، وطهرها من اليهود والنصارى

وبنى بها مسجداً في قبلة بيت المقدس .

[color=#009900]وروى الإمام أحمد من طريق عُبيد بن آدم ، قال : [u]( سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب الأحبار : أين ترى أن أصلي ؟ فقال : إن أخذت عني ، صليت خلف الصخرة ، فكانت القدس كلها بين يديكـ . فقال عمر : ضاهيت اليهودية ، لا ، ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتقدم إلى القبلة ، فصلى ، ثم جاء ، فبسط رداءه ، فكنس الكناسة في ردائه ، وكنس الناس ) [/u]رواه الإمام أحمد . [/color][/center]

[center][color=#ff0000][size=9][font=decotype naskh]طاعون عمواس [/font][/size][/color]

وهي بلدة في فلسطين


[color=#009900]قال النبي صلى الله عليه وسلم: [u]( اعدد ستاً بين يدي الساعة ) وذكر منها ( ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم )[/u] رواه البخاري[/color]


قال ابن حجر : [color=#000000][ إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر وكان ذلكـ بعد فتح بيت المقدس ) .[/color]

ففي سنة 18هـ على المشهور الذي عليه الجمهور

وقع طاعون في كورة عمواس ، ثم انتشر في أرض الشام

فمات فيه خلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم

وقيل بلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرون ألفاً من المسلمين

ومات فيه من المشهورين : أبو عبيدة عامر بن الجراح ، أمين هذه الأمة ، رضي الله عنه .[/center]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ظهور الفتن

[/color][/size][/font]أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة ظهور الفتن العظيمة
التي يلتبس فيها الحق بالباطل
فتزلزل الإيمان
حتى يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً
كلما ظهرت فتنة ، قال المؤمن : هذه مُهلكتي . ثم تنكشف ، ويظهر غيرها
فيقول : هذه ، هذه
ولا تزال الفتن تظهر في الناس إلى أن تقوم الساعة .


[color=#009900]ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، فكسروا قسيَّكم ، وقطعوا أوتاركم ، واضربوا بسيوفكم الحجارة ، فإن دخل على أحدكم ، فليكن كخير ابني آدم ) [/u]. رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه والحاكم .[/color]


[color=#009900]وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا )[/u] رواه مسلم .[/color]



[color=#009900]وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فزعاً ، يقول :[u] ( سبحان الله ! ما أنزل الله من الخزائن ؟ وماذا أنزل الله من الفتن ؟ من يوقظ صواحب الحجرات ـ يريد أزواجه ـ لكي يُصلين ؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) [/u]رواه البخاري .[/color]



[color=#009900]وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة . فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [u]( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء الفتنة ، فيرقق بعضها بعضاً ، وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه ، هذه ... فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر )[/u] رواه مسلم .[/color]



وأحاديث الفتن كثيرة جداً
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الفتن
وأمر بالتعوذ منها
وأخبر أن آخر هذه الأمة سيصيبها بلاء وفتن عظيمة
وليس هنالكـ عاصم منها ، إلا الإيمان بالله واليوم الآخر
ولزوم جماعة المسلمين ، وهم أهل السنة ـ وإن قلوا ـ
والا بتعاد عن الفتن ، والتعوذ منها


فقد [color=#009900]قال عليه الصلاة والسلام :[u] ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ) [/u]. رواه مسلم [/color]

[font=monotype koufi][size=6][color=#996600][u]من الفتن التي ظهرت :
[/u][/color][/size][/font][color=#ff0000][font=decotype naskh][size=9]أ ـ ظهور الفتن من المشرق [/size][/font][/color]

[font=simplified arabic][size=5]أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق [/size][/font]
[size=5][font=simplified arabic]من حيث يطلع قرن الشيطان [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول :[u] ( ألا إن الفتنة ها هُنا ، ألا إن الفتنة ها هُنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان ) [/u]رواه الشيخان .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000]قرن الشيطان :[/color] قوة الشيطان وأتباعه ، أو أن للشمس قرن على الحقيقة ، وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]وفي رواية لمسلم أنه قال :[u] ( رأس الكفر من ها هُنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان )[/u] . يعني المشرق . رواه مسلم .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم :[u] ( اللهم باركـ لنا في صاعنا ومُدنا ، وباركـ لنا في شامنا ويمننا ) . فقال رجل من القوم : يا نبي الله ! وفي عراقنا . قال : ( إن بها قرن الشيطان ، وتهيج الفتن ، وإن الجفاء بالمشرق )[/u] رواه الطبراني .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic]قال ابن حجر :[color=#000000] [ وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق ، فكان ذلكـ سبباً للفرقة بين المسلمين ، وذلكـ مما يحبه الشيطان ويفرح به ، وكذلكـ البدع نشأت من تلكـ الجهة ] [/color][/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فمن العراق ظهر الخوارج ، والشيعة ، والروافض ، والباطنية ، والقَدَرية ، والجهمية ، والمعتزلة ، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق ، من جهة الفرس المجوس ، كالزردشتية ، والمانوية ، والمزدكية ، والهندوسية ، والبوذية ، وأخيراً وليس آخراً : القاديانية ، والبهائية ... إلى غير ذلكـ من المذاهب الهدامة .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وأيضاً فإن ظهور التتار في القرن السابع الهجري كان من المشرق [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وقد حدث على أيديهم من الدمار والقتل والشر العظيم ما هو مدون في كتب التاريخ .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وإلى اليوم لا يزال المشرق منبعاً للفتن والشرور والبدع والخرافات والإلحاد [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فالشيوعية الملحدة مركزها روسيا والصين الشيوعية ، وهما في المشرق [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وسيكون ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق ، نعوذ بالله من الفتن .. ما ظهر منها وما بطن .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وبعض الفتن من أشراط الساعة التي نص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]كوقعة صفين ، وظهور الخوارج .[/font][/size][font=simplified arabic] [/font]

[size=5][color=#ff0000][font=monotype koufi][u]تعريفات لبعض المذاهب الهدامة :

[/u][/font][font=simplified arabic][ الزردشتية ] [/font][/color][font=simplified arabic]: هم أصحاب زردشت بن يورشب ، وأبوه من أذربيجان ، ومن عقيدتهم أن النور والظلمة أصلان متضادان ، وهما مبدأ موجودات العالم ، وزردشت يقول : إن الباري تعالى هو خالق النور والظلمة ومبدعهما ، والزردشتية جماعة منظمة ، ولها درجات ومراتب ، وموطنهم فارس .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ المانوية ] :[/color] هم أصحاب ماني بن فاتكـ المجوسي ، وعقيدتهم أن العالم مخلوق من أصلين قديمين هما النور والظلمة .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ المزدكية ] :[/color] أصحاب مزدكـ بن بافداد ، الذي دعا إلى الإباحية واشتراكـ الناس في النساء والأموال ، وليست الشيوعية الحديثة إلا امتداداً للمزدكية .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ الهندوسية ] :[/color] ديانة الجمهرة العظمى في الهند الآن ، وقد جاء بها الآريون عندما فتحوا الهند ، وليس لها مؤسس معين ، وهي مجموعة عقائد ، ولهم آلهة كثيرة ، ويقسمون الناس إلى أربع طبقات ، أعلاها البراهمة ، وأدناها المنبوذون ، ولهم كتاب مقدس اسمه ( الوايدا ) وهو عبارة عن تاريخ للآريين ، وهم طبقة البراهمة ، وفيه مجموعة تعاليم .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ البوذية ] :[/color] مؤسس هذه النحلة اسمه ( سيد هارتا ) ثم تسمى بـ ( بوذا ) ودعوته تقوم على التقشف ، والزهد ، والرياضات ، ويقول بالتناسخ ـ والتناسخ أساس أديان الهند ـ ، ويوذا لا يؤمن بوجود إله .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وقد امتزجت البوذية بالهندوسية ، وذابت فيها ، وأصبح بوذا من ألهة الهندوس .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ القاديانية ] :[/color] نسبة إلى مؤسسها الميرزا غلام أحمد القادياني ، وكان ظهور هذه النحلة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في الهند ، في إقليم ( بنجاب ) بباكستان ، وادعى النبوة ، وأنه المسيح الموعود ، وساعده الإنكليز في نشر دعوته ، ومن أباطيله نسخ الجهاد ، وفرض طاعة الحكومة البريطانية ، وأن نزول عيسى من نسج النصارى ، ومن قال : إن عيسى ما مات ، فقد أشركـ .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ البهائية ] :[/color] مؤسس هذه النحلة رجل من فارس ، اسمه الميرزا علي محمد الشيرازي ، الذي لقب نفسه بـ ( الباب ) ، وقد سجنته حكومة فارس ، ثم قتلته ، وخلفه أحد أتباعه ، وهو بهاء الله ميرزا حسين علي ، ومن عقائده نسخ القرآن ، وهدم الكعبة ، وإبطال الحج ، وادعى النبوة ، وله كتاب سماه ( الكتاب الأقدس ) .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وقد تطور مذهب البهائين حتى ادعوا أن البهاء إله ، فقد كان نقش ( إكليشه ) نشراتهم : ( بهاء يا إلهي )[/font][/size]

[center]
[font=simplified arabic][color=black][size=4][font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ب ـ مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
[/color][/size][/font]
[font=simplified arabic][size=5]لقد كان ظهور الفتن في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فإنه كان باباً مغلقاً دون الفتن
فلما قُتل رضي الله عنه ، ظهرت الفتن العظيمة
وظهر دُعاتها ممن لم يتمكن الإيمان من قلبه
وممن كان من المنافقين الذين يُظهرون للناس الخير
ويُبطنون الشر والكيد لهذا الدين .[/size]
[/font][size=5]
[font=simplified arabic][color=#009900]ففي الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظ كما قال . قال : هات ، إنكـ لجريء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )[/u] . قال : ليست هذه ، ولكن التي تموج كموج البحر . قال : يا أمير المؤمنين ! لا بأس عليكـ منها ، إن بينكـ وبينها باباً مغلقاً . قال : يُفتح الباب أو يُكسر ؟ قال : لا ، بل يُكسر . قال : ذلكـ أحرى أن لا يُغلق . قلنا : عُلم الباب ؟ قال : نعم ، كما أن دون غدٍ الليلة ، إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليظ . فهبنا أن نسأله ، وأمرنا مسروقاً ، فسأله ، فقال : من الباب ؟ قال : عمر .[/color]

وكان ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
فقد قُتل عمر ، وكسر الباب ، وظهرت الفتن ، ووقع البلاء
فكان أول فتنة ظهرت هي قتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان
على يد طائفة من دُعاة الشر
الذين تألبوا عليه من العراق ومصر ، ودخلوا المدينة
وقتلوه وهو في داره رضي الله عنه .

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه أنه سيصيبه بلاء
ولهذا صبر ونهى الصحابة عن قتال الخارجين عليه
كي لا يُراق دم من أجله رضي الله عنه .

[color=#009900]ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حائط من حوائط المدينة ... ( فذكر الحديث إلى أن قال : ) فجاء عثمان ، فقلت : كما أنت ، حتى أستأذن لكـ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ائذن له ، وبشره بالجنة معها بلاء يُصيبه ) رواه البخاري .[/color]

[color=#000000]( وخصَّ النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بذكر البلاء مع أن عُمر قتل أيضاً ، لكون عمر لم يمتحن بمثل ما امتحن به عثمان ، من تسلط القوم الذين أرادوا منه أن ينخلع من الإمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور والظلم ، بعد إقناعه لهم ، ورده عليهم )[/color] انظر فتح الباري .

وبمقتل عثمان رضي الله عنه انقسم المسلمون
ووقع القتال بين الصحابة
وانتشرت الفتن والأهواء ، وكثر الاختلاف ، وتشعبت الآراء
ودارت المعاركـ الطاحنة في عهد الصحابة رضي الله عنهم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما سيقع من الفتن في زمنهم
فإنه أشرف على أُطم من آطام المدينة

[color=#009900]فقال : [u]( هل ترون ما أرى ؟ قالوا : لا . قال : فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر ) [/u]رواه مسلم .[/color]

[color=#ff0000]أطم :[/color] بناء مرتفع ، وجمعه : آطام ، وهي الأبنية المرتفعة كالحصون .

[color=purple][u]قال النووي :[/u][/color][color=#000000] [ والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم ، أي : أنها كثير ، تعم الناس ، لا تختص بها طائفة ، وهذه إشارة إلى الحروب الجارية بينهم ، كوقعة الجمل ، وصفين ، والحرَّة ، ومقتل عثمان والحسين رضي الله عنهما ... وغير ذلكـ ، وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم ] [/color][/font][/size][/size][/color][/font]

[/center]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]جـ ـ موقعة الجمل

[/color][/size][/font][size=5][font=simplified arabic]ومن الفتن التي وقعت بعد قتل عثمان رضي الله عنه ما وقع في معركة الجمل المشهورة
بين علي رضي الله عنه وعائشة وطلحة والزُبير رضي الله عنهم
فإنه لما قُتل عثمان ، أتى الناس علياً وهو في المدينة ، فقالوا له :
ابسط يدكـ نبايعكـ .
فقال : حتى يتشاور الناس .
فقال بعضهم : لئن رجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان ، ولم يقم بعده قائم ، لم يؤمن الاختلاف وفساد الأمة .
فألحوا على علي رضي الله عنه في قبول البيعة ، فبايعوه
وكان ممن بايعه طلحة والزبير رضي الله عنهما
ثم ذهبا إلى مكة للعمرة
فلقيتهم عائشة رضي الله عنها
وبعد حديثٍ جرى بينهم في مقتل عثمان توجهوا إلى البصرة
وطلبوا من علي أن يسلم لهم قتلة عثمان
فلم يجبهم
لأنه كان ينتظر من أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه
فإذا ثبت على أحدٍ بعينه أنه ممن قتل عثمان ، اقتص منه
فاختلفوا بسبب ذلكـ
وخشي من نُسب إليهم القتل ـ وهم الخارجون على عثمان ـ أن يصطلحوا على قتلهم
فأنشبوا الحرب بين الطائفتين .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم علياً أنه سيكون بينه وبين عائشة أمر [/font]
[/size][size=5]
[font=simplified arabic][color=#009900]ففي الحديث عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب : ( إنه سيكون بينكـ وبين عائشة أمر ) . قال : أنا يا رسول الله ! قال : ( نعم ) . قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله . قال : ( لا ، ولكن إذا كان ذلكـ ، فاردُدها إلى مأمنها ) رواه أحمد .[/color]

ومما يدل على أن عائشة وطلحة والزبير لم يخرجوا للقتال ، وإنما للصلح بين المسلمين

[color=#009900]ما رواه الحاكم من طريق قيس بن أبي حازم ، قال : لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر ، نبحت عليها الكلاب ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : الحوأب . قالت : ما أظنني إلا راجعة . فقال لها الزبير : لا بعد ، تقدمي ، فيراكـ الناس ، فيصلح الله ذات بينهم . فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب ) .[/color]

[color=#ff0000][ الحوأب ] :[/color] موضع قريب من البصرة ، وهو من مياه العرب في الجاهلية . ويقع على طريق القادم من مكة إلى البصرة ، وسمي بـ ( الحوأب ) نسبة لأبي بكر بن كلاب الحوأب ، أو نسبة للحوأب بنت كلب بن وبرة القضاعية .

[color=#009900]وفي رواية للبزار عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه : [u]( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة ، وتنجو من بعد ما كادت ) .[/u][/color]

[color=#ff0000][ الأدبب ] :[/color] أي الأدب ، وهو كثير وبر الوجه .
قال ابن تيمية :[/font][font=simplified arabic][color=#000000] [ إن عائشة لم تخرج للقتال ، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين ، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ، ثم تبين لها فيما بعد أن تركـ الخروج كان أولى ، فكانت إذا ذكرت خروجها ، تبكي حتى تبل خمارها ، وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال ، فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين .
ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في القتال ، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ، فإنه لما تراسل علي وطلحة والزبير ، وقصدوا الاتفاق على المصلحة ، وأنهم إذا تمكنوا ، طلبوا قتلة عثمان أهل الفتنة ، وكان علي غير راضٍ بقتل عثمان ، ولا معيناً عليه ، كما كان يحلف ، فيقول : والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله . وهو الصادق البار في يمينه ، فخشي القتلة أن يتفق علي معهم على إمساكـ القتلة ، فحملوا على عسكر طلحة والزبير ، فظن طلحة والزبير أن علياً حمل عليهم ، فحملوا دفعاً عن أنفسهم ، فظن علي أنهم حملوا عليه ، فحمل دفعاً عن نفسه ، فوقعت الفتنة بغير اختيارهم ، وعائشة راكبة ، لا قاتلت ، ولا أمرت بالقتال ، وهكذا ذكره غير واحدٍ من أهل المعرفة بالأخبار ] .[/color][/font][/size]

[center]
[font=simplified arabic][color=black][size=4][font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]د ـ موقعة صفين
[/color][/size][/font]
[font=simplified arabic][size=5]ومن الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم غير حرب الجمل

[color=#009900]ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : [u]( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحدة )[/u] رواه البخاري ومسلم .[/color]

قال ابن حجر : [color=#000000][ فالفئتان هما طائفة علي ومن معه ، وطائفة معاوية ومن معه ] .[/color][/size][/font]
[size=5][font=simplified arabic]
[color=#009900]أخرج البزار بسند جيد عن زيد بن وهب ، قال : كنا عند حذيفة ، فقال : كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف ؟ قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي ، فالزموها ، فإنها على الحق .[/color]

وقد وقعت الحرب بين الطائفتين في الموقعة المشهورة بـ [color=#000000]( صفين ) [/color]في ذي الحجة سنة 36 هـ
وكان بين الفريقين أكثر من سبعين زحفاً
قُتل فيها نحو سبعين ألفاً من الفريقين .

[color=#ff0000][ صفين ] :[/color] موضع على شاطيء الفرات من الجانب الغربي ، بقرب الرقة ، آخر تخوم العراق وأول أرض الشام .

وما حصل من قتال بين علي ومعاوية لم يكن يريده واحد منهما
بل كان في الجيشين من أهل الأهواء متغلبون يحرضون على القتال
الأمر الذي أدى إلى نشوب تلكـ المعاركـ الطاحنة
وخرج الأمر من يد علي ومعاوية رضي الله عنهما .

[color=purple][u]قال ابن تيمية :[/u][/color][color=#000000] [ وأكثر الذين كانوا يختارون القتال من الطائفتين لم يكونوا يطيعون لا علياً ولا معاوية ][/color]

وكان علي ومعاوية رضي الله عنهما أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين
لكن غُلبا فيما وقع
والفتنة ثارت ، عجز الحكماء عن إطفاء نارها .
وكان في العسكرين مثل الأشتر النخعي ، وهاشم بن عتبة المرقال ، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وأبي الأعور السلمي ونحوهم من المحرضين على القتال
قوم ينتصرون لعثمان غاية الانتصار ، وقوم ينفرون عنه
وقوم ينتصرون لعلي ، وقوم ينفرون عنه
ثم قتال أصحاب معاوية لم يكن لخصوص معاوية ، بل كان لأسباب أخرى .
وقتال الفتنة مثل قتال الجاهلية
لا تنضبط مقاصد أهله واعتقاداتهم
كما قال الزهري : [color=#000000][ وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون ، فأجمعوا أن كل دمٍ أو مال أو فرج أُصيب بتأويل القرآن ، فإنه هدر ، أنزلوهم منزلة الجاهلية ][/color]

* * * *

[color=#ff0000]الأشتر النخعي :[/color] [/font][font=simplified arabic][color=#000099]وهو مالكـ بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة النخعي الكوفي المعروف بالأشتر ، أدركـ الجاهلية ، وروى عن عمر وعلي ، وكان من أصحاب علي رضي الله عنه ، شهد معه الجمل وصفين ومشاهده كلها ، وقيل : إنه شهد اليرموكـ ، وكان رئيس قومه ، وكان ممن يسعى في الفتنة والتأليب على عثمان ، ولاه على مصر ، وتوفي وهو في طريقه إليها سنة 37 هـ .

[color=#ff0000]هاشم بن عتبة المرقال :[/color] هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري : يعرف بـ ( المرقال ) ، كان من أمراء علي يوم صفين ، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، قيل : إنه من الصحابة ، وقتل يوم صفين ، وكان موصوفاً بالشجاعة ] .

[color=#ff0000]عبد الرحمن بن خالد بن الوليد :[/color] كان أحد الأجواد ، وكان حامل لواء معاوية يوم صفين ، توفي سنة 46 هـ رحمه الله .

[color=#ff0000]أبي الأعور السلمي :[/color] هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد الذكواني السلمي ، مشهور بكنيته . نقل ابن حجر عن عباس الدوري أن يحيى بن معين قال : ( أبو الأعور السلمي ، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مع معاوية ) . وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : ( إن أبا الأعور أدركـ الجاهلية ، ولا صحبة له ، وقد غزا قبرص سنة 26 ، وكانت له مواقف بصفين مع معاوية )[/color][/font][/size] [/size][/color][/font]

[/center]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]هـ ـ ظهور الخوارج [/color][/size][/font]

[size=5][font=simplified arabic]ومن الفتن التي وقعت ظهور الخوارج على علي رضي الله عنه[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وكان بداية ظهورهم بعد انتهاء معركة صفين [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]واتفاق أهل العراق والشام على التحكيم بين الطائفتين [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وفي أثناء رجوع علي رضي الله عنه إلى الكوفة فارقه الخوارج ـ وقد كانوا في جيشه ـ [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ونزلوا مكاناً يقال له ( حروراء ) : وهي قرية على ميلين من الكوفة ، وإليها نُسبت الخوارج ، فيقال حرورية .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ويبلغ عددهم ثمانية آلاف ، وقيل 16 ألفاً [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]لإارسل علي إليهم ابن عباس رضي الله عنه ، فناظرهم ، ورجع معه بعضهم [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ودخلوا في طاعة علي [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وأشاع الخوارج أن علياً تاب من الحكومة [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ولذلكـ رجع بعضهم إلى طاعته [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فخطبهم علي رضي الله عنه في مسجد الكوفة ، فتنادوا من جوانب المسجد : لا حكم إلا لله .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وقالوا : أشركت وحكَّمت الرجال ولم تحكِّم كتاب الله .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فقال لهم علي : لكم علينا ثلاث : أن لا نمنعكم من المساجد ، ولا من رزقكم في الفيء ، ولا نبدؤكم بقتال ما لم تُحدثوا فساداً .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ثم إنهم تجمعوا وقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ومر بهم عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه زوجته ، فقتلوه ، وبقروا بطن زوجته عن ولدها [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فلما علم بذلكـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وسألهم من قتله ؟ [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فقالوا : كلنا قتله .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فتجهز علي للقتال ، والتقى بهم في الموقعة المشهورة بـ ( النهروان ) [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فهزمهم شر هزيمة ، ولم ينجُ منهم إلا القليل .[/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروج هذه الطائفة في هذه الأمة [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]فقد تواترت الأحاديث بذلكـ [/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]منها ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين ، يقتلها أولى الطائفتين بالحق ) [/u]. رواه مسلم .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#ff0000][ النهروان ] :[/color] هي ثلاثة نهوانات ، وهي بلاد واسعة قريبة من بغداد بالعراق ، وأصلها وادي جـرار، بدايته من أذربيجان ، ويسقي قرى كثيرة ثم يصب باقيه في دجلة أسفل المدائن ، ويقال له بالفارسية : جوروان ، فعرب الإسلام ، فقيل : نهروان ، بفتح النون .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]وعنه رضي الله عنه أنه لما سُئل عن الحرورية ؟ قال : لا أدري ما الحرورية ؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [u]( يخرج في هذه الأمة ـ ولم يقل منها ـ قوم تحقِرون صلاتكم مع صلاتهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم ، يمرُقون من الدين مروق السهم من الرمية ) [/u]رواه البخاري .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic]وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وبين أن في قتلهم أجراً لمن قتلهم [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وهذا دليل على فساد هذه الطائفة ، وبعدها عن الإسلام [/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]وضررها العظيم على الأمة ، بما تُثيره من فتن وقلاقل .[/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :[u] ( سيخرج قوم في آخر الزمان ، أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم ، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة ) [/u]رواه البخاري .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]قال الإمام البخاري :[u] ( كان ابن عمر يراهم شرار خلق الله ، وقال : إنهم انطلقوا إلى آياتٍ نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين )[/u] رواه البخاري .[/color][/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic]وقال الحافظ ابن حجر : [color=#000000][ عظم البلاء بهم ، وتوسعوا في معتقدهم الفاسد ، فأبطلوا رجم المحصن ، وقطعوا يد السارق من الإبط ، وأوجبوا الصلاة على الحائض في حال حيضها ، وكفّروا من تركـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادراً ، وإن لم يكن قادراً ، فقد ارتكب كبيرة ، وحكم مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر ، وكفوا عن أموال أهل الذمة وعن التعرض لها مطلقاً ، وفتكوا فيمن يُنسب إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب ] [/color][/font][/size]
[size=5][font=simplified arabic]ولا يزال الخوارج يظهرون حتى يدركـ آخرهم الدجال [/font][/size]

[size=5][font=simplified arabic][color=#009900]ففي الحديث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( ينشأ نشء يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج قرن ، قُطع ) . قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلما خرج قرن قُطع ( أكثر من عشرين مرة ) حتى يخرج في عراضهم الدجال )[/u] رواه ابن ماجه .[/color][/font][/size]

[font=mudir mt][color=red]الله يجزاك خير [/color][/font]

[font=mudir mt][color=red]مجهود رائع تشكرين عليه [/color][/font]

[font=mudir mt][color=red]وعساه في ميزان حسناتك [/color][/font]
[font=mudir mt][color=#ff0000][/color][/font]
[font=mudir mt][color=#ff0000]وتستاهلين اطنخ تقييم :) [/color][/font]

[font=mudir mt][color=red]لاهنتي ..[/color][/font]

[font=simplified arabic][color=black][size=4][font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]و ـ موقعة الحرة
[/color][/size][/font]
[font=simplified arabic][size=5]ثم تتابع وقوع الفتن بعد ذلكـ [/size]
[size=5]ومن هذه الفتن موقعة الحرة المشهورة في عهد يزيد بن معاوية [/size]
[size=5]والتي استُبيحت فيها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم [/size]
[size=5]وقُتل فيها كثير من الصحابة رضي الله عنهم .[/size]

[size=5][color=purple][u]قال سعيد بن المسيب :[/u][/color][color=#000000] ( ثارت الفتنة الأولى ، فلم يبق ممن شهد بدراً أحد ، ثم كانت الثانية ، فلم يبق ممن شهد الحديبية أحد )[/color] [/size]
[size=5][color=purple][u]قال :[/u][/color] [color=#000000]( وأظن لو كانت الثالثة ، لم ترتفع وفي الناس طباخ ) .[/color][/size]

[size=5][color=#ff0000][ طباخ ] [/color]: أي خير ونفع . يقال : فلان لا طباخ له ، أي لا عقل له .[/size]

[size=5][color=purple][u]قال البغوي :[/u][/color][color=#000000] [ أراد بالفتنة الأولى مقتل عثمان ، وبالثانية الحرة ] .[/color][/size]

[size=5][color=#ff0000][ الحرة ] :[/color] هي الحرة الشرقية ، إحدى حرتي المدينة ، وفيها كانت المعركة بين أهل المدينة وجيش يزيد بن معاوية سنة 63 هـ ، وسببها أن أهل المدينة خلعوا يزيد ، فأرسل إليهم جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة المري ، فاستباح المدينة ، وقتل نحو سبع مئة من الصحابة والمهاجرين والأنصار ومن غيرهم عشرة آلاف ، فسماه السلف : مسرف . وقد أخذه الله وهو في طريقه إلى مكة متوجهاً من المدينة .[/size] [/font][/size][/color][/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ز ـ فتنة القول بخلق القرآن

[/color][/size][/font][font=simplified arabic][size=5]ثم ظهر بعد ذلكـ في عهد العباسيين فتنة القول بخلق القرآن
وقد تزعم هذه المقالة الخليفة العباسي المأمون ، وناصرها
وتبع في ذلكـ الجهمية والمعتزلة الذين روجوها عنده
حتى اُمتحن بسببها علماء الإسلام
ووقع على المسلمين بذلكـ بلاء عظيم
فقد شغلتهم ردحاً طويلاً من الزمن
وأدخل بسببها في عقيدة المسلمين ما ليس منها .
هذا والفتن التي وقعت كثيرة لا حصر لها
ولا تزال الفتن تظهر وتتابع وتزداد
وبسبب هذه الفتن وغيرها من الفتن افترق المسلمون إلى فرقٍ كثيرة
كل فرقة تدعو إلى نفسها ، وتدَّعي أنها على الحق ، وأن غيرها على الباطل .
وقد أخبر الهادي البشير عليه الصلاة والسلام بافتراق هذه الأمة كما افترقت الأمم قبلها .

[color=#009900]ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[u] ( افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً ، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )[/u] رواه أصحاب السنن إلا النسائي .[/color]

[color=#009900]وعن أبي عامر عبد الله بن لحي ، قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلما قدمنا مكة ، قام حين صلى صلاة الظهر ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :[u] ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ـ يعني : الأهواء ـ كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة ، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلكـ الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ) . والله يا معشر العرب ! لئن لم تقوموا بما جاءكم به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به )[/u] رواه أحمد[/color][/size] [/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ح ـ اتباع سنن الأمم الماضية

[/color][/size][/font][font=simplified arabic][size=5]ومن الفتن العظيمة اتباع سنن اليهود والنصارى وتقليدهم
فقد قلد بعض المسلمين الكفار ، وتشبهوا بهم
وتخلقوا بأخلاقهم ، وأعجبوا بهم
وهذا مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .[/size]
[/font][size=5]
[font=simplified arabic][color=#009900]ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[u] ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ) [/u]. فقيل : يا رسول الله ! كفارس والروم ؟ فقال :[u] ( ومن الناس إلا أولئكـ ) [/u]رواه البخاري .

وفي رواية عن أبي سعيد : قلنا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال :[u] ( فمن ؟! )[/u] رواه البخاري ومسلم .[/color]

[u][color=purple]قال ابن بطال :[/color][/u] [color=#000000]( أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المُحدثات من الأمور والبدع والأهواء ، كما وقع للأمم قبلهم ، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر ، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس ، وأن الدين إنما يبقى قائماً عند خاصةٍ من الناس ) [/color][/font][/size]
[size=5]
[font=simplified arabic][u][color=purple]وقال ابن حجر :[/color][/u] [color=#000000][ وقد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه وسلم ، وسيقع بقية ذلكـ ] [/color]
وفي هذا الزمن كثر في المسلمين من يتشبه بالكفار
من شرقيين وغربيين
فتشبه رجالنا برجالهم ، ونساؤنا بنسائهم ، وافتتنوا بهم
حتى أدى الأمر ببعض الناس أن خرجوا عن الإسلام
واعتقدوا أنه لا يتم لهم تقدم وحضارة إلا بنبذ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ومن عرف الإسلام الصحيح ، عرف ما وصل إليه المسلمون في القرون الأخيرة
من بُعد عن تعاليم الإسلام ، وانحراف عن عقيدته
فلم يبق عند بعضهم من الإسلام إلا اسمه
فقد حكّموا قوانين الكفار
وابتعدوا عن شريعة الله
وليس هناكـ أبلغ مما وصف به النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في اتباعهم ومحاكاتهم للكفار

فقال :[color=#009900][u] ( شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ) [/u][/color]

[u][color=purple]قال النووي :[/color][/u][color=#000000] [ والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم ، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر ، وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ][/color][/font][/size]

[font=courier new][size=5][color=#990033]هذا والفتن ليس لها حصر

ففتنة النساء ، وفتنة المال ، وحب الشهوات ، وحب السلطان والسيادة والزعامة

كلها فتن ربما تهلكـ الإنسان ، وتعصف به إلى مهاوي الردى

نسأل الله العافية والسلامة .[/color][/size][/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ظهور مدعي النبوة

[/color][/size][/font][font=simplified arabic]ومن العلامات التي ظهرت : خروج الكذابين الذين يدعون النبوة
وهم قريب من ثلاثين كذاباً
وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابة
ولا يزالون يظهرون
وليس التحديد في الأحاديث مراداً به كل من ادعى النبوة مطلقاً
فإنهم كثير لا يُحصون ، وإنما المراد من قامت له شوكة ، وكثر أتباعه ، واشتهر بين الناس .

ففي الصحيحين [/font][font=simplified arabic][color=#009900]عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله )[/u] رواه البخاري .

وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبدوا الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ) [/u].رواه أبو داوود .[/color]

والأحاديث في ظهور هؤلاء الدجاجلة كثيرة
وفي بعضها وقع أنهم ثلاثون بالجزم ، كما في حديث ثوبان
وفي بعضها أنهم قريب من الثلاثين ، كما في حديث الصحيحين
ولعل رواية ثوبان على طريقة جبر الكسر .

[color=#990000][u]وممن ظهر من هؤلاء الثلاثين :[/u][/color]

[color=#006600]مسيلمة الكذاب[/color] ، فادعى النبوة في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسماه مسيلمة الكذاب ، وقد كثر اأباعه ، وعظم شره على المسلمين ، حتى قضى عليه الصحابة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، في معركة اليمامة المشهورة .
وظهر كذلكـ [color=#006600]الأسود العَنَسي[/color] في اليمن ، وادعى النبوة ، فقتله الصحابة قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم .
وظهرت [color=#006600]سجاح [/color]، وادعت النبوة ، وتزوجها مسيلمة ، ثم لما قُتل ، رجعت إلى الإسلام .
وتنبأ أيضاً [color=#006600]طليحة بن خويلد الأسدي[/color] ، ثم تاب ورجع إلى الإسلام ، وحسن إسلامه .
ثم ظهر [color=#006600]المختار بن أبي عُبيد الثقفي[/color] ، وأظهر محبة أهل البيت ، والمطالبة بدم الحسين ، وكثر أتباعه ، فتغلب على الكوفة في أول خلافة ابن الزبير ، ثم أغواه الشيطان ، فادعى النبوة ونزول جبريل عليه .
والذي يقوِّي أنه من الدجالين ما رواه أبو داوود بعد سياقه لحديث [color=#009900]أبي هريرة الذي في الصحيحين في ذكر الكذابين :[u] ( عن إبراهيم النخعي أنه قال لعُبيدة السلماني * : أترى هذا منهم ـ يعني المختار ـ ؟ قال : فقال عُبيدة : أما إنه من الرؤوس )[/u] رواه أبو داوود .[/color]

ومنهم [color=#006600]الحارث الكذاب[/color] ، خرج في خلافة عبد الملكـ بن مروان ، فقُتل .
وخرج في خلافة بني العباس [color=#006600]جماعة[/color] .
وظهر في العصر الحديث [color=#006600]ميرزا أحمد القادياني[/color] بالهند ، وادعى النبوة ، وأنه المسيح المنتظر ، وأن عيسى ليس بحي في السماء ... إلى غير ذلكـ من الادعاءات الباطلة ، وصار له أتباع وأنصار ، وانبرى له كثير من العلماء ، فردوا عليه ، وبينوا أنه أحد الدجالين .
ولا يزال خروج هؤلاء الكذابين واحداً بعد الآخر
حتى يظهر آخرهم الأعور الدجال

فقد روى الإمام أحمد [color=#009900]عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس على عهده :[u] ( وإنه ـ والله ـ لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً ، آخرهم الأعور الكذاب ) [/u][/color]

ومن هؤلاء الكذابين أربع نسوة

فقد روى الإمام أحمد [color=#009900]عن حذيفة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، منهم أربع نسوة ، وإني خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ) .[/u][/color]

[/font][font=decotype thuluth]* * * * [/font]

[font=simplified arabic][color=#ff0000]* عُبيدة السلماني : [/color]عبيدة السلماني المرادي الكوفي الفقيه ، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولقي علياً وابن مسعود . قال فيه الشعبي : ( كان يوازي شريحاً في القضاء ) .[/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]انتشار الأمن

[/color][/size][/font][color=#009900][font=arial black][size=5]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة ، لا يخاف إلا ضَلال الطريق )[/u] رواه أحمد .[/size][/font][/color]

[size=5][font=arial black][color=#0000ff]وهذا وقع في زمن الصحابة رضي الله عنهم ، وذلكـ حينما عم الإسلام والعدل البلاد التي فتحها المسلمون .[/color][/font][/size]

[size=5][font=arial black][color=#0000ff]ويؤيده ما تقدم في حديث [/color][color=#009900]عدي رضي الله عنه حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم : [u]( يا عدي ! هل رأيت الحيرة ؟ )[/u] . قلت : لم أرها ، وقد أُنبئت عنها . قال :[u] ( فإن طالت بكـ حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة ، لا تخاف إلا الله ... ) [/u][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial black][color=#0000ff]وسيكون ذلكـ في زمن المهدي وعيسى عليه السلام حينما يعم العدل مكان الجور والظلم .[/color][/font][/size]

[center][b][font=arial black][size=4][color=#0000ff][color=#ff0000][size=9][font=decotype naskh]ظهور نار الحجاز [/font][/size][/color][/color][/size][/font][/b][font=arial black][size=4][color=#0000ff]


[b][size=5][color=#009900]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز ، تضيء أعناق الإبل ببصرى )[/u] رواه البخاري .[/color][/size][/b][/color][/size][/font][/center]
[font=arial black][size=4][color=#0000ff]



[center][b][size=5][color=#ff0000][ بصرى ] :[/color] [color=#000000]بضم الباء ، آخرها ألف مقصورة : مدينة معروفة بالشام ، ويُقال لها : حوران ، وبينها وبين دمشق ثلاث مراحل .[/color][/size][/b]



[b][size=5]وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام أربع وخمسيين وست مئة [/size][/b]



[b][size=5]وكانت ناراً عظيمة [/size][/b]



[b][size=5]أفاض العلماء ممن عاصر ظهورها ومن بعدهم في وصفها .[/size][/b]



[b][size=5]قال النووي : [color=#000000][ خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وست مئة ، وكانت ناراً عظيمة جداً ، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة ، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان ، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة ] [/color][/size][/b]



[b][size=5]ونقل ابن كثير أن غير واحدٍ من الأعراب ممن كان بحاضرة بصرى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز .[/size][/b]

[b][size=5]وذكر القرطبي ظهور هذه النار ، وأفاض في وصفها في كتابه ( التذكرة ) فذكر أنها رئُيت من مكة ومن جبال بصرى .[/size][/b]



[b][size=5]وقال ابن حجر : [color=#000000][ والذي ظهر لي أن النار المذكورة ... هي التي ظهرت بنواحي المدينة ، كما فهمه القرطبي وغيره ] [/color][/size][/b]

[b][size=5]وهذه النار ليست هي النار التي تخرج في آخر الزمان [/size][/b]
[b][size=5]تحشر الناس إلى محشرهم .. كما سيأتي في الكلام عليها في الأشراط الكبرى بإذن الله .[/size][/b][/center]
[/color][/size][/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]قتال التركـ

[/color][/size][/font][size=5][font=arial black][color=#0000ff]روى مسلم [/color][color=#009900]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون التركـ ، قوماً وجوههم كالمجان المطرقة ، يلبسون الشعر ، ويمشون في الشعر ) [/u]رواه مسلم .[/color]

[color=#ff0000][ التركـ ] :[/color][/font][/size][font=arial black][size=5][color=#0000ff] للعلماء عدة أقوال في أصلهم ، [u]منها :[/u]

[/color][/size][/font][size=5][font=arial black][color=#000000]أ ـ أنهم من نسل يافث بن نوح ، الذي من نسله يأجوج ومأجوج ، فهم بنو عمهم .

ب ـ أنهم من بني قنطوراء ، اسم جارية كانت لإبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه ، ولدت له أولاداً جاء من نسلهم التركـ والصين .

جـ ـ وقيل : إنهم من نسل تبع .

د ـ وقيل : من نسل أفريدون بن سام بن نوح .[/color]

[/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff][u]وبلادهم يقال لها : [/u]تركستان ، وهي ما بين مشارق خراسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور .

[/color][color=#ff0000][ المَجان ] :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] جمع مجن ، وهو الترس ، والميم زائدة ، لأنه من الجُنة ، وهي السترة .

[/color][color=#ff0000][ المجان المطرقة ] :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] هي التي عُليت بطارق ، وهي الجلد الذي يغشاه ، ومنه طارق النعل : إذا صيرها طاقاً فوق طاق ، وركب بعضها فوق بعض ، فشبه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترس قد أُلبست الأطرقة .

وللبخاري [/color][color=#009900]عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر ، وحتى تقاتلوا التركـ صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذُلف الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة ) [/u][/color]

[color=#ff0000][ ذُلف الأنوف ] :[/color][color=#0000ff] الذلف بالتحريكـ : قصر الأنف وانبطاحه ، وقيل : ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته . و[/color][color=#ff0000] [ الذلف ] :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] بسكون اللام ، جمع أذلف ، كأحمر وحُمر .

[/color][color=#009900]وعن عمرو بن تغلب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :[u] ( من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة )[/u] رواه أحمد .[/color]

[/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff]وقد قاتل المسلمون التركـ من عصر الصحابة رضي الله عنهم

وذلكـ في أول خلافة بني أمية ، في عهد معاوية رضي الله عنه .

روى أبو يعلى عن معاوية بن خُديج قال : كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتاب من عامله يخبره أنه وقع بالتركـ وهزمهم ، وكثرة من قتل منهم ، وكثرة من غنم ، فغضب معاوية من ذلكـ ، ثم أمر أن يكتب إليه : قد فهمت مما قلت ما قتلت وغنمت ، فلا أعلمن ما عدت لشيءٍ من ذلكـ ولا قاتلتهم حتى يأتيكـ أمري . قلت : لم يا أمير المؤمنين ؟ [/color][color=#009900]قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :[u] ( لتظهرن التركـ على العرب حتى تُلحقها بمنابت الشيح والقيصوم )[/u] [/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff]فأنا أكره قتالهم لذلكـ .

[/color][color=#ff0000][ الشيح ] :[/color][color=#0000ff] بالكسر ، ثم السكون ، وحاء مهملة : نبت له رائحة عطرة ، وهي التي تدعى الطرقية الوخشيركـ . و [/color][color=#ff0000][ ذات شيح ] : [/color][color=#0000ff]بالحزن ، من ديار بني يربوع . و [/color][color=#ff0000][ ذو الشيح ] :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] موضع باليمامة ، وموضع بالجزيرة .

[/color][color=#ff0000][ القيصوم ] :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] نبات طيب الريح يكون بالبادية ، واحدته قيصومة ، وهي ماء تناوح الشيحة بينهما عقبة شرقي فيد ( بليدة في نصف الطريق بين مكة والكوفة ، عبر بها الحاج ، وهي قريبة من آجا وسلمى جبلي طيء .

[/color][color=#009900]وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه ، قال :[u] ( كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أمتي يسوقها قوم عراض الأوجه ، صغار الأعين ، كأن وجوههم الحجف ( ثلاث مرات ) ، حتى يُلحقوهم بجزيرة العرب ، أما السابقة الأولى ، فينجو من هرب منهم ، وأما الثانية ، فيهلكـ بعض وينجو بعض ، وأما الثالثة ، فيصطملون كلهم من بقي منهم ) . قالوا : يا نبي الله ! من هم ؟ قال : ( هم التركـ ) . قال : ( أما والذي نفسي بيده ، ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين ) [/u][/color]

[/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff]قال : وكان بريده لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية بعد ذلكـ للهرب مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء التركـ . ) رواه أحمد .

[/color][color=#ff0000][ الحجف ] : [/color][color=#0000ff]قال ابن الأثير : ( [/color][color=#ff0000]الحجفة :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] الترس ) .

[/color][color=#ff0000][ يصطلمون ] :[/color][/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff] الاصطلام : افتعال من الصلم ، وهو القطع ، أي : يحصدون .

ورواية أبي داوود تختلف عن رواية الإمام أحمد ، فإن ظاهر رواية أبي داوود تدل على أن المسلمين هم الذين يسوقون التركـ ثلاث مرات حتى يلحقوهم بجزيرة العرب .ففيها :[u] ( يقاتلكم قوم صغار الأعين ) [/u]يعني : التركـ ، قال : [u]( تسوقونهم ثلاث مرات حتى تُلحقوهم بجزيرة العرب ... الحديث ) .[/u]

قال صاحب عون المعبود :[/color][color=#000000] [ وعندي أن الصواب هي رواية أحمد ، أما رواية أبي داوود ، فالظاهر أنه قد وقع الوهم فيه من بعض الرواة ] .[/color]

[/font][/size][size=5][font=arial black][color=#0000ff]ويؤيده ما في رواية أحمد من أنه كان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية بعد ذلكـ ، للهرب مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء التركـ .

ويؤيده أيضاً أنه وقع الشكـ لبعض رواة أبي داوود ، ولذا قال في آخر الحديث : ( أو كما قال )

ثم نقل عن القرطبي ما ذكره في خروج التركـ ، وأنهم خرجوا ثلاث مرات على المسلمين ، وكان خروجهم الأخير : تدمير بغداد ، وقتلهم للخليفة والعلماء والأمراء والفضلاء والعباد ، وأنهم أوغلوا في البلاد حتى ملكوا الشام مدة يسيرة ، ودخل رعبهم الديار المصرية ، إلى أن تصدى لهم الملكـ المظفر الملقب بـ [/color][color=#000000]( قطز ) [/color][color=#0000ff]في معركة [/color][color=#000000]( عين جالوت ) [/color][/font][/size][font=arial black][size=5][color=#0000ff]، فكان له النصر والظفر عليهم كما كان النصر لطالوت ، وتفرقت جموعهم ، وكفى الله المسلمين شرورهم .

قال ابن حجر : [/color][/size][/font][size=5][font=arial black][color=#000000][ كان ما بينهم وبين المسلمين مسدوداً إلى أن فُتح ذلكـ شيئاً بعد شيء ، وكثر السبي منهم ، وتنافس الملوكـ فيهم ، لما يتصفون به من الشدة والبأس ، حتى كان أكثر عسكر المعتصم منهم ، ثم غلب الأتراكـ على الملكـ ، فقتلوا ابنه المتوكل ، ثم أولاده واحداً بعد واحد ، إلى أن خالط المملكة الديلم ، ثم كان الملوكـ السامانية من التركـ أيضاً ، فملكوا بلاد العجم ، ثم غلب على تلكـ الممالكـ آل سبكتكين ، ثم آل سلجوق ، وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم ، ثم كان بقايا أتباعهم بالشام ـ وهم آل زنكي ـ وأتباع هؤلاء ـ وهم بيت أيوب ـ واستكثر هؤلاء أيضاً من التركـ ، فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية .

وخرج على آل سلجوق في المئة الخامسة الغز ، فخربوا البلاد ، وفتكوا في العباد .

ثم جاءت الطامة الكبرى بالططر[color=#ff0000] ( التتار ) [/color]، فكان خروج جنكز خان بعد الست مئة ، فأُسعرت بهم الدنيا ناراً ، خصوصاً المشرق بأسره ، حتى لم يبق بلد منه حتى دخله شرهم ، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المستعصم آخر خلفائهم على أيديهم في سنة ست وخمسين وست مئة ، ثم لم تزل بقاياهم يُخربون إلى أن كان آخرهم[color=#ff0000] ( اللنكـ )[/color] ، ومعناه : الأعرج ، واسمه [color=#ff0000]( تَمُر ) [/color]، بفتح المثناة ، وضم الميم ، وربما أُشبعت ، فطرق الديار الشامية ، وعاش فيها ، وحرق دمشق حتى صارت على عروشها ، ودخل الروم والهند وما بين ذلكـ ، وطالت مدته إلى أن أخذه الله ، وتفرق بنوه في البلاد .

وظهر بجميع ما أوردته مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : [color=#009900][u]( إن بني قنطوراء أول من سلب أمتي ملكهم ) [/u][/color].. وكأنه يريد بقوله :[color=#ff0000] (أمَّتي )[/color] أمة النسب ، لا أمة الدعوة ، يعني : العرب ، والله أعلم ]

وعلى هذا يكون التتار الذين ظهروا في القرن السابع الهجري هم من التركـ

فإن الصفات التي جاءت في وصف التركـ تنطبق على التتار[color=#ff0000] ( المغول ) [/color]، وقد كان ظهورهم في زمن الإمام النووي رحمه الله ، فقال فيهم : [u]( قد وجد قتال هؤلاء التركـ بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم : صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذُلف الأنف ، عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، ينتعلون الشعر ، فوُجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات ، وقتالهم الآن )[/u] [/color]

[color=#666666]* كانت ولادة الإمام النووي سنة 631 هـ ، ووفاته سنة 676 هـ ، وهي الفترة التي ظهر فيها التتار ، وقضوا على الخلافة العباسية .[/color]

[/font][/size][font=arial black][size=5][color=#0000ff]وقد دخل كثير من التركـ في الإسلام

ووقع على أيديهم خير كثير للإسلام والمسلمين

وكونوا دولة إسلامية قوية ، عزَّ بها الإسلام

وحصل في عهدهم كثير من الفتوحات العظيمة

ومنها : فتح القسطنينية عاصمة الروم ، وهو تهيئة للفتح العظيم آخر الزمان قبل ظهور الدجال ، كما سيأتي بإذن الله .

ودخل الإسلام إلى أوروبا وكثيرٍ من البلدان في الشرق والغرب .

وهذا مصداق لما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم كما جاء [/color][color=#009900]في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بعد ذكره صلى الله عليه وسلم لقتال التركـ ، قال :[u] ( وتجدون من خير الناس أشدهم كراهيةً لهذا الأمر ، حتى يقع فيه ، والناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام )[/u] رواه البخاري .[/color]
[/size][/font]
[font=arial black][size=5].[/size][/font]

[font=arial black][size=5].

[/size][/font][font=courier new][size=6][color=#0000ff]هذه هي العلامات التي ظهرت وانقضت .[/color][/size][/font][font=simplified arabic] [/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]قتال العجم

[/color][/size][/font][color=#006600][color=black][font=simplified arabic]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/font] ( لا تقوم الساعة حتى تُقاتلوا خوزا ً وكرمان من الأعاجم ، حمر الوجوه ، فًطس الأنوف ، صغار الأعين ، كأن وجوههم المجان المُطرقة ، نعالهم الشعر ) رواه البخاري .[/color]

مضى في الكلام على قتال الترك ذكر صفاتهم التي جاء ذكرها في أحاديث قتالهم ، وذكر هنا في هذا الحديث قتال خوز وكرمان ، وهما ليسا من بلاد الترك ، بل من بلاد العجم ، ومع هذا جاء وصفهم كوصف الترك .[/color]

[font=simplified arabic]قال ابن حجر : [color=dimgray][ يمكن أن يُجاب بأن هذا الحديث غير حديث قتال الترك ، ويجتمع منهما الإنذار بخروج الطائفتين ][/color] [/font]

[font=simplified arabic]قلت : ويؤيد هذا ما رواه سمرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=green]( يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم ، ثم يكونون أسدا ً لا يفرون ، فيقتلون مقاتلتكم ، ويأكلون فيئكم )[/color] رواه أحمد .[/font]

[font=simplified arabic]وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=green]( يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرون ، فيقتلون مقاتِلَتَكم ، ويأكلون فيئكم )[/color] رواه الطبراني .[/font]

[font=simplified arabic]وعلى هذا فقتال العجم من أشراط الساعة .[/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ضياع الأمانة

[/color][/size][/font][color=#006600][font=simplified arabic]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( إذا ضُيعت الأمانة ، فانتظر الساعة ) قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : ( إذا أُسند الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة )[/u] رواه البخاري .[/font][/color]

[font=simplified arabic]وبين النبي صلى الله عليه وسلم كيف تُرفع الأمانة من القلوب [/font]
[font=simplified arabic]وأنه لا يبقى منها في القلب إلا أثرها .[/font]

[font=simplified arabic][color=#006600]روى حذيفة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين ، رأيت إحداهما ، وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة ، وحدثنا عن رفعها ، قال : [u]( ينام الرجل النومة ، فتُقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر الوكت ، ثم ينام النومة فتُقبض ، فيبقى أثرها مثل المجل ، كجمرٍ دحرجته على رجلكـ ، فنفط ، فتراه منتبراً ، وليس فيه شيء ، فيصبح الناس يتبايعون ، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة ، فيقال : إن في بني فلان رجلاً أميناً ، ويقال للرجل : ما أعقله ! وما أظرفه ! وما أجلده ! وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت ، لئن كان مسلماً ، رده الإسلام ، وإن كان نصرانياً ، رده علي ساعيه ، فأما اليوم ، فما كنت أُبايع إلا فلاناً وفلاناً ) [/u]رواه البخاري .[/color][/font]

[font=simplified arabic][color=#0000ff][ الوكت ] : [/color]جمع وكتة ، وهي الأثر في الشيء كالنقطة من غير لونه ، ومنه قيل للبسر إذا وقعت فيه نقطة من الأرطاب : قد وكت .[/font]

[font=simplified arabic][color=#0000ff][ المجل ] : [/color]هو ما يكون في الكف من أثر العمل بالأشياء الصلبة الخشنة ، كهيئة البثر .[/font]

[font=simplified arabic][color=#0000ff][ نفط ] : [/color]بفتح النون وكسر الفاء ، يقال : نفطت يده ، أي : قرحت من العمل ، والنفطة : بثرة تخرج في اليد من العمل ملأي ماء .[/font]

[font=simplified arabic][color=#0000ff][ منتبراً ] : [/color]المنتبر كل مرتفع ، ومنه اشتق المنبر ، يقال : انتبر الجرح إذا ورم وامتلأ ماء .[/font]

[font=simplified arabic]ففي هذا الحديث بيان أن الأمانة سترفع من القلوب [/font]
[font=simplified arabic]حتى يصير الرجل خائناً بعد أن كان أميناً [/font]
[font=simplified arabic]وهذا إنما يقع لمن ذهبت خشيته لله ، وضعف إيمانه ، وخالط أهل الخيانة [/font]
[font=simplified arabic]فيصير خائناً ، لأن القرين يقتدي بقرينه .[/font]

[font=simplified arabic][u][size=4]ومن مظاهر تضييع الأمانة :[/size][/u][/font]
[font=simplified arabic][color=#0000ff]إسناد أمور الناس [/color]من إمارة وخلافة ، وقضاء ، ووظائف على اختلافها [color=#0000ff]إلى غير أهلها [/color]القادرين على تسييرها والمحافظة عليها [/font]
[font=simplified arabic]لأن في ذلكـ تضييعاً لحقوق الناس ، واستخفافاً بمصالحهم [/font]
[font=simplified arabic]وإبغاراً لصدورهم ، وإثارة للفتن بينهم .[/font]
[font=simplified arabic]فإذا ضيع من يتولى أمر الناس الأمانة ـ والناس تبع لمن يتولى أمرهم ـ كانوا مثله في تضييع الأمانة [/font]
[font=simplified arabic]فصلاح حال الولاة صلاح لحال الرعية ، وفساده فساد لهم .[/font]
[font=simplified arabic]ثم إن إسناد الأمر إلى غير أهله دليل واضح على عدم اكتراث الناس بدينهم [/font]
[font=simplified arabic]حتى إنهم ليولون أمرهم من لا يهتم بدينه [/font]
[font=simplified arabic]وهذا إنما يكون عند غلبة الجهل ، ورفع العلم [/font]
[font=simplified arabic]ولهذا ذكر البخاري رحمه الله حديث أبي هريرة الماضي في كتاب العلم ، إشارة إلى هذا .[/font]

[font=simplified arabic]قال ابن حجر : [color=#333333][ ومناسبة هذا المتن لكتاب العلم أن إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل ، ورفع العلم ، وذلكـ من جملة الأشراط ] [/color][/font]

[font=simplified arabic]وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه ستكون هناكـ سنون خداعة ، تنعكس فيها الأمور [/font]
[font=simplified arabic]يُكذب فيها الصادق ، ويُصدق فيها الكاذب [/font]
[font=simplified arabic]ويُخوَّن الأمين ، ويؤتمن الخائن [/font]
[font=simplified arabic]كما سيأتي الحديث عنه في أن من أشراط الساعة ارتفاع الأسافل . [/font]

[center][font=simplified arabic][color=black][size=4][font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]قبض العلم وظهور الجهل [/color][/size][/font][/size][/color][/font][/center]
[font=simplified arabic][color=black][size=4]


[center][color=#006600]عن أنس بن مالكـ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل [/u]) رواه البخاري ومسلم [/color]


[color=#006600]وروى البخاري عن شقيق قال : كنت مع عبد الله وأبي موسى ، فقالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [u]( إن بين يدي الساعة لأياماً يُنزل فيها الجهل ، ويُرفع العلم ) [/u].[/color]


[color=#006600]وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( يتقارب الزمان ، ويقبض العلم ، وتظهر الفتن ، ويُلقى الشُح ويكثر الهرج ) [/u][/color]


قال ابن بطال : [color=#333333][ وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عياناً ، فقد نقص العلم ، وظهر الجهل ، وأُلقي الشح في القلوب ، وعمّت الفتن ، وكثر القتل ] [/color]


وعقب على ذلكـ الحافظ ابن حجر بقوله : [color=#333333][ الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير ، مع وجود مقابله ، والمراد من الحديث استحكام ذلكـ ، حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر ، وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم ، فلا يبقى إلا الجهل الصرف ، ولا يمنع من ذلكـ وجود طائفة من أهل العلم ، لأنهم يكونون حينئذٍ مغمورين في أولئكـ ][/color]


وقبض العلم يكون بقبض العلماء


[color=#006600]ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [u]( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جًهالاً ، فسُئلوا ؟ فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا )[/u] رواه البخاري .[/color]


قال النووي رحمه الله : [color=#333333][ هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون ] .[/color]


والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة
وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام
فإن العلماء ورثة الأنبياء
وبذهابهم يذهب العلم ، وتموت السنن
وتظهر البدع ، ويعم الجهل .
وأما علم الدنيا
فإنه في زيادة ، وليس هو المراد في الأحاديث


بدليل[color=#006600] قوله صلى الله عليه وسلم : [u]( فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ) [/u][/color]


والضلال إنما يكون عند الجهل بالدين
والعلماء الحقيقيون هم الذين يعملون بعلمهم
ويوجهون الأمة ، ويدلونها على طريق الحق والهدى
فإن العلم بدون عمل لا فائدة فيه
بل يكون وبالاً على صاحبه


وقد جاء في رواية للبخاري : [color=#006600][u]( وينقص العمل ) [/u][/color].


وقال الذهبي بعد ذكره لطائفة من العلماء : [color=#333333][ وما أوتوا من العلم إلا قليلاً ، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل ، في أناس قليل ، ما أقل من يعمل منهم بذلكـ القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل ]. [/color]


وإذا كان هذا في عصر الذهبي [size=4][color=#0000ff]فما بالكـ بزماننا هذا ؟ [/color][/size]


فإنه كلما بعد الزمان من عهد النبوة
قل العلم ، وكثر الجهل
فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أعلم هذه الأمة
ثم التابعين ، ثم تابعيهم
وهم خير القرون


[color=#006600]كما قال صلى الله عليه وسلم : [u]( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) [/u]رواه مسلم . [/color]


ولا يزال العلم ينقص ، والجهل يكثر
حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام


[color=#006600]فقد روى حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( يدرس الإسلام كما يدرس وشيُ الثوب ، حتى لا يُدرى ما صيام ، ولا صلاة ، ولا نُسكـ ، ولا صدقة ؟ ويُسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير ، والعجوز ، يقولون : أدركنا آبائنا على هذه الكلمة ، يقولون : ( لا إله إلا الله ) وهم لا يدرون ما صلاة ، ولا صيام ، ولا نُسكـ ، ولا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم رددها عليه ثلاثاً ، كل ذلكـ يُعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة ، فقال : يا صلة ! تُنجيهم من النار ثلاثاً ) [/u][/color]


[color=#006600]وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : [u]( ليُنزعن القرآن من بين أظهركم ، يُسرى عليه ليلاً ، فيذهب من أجواف الرجال ، فلا يبقى في الأرض منه شيء ) [/u]رواه الطبراني .[/color]


قال ابن تيمية : [color=#333333][ يُسرى به في آخر الزمان من المصاحف والصدور ، فلا يبقى في الصدور منه كلمة ، ولا في المصاحف منه حرف ][/color]


وأعظم من هذا أن لا يُذكر اسم الله تعالى في الأرض


كما في الحديث [color=#006600]عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: [u]( لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض الله الله ) [/u]. رواه مسلم [/color]


قال ابن كثير : [color=#333333][ في معنى هذا الحديث قولان : [/color]


[color=#333333]أحدهما : أن معناه أن أحداً لا يُنكر منكراً ، ولا يزجر أحداً إذا رآه قد تعاطى منكراً ، وعبّر عن ذلكـ بقوله : ( حتى لا يقال : الله ، الله ) كما تقدم في حديث عبد الله بن عمر : ( فيبقى فيها عجاجة ، لا يعرفون معروفاً ، ولا يُنكرون منكراً ) رواه أحمد .[/color]


[color=#333333]والقول الثاني : حتى لا يُذكر الله في الأرض ، ولا يُعرف اسمه فيها ، وذلكـ عند فساد الزمان ، ودمار نوع الإنسان ، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان ][/color][/center]
[/size][/color][/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]كثرة الشُرط وأعوان الظلمة

[/color][/size][/font][color=#006600][font=simplified arabic]روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال ـ أو قال : يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان ـ معهم سياط ، كأنها أذناب البقر ، يغدون في سخط الله ، ويروحون في غضبه ) [/u]رواه أحمد .[/font]

وفي رواية للطبراني في الكبير : [color=#006600][u]( سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ، ويروحون في سخط الله ، فإياكـ أن تكون من بطانتهم ) .[/u][/color]

وقد جاء الوعيد بالنار لهذا الصنف من الناس الذين يتسلطون على المسلمين
ويعذبونهم بغير حق .

[color=#006600]روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ... ) [/u][/color]

قال النووي رحمه الله : [color=#333333][ وهذا الحديث من معجزات النبوة ، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، فأما أصحاب السياط ، فهم غلمان والي الشرطة ] [/color]

[color=#006600]وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه : [u]( إن طالت بكـ مدة ، أوشكت أن ترى قوماً يغدون في سخط الله ، ويروحون في لعنته ، في أيديهم مثل أذناب البقر ) [/u]رواه مسلم .[/color]

[color=#006600]وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس ) [/u]رواه الطبراني .[/color][/color]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]انتشار الزنا

[/color][/size][/font][font=simplified arabic][color=#006600][color=#000000]ومن [/color][/color][font=simplified arabic][color=#0000ff]العلامات[/color][/font][font=simplified arabic][color=#000000] التي ظهرت فشو الزنا وكثرته بين الناس
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن ذلكـ من [/color][color=#0000ff]أشراط[/color][color=#000000] الساعة .[/color][/font][/font]
[color=#006600][color=#000000]
[font=simplified arabic]ثبت في الصحيحين [/font][/color][font=simplified arabic][color=#006600]عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]إن من أشراط الساعة ... ( فذكر منها ) : ويظهر الزنا ) [/u]رواه البخاري .[/color]

[color=#006600]وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( سيأتي على الناس سنوات خداعات ... ( فذكر الحديث وفيه : ) وتشيع فيها الفاحشة ) [/u][/color]

[/font][font=simplified arabic][color=#000000]وأعظم من ذلكـ استحلال الزنا

فقد ثبت في الصحيح [/color][color=#006600]عن أبي مالكـ الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [u]( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ) [/u]رواه البخاري .[/color]

[/font][font=simplified arabic][color=#000000]وفي آخر الزمان بعد ذهاب المؤمنين يبقى شرار الناس
يتهارجون تهارج الحُمر

كما جاء في [/color][color=#006600]حديث النواس رضي الله عنه : [u]( ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة ) [/u]رواه مسلم .[/color]

[color=#0000ff][ يتهارجون ] : [/color][/font][font=simplified arabic][color=#000000]أصل الهرج : الكثرة في الشيء والاتساع ، والمراد به هنا : الجماع وكثرة النكاح . والمعنى أن يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير .

[/color][color=#006600]وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [u]( والذي نفسي بيده ، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة ، فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول : لو واريتها وراء هذا الحائط ! ) [/u]رواه أبو يعلى .[/color]

[color=#000000]قال القرطبي في كتابه ( المُفهم ) على حديث أنس السابق : [/color][color=#333333]( في هذا الحديث عَلم من أعلام النبوة ، إذ أخبر عن أمور ستقع ، فوقعت ، خصوصاً في هذه الأزمان ) [/color]

[/font][font=simplified arabic][color=#000000]وإذا كان هذا في زمان القرطبي ، فهو في زماننا هذا أكثر ظهوراً لعظم غلبة الجهل
وانتشار الفساد بين الناس .[/color][/font][/color]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]انتشار الربا

[/color][/size][/font][font=simplified arabic]ومنها ظهور الربا ، وانتشاره بين الناس
وعدم المبالاة بأكل الحرام

ففي الحديث [color=#006600]عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [u]( بين يدي الساعة يظهر الربا ) [/u][/color]

[color=#006600]وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( ليأتين على الناس زمان لا يُبالي المرء بما أخذ المال ، أمن حلالٍ أم من حرامٍ ) [/u][/color]

وهذه الأحاديث تنطبق على كثيرٍ من المسلمين في هذا الزمن
فتجدهم لا يتحرون الحلال في المكاسب
بل يجمعون المال من الحلال والحرام
وأغلب ذلكـ بدخول الربا في معاملات الناس
فقد انتشرت المصارف المتعاملة بالربا
ووقع كثير من الناس في هذا البلاء العظيم .

ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه أورد حديث أبي هريرة السابق في باب قول الله عز وجل : [color=#000066]" يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مُضاعفة " [/color][ آل عمران : 130 ]

ليُبين أن أكل الأضعاف المضاعفة من الربا يكون بالتوسع فيه عند عدم مبالاة الناس بطرق جمع المال
وعدم التمييز بين الحلال والحرام .[/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]ظهور المعازف واستحلالها

[/color][/size][/font][color=#006600][font=simplified arabic]عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( سيكون في آخر الزمان خسف ، وقذف ، ومسخ ) [/u]. قيل : ومتى ذلكـ يا رسول الله ؟ قال : [u]( إذا ظهرت المعازف والقينات ) [/u][/font]

وهذه [color=#0000ff]العلامة[/color] قد وقع شيء كبير منها في العصور السابقة
وهي الآن أكثر ظهوراً
فقد ظهرت المعازف في هذا الزمان ، وانتشرت انتشاراً عظيماً
وكثر المغنون والمغنيات
وهم المشار إليهم في هذا الحديث بـ [ القينات ]
وأعظم من ذلكـ استحلال كثير من الناس للمعازف
وقد جاء الوعيد لمن فعل ذلكـ بالمسخ والقذف والخسف ، كما في الحديث السابق

ولما ثبت [color=#006600]في صحيح البخاري رحمه الله ، قال : قال هشام بن عمار : حدثنا صدقه بن خالد ( ثم ساق السند إلى أبي مالكـ الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ) [u]( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علمٍ يروح عليهم بسارحةٍ لهم ، يأتيهم ـ يعني : الفقير ـ لحاجةٍ ، فيقولوا : ارجع إلينا غداً ، فيُبيتهم الله ، ويضع العَلَم ، ويُمسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة ) [/u]رواه البخاري .[/color]

وقد زعم ابن حزم أن هذا الحديث منقطع لم يتصل ما بين البخاري وصدقه بن خالد
وقد رد عليه العلامة ابن القيم وبين أن ما قاله ابن حزم باطل من ستة وجوه ذكرها في [ تهذيب السنن ] .
فبعض الناس يتشبث برأي ابن حزم ، ويحتج به على إباحة المعازف
وقد تبين أن الأحاديث الواردة في النهي عنها صحيحة
وأن الأمة مهددة بالعقوبات إذا ظهرت الملاهي ، وارتُكبت المعاصي .[/color]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]كثرة شرب الخمر واستحلالها

[/color][/size][/font][font=simplified arabic]ظهر في هذه الأمة شرب الخمر ، وتسميتها بغير اسمها
والأدهى من ذلكـ استحلال بعض الناس لها
وهذا من [color=#0000ff]أمارات[/color] الساعة

[color=#006600]فقد روى الإمام مسلم عن أنس بن مالكـ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [u]( من أشراط الساعة : ... ( وذكر منها ) ويُشرب الخمر ) [/u]رواه مسلم .[/color]

ومضى ذكر بعض الأحاديث في الكلام على المعازف
وفيها أنه سيكون من هذه الأمة من يستحل شرب الخمر .

ومنها [color=#006600]ما رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( لتستحلن طائفةُ من أمتي الخمر باسمٍ يسمونها إياه ) [/u][/color]

فقد أُطلق على الخمر أسماء كثيرة
حتى سميت بـ [color=#666666][ المشروبات الروحية ] [/color]!! ونحو ذلكـ .

والأحاديث في بيان أن هذه الأمة سيفشو فيها شرب الخمر
وأن فيهم من يستحلها ويغير اسمها كثيرة .

وفسر ابن العربي استحلال الخمر [u][size=5]بتفسيرين :[/size][/u]

[u]الأول : [/u]اعتقاد حِل شُربها .
[u]الثاني : [/u]أن يكون المراد بذلكـ الاسترسال في شُربها ، كالاسترسال في الحلال .
وذكر أنه سمع ورأى من يفعل ذلكـ ، وهو في زمننا هذا أكثر
فقد فُتن بعض الناس بشربها .
وأعظم من ذلكـ بيعها جهاراً
وشربها علانية في بعض البلدان الإسلامية
وانتشار المخدرات انتشاراً عظيمات لم يسبق له مثيل
مما يُنذر بخطرٍ عظيم ، وفساد كبير
والأمر لله من قبل ومن بعد . [/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]زخرفة المساجد والتباهي بها

[/color][/size][/font][font=simplified arabic]ومنها زخرفة المساجد ، ونقشها ، والتفاخر بها

[color=#006600]فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد [/u]) رواه أحمد .[/color]

[color=#006600]وفي رواية للنسائي وابن خزيمة عنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[u] ( من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد ) [/u][/color]

[color=#006600]قال البخاري : ( قال أنس : يتباهون بها ، ثم لا يعمرونها إلا قليلاً ، فالتباهي بها : العناية بزخرفتها . قال ابن عباس : لتُزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ) [/color]

وقد نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن زخرفة المساجد ، لأن ذلكـ يشغل الناس عن صلاتهم

وقال عندما أمر بتجديد المسجد النبوي : [color=#006600]( أكِنَّ الناس من المطر ، وإياكـ أن تُحمر أو تُصفر : فتفتن الناس ) [/color]رواه البخاري .

ورحم الله عمر ، فإن الناس لم يأخذوا بوصيته
ولم يقتصروا على التحمير والتصفير
بل تعدوا ذلكـ إلى نقش المساجد كما يُنقش الثوب
وتباهى الملوكـ والخلفاء في بناء المساجد ، وتزويقها
حتى أتوا في ذلكـ بالعجب
ولا زالت هذه المساجد قائمة حتى الآن
كما في الشام ومصر وبلاد المغرب والأندلس وغيرها
وحتى الآن لا يزال المسلمون يتباهون في زخرفة المساجد .
ولا شكـ أن زخرفة المساجد علامة على الترف والتبذير
وعمارتها إنما تكون بالطاعة والذكر فيها
ويكفي الناس ما يُكنهم من الحر والقر والمطر .
وقد جاء الوعيد بالدمار إذا زُخرفت المساجد ، وحُليت المصاحف

[color=#006600]فقد روى الحكيم الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : [u]( إذا زوقتم مساجدكم ، وحليتم مصاحفكم ، فالدمار عليكم ) [/u][/color]

قال المُناوي : [color=#666666]( فزخرفة المساجد وتحلية المصاحف منهي عنها ، لأن ذلكـ يشغل القلب ، ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله تعالى ، والذي عليه الشافعية أن تزويق المسجد ـ ولو الكعبة ـ بذهب أو فضة : حرام مطلقاً ، وبغيرهما مكروه ) [/color][/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]التطاول في البنيان

[/color][/size][/font][font=simplified arabic]هذا من [color=#0000ff]العلامات[/color] التي ظهرت قريباً من عصر النبوة

وانتشرت بعد ذلكـ ، حتى تباهى الناس في العمران
وزخرفة البيوت ، وذلكـ أن الدنيا بُسطت على المسلمين
وكثرت الأموال في أيديهم بعد الفتوحات
وامتد بهم الزمان حتى رَكَن كثير منهم إلى الدنيا
ودب إليهم داء الأمم قبلهم
وهو التنافس في جمع الأموال وصرفها في غير ما ينبغي أن تُصرف فيه شرعاً
حتى أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفقر بُسطت لهم الدنيا
كغيرهم من الناس
وأخذوا في بناء الأبنية ذوات الطوابق المتعددة ، وتنافسوا في ذلكـ .
وكل هذا وقع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم

[color=#006600]ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عندما سأله عن وقت قيام الساعة [u]: ( ولكن سأحدثكـ عن أشراطها ... ( فذكر منها : ) وإذا تطاول رعاء البهائم في البنيان ، فذاكـ من أشراطها ) [/u]رواه البخاري .[/color]

[color=#0000ff][ رعاء البهائم ] : [/color]( البهم ) بفتح الباء وإسكان الهاء : جمع بهمة ، وهي صغار الضأن والمعز ، الذكر والأنثى ، وقيل : أولاد الضأن خاصة .

[color=#006600]وفي رواية لمسلم : [u]( وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البُنيان ) [/u][/color]

[color=#006600]وجاء في رواية للإمام أحمد عن ابن عباس ، [u]قال : يا رسول الله ! ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة ؟ قال : ( العرب ) . [/u][/color]

[color=#006600]وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة ... حتى يتطاول الناس في البنيان ) [/u]رواه البخاري .[/color]

قال الحافظ ابن حجر : [color=#666666]( ومعنى التطاول في البنيان أن كلا ممن كان يبني بيتاً يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر ، ويحتمل أن يكون المراد المباهاة به في الزينة والزخرفة ، أو أعم من ذلكـ ، وقد وجد الكثير من ذلكـ ، وهو في ازدياد ) [/color]

وقد ظهر جلياً في هذا العصر
فتطاول الناس في البنيان
وتفاخروا في طولها وعرضها وزخرفتها
بل وصل بهم الأمر إلى أن بنوا ما يشبه ناطحات السحاب . [/font]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]أن تلد الأمة ربتها

[/color][/size][/font]
[center]
[b][size=5][color=#006600][font=arial black][color=#0000ff][size=4]كما في الصحيحين لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : [u]( وسأخبركـ عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها ) [/u]. متفق عليه[/size][/color][/font][/color][/size][/b][size=5][color=#006600][size=5]

[b][size=5][color=#006600]وفي رواية لمسلم : [u]( إذا ولدت الأمة ربتها ) [/u][/color][/size][/b]

[b][size=5]وقد اختلف العلماء في معنى هذه العلامة على عدة أقوال [/size][/b]

[b][size=5]ذكر الحافظ ابن حجر منها [u][size=5]أربعة أقوال :[/size][/u][/size][/b][size=5]

[b]1 ـ قال الخطابي : [color=#666666][ معناه : اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشركـ ، وسبي ذراريهم ، فإذا ملكـ الرجل الجارية ، واستولدها ، كان الولد منها بمنزلة ربها ، لأنه ولد سيدها ] [/color][/b]

[b]وذكر النووي أن [color=#666666]هذا القول قول الأكثرين من العلماء .[/color][/b]

[b]قال ابن حجر : [color=#666666][ لكن في كونه المراد نظر ، لأن استيلاد الإماء كان موجوداً حين المقالة ، والاستيلاء على بلاد الشركـ وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام ، وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة ] [/color][/b]

[b]2 ـ [color=#666666]أن تبيع السادة أمهات أولادهم ، ويكثر ذلكـ ، فيتداول الملاكـ المستولدة حتى يشتريها أولادها ولا يشعر بذلكـ .[/color][/b]

[b]3 [color=#666666]ـ أن تلد الأمة حراً من غير سيدها بوطء شبهة ، أو رقيقاً بنكاح أو زنا ، ثم تباع الأمة في الصورتين بيعاً صحيحاً ، وتدور في الإيدي ، حتى يشتريها ابنها أو ابنتها ، وهذا من نمط القول الذي قبله .[/color][/b]

[b]4 ـ [color=#666666]أن يكثر العقوق في الأولاد ، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته ، من الإهانة بالسب ، والضرب ، والاستخدام ، فأطلق عليه ربها مجازاً ، أو المراد بالرب : المربي حقيقة [/color].[/b]

[b]ثم قال ابن حجر : [color=#666666][ وهذا أوجه الأوجه عندي ، لعمومه ، ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون ـ مع كونها تدل على فساد الأحوال ـ مستغربة ، ومحصلة الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور ، بحيث يصير المربى مربياً ، والسافل عالياً ، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن تصير الحفاة ملوكـ الأرض ] .[/color][/b]

[b]5 ـ وهناكـ قول خامس للحافظ ابن كثير رحمه الله ، وهو : [color=#666666][ أن الإماء تكون في آخر الزمان هنَّ المشار إليهن بالحشمة ، فتكون الأمة تحت الرجل الكبير دون غيرها من الحرائر ، ولهذا قرن ذلكـ بقوله : [color=#006600][u]( وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان ) [/u][/color]] .[/color][/b]


[b][color=#0000ff][u]وهذا هو شرح الحديث من كتاب الدرة السلفية شرح الأربعين النووية :[/u][/color][/b]

[b]وهو شرح لمجموعة من العلماء [/b]

[b][color=#0000ff][color=red]الأمة :[/color] [/color]المملوكة [/b]
[b][color=#0000ff][color=red]ربتها :[/color] [/color]سيدتها .[/b]

[b][u]شرح الإمام النووي :[/u][/b]

[b][color=#666666]قال الأكثرون : هذا إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها ، لأن مال الإنسان صائر إلى ولده .[/color][/b]

[b][color=#666666]وقيل : معناه الإماء يلدن الملوكـ فتكون أمه من جملة رعيته ، ويحتمل أن يكون المعنى أن الشخص يستولد الجارية ولداً ويبيعها فيكبر الولد ويشتري أمه .[/color][/b]

[b][u]شرح الإمام ابن دقيق :[/u][/b]

[b][color=#666666]فقيل : المراد به أن يستولي المسلمون على بلاد الكفر فيكثر التسري فيكون ولد الأمة من سيدها بمنزلة سيدها لشرفه بأبيه .[/color][/b]

[b][color=#666666]وقيل : معناه أن تفسد أحوال الناس حتى يبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر تردادهن في أيدي المشترين فربما اشتراها ولدها ولا يشعر بذلكـ .[/color][/b]

[b][color=#666666]وقيل : معناه أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب .[/color][/b]

[b][u]شرح الشيخ ابن عثيمين :[/u][/b]

[b][color=#666666]يعني أن تكون المرأة أمة فتلد أمرأة فتكون هذه المرأة غنية تملكـ مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس .[/color][/b][/size][/size][/color][/size][/center]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]كثرة القتل

[/color][/size][/font][b][color=#006600]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ) . قالوا : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : ( القتل ، القتل ) [/u]رواه مسلم .[/color][/b]


[b][color=#006600]وفي رواية للبخاري عن عبد الله بن مسعود : [u]( بين يدي الساعة أيام الهرج ، يزول فيها العلم ، ويظهر فيها الجهل ) [/u]. قال أبو موسى : والهرج : القتل ، بلسان الحبشة . [/color][/b]


[b][color=#006600]وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [u]( إن بين يدي الساعة الهَرجُ ) . قالوا : وما الهرج ؟ قال : ( القتل ) . قالوا : أكثر مما نقتل ، إنا نقتل في العام الواحد أكثر من سبعين ألفاً . قال : ( إنه ليس بقتلكم المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضاً ) . قالوا : ومعنا عقولنا يومئذٍ . قال : إنه ليُنزع عقول أكثر أهل ذلكـ الزمان ، ويخلف له هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنه على شيء ، وليسوا على شيء )[/u] رواه أحمد .[/color][/b]


[b][color=#006600]وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل ، فقيل كيف يكون ذلك ؟ قال الهرج القاتل والمقتول في النار ) . [/u][/color][/b]


[b]وما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث قد وقع بعض منه [/b]

[b]فحدث القتال بين المسلمين في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه[/b]

[b]ثم صارت الحروب تكثر في بعض الأماكن دون بعض [/b]

[b]وفي بعض الأزمان دون بعض[/b]

[b]ودون أن تعرف أسباب أكثر تلكـ الحروب .[/b]

[b]وإن ما حصل في القرون الأخيرة من الحروب المدمرة بين الأمم [/b]

[b]والتي ذهب ضحيتها الألوف ، وانتشرت الفتن بين الناس بسبب ذلكـ [/b]

[b]حتى صار الواحد يقتل الآخر ، ولا يعرف الباعث له على ذلكـ .[/b]

[b]وكذلكـ في انتشار الأسلحة الفتاكة التي تدمر الشعوب والأمم له دور كبير في كثرة القتل [/b]

[b]حتى صار الإنسان لا قيمة له [/b]

[b]يُذبح كما تُذبح الشاة[/b]

[b]وذلكـ بسبب الانحلال ، وطيش العقول [/b]

[b]فعند وقوع الفتن يقتل القاتل ، ولا يدري لماذا قُتل ، وفيم قُتل [/b]

[b]بل إننا نرى بعض الناس يقتل غيره لأسباب تافهة [/b]

[b]وذلكـ عند اضطراب الناس [/b]


[b]ويصدق على ذلكـ [color=#006600]قوله صلى الله عليه وسلم : [u]( إنه لينزع عقول أكثر أهل ذلكـ الزمان ) [/u][/color][/b]


[b]نسأل الله العافية [/b]

[b]ونعوذ به من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .[/b]

[font=decotype naskh][size=7][color=#ff0000]تقارب الزمان

[/color][/size][/font]
[center]
[b][color=#006600]عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ) [/u]رواه البخاري [/color][/b]


[b][color=#006600]وعنه رضي الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u]( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ، فتكون السنة كالشهر ، ويكون الشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعة ، وتكون الساعة كاحتراق السعفة ) [/u]رواه أحمد [/color][/b]


[b][color=#0000ff][size=5][i][u]وللعلماء أقوال في المراد بتقارب الزمان منها :[/u][/i][/size][/color][/b]


[b]1 ـ أن المراد بذلكـ قلة البركة في الزمان [/b]


[b]قال ابن حجر : [color=#666666][ قد وجد في زماننا هذا ، فإننا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا ] [/color][/b]


[b]2 ـ أن المراد بذلكـ هو ما يكون في زمان المهدي وعيسى عليه السلام ، ومن استلذاذ الناس للعيش ، وتوفر الأمن ، وغلبة العدل ، وذلكـ أن الناس يستقصرون أيام الرخاء وإن طالت ، وتطول عليهم مدة الشدة وإن قصُرت [/b]


[b]3 ـ أن المراد تقارب أحوال أهله في قلة الدين ، حتى لا يكون منهم من يأمر بمعروفٍ ، وينهى عن منكرٍ ، لغلبة الفسق ، وظهور أهله ، وذلكـ عند تركـ طلب العلم خاصة ، والرضى بالجهل ، وذلكـ لأن الناس لا يتساوون في[/b]
[b]العلم ، فدرجات العلم تتفاوت ، كما قال تعالى : [color=#000066]" وفوق كل ذي علمٍ عليم " [/color][ يوسف : 76 ] ، وإنما يتساوون إذا كانوا جُهالاً [/b]


[b]4 ـ أن المراد تقارب أهل الزمان بسبب توفر وسائل الاتصالات والمراكب الأرضية والجوية السريعة التي قربت البعيد [/b]


[b]5 ـ أن المراد بذلكـ هو قصر الزمان ، وسرعته سرعة حقيقية ، وذلكـ في آخر الزمان .[/b]

[b]وهذا لم يقع إلى الآن [/b]


[b]ويؤيد ذلكـ ما جاء أن أيام الدجال تطول حتى يكون اليوم كالسنة ، وكالشهر ، وكالجمعة في الطول [/b]

[b]فكما أن الأيام تطول ، فإنها تقصر [/b]

[b]وذلكـ لاختلال نظام العالم ، وقُرب زوال الدنيا [/b]


[b]قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان : قصره ، على ما وقع في حديث : [color=#006600][u]( لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر ) [/u][/color][/b]


[b]وعلى هذا ، فالقصر يحتمل أن يكون حسياً ، ويحتمل أن يكون معنوياً :[/b]

[b]أما الحسي ، فلم يظهر بعد ، ولعله من الأمور التي تكون قُرب قيام الساعة .[/b]

[b]وأما المعنوي ، فله مدة منذ ظهر [/b]

[b]يعرف ذلكـ أهل العلم الديني ومن له فطنة من أهل السبب الدُنيوي [/b]

[b]فإنهم يجدون أنفسهم لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العمل قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلكـ [/b]

[b]ويشكون ذلكـ ، ولا يدرون العلة فيه [/b]

[b]ولعل ذلكـ بسبب ما وقع من ضعف الإيمان [/b]

[b]لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه [/b]

[b]وأشد ذلكـ الأقوات ، ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفى [/b]

[b]حتى إن كثيراً من الناس لا يتوقف في شيء [/b]

[b]ومهما قدر على تحصيل شيء ، هجم عليه ولا يبالي [/b]

[b]والواقع أن البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت إنما تكون من طريق قوة الإيمان [/b]

[b]واتباع الأمر ، واجتناب النهي [/b]


[b]والشاهد لذلكـ قوله تعالى :[color=#000066] " ولو أن أهل القُرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض " [/color][ الأعراف : 96 ] .[/b][/center]

[center][b][color=#ff0000][size=9][font=decotype naskh]تقارب الأسواق [/font][/size][/color][/b]

[b][color=#006600]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [u]( لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ، ويكثر الكذب ، وتتقارب الأسواق ) [/u][/color][/b]

[b][size=4][u]قال الشيخ حمود التويجري : [/u][/size][ وأما تقارب الأسواق ، فقد جاء تفسيره في حديث ضعيف بأنه كسادُها ، وقلة أرباحها ، والظاهر ـ والله أعلم ـ أن ذلكـ إشارة إلى ما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض ، بسبب المراكب الجوية والأرضية والآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات ، كالإذاعات والتلفونات الهوائية التي صارت أسواق الأرض متقاربة بسببها ، فلا يكون تغيير في الأسعار في قطر من الأقطار إلا ويعلم به التجار ـ أو غالبهم ـ في جميع أرجاء الأرض ، فيزيدون في السعر إن زاد ، ويُنقصون إن نقص ، ويذهب التاجر في السيارات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة أيام ، فيقضي حاجته منها ، ثم يرجع في يوم أو بعض يوم ، ويذهب في الطائرات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة شهر فأكثر ، فيقضي حاجته منها ، ويرجع في يوم أو بعض يوم .[/b]

[b][color=#0000ff][i][u][size=5]فقد تقاربت الأسواق من ثلاثة أوجه :[/size][/u][/i][/color][/b]

[b][u]الأول : [/u]سرعة العلم بما يكون فيها من زيادة السعر ونقصانه .[/b]

[b][u]الثاني : [/u]سرعة السير من سوق إلى سوق ، ولو كانت مسافة الطريق بعيدة جداً .[/b]

[b][u]الثالث : [/u]مقاربة بعضها بعضاً في الأسعار ، واقتداء بعض أهلها ببعض في الزيادة والنقصان ، والله أعلم .[/b][/center]