منتديات عتيبه

منتديات عتيبه (http://www.otaibi.info/vb/index.php)
-   نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون (http://www.otaibi.info/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   موسوعة الشعراء ( الفصحى ) (http://www.otaibi.info/vb/showthread.php?t=39701)

الحور 10-13-2008 01:28 AM

موسوعة الشعراء ( الفصحى )
 
موسوعة الشعراء ( الفصحى )

أخواني و أخواتي

مشرفين و أعضاء وزوار

هذا الموضوع يختص بذكر شعراء العرب لكل العصور قديمها و حديثها

بسم الله نبداء

الحور 10-13-2008 01:29 AM

[align=center]شعراء مصر والسودان --- الشاعر علي محمود طه
علي محمود طه

نبذة عن حياة

ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب .

وقد عاش حياة سهلة لينة ينعم فيها بلذات الحياة كما تشتهي نفسه الحساسة الشاعرة . وأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوربا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة .

وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها. وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها.

وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج .

وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!

ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن "المفتاح لشعر هذا الشاعر هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان علي محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..

ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت

ومن قصائده


فلسطين


أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى ..... فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ..... مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ ..... يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ ...... فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا


ميلاد شاعر


هبط الأرض كالشعاع السنيّ ..... بعصا ساحر و قلب نبيّ
لمحة من أشعّة الرّوح حلت ..... في تجاليد هيكل بشريّ
ألهمت أصغريه من عالم الحكـ .... ـمه و النّور كلّ معنى سريّ
و حبته البيان ريّا من السحـ ..... ـر به للعقول أعذب ريّ


قلبي


كالنّجم في خفق و في ومض .... متفرّدا بعوالم السّدم
حيران يتبع حيرة الأرض .... و مصارع الأيّام و الأمم


أميرة الشرق


يا بشير المنى ، أحلم شباب ..... مرّ بالنهر ، أم غرام جديد ؟
أم شدا الأنبياء بالضّفة الخضر .... اء أم قام للملائك عيد ؟
مهرجان ، ممالك الشّرق فيه .... دعوات ، و فرحة و نشيد

[/align]

الحور 10-13-2008 01:29 AM

[align=center]محمود سامي البارودي

ولد محمود سامي البارودي بالقاهرة في (27من رجب 1255 هـ = 6 من أكتوبر 1839م) لأبوين من الجراكسة، وجاءت شهرته بالبارودي نسبة إلى بلدة "إيتاي البارود" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر، وكان أحد أجداده ملتزمًا لها ويجمع الضرائب من أهلها.

نشأ البارودي في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطًا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرًا لمدينتي "بربر" و"دنقلة" في السودان، ومات هناك، وكان ابنه محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.

تلقى البارودي دروسه الأولى في بيته، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيئًا من الفقه والتاريخ والحساب، ثم التحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية سنة (1268هـ = 1852م)، وفي هذه الفترة بدأ يظهر شغفًا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، وبعد أربع سنوات من الدراسة تخرّج برتبة "باشجاويش" ثم سافر إلى إستانبول مقر الخلافة العثمانية، والتحق بوزارة الخارجية، وتمكن في أثناء إقامته من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، ودعته سليقته الشعرية المتوهجة إلى نظم الشعر بهما كما ينظم بالعربية، ولما سافر الخديوي إسماعيل إلى العاصمة العثمانية بعد توليه العرش ليقدم آيات الشكر للخلافة، ألحق البارودي بحاشيته، فعاد إلى مصر بعد غيبة طويلة امتددت ثماني سنوات، ولم يلبث أن حنّ البارودي إلى حياة الجندية، فترك معية الخديوي إلى الجيش برتبة بكباشي.

حياة الجندية

وفي أثناء عمله بالجيش اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة (1282 هـ = 1865م) لمساندة جيش الخلافة العثمانية في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة "كريت"، وهناك أبلى البارودي بلاء حسنًا، وجرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحرب التي خاض غمارها، في رائعة من روائعه الخالدة التي مطلعها:

أخذ الكرى بمعاقد الأجفان ..... وهفا السرى بأعنة الفرسان
والليل منشور الذوائب ضارب ..... فوق المتالع والربا بجران
لا تستبين العين في ظلماته ..... إلا اشتعال أسِنَّة المران

وبعد عودة البارودي من حرب كريت تم نقله إلى المعية الخديوية ياورًا خاصًا للخديوي إسماعيل، وقد ظل في هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولي العهد "توفيق بن إسماعيل" في (ربيع الآخر 1290هـ = يونيو 1873م)، ومكث في منصبه سنتين ونصف السنة، عاد بعدها إلى معية الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه في القصر وعاد إلى الجيش.

ولما استنجدت الدولة العثمانية بمصر في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، كان البارودي ضمن قواد الحملة الضخمة التي بعثتها مصر، ونزلت الحملة في "وارنة" أحد ثغور البحر الأسود، وحاربت في "أوكرانيا" ببسالة وشجاعة، غير أن الهزيمة لحقت بالعثمانيين، وألجأتهم إلى عقد معاهدة "سان استفانوا" في (ربيع الأول 1295هـ = مارس 1878م)، وعادت الحملة إلى مصر، وكان الإنعام على البارودي برتبة "اللواء" والوسام المجيدي من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف؛ لِمَا قدمه من ضروب الشجاعة وألوان البطولة.

العمل السياسي

بعد عودة البارودي من حرب البلقان تم تعيينه مديرًا لمحافظة الشرقية في (ربيع الآخر 1295هـ = إبريل 1878م)، وسرعان ما نقل محافظًا للقاهرة، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، بعد أن غرقت البلاد في الديون، وتدخلت إنجلترا وفرنسا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي هذه الأجواء المشتعلة تنطلق قيثارة البارودي بقصيدة ثائرة تصرخ في أمته، توقظ النائم وتنبه الغافل، وهي قصيدة طويلة، منها:

جلبت أشطر هذا الدهر تجربة ..... وذقت ما فيه من صاب ومن عسل
فما وجدت على الأيام باقية ..... أشهى إلى النفس من حرية العمل
لكننا غرض للشر في زمن ..... أهل العقول به في طاعة الخمل
قامت به من رجال السوء طائفة .... أدهى على النفس من بؤس على ثكل
ذلت بهم مصر بعد العز واضطربت ..... قواعد الملك حتى ظل في خلل

وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها ويرد كرامتها، فارضًا على الوزارة مسؤوليتها على كل ما تقوم به أمام مجلس شورى النواب، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.

ولما تولّى الخديوي توفيق الحكم سنة (1296هـ = 1879م) أسند نظارة الوزارة إلى شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرًا للمعارف والأوقاف، ونرى البارودي يُحيّي توفيقًا بولايته على مصر، ويستحثه إلى إصدار الدستور وتأييد الشورى، فيقول:

سن المشورة وهي أكرم خطة ..... يجري عليها كل راع مرشد
هي عصمة الدين التي أوحى بها .... رب العباد إلى النبي محمد
فمن استعان بها تأيد ملكه ..... ومن استهان بها لم يرشد

غير أن "توفيق" نكص على عقبيه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وشرد أنصاره ومريديه، وأجبر شريف باشا على تقديم استقالته، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبه وزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياض.

وقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك"، كما عُني بالآثار العربية وكون لها لجنة لجمعها، فوضعت ما جمعت في مسجد الحاكم حتى تُبنى لها دار خاصة، ونجح في أن يولي صديقه "محمد عبده" تحرير الوقائع المصرية، فبدأت الصحافة في مصر عهدًا جديدًا.

ثم تولى البارودي وزارة الحربية خلفًا لرفقي باشا إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته (25 من رمضان 1298 = 22 من أغسطس 1881م)؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي دس له عند الخديوي.

وزارة الثورة

عاد البارودي مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (14 من شوال 1298 هـ = 9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (5 من ربيع الآخر 1299هـ = 24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.

وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، ومحققًا أهدافها، وحافظا كرامتها واستقلالها، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.

الثورة العرابية

تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى أقاصي السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.

انتهزت إنجلترا وفرنسا هذا الخلاف، وحشدتا أسطوليهما في الإسكندرية، منذرتين بحماية الأجانب، وقدم قنصلاهما مذكرة في (7 من رجب 1299هـ = 25 من مايو 1882م) بضرورة استقالة الوزارة، ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض زملائه، وقد قابلت وزارة البارودي هذه المطالب بالرفض في الوقت الذي قبلها الخديوي توفيق، ولم يكن أمام البارودي سوى الاستقالة، ثم تطورت الأحداث، وانتهت بدخول الإنجليز مصر، والقبض على زعماء الثورة العرابية وكبار القادة المشتركين بها، وحُكِم على البارودي وستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب.

البارودي في المنفى

أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.

وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (6 من جمادى الأولى 1317هـ = 12من سبتمبر 1899م).

شعر البارودي

يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.

وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.

وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.

وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.

وفاته

بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".

ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904م).

من قصائده :

قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ


يأبى لى َ الغى َّ لا يميلُ بهِ ..... عَنْ شِرْعَة ٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ
أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة .... عنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ
وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ .... في لذة ِ الصحوِ ما يغنى عنِ الثملِ
كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة .... وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ


مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ


مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ .... وَوَلَّى الصِّبَا إِلاَّ بَوَاقٍ قَلاَئِلُ
بواقٍ تماريها أفانينُ لوعة .... يورثها فكرٌ على النأي شاغلُ
فللشوقِ منى عبرة ٌ مهراقة ..... وَخَبْلٌ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ خَابِلُ
أَلِفْتُ الضَّنَى إِلْفَ السُّهَادِ، فَلَوْ سَرَى ... بِيَ الْبُرْءُ غَالَتْنِي لِذَاكَ الْغَوَائِلُ

يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ!


يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ! .... خذْ لي بحقي منْ يديْ ماصلي
جَارَ عَلَى ضَعْفِي بِسُلْطَانِهِ .... وَمَا رَثَى لِلْمَدْمَعِ الْهَاطِلِ
أجرجني عما حوتهُ يدي .... مِنْ كَسْبِيَ الْحُرِّ بِلا نَاطِلِ
مِنْ غَيْرِ مَا ذَنْبٍ، سِوَى مَنْطِقٍ ... ذي رونقٍ ، كالصارمِ القاطلِ

لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا


لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا .... خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا
وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما ... ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا
كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ .... وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا
يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة .... يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا

[/align]

الحور 10-13-2008 01:30 AM

[align=center]عبد الله الطيب




الدكتور عبد الله الطيب عبد الله الطيب

شاعر من السودان

ولد عام 1921 في التميراب - غرب مدينة الدامر .

تخرج في المدارس العليا بالخرطوم 1942, وحصل على الدكتوراه من جامعة لندن 1950.
عمل محاضرًا بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن,
ورئيسا لقسم اللغة العربية بمعهد التربية ببخت الرضا,
ومحاضرًا بكلية الخرطوم الجامعية,
وأستاذًا لكرسي اللغة العربية بجامعة الخرطوم,
وعميدًا لكلية الآداب بجامعة الخرطوم,
ومديرًا لجامعة الخرطوم, ومديرًا لجامعة جوبا,
وأستاذًا بكلية الآداب بفاس.
عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ,
ورئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم.


دواوينه الشعرية :

أصداء النيل 1957
- اللواء الظافر 1968
- سقط الزند الجديد 1976
- أغاني الأصيل 1976
- أربع دمعات على رحاب السادات 1978
والمسرحيات الشعرية :
زواج السمر 1958
- الغرام المكنون 1958
- قيام الساعة 1959.

أعماله الإبداعية الأخرى :

نوار القطن (قصة) 1964
وعدد من الكتب التي تجمع بين الشعر والنثر مثل : ب
ين النير والنور 1970
- التماسة عزاء بين الشعراء 1970
- ذكرى صديقين 1987.



من قصائده




لقد طالَ منك الحذرْ !؟






بعد أن صافحني القدرْ ..
سمعتُ كأنَّات الثكلىْ
أكلتُ ويلات العذابْ
وقضمتُ مرارة لحظاتيْ
واعتلفتُ الضجرْ ...
وكان هذا الذي حصلْ
شركُ الذنوب المنقوشة علىْ
تاريخ اللحظاتْ
هو من أفصحَ عنْ
مكانِ هُروبيْ
هو من أودعني أزماتُ غروبيْ ...
وبعد أن طال هروبيْ
من لغة الواقع الأليمِ
إلى لغةِ السطرْ
صاح فيّ القدر ..
الآن مني لا مفرْ
بعدَ أن طال منك الحذرْ ؟؟!
ذات فجرٍ أيلولي مثير , 2002م
في ثغر اليمن (عدن) ...
في ثغر اليمن (عدن) ...


*********


الحياة



أرجو الحياةَ مهاجماً ومدافعـــــا ..... ومثلُ حالي عندَ مثلكَ رائعا

يا ايها القرانُ زدني تعلمــــــا ..... يا ايها القرانُ زدني تضرعا

اني على اللهِ ارجو خيرَ اخــــرةٍ ..... فألقـلبُ داعٍ والعقـلُ مشرعا

فكم كنتُ محسوداً وكم كنتُ مبتــلاً ..... فما كانَ رأي عن الحقِ راجعا

وكم كنتُ مظلوماً وغيـري ظـالما ..... فما غرَ حالي ان اكونَ مخادعا

فها تيكَ اشعاري تظلُ وتنفــــعُ ..... وها تلكَ اشعارُ الغيرَ موتاً ومصرعا

وهــا انا للايامِ نداً مواجهــــاً ..... وها انـا للايــامِ خـيـرُ مصارعـا

[/align]

الحور 10-13-2008 01:31 AM

[align=center]أحمد عبدالمعطي حجازي (مصر).


 ولد عام 1935 بمدينة تلا - محافظة المنوفية - مصر.
 حفظ القرآن الكريم, وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل على دبلوم دار المعلمين 1955 , ثم حصل على ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978, ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي 1979 .
 عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير (الأهرام). ويرأس تحرير مجلة (إبداع).
 عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
 دعي لإلقاء شعره في المهرجانات الأدبية, كما أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية, ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر.
 دواوينه الشعرية: مدينة بلا قلب 1959 - أوراس 1959 - لم يبق إلا الاعتراف 1965 - مرثية العمر الجميل 1972 - كائنات مملكة الليل 1978 - أشجار الإسمنت 1989 .
 مؤلفاته: منها: محمد وهؤلاء - إبراهيم ناجي - خليل مطران - حديث الثلاثاء - الشعر رفيقي - مدن الآخرين - عروبة مصر - أحفاد شوقي.
 حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية 1989 .
 ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية وغيرها.
 عنوانه: 95 شارع الحجاز ـ مصر الجديدة ـ القاهرة.



من قصائده




كائنات مملكة الليل



أنا إلهُ الجنسِ والخوفِ..
وآخرُ الذكور
(أظنها التقوى وليس الخوفَ
أو أني أرد الخوف بالذكرى
فأستحضر في الظلمة آبائي
وأستعرض في المرآة أعضائي
وألقي رأسيَ المخمور في
شقشقة الماء الطهور).
تركت مخبئي لألقي نظرة على بلادي
ليس هذا عطشاً للجنس,
إنني أؤدي واجباً مقدساً
وأنتِ لستِ غيرَ رمزي فاتبعيني.
لم يعد من مجد هذه البلاد غير حانةٍ
ولم يبق من الدولة إلا رجل الشرطة
يستعرض في الضوء الأخير
ظله الطويل تارة
وظله القصير!

****

أنسج ظلي حفرة
أنسج ظلي شبكه
أقبع في بؤرتها المُحْلَوْلكه
بعد قليل ينطفي الضوء,
وتمتد خيوط الشبكه
تمسك رِجلَ الملكه!
في الليل كان الصيف نائماً.
لماذا لم نعد نشهد في حديقة الأرملة الشابة زواراً?
لماذا لم تعد تهبُّ في أجسادنا رائحة الفل,
ويمشي عطرها الفاتر في مسامِّنا?!
في الليل
كان الصيف, في حديقةٍ ما, نائماً عريان
كان رائعاً بمعزلٍ عنا
بعيداً كصبي صار في غيبتنا شاباً جميلا
يعبر الآن بنا ولا يرانا
آه !
كان الصيف يملأ الشهور
من غير أن يلمسنا!
تلك عناقيد الندى
ترشح في أرنبة الأنف
وفي تُويْجة النهد الصغير
والجسدُ الورديُّ يستلقي على عشب السرير
والفراشاتُ على الأغصان زهرٌ عالقٌ
وعتمة البستان لون نائم
فأمكنيني منكِ يا مليكتي
إنّ أكُفَّ شجر الصبار برعمت
وكاد الليل ينتهي
وما زلنا نطير!
أنسج ظلي برعما
وكائنات شبقه
أبحث عن مليكتي
في غيمة أو صاعقهْ
أطبع قبلتي على..
خدودها المحترقهْ
منتظراً نهايتي
منتظراً قيامتي
فراشة, أو يرقهْ!

****

آهٍ من الفل الذي يعبق في واجهة الدار
من الضوء الذي يشع كالماسات في مفارق النخل
من الظل الذي يلعق في الماء تجاويف الصخور!
من اليمامات التي تهدل في الذكرى
وتستوحي جمالنا المحجّب الأسير!
من قطرة الماء التي ترشح في آنية الماء
كوجهٍ من نقاءٍ خالصٍ
يطلع في الصمت, وفي الظل القرير
يعشق في المرآة ذاته سويعات الهجير!
آهٍ من الموت الذي يظهر في رابعة النهار لصاً فاتناً
فتخرج النساء ينظرن إليه والهاتٍ..

****

ويعرّين له في وهج الشمس الصدور والنحور!
الليل أنثى في انتظاري.
هذه مدينة عطشى إلى الحب
أشم عطرها كأنه مُواء قطة
أرى رقدتها في اللؤلؤ المنثور
في حدائق الديجور
آهٍ !
كيف صار كل هذا الحسن مهجوراً
وملقى في الطريق العام
يستبيحه الشرطي والزاني!
كأني صرت عِنِّيناً فلم أجب نداءها الحميم المستجير
تلك هي الريح العقور
أحسها تقوم سداً بين كل ذكر وأنثى
إنها السم الذي يسقط بين الأرض والغيم
وبين الدم والوردة
بين الشِّعر والسيف
وبين الله والأمة
بين شهوة الموت
وشهوة الحضور!



*********



كان لي قلب !


على المرآة بعض غبار
و فوق المخدع البالي ، روائح نوم
و مصباح .. صغير النار
و كلّ ملامح الغرفة
كما كانت ، مساء القبلة الأولى
و حتّى الثوب ، حتّى الثوب
و كنت بحافّة المخدع
تردّين انبثاقة نهدك المترع
وراء الثوب
و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا
و تبتسمين في طيبة
و كان وداع ،
جمعت اللّيل في سمتي ،
و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ،
و في صوتي ،
و قلت .. وداع !
و أقسم ، لم أكن صادق
و كان خداع !
و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق
أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع !
و لكن أنت صدقت !

***

و جاء مساء
و كنت عل الطريق الملتوي أمشي
و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ،
رؤى أفق
مخادع التلوين و النقش
تنام على مشارفها ظلال نخيل
و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه
رؤى مسحورة تمشي
و كنت أرى عناق الزهر للزهر
و أسمع غمغمات الطير للطير
و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية
و في روائح خصب ،
عبير عناق ،
و رغبة كائنين اثنين أن يلدا
و نازعني إليك حنين
و ناداني إلى عشّك ،
إلى عشّي ،
طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين
و مصباح ينوّر بابك المغلق
و صفصافه
على شبّاكك الحرّان هفهافه
و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ،
سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ،
يقول .. وداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !
حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة
وفت سنيني العشرين في دربك
و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب !
فألقيت المتاع ، و نمت في المركب
و سبعة أبحر بيني و بين الدار
أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ،
و أحسد من لهم أحباب ،
و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور
غريب في بلاد تأكل الغرباء
و ذات مساء ،
و عمر وداعنا عامان ،
طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب !
و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب !
يدحرجني امتداد طريق
طريق مقفر شاحب ،
لآخر مقفر شاحب ،
تقوم على يديه قصور
و كان الحائط العملاق يسحقني ،
و يخنقني
و في عيني ... سؤال طاف يستجدي
خيال صديق ،
تراب صديق
و يصرخ .. إنّني وحدي
و يا مصباح ! مثلك ساهر وحدي
و بعت صديقتي .. بوداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !
تعالي .. قد نجوع هنا ،
و لكنّا هنا اثنان !
و نعرى في الشتاء هنا ،
و لكنّا هنا اثنان
تعالي يا طعام العمر !
ودفء العمر !
تعالي لي ![/align]

الحور 10-13-2008 01:31 AM

[align=center]معز عمر بخيت



معز عمر بخيت – شاعر سوداني
من مواليد مدينة أمدرمان تخرج من كلية الطب جامعة الخرطوم عام 1985م
نال درجة الدكتوراه في الطب و درجة بروفيسور مشارك من جامعة كارولينسكا باستوكهولم
نال درجة الأستاذية الكاملة (Full Professor) من جامعة الخليج العربي بالبحرين وأيضاً من السويد.
أصدرت ثمانية دواويين شعرية تم جمعها في مجموعتين شعريتين
حوت المجموعة الشعرية الكاملة الأولى أربعة دواوين شعرية و هي:
-السراب و الملتقى
- البعد الثالث،
-أوراق للحب والسياسة
-مداخل للخروج.
أما المجموعة الثانية فقد حوت أيضاً على أربعة دواوين شعرية وهي:
-البحر مدخلي إليك،
-الشمس تشرق مرتين،
-مرافئ الظمأ
-شذى و ظلال.
-الديوان التاسع (وطن بحجم التوبة) تحت الطبع ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربة 2005م



من قصائده :



نجمة للبحر أنت




وحملت نجمتك الانيقة فى فؤادى
ومشيت نحوك فانتهيت الى بلادى
ورسمت وجهك فى جبين الحلم
فى موج الورق
وغفوت فى صدر الشفق
استقبل الميعاد منك فلم يعد
لى من سمائك غير اطياف الأرق
يا همسة سكبت حبيبات الندى الحانها
ياوردة العطر الذى
غسل الدواخل بالعبق
ميلادك الآتى
بكل مواسم الافراح نحوى ليته
ينهى عن الحزن المقدس يأتنى
بالعشق والمطر الملون والشبق
ان جاء يخبرك الحنين
عن اشتياقى
والهنيهات التى ذابت
من الصبر المزيف والقلق
فتأكدى بالحق انى لم ازل
اسمو على قمم المشاعر سامقا
كالبرق فى زهو السهى
رمقت خواطره بهائك فاحترق
تلك القوارب فى مياه الشوق
تشرع فى الغرق
وانا وحيدا فى رمال الشط
والموج المهاجر من محيطك يحتوينى
مثل اشلاء الصفق
وشواهد الحزن المقام
فتعلمى ان الحياة ستنحنى اوصالها
يوما ويخنقها الزحام
وتعلمى ان العيون الساكنات
على بيوتك سوف يغمرها الظلام
وتأكدى ان المدارك فى ظلال الحب
تسمو مثل اسراب الحمام
هذا زمان لا يشبعه التمنع
او يعتقه الخصام
ان جاءك الاحساس منى شارعا
للريح اثواب التمنى
وابتهالات الكلام
فتأكدى انى اليك نذرت عمرى
كيفما تبقين اقطف من رياضك زهرتى
لك احتويها بين اضلع آهتى
كى لا يدثرها الغمام
وبأننى للقاك احمل
كل نجمات السماء كواكبا
تصطف حولك باحتشام
ولأجل عرشك سوف تشرق كالضحى
وترود مجدك لو يرام
وتنير كونى حين يكسوه الانين ..
والآن وحدى فى انتظارك
والصقيع يلون الاعصاب بالشوق الدفين
سكن السحاب على بيوت الشعر عندى
واهتدى نهر القصائد بالرنين
فتعالى يا امل الخطى لسهى المواقف
علمى خصل الهوى معنى العواطف
واحملى للناس خيرك و الحنين
فعليك ازهرت الحقول
اليك اومأت الفصول
وغلفت دنياك احلام السنين
والبحر فى عينيك غاص من الجوى ..
ورنا على افق اشتهائك فارتوى
ومشى بخاصرة النوى
يقتات صدك والجنون ..
لو كان يدرى ما المواجع ما هوى
او كان لو علم الصبابة ما اكتوى
لكنه ارخى عليك حجابه
وانساب من بين العيون
يأتيك بالعشق المخضب والرؤى
بالصدق والمطر الحنون
ياوردة الشمس التى
فتحت كنوز السندسين وفجّرت
ليل المحارم كى تكون
ونمت على فيض العوالم و النهى
حُبلى بأسرار الفنون
ومعابد السحر المعتق والزهور ..
هذا حديث النبض يهمس للحدائق
بالنضار الساطع الوله الوقور
انى لأدرك اننا
فجران من عصر الخرافة ينهضان وحولنا
جزر المحالات الشقية تعتلى
كل الجسور
ما كنت احلم باعتناقك غير انى
فى مرايا وجنتيك تركت قلبى عاريا
ورحلت فى افق الحياة
اتوه فى ردهات حسنك والقصور
وهجرت فرحى فى صحارى لوعتى
ومشيت فى بر الغرابة
امتطى زهو الشعور
لا بدء لى الاّك انقل خطوتى
فى كل يوم للوراء وانزوى
فى آخر الاركان اكتب قصتى
فتضل يمناى السطور
انا لست اهرب من زمانى
بيد انى انزع الايام قبلك
من مدارى صادقا
و اعود اخترق العصور
كيما اجيؤك خلفها
متوشحا بالشوق انبض بالامانى
والخطى ترد الصعاب ..
آتى نقيا من حبيبات احتقانى
والجراحات التى نضحت هياما و اكتئاب
هذا الزمان حزينة اوتاره
وطنى و اهلى و الصحاب
و اراك فى كل الربوع
اراك فى صمت الخشوع
و فى عليات السحاب
من كل بيت فى بلادى تطلعين
و على ترانيم الرجاء
و فى دعاء الصالحين
و من تسابيح البهاء
و فى تواشيح الغياب
الليل يرمقنى
و يشرع فى ارتداء حجابه
و البدر يكشف سر حزنى
و المدى يمضى وحيدا
فى دروب الخوف
يجتاز السواحل و الهضاب
و الارض فى كفيك تلقى دارها
و تضل فى الافق البعيد مدارها
وتهيم فى فلك ابتسامتك التى
فتحت مسامات الطريق ..
و هواك فى كل العوالم
كالفراشات الشجية اسلمت
اشواقها للريح ثم استرسلت
فى حرمة الاحساس تمتص الرحيق ..
الآن ادرك ثورة الاغصان
حين ترنحت جدر الهواجس
اومأت للنار حبات الندى
وتشبعت سحب البريق
الآن انى فى هدير الشوق
ضاعت انجمى
قد ضل فى فلكى شعاعك
و اختفى من غيمتى
مطر الحريق
عفوا ً :
سألتك بالذى
غطاك بالامل المبعثر فى بلادى
فى سماء الحب يسكن فى وهادى
فى زفيرى و الشهيق ..
ان تجمعى لى من حنايا مهجتى
ما ظل عندك من بقايا نهضتى
شوقى و توقى و الحريق
جيئى الىّ فاننى
لعلاك ارحل شارعا
كف الامان لمقلتيك و اننى
فى لج بحرك قد مضيت
بصحبتى موج الهوى
لحن المزامير العريق
واظل فى جوف احتراقى صاحيا ً
متدثرا بالعشق
ارحل فى فجاجك للعميق
حتى يسربلنى نهارك بالرؤى
و تمدى لى يدك الامينة برهة
طوق يمد الى غريق
و على امتدادك قد مضى
ليلى و اومأ راحلى
و هفا زمانى و اكتسى
لونى جلالك ايها الامل الرقيق
اهديتك النبض المضمخ بالمنى
و دلفت للزمن المبارك و ارتجيتك هاهنا ..
ازهو بعالمك الوريق
جيئى فانى فى انتظارك شدنى
قدر الحياة و لم تزل
لك فى مسارى
اسهم الاحساس تخترق الحواجز
تلتقى بالسحر فيك للآلئا
دررا ونهرا من عقيق
حتى يطل لنا اللقاء و ننته
لمداخل الاجراس تأذن بالدخول لعشقنا
و لبيتنا فوق الفضاء العامر الرحب الانيق
و بحانة الميلاد عندك ليتنى
ادنو و ارنو فى ربوعك انثنى
وبصدر حلمك اقتنى
عرش الكواكب علّنى
فى سندس الآمال اغفو لا افيق
ياليت قلبى ليته
ياليت ذاك الصبح يصدق وعده
يا ايها الوطن العشيق.




[/align]

الحور 10-13-2008 01:32 AM

[align=center]أمل دنقل






هو شاعر مصري مشهور ومفكر قومي عربي، ولد في عام 1940 بقرية "القلعة"، مركز "قفط" بمحافظة قنا" في صعيد مصر

مولد الشاعر ولد امل دنقل عام 1940 بقرية القلعه ,مركز قفط على مسافه قريبه من مدينة قنا في صعيد مصر,وقد كان والده عالما من علماء الازهر الشريف مما اثر في شخصية امل دنقل وقصائده بشكل واضح. سمي امل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنه التي حصل فيها ابوه على "اجازة العالميه" فسماه باسم امل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم امل و شائع بالنسبه للبنات في مصر)

اثر والد امل دنقل عليه

كما ذكرنا بالاعلى كان والده عالما بالازهر الشريف وكان هو من ورث عنه امل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي,وايضا كان يمتلك مكتبه ضخمه تضم كتب الفقه والشريعه والتفسير وذخائر التراث العربي مما اثر كثيرا في امل دنقل وساهم في تكوين اللبنه الاولى للاديب امل دنقل. فقد امل دنقل والده وهو في العاشره من عمره مما اثر عليه كثيرا واكسبه مسحه من الحزن تجدها في كل اشعاره.

حياة امل دنقل رحل امل دنقل الى القاهرة بعد ان انهى دراسته الثانويه في قنا وفي القاهره التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الاول لكي يعمل. عمل امل دنقل موظفا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفا بمنظمة التضامن الافروآسيوي,وكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف الى كتابة الاشعار. كمعظم اهل الصعيد ,شعر امل دنقل بالصدمه عند نزوله الى القاهرة في اول مره ,واثر هذا عليه كثيرا في اشعاره ويظهر هذا واضحا في اشعاره الاولى. مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى امل دنقل قصائده من رموز التراث العربي ,وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانيه خاصة. عاصر امل دنقل عصر احلام العروبه والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامه"و مجموعته "تعليق على ما حدث ".

شاهد امل دنقل بعينيه النصر وضياعه,وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام,ووقتها اطلق رائعته "لا تصالح"والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين ,ونجد ايضا تأثير تلك المعاهده و احداث يناير 1977 واضحا في مجموعته" العهد الآتي"." كان موقف امل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصريه وخاصة ان اشعاره كانت تقال في المظاهرات على السن الآلاف. عبر امل دنقل عن مصر وصعيدها وناسه ,ونجد هذا واضحا في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعه شعريه له"اوراق الغرفه 8" . عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه.

صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة - بيروت 1969.
تعليق على ما حدث - بيروت 1971.
مقتل القمر - بيروت 1974.

العهد الآتي - بيروت 1975.
أقوال جديدة عن حرب البسوس - القاهرة 1983.
أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983.
كلمات سبارتكوس الأخيرة.
من أوراق أبو نواس.

اصيب امل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من الاربع سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "اوراق الغرفه 8"وهو رقم غرفته في المعهد القومي للاورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات,وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته. لم يستطع المرض ان يوقف امل دنقل عن الشعر حتى قال عنه احمد عبد المعطي حجازي ((انه صراع بين متكافئين ,الموت والشعر)) .

رحل امل دنقل عن دنيانا في الحادي والعشرين من مايو 1983 لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء.




من قصائده



العرافة المقدسة




جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة
منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء
أسأل يا زرقاء
عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة

عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاة علي الصحراء
عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء
فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة
عن الفم المحشو بالرمال والدماء
أسأل يا زرقاء
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار
عن صرخة المرأة بين السبي والفرار
كيف حملت العار
ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة؟
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي بالله باللعنة بالشيطان
لا تغمضي عينيك، فالجرذان
تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها
تكلمي لشد ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها
ولا احتمائي في سحائب الدخان
.. تقفز حولي طفلة واسعة العينين.. عذبة المشاكسة
كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق
وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة
رطب باسمك الشفاه اليابسة
وارتخت العينان
فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟
والضحكة الطروب: ضحكته ..
والوجه .. والغمازتان

***

أيتها النبية المقدسة
لا تسكتي .. فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي تكلمي
فها أنا علي التراب سائل دمي
وهو ظمئ يطلب المزيدا
أسائل الصمت الذي يخنقني
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا
فمن تري يصدقني؟
أسائل الركع والسجودا
أسائل القيودا
ما للجمال مشيها ويدا
ما للجمال مشيها وئيدا؟



************


من أوراق " أبو نواس"




(الورقة الأولى)

"ملك أم كتابة ؟"
صاح بي صاحبي، وهو يلقي بدرهم في الهواء
ثم يلقفه
(خارجين من الدرس كنا .. وحبر الطفولة فوق الرداء
و العصافير تمرق عبر البيوت
وتهبط فوق التخيل البعيد )
..
"ملك أم كتابة؟"
صاح بي .. فانتبهت، ورفت ذبابه
حول عينين لامعتين
فقلت : "الكتابة"
...
... فتح اليد مبتسماً، كان وجه المليك السعيد
باسما في مهابة.
***
"ملك ألأم كتابة؟"
صحت فيه بدوري
فرفرف في مقلتيه الصبا و النجابة
وأجاب : " الملك"
(دون أن يتلعثم .. أو يرتبك)
وفتحت يدي
كان نقش الكتابة
بارزاً في صلابة .
.....
......
دارت الأرض دورتها
حملتنا الشواديف من هدأة النهر
ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
نتفرق بين حقول الأسى .. وحقول الصبابة
قطرتين ، التقينا على سلم القصر
ذات مساء وحيد
كنت فيه : نديم الرشيد
بينما صاحبي .. يتولى الحجابة !!

(الورقة الثانية)

من يملك العملة
يمسك بالوجهين
والفقراءُ : بين .. بين .

(الورقة الثالثة)

نائماً كنت جانبه ، و سمعت الحرس
يوقظون أبي
خارجيّ ؟
أنا .. ؟!
مارق ؟
من ؟ أنا !!
صرخ الطفل في صدر أمي
(وأمي محلولة الشعر واقفة .. في ملابسها المنزلية)
أخرسوا
واختبأنا وراء الجدار
أخرسوا
وتسلل في الحلق خيط من الدم
(كان أبي يمسك الجرح
يمسك قامته .. ومهابته العائلية)
يا أبي
أخرسوا
وتواريت في ثوب أمي
و الطفل في صدرها ما نبسْ
ومضوا بأبي
تاركين لنا اليتمَ .. متشحاً بالخرس .

(الورقة الرابعة)

- أيها الشعر .. يا أيها الفرح المختلس ّّ
...
(كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية صادرته العسس)
....
(الورقة الخامسة)
... وأمي خادمة فارسية
يتناقل سادتها قهوة الجنس وهي تدير الحطب
يتبادل سادتها النظرات لأردافها
عندما تنحني لتضئ اللهب
يتندر سادتها الطيبون بلهجتها الأعجمية !
***
نائماً كنت جانبها، ورأيت ملاك القدس
ينجني ، ويربت وجنتها
وتراخىا الذراعان عني قليلاً
قليلاً..
وسارت بقلبي قشعريرة الصمت :
-أمي
وعاد لي الصوت
-أمي
وجاوبني الموت
-أميّ
وعانقتها .. وبكيت
وغام بي الدمع حتى انحبس !
(الورقة السادسة)
لا تسألني إن كان القرآن
مخلوقاً .. أو أزلي.
بل سلني إن كان السلطان
لصاً .. أو نصف نبي !!
(الورقة السابعة)
كنت في كربلاء
قال لي الشيخ أن الحسين
مات من أجل جرعة ماء ..
وتساءلت
كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
فأجاب الذي بصرته السماء :
انه الذهب المتلألئ : في كل عين .
.............
إن تكن كلمات الحسين
وسيوف الحسين
وجلال الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة لشعراء ؟
و الفرات لسانٌ من الدم لا يجد الشفتين.
*****
مات /ن أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام .. صباح مساء
اسقني يا غلام
علني بالمدام
أتناسى الدماء
************




تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات


1

قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران .. الا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا .. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا

2

قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه .. إن يحن الموت
فداء الوطن المقهور و العقيدة :
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع و الجريدة !

3

قلت لكم كثيرا
إن كان لابد من الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادق الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود .. دورا)
لو دخل الواحد منهم هذه المدينة :
يدخلها .. حسيرا
يلقي سلاحه .. على أبوابها الأمينة
لأنه .. لا يستقيم مرح الطفل
وحكمة الأب الرزينة
من المسدس المدلى من حزام الخصر
في السوق ..
وفي مجالس الشورى
***
قلت لكم
لكنكم
لم تسمعوا هذا العبث
ففاضت النار على المخيمات
وفاضت .. الجثث
وفاضت الخوذات و المدرعات.
سبتمبر 1970



*********



لا تصالحْ!





(1 )


لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)

لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)

لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)

لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)

لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)

لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)

لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)

لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!

(10)

لا تصالحْ
لا تصالحْ

[/align]

الحور 10-13-2008 01:33 AM

[align=center]حافظ إبراهيم



ولد الشاعر حافظ إبراهيم سنة 1872 م من أب مصري وأم تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل. يتصف حافظ إبراهيم بثلاث صفات يرويها كل من عاشره وهي حلاوة الحديث، وكرم النفس، وحب النكتة والتنكيت.

كان حافظ إبراهيم – رحمه الله – أحدى أعاجيب زمانه , ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم, فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل فى عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن فى بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها. يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.

وللأسف, مع تلك الهبة الرائعة التى قلما يهبها الله – عز وجل – لإنسان , فأن حافظ رحمه الله أصابه - ومن فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامباله والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبى بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ فى هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التى تذخر بها دار المعارف! الذى كان الوصول إليها يسير بالنسبه لحافظ, ولا أدرى حقيقة سبب ذلك ولكن أحدى الآراء تقول ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت فى سأم حافظ الملل! ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذى لحق بالبارودى فى أواخر أيامه.

كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التى لا تخطأ مرماها وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد ( مرتب سنة فى يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ووما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل بفرده ليوصله بمفرده أيضاً إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية!

مثلما يختلف الشعراء فى طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء , كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه أستعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالأضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا, وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها فى الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير فى بعض الأبيات,.ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته أحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى فى حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء!


أقوال عن حافظ إبراهيم

حافظ كما يقول عنه خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها فى نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه, فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما فى نفسه." ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره, وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة فى ذهنه على كبر السن وطول العهد, بحيث لا يمترى إنسان فى ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان."

وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة و الإعجاب بالصياغة والفحولة فى العبارة."
كان أحمد شوقى يعتز بصداقه حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. و كان حافظ إبراهيم يرافقه فى عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادى بيضاء على حافظ فساهم فى منحه لقب بك و حاول ان يوظفه فى جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر.

وفاته

توفي حافظ ابراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس, وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ فى النزع الاخير وتوفى رحمه الله.ودفن في مقابر السيدة نفيسة (رضي الله عنها).

وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف فى الإسكندرية و بعدما بلّغه سكرتيره – أى سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره فى إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه, شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي .... يا منصف الموتى من الأحياء


من أشعاره


سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين:

شكرت جميل صنعكم بدمعي .... ودمع العين مقياس الشعور
لاول مرة قد ذاق جفني .... - على ما ذاقه - دمع السرور

لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان الامتيازات الأجنبية‏، ومما جاء فيها:

سكتُّ فأصغروا أدبي .... وقلت فاكبروا أربي
يقتلنا بلا قود .... ولا دية ولا رهب
ويمشي نحو رايته .... فنحميه من العطب
فقل للفاخرين: أما ... لهذا الفخر من سبب؟
أروني بينكم رجلا .... ركينا واضح الحسب
أروني نصف مخترع .... أروني ربع محتسب؟
أروني ناديا حفلا .... بأهل الفضل والأدب؟
وماذا في مدارسكم .... من التعليم والكتب؟
وماذا في مساجدكم .... من التبيان والخطب؟
وماذا في صحائفكم .... سوى التمويه والكذب؟
حصائد ألسن جرّت .... إلى الويلات والحرب
فهبوا من مراقدكم .... فإن الوقت من ذهب

وله قصيدة عن لسانه صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته:

ولدي، قد طال سهدي ونحيبي .... جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟
جئت أروي بدموعي مضجعا .... فيه أودعت من الدنيا نصيبي

ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استخدم العلم للشر، وهنا يصور موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول:

ولقد حسبت العلم فينا نعمة .... تأسو الضعيف ورحمة تتدفق
فإذا بنعمته بلاء مرهق ..... وإذا برحمته قضاء مطبق

ومن شعره أيضاً:

كم مر بي فيك عيش لست أذكره .... ومر بي فيك عيش لست أنساه
ودعت فيك بقايا ما علقت‏ به .... من الشباب وما ودعت ذكراه
أهفو إليه على ما أقرحت كبدي .... من التباريج أولاه وأخراه
لبسته ودموع العين طيعة .... والنفس جياشة والقلب أواه
فكان عوني على وجد أكابده .... ومر عيش على العلات ألقاه
إن خان ودي صديق كنت أصحبه .... أو خان عهدي حبيب كنت أهواه
قد أرخص الدمع ينبوع الغناء به .... وا لهفتي ونضوب الشيب أغلاه
كم روح الدمع عن قلبي وكم غسلت .... منه السوابق حزنا في حناياه
قالوا تحررت من قيد الملاح فعش ..... حرا ففي الأسر ذلّ كنت تأباه
فقلت‏ يا ليته دامت صرامته .... ما كان أرفقه عندي وأحناه
بدلت منه بقيد لست أفلته .... وكيف أفلت قيدا صاغه الله
أسرى الصبابة أحياء وإن جهدوا .... أما المشيب ففي الأموات أسراه

وقال:

والمال إن لم تدخره محصنا .... بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل .... تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده .... ما لم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها .... في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا .... بالسري أورق أيما إيراق
اللأم أستاذ الأساتذة الألى .... شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا .... بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع .... يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرجال لواهيا .... عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة .... كشؤون رب السيف والمزراق
تتشكّل الأزمان في أدوارها .... دولا وهن على الجمود بواقي
فتوسطوا في الحالتيسن وأنصفوا .... فالشر في التّقييد والإطلاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها ... في الموقفين لهن خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم .... نور الهدى وعلى الحياء الباقي






[/align]

الحور 10-13-2008 01:35 AM

[align=center]إبراهيم ناجي



ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.

- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.

- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .

- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .

وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.

- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.

- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .

ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .

ومن دواوينه الشعرية :

وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.

من قصائده :


ذات مساء


وانتحينا معا مكاناً قصياً .... نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ .... سوانا هوىً عنفياً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي .... من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين شوقا ..... وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ ..... خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكل قلبك لم يقض .... ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي .... لا أراني أعيش حتى تؤدَّى


تحليل قبلة


ولما ألتقينا بعد نأي وغربة ..... شجيين فاضا من أسى وحنين
تسائلني عيناك عن سالف الهوى .... بقلبي وتستقضي قديم ديون
فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي .... وأن من الكتمان أيّ أنين
يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل ...... أجود له بالروح غيرَ ضنين
إذا كنت في شك سلي القبلة التي ..... أذاعت من الأسرار كل دفين
مناجاة أشواق وتجديد موثق ..... وتبديد أوهام وفض ظنون
وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح ..... وتسهيد أجفان وصبر سنين


عتاب


هجرت فلم نجد ظلاً يقينا ..... أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجر .... أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفت فيه وجرت حتى .... على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر ..... فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها .... وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ .... فأنا قد ملأناها حنينا


الفراق


يا ساعة الحسرات والعبرات ..... أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي .... وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا .... من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي .... أزف الفراق فقلت ويحك هاتي[/align]

الحور 10-13-2008 01:35 AM

[align=center]شعراء الجزيرة العربية --- إبراهيم محمد إبراهيم

إبراهيم محمد إبراهيم



من مواليد 22/12/1961م – دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة.
خريج كلية الآداب – قسم اللغة العربية – جامعة بيروت العربية.
بدأ بنشر قصائده في الصحف والمجلات الإماراتية في العام 1980م،
حيث تزامن ذلك مع مشاركاته المستمرة في الأمسيات
والمهرجانات الشعرية التي كانت تقيمها مختلف المؤسسات التعليمية والثقافية والجمعيات ذات النفع العام.
نشر في العديد من الصحف والمجلات العربية.
تولى منذ بداية الثمانينيات عدة مهام في العمل الثقافي التطوعي، كان أهمها :
رئاسة اللجنة الثقافية بنادي الشباب الثقافي الرياضي.
رئاسة اللجنة الثقافية باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لدورتين متتاليتين.
رئاسة اللجنة الثقافية، ثم اللجنة الأدبية بالنادي الثقافي العربي بالشارقة.
بالإضافة إلى المهرجانات والأمسيات التي شارك فيها محليا، كانت له مشاركات كثيرة،
مثل خلالها كتاب وأدباء الإمارات ودولة الإمارات، في العديد من الدول مثل:
مصر-العراق-سوريا-الكويت-عمان-البحرين-فرنسا. إصداراته الشعرية:
صحوة الورق عام 1990م
فساد الملح عام 1997م
هذا من أنباء الطير عام 2000م
الطريق إلى رأس التل عام 2002م
عند باب المدينة عام 2003م
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم الثانية عشرة عام 1995م.
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة أندية الفتيات بالشارقة لإبداعات المرأة العربية في الأدب، لثلاث سنوات متتالية( 1999م-2000م-2001م).


من قصائده

أمسية عند قارعة الطريق



ألقيتُ أشعاري..
وألقى كلُّ ذي فنٍّ فُنونهْ
حقبُ الزمان ِبخاطري,
وعلى تَضارِيس ِالجَبين ِ, مرصَّعٌ تعبُ السََّفرْ
وجَميعُنا في سُنّةِ التاريخ ِ, متّهمٌ بإغراق ِالسّفينةْ
تعبتْ خيولُ الصّمتِ فَوقَ شِفاهنا..
تَعِبَ اليراعُ من التّسَكُع ِبينَ عوراتِ المدينةْ
فزرعتُ أول نخلةٍ هيفاءَ في الأرض ِاليبابِ,
وزهرةً برّيةَ الإقدام ِتمتصُّ الخُصوبَةَ فوقَ أنقاض ِالشّجرْ
عبثاً نقاتلُ..
آه لو تَدرين يا غبراءُ, كيفَ نُلملِمُ التّقْوى,
َونقْتبسُ الضّياءَ من السّحْر
خَبَتِ الحماسةُ في المحابرِ والقصائدُ تنتحرْ
غفتِ المنابرُ..
كيف نخترقُ السَّكِينةْ
لما تعثَّرَ حَرْفُنا الموعوُد في شَفَةِ القَمَرْ
وتعطّلتْ لُغةُ الصديق ِ إلى الصديق ِ
وحُرّفتْ لُغةُ الحجرْ
عبثاً نقاتلُ..
لا مجيرَ اليوم من وهج ِالحريق ِ,سوى الحريقْ
فاحملْ يراعَكَ والدفاتِرَ يا صديقي,
وامض ِبعدي..
إنّنِى ماضٍ إلى ذاكَ البريْق..
لنقيمَ أمسيةَ الكرامةِ..
عند قارعةِ الطريْق.


*******************



قبلة العاشقين



تُحبُّ البقاءَ تُريدُ الأمانْ
تسيرُ وفي شعرِها وردتانْ
إذا همسَ الصيفُ ذابتْ على
خُدودِ العرائس ِكالزعفرانْ
وهمّتْ تُريدُ الزمانَ القديم
وهيهاتَ يرجِعُ ذاك الزمانْ
بها مِنهُ رائحةُ الياسمين
ومنها بِهِ مسجدٌ وأذانْ
أحبك يا قبلةَ العاشقين
أحبكِ يا نجمةَ المهرجانْ
أحبكِ مهما يقولُ الوشاةُ
ومهما تقطبَ وجهُ الّزمانْ
فإن أُودِعَ الشعرُ بين الضلوع ِ
فأنتِ القريضُ وأنتِ اللسانْ


****************



فنجان القهوة




الليلُ كئيبٌ جِداً
وشريطُ النورِ كمنشنقةٍ
تتسلّلُ من ثقبِ البابِ الموصودْ
والقافلةُ لها وقعٌ مُختلفٌ
فوقَ رمال ِالصحراءِ العُظْمىَ
والأنباءُ مُسَوّرَةٌ
والقاعةُ مُحْكَمَةُ الغَلْق ِ
وباردةٌ كَسِني القَحطِ
ونارُ الكاهن ِ, لاتوقَدُ الا لبخورِ السّحرِ أو التنجيمْ
لا قهوةَ حتى اللحظةِ..
ما اعتدنا أن نشربَ قهوتنا باردةً
فالأوطانُ لها نارٌ,
لا تخبو أبداً في الليل ِ
ولا تخمدُ حتى في الأحزانْ
يا نارَ البدوى, لقد خبتِ النارُ,
فلا عدنانَ , ولا غسّانَ, ولا قحطانْ
لا يخدعكَ ضجيجُ القوم ِ,
إهابُ الثعبان ِالأرقطِ لا يستُرُ إلا الثُّعبانْ
أشعِلْ ناركَ يا بدوي وجرّبهمْ,
واصرخ..
من يشرب هذا الفنجانْ؟
سَتظلُّ تُنادي وتنادي..
لكِنْ لنْ يبردَ فنجانُك يا بدوي,
أدر ظهرَكَ للقاعةِ,
واصرخْ ثانيةً,
من يشربُ هذا الفنجانْ؟
ستوافيكَ الأرضُ بأجيال ٍ,
ما أعددتَ لهم من قبلُ..
يُحِبّونَ القهوةَ والثأرَ
إذا كان البُنُّ يمانياً ..
دعنا نَشربْها ساخنةً من غيرِ نُواح ٍوعُواءْ
ثم نَشُقُّ الصحراءَ بكل عتادِ الحربِ
نَشُقُّ الصخْرَ..
ونُبحِرُ عبرَ الميّتِ للأَحياءْ

[/align]

الحور 10-13-2008 01:36 AM

[align=center]سيف الرحبي

سلطمة عمان


ولد سيف الرحبي عام 1956 في قرية سرور – سمائل، بسلطنة عمان. درس في القاهرة وعاش في أكثر من بلد عربي وأوروبي، عمل في المجالات الصحافية والثقافية العربية. ترجمت مختارات من أعماله الأدبية الى العديد من اللغات العالمية كالإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الهولندية، البولندية ، وغيرها.
يعمل حاليا رئيسا لتحرير مجلة نزوى الثقافية الفصلية التي تصدر في مسقط. .
من أعماله:
نورسة الجنون،شعر (دمشق 1980)،
الجبل الأخضر، شعر (دمشق 1981)،
اجراس القطيعة، شعر (باريس 1984)
رأس المسافر، شعر (الدار البيضاء، 1986)
مدية واحدة لاتكفي لذبح عصفور، شعر (عمان، 1988)
رجل من الربع الخالي، شعر (بيروت، 1994)،
ذاكرت الشتات، مقالات، (1991)،
منازل الخطوة الأولى، نثر وشعر (القاهرة، 1996)،
معجم الجحيم، مختارات شعرية (القاهرة 1996)،
يد في آخر العالم، شعر، (دمشق 1998)،
حوار الأمكنة والوجوه، مقالات، (دمشق 1999),
الجندي الذي رأي الطائر في نومه، (كولونيا – بيروت 2000)،
مقبرة السلالة،(كولونيا - المانيا 2000)،
قوس قزح الصحراء (كولونيا، المانيا 2003)،

من قصائده



صحراء



في هذه الصحراء العاتية
الصحراء التي تسيلُ مع الشمسٍ كثباناً وشياطينَ
تناسلَ الأسلاف جَدّاً بعد جَدّ
ونبتْنا مصْل أشجارٍ صخريّة
راكضين بين الشاطئ والجبال
بأرجل حافيةٍ وقلبٍ مكلوم.
كبرُنا مع الجمال والحمير
قُدنا القطيع إلى مساقط الوادي
وشاهدنا القطا تغيبُ مع السراب
نصبْنا شباكاً للثعالب
وأخرى لوعول الغيب،
وحين سافرنا إلى بلدان العالي
لم نجد أثراً للأضحية في ثيابنا
ولم نجد ضالّة الحنين



********************




موسيقى



حين أخرجُ من البيت
أترك الموسيقى مفتوحة
تحرسُ أرواح الموتى.
موسيقى القدماء التي تحملُ رائحة العشب
وتحرسُ حدائق بابل
معلقةً في الأعماق
حين أخرج من البيت
أتركُ كلّ شيء مغلقاً على نفسه
عدا الموسيقى تضطربُ في الرُدهات الخالية
وعدا بضعَ محاراتٍ،
التقطتُها من الشاطئ القريب
ليلة العاصفة



***************

ولادة



على ذُرى المكيّفات الغاضبة
تبني الطيورُ أعشاشها
التي تموءُ تحتها القطط
تقفزُ من سلك إلى سلك
مفتونةَ بالولادةِ
وفي المساء تغْمرُ المكان بالصياح
كأنما تتنبّأ بالحشْـر.



*********************



عقاب



ستجتازُ ليلاَ شرساً وعميقاَ
وتجتازُ المجزرة
حتى تصل إلى طرف السرير
وكأنما إلى طرف الكون
وبعدك القيامة.
لن ترى ممرّات الطفولة
ولن ترى الأعشاشَ والنخيلَ
ولثغةَ طيورٍ وليدة.
ليلٌ بعد ليل
ونهارٌ يجثمُ بمنكبيه على الثقلين
وعلى رأسه إكليلُ القسوة العتيد


***********

حنين الأعالي



خلعوا قلوبهم وأوتادهم
قلبوا الخيام على الأحصنة
تبادلوا حديثاً غامضاً
ورحلوا.
تركوا خلفهم مواقد وذكرياتٍ
سلكوا طريقاً غير طريقهم
رأوا شعاباً وأفاعي تسيلُ من اللهب
رأوا سماءً تنهارُ على ساكنيها
ورعوداً تمزقُ جلد الأبدية.
جرفوا الأودية والأشجار بأقدام مُتعبة
وحنينهم دوما إلى الأعالي
التي لن يصلوا إليها أبداً.[/align]

الحور 10-13-2008 01:37 AM

[align=center]إبراهيم أحمد الوافي

السعودية

الاسم : إبراهيم أحمد الوافي
تاريخ ومكان الميلاد : 1969م - ينبع النخل - سويقة
المؤهلات العلمية :
- بكالوريس لغة عربية - كلية الآداب - جامعة الملك سعود -
- ماجستير في الأدب العربي - كلية الآداب - جامعة الملك سعود -

الخبرة العملية :
- مدرس لغة عربية في المرحلة الثانوية
- مشرف في مادة اللغة العربية
- عضو فريق التقويم الشامل ورئيس فريق في قسم التقويم الشامل بإدارة التربية والتعليم بمحافظة ينبع
- ترشّح للعمل في وزارة التربية والتعليم بدءا من العام الدراسي 1425هـ /1426هـ
- عضو جمعيّة الثقافة والاتصال

المؤهلات الأخرى :
- شاعر سعودي أصدر أربع مجموعات شعرية :
1- رماد الحب 1989
2- رائحة الزمن الآتي 1997
3- سقط سهوًا 2000م
4- وحدها تخطو على الماء (2004 )
5) وحيدًا من جهة خامسة ( 2005 )

وله تحت الطبع :
1- ثلاثة رابعهم قلبهم ( عمل سردي يشبه الرواية )
3- مريم ( ديوان محكي )
4 ) جنّة الحروف ... سطور لاتعني أحدا

من قصائده :



آخر رسالة حب مالم



قفي قليلاً دعي التجريحَ والعتبا
واصغي لآخر طيرٍ في الهوى نعبا
هذي شجوني لعلي اليومَ أنثرها
على السطورِ فلا تستلطفي الغضبا
في أذن هذا الدجى ألقيتُ خاطرتي
فخلتُ أن الهوى قد صاغها أدبا
أنا سرابٌ وحبي مزنة وقفت
لم تحجبِ الشمسَ أو تستجمع السحبا
أنا دموعٌ وحبي مقلة كُحِلتْ
لو تنثر الدمع سال الكحل وانسكبا
أنا شراعٌ وقلبي مركب قلقٌ
أنا غناءٌ وأذني تجهلُ الطربا
***
يادمعةً في عيونِ الليلِ تسألني
عن الحنينِ .. عن الأمس الذي ذهبا
عن الطيورِ عن الروض الذي ابتسمتْ
به الحياةُ عن الشعر الذي تعبا
لا تعذليني فما كانت محبَّتنا
إلاَّ بصيصًا من الأحلام مضطربا
وهل تركنا صدى في أذنِ حاضرنا
نحيي به الليل أو نجلو به الصخبا ؟!
لا .. ما أرى يافتاتي في حقائبنا
شيئًا إذا ماصمدنا اليوم مرتقبا
إني وإياك وردٌ لا أريجَ له
حتى الفراش على خديه منتحبا ..!
***
تمضي ثواني الدجى تمتطُّ أرجلها
والعمر مازال في جفنيَّ مكتئبا
وأنتِ ياساعةً مشلولة عبثت
بخاطري وتولَّت تنكر السببا
ماذا تريدين مني رحلتي تعبتْ
مهاجرًا لم أزل بالحب مغتربا
أبيعُ في غابة الأحزانِ أغنيتي
وأشتري لبقايا نارنا حطبا
حتى رجعتُ وأنفاسي معذبة
حزينة وجدار اليأس منتصبا
ولم يهب حبنا عن رحلتي ثمنًا
غير الرماد فهل نحيا بما وهبا؟!!
****
إذا تأمَّلت يومًا يامعذِّبتي
هذي الحروف التي لم تعرف الكذبا
فإنها ساعة من خاطري سقطتْ
أضعتها بينما استلهم الهربا
فلتحفظيها لعلَّ الحب يجهلها
عندي ( كآخر حرفٍ في الهوى كُتِبا )


**********



جرح وقصيد



نجواكَ صوتٌ خافتٌ يشجيني
وأنينك المشلول صوت أنيني
نبكي العراق صبية موءؤدة
وتراث مجد في فم التنِّينِ
أبكي إذا قلَّبتُ أمسي حالمًا
وقرأتُ في عينيكَ ما يبكيني
أبكي إذا عبرت خيول خواطري
لخيولِ سعدٍ في بقاع شجوني
وتمرَّد الحلم الجميل على فمي
وطوى الفجيعة في بقاع شجوني
يا صاحبي تبقى العراق قصيدةً
وفراشة محمومة التلوينِ
خبأتُ .. لا بل ما تزال طفولتي
تنداح رغم كهولتي بجبيني
أنبت في حقل الشموس قصائدي
ورجعتُ أعزف بالظلام لحوني
بالشعر أنْفي ما يعيقُ تنقُّلي
وتنقُّلي ببشاعةٍ ينفيني
لو أنَّ منديل الهوى بأناملي
أو في البحور المائجاتِ سفيني
لرميتُ في كفِّ الرياح مراكبي
ومسحت بالمنديل دمع عيوني
لكنما وجهي غريب عن دمي
وقناعتي موبوءة بظنوني
أغلقتُ في وجه الرياح نوافذي
ووقفت ذاكرتي لبوح حنيني
فسرتْ على أثر الخيول خواطري
وغفت على حلم الفتوح جفوني
فنظمتُ من أمسي فواجع حاضري
ومن السحائب غيمة ترويني
تنساق خلف الريح تمطِرُ في فمي
صوت ( الرشيد ) وهدأة التأبين
متأرجحٌ بين النقيض يهزني
عصف الطريق وحلمي المجنونِ
لا الأمس صادرني إليه ولا ارى
في يومي المذبوح ما يبقيني
تنهار في وجه النهار مدائني
وخرائطي تبلى بطول سنيني
إنْ حكتَ بالسكين ثوب صبابةٍ
فأنا أصنِّعُ من يدي سكيني
لو أنجبت عيني جنينًا حالما
عانقتُ بالسكين صدر جنيني
الجرحُ مقروء بظهرِ ملامحي
ينساب رغم تجملي بشؤوني


****************




الموت حبا



دعي جراحي ..دعي قلبي وما حملا ...... لا تسأليني عن الأمس الذي رحلا
ودعته عندما ودعــت أغنيــتي ...... وغار جرحي بسهم الحب واندملا
تاهت على موجة النسيان رحـلتنا ...... حتى الشواطئ ضاقت قبل أن نصلا
تغرَّب الحــب فينا يا مسائلـتي ...... وكيف نسكن حبا ينكرُ الأملا
كانت هناك فتاتي ..حيث كان فمي ...... يروِّض الشعر ..حتى ينشد القُبلا
الشعر نزف الليالي حين نــعزفه ...... إن لم يكن صوته نزف القلوب فلا
لولا معانقة الأحزان ما وجــدت ...... لها القصائد في أرواحنا سبلا
وتعلمين يقينا أن فــي شفــتي ...... قصيدة الموت يدمي صوتها الجُمَلا
غدا .. أسافر ..قد لا أستعيد دمـي ...... وقد أموت غريبا عاشقا ثملا
وقد تهيم بشعري ألف باكـــيةٍ ....... فأقرئيها هوًى إن جنَّ ما عقلا

[/align]

الحور 10-13-2008 01:38 AM

[align=center]إبراهيم العريض

البحرين

إبراهيم العريض ، شاعر البحرين
ولد عام 1908 وتوفي عام 2001 ميلادي
عاش طفولته وفتوتـه في الهـند
وظلّ خلال ثمانية عقود يعيش للشعر وفي الشعر ,وخلال هذه المدة الطويلة أخرج العديد من الدواوين والقصص والمسرحيات الشعرية
, وقدم إضاءات نقدية مهمة للتراث الشعري
دواوينه :
أرض الشهداء
ديوان قبلتان
ديوان الذكرى
ديوان شموع
العرائس
ديوان ( يا أنت )


من قصائده


الخياميات



أفِقْ يا نديمُ استهلَّ الصّباحْ ..... وباكِرْ صَبوحَكَ نَخْبَ المِلاحْ
فمُكْثُك بينَ النَدامَى قـليلٌ ..... ولا رَجعةٌ لكَ بَعدَ الرواحْ
****
لقد صاحَ بي هاتفٌ في السُباتْ: .... أفيقوا لرشفِ الطِّلا يا غُفاةْ!
فما حقَّقَ الحُلْمَ مثلُ الحــَبابِ .... ولا جَدَّدَ العُمْرَ غيرُ السُّقاةْ
****
ألا أترِعِ الكأسَ نَخبَ العـَدَمْ .... فمَنْ نامَ منّا كمَنْ لم ينَمْ
ولا أمْسِ ظَلَّ ولا الغَدُ حـَلَّ .... فما يَمنعُ اليَومَ أن يُغتنَمْ؟
****
فهاتِ حبيبي لي الكأسَ هاتِ .... سَأنسَى لها كلَّ ماضٍ وآتِ
غَداً؟ ويحَ نفسي غداً قد أعودُ .... وأَعْرقُهم في البِلى مِن لِداتِي
****



ملاكي



سلوا النَور، هل بثّ عن أمّهــا .... وعنها حديثاً، رواه القمرْ..
رأتْها تهشّ لـه ضاحكــــاً .... فجاءت تَزفّ إليَّ الخبرْ
وتهتف بي : «من رأى كابنتي؟ .... بكاء على ضَحِكٍ مُستتِر
حوى ثغرُها - ما ترى – دُرّتينِ ... وفي وجنتيها تُضيء الأُخَر!»
وأقبلتُ أنظر في المهد «هنداً» .... ومن دونه أُمُّها تنتظر
فما هزّها من معاني الخـلودِ ..... كبُرعمها في الهوى يَثَّغر
تَبغّمُ من طربٍ كالغـــزالِ ..... وكالطير في خفّةٍ ما تَقَر
كأن يديها – ومــا همّتــا ..... بشيءٍ - تحوشان بعضَ الأكر
أَوَ انَّ على قدميها يــــداً ..... تُدغدغ، فهْيَ تُزيح الأثر
وتضحك .. يا مَنْ أَحسّ الورودَ .... على ثغره هامساتٍ بسِر

******


أرض الشهداء



يا فلسطينُ وما كنت سوى
بيعـةَ الأرضِ
على كفِّ السماءِ
اشْهَدِي.. أنّ بياني قد روى
فيكِ ما يُرضي
قلوبَ الشهداءِ

هذه التربةٌ.. مُذ غنّى بها أهلُ الحـداءِ ..... لم يُطهّرها من الرجس سوى تلك الدماءِ
كم زكا المسجدُ من أعرافهم، بعد الفناءِ ..... كم بكى الغيثُ على أجداثهم، وَسْط العراء
كم ربيعٍ مرّ.. لم يَعرُج عليهم بهنــاءِ ..... فاستمرّ العُود عُوداً ما به أدنى رُواء
وشتاءٍ.. طال حتى مُلَّ من فَرْط البـلاءِ ..... وتمادى الظلمُ فيها لغُزاةٍ أدعياء
فكأنّ الليلَ شيءٌ ما له معنى انتهــاءِ ..... ثم.. جاء الفجرُ يسعى بتباشير الضياء
فإذا البعثُ.. له ألفُ لسانٍ في الفضـاءِ .... غَنّتِ البيدُ بها - ثانيةً - لحنَ السماء
هذه أرضُـكِ يا دعدُ ، وأرضُ الشهداءِ!

[/align]

الحور 10-13-2008 01:39 AM

[align=center]عبد الله البردوني

اليمن

شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...

ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن)

أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م.

ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,,

شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة اشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي ان يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..

هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن‚ وهو صاحب نظرة صوفية في حبهم ومعاشرتهم إذ يحرص على لقائهم بشوشا طاويا ما في قلبه من ألم ومعاناة ويذهب الى عزلته ذاهلا مذعورا قلقا من كل شيء .

تناسى الشاعر نفسه وهمومه وحمل هموم الناس دخل البردوني بفكره المستقل الى الساحة السياسية اليمنية‚ وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية..‚

له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .

أما دواوينه فهي على التوالي:
 من أرض بلقيس 1961 -
 في طريق الفجر 1967 -
 مدينة الغد 1970
 لعيني أم بلقيس 1973
 السفر إلى الأيام الخضر 1974
 وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
 زمان بلا نوعية 1979
 ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
 كائنات الشوق الاخر 1986 -
 رواء المصابيح 1989

في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..



من قصائده :



من أرض بلقيس




واحمل الذكرى من الماضي كما .... يحمل أمانيه الجساما
هات ردّد ذكريات النور فــي .... فنّك الأسمى و لقّنها الدّواما
ذكريات تبعث المجد كـــما .... يبعث الحسن إلى القلب الغراما
فارتعش يا وتر الشــعر وذب .... في كئوس العبقريّات مداما
و تنقّل حول مهد المصطفــى .... وانشد المجد أغانيك الرّخاما
زفّت البشرى معانيه كـــما .... زفّت الأنسام أنفاس الحزاما
و تجلّى يوم ميلاد الهـــدى .... يملأ التاريخ آيات عظاما
واستفاضت يقظة الصحرا على .... هجعة الأكوان بعثا وقياما

*******


نار و قلب



يا ابنة الحسن و الجمال المدلـّل .... أنت أحلى من الجمال و أجمل
و كأنّ الحياة فيك ابتســــام .... و كأنّ الخلود فيك ممثّل
كلّ حرف من لفظك الحلو فردو .... س نديّ و سلسبيل مسلسل
كلّما قلت رفّ من فمك الفجـر .... و غنّى الربيع بالعطر و اخضلّ
أنت فجر معطّر و ربيــــع .... و أنا البلبل الكئيب المبلبل
أنت في كلّ نابض من عروقـي .... وتر عاشق و لحن مرتّل
كلّما استنطقت معانيك شعــري .... أرعد القلب بالنشيد و جلجل
وانتزفت اللّحون من غور أغـوا .... ري كأنّي أذوب من كلّ مفصل
و أغنيّك و الصبابات حولـــي .... زمر تحتسي قصيدي و تنهل
و أناجي هواك في معـرض الأو .... هام في شاطيء الظلام المسربل
و فؤادي يحنّ في صدري الــدا .... مي كما حنّ في القيود المكبّل


********


أثيم الهوى



جريح الإبا صامت لا يـــعي .... و في صمته ضجّة الأضلع
و في صدره ندم جائـــــع .... يلوك الحنايا و لم يشبع
تهدّده صيحة الذكريــــــا .... ت كما هدّد الشيخ صوت النعي
و يقذفه شبح مفــــــزع .... إلى شبح موحش مفزع
و يصغي و يصغي فلم يستمـع .... سوى هاتف اللإثم في المسمع
و لم يستمع غير صوت الضمير .... يناديه من سرّه الموجع
فيشكو إلى من ؟ و ما حولــه .... سوى اللّيل أو وحشة المخدع
كئيب يخوّفه ظلمـــــــه .... فيرتاع من ظلّه الأروع
و في كلّ طيف يرى ذنبـــه .... فماذا يقول و ما يدّعي
فيملي على سرّه قائـــــلا .... أنا مجرم النفس و المطمع
أنا سارق الحبّ وحدي ! أنــا .... خبيث السقا قذر المرتع[/align]

الحور 10-13-2008 01:40 AM

[align=center]فهد بن صالح بن محمد العسكر

الكويت


فهد بن صالح بن محمد العسكر
البلد:الكويت
تاريخ ميلاده من:1917 تاريخ وفاته 1951 ميلادي
ـ ولد سنة 1917 وتوفي عام 1951
ـ درس في المدرسة المباركية ثم تركها معتمد على التثقيف الذاتي

من قصائده


نوحي


نُوحي بعُقرِ السجنِ نوحي فصداهُ في أعماقِ روحي
نوحي فقد سالت جروحُكِ مثلما سالت جروحي
نوحي فما أغنى غَبوقُكِ لا ولا أجدى صَبوحي
نوحي وبالسِّرِ المقدّسِلا تبوحي او فبوحي
**
نوحي فجسمكِ مثل جسمي قد طواهُ اليأسُ طيّا
نوحي فروحُكِ مثلُ روحي كمْ كواها الَوجدُ كيّا
نوحي فنفسُكِ مثلُ نفسي لم تجد زاداً وريّا
يا للشقاءِ ، ويالبؤسِ شقيّةٍ تهوى شقيّا
**
نوحي فقلبُكِ مثلُ قلبي لم يبُلَّ أوامهُ
نوحي على طللِ الصّبا ، واستعرضي ايّامه
نوحي على الحبّ البريء وكفّني أحلامه
نوحي على القلبِ الجريحِ وشيّعي أوهامه
**
نوحي على جَدَثِ المنى في غور خافِقِكِ الكئيبْ
نوحي فقد ولّى الربيعُ وأجدب الوادي الخصيب
نوحي فكم قمريّةٍ فيه تنوحُ وعندليب
وهناك كمْ من زهرةٍ ذبُلت ، وكم غُصنٍ رطيب
**
ليلايَ ، يانجوايَ ، يادُنيايَ ، يا املي الوحيد
طَوتِ الفُرُوقُ بساطنا وتنكّر العيشُ الرّغيدْ
والذكرياتُ مطلّةٌ من كُوَّةِ الماضي البعيد
ترنو لحاضِرنا الشقيِّ وتندبُ الماضي السعيدْ
**
يابنتَ من وأد الفضيلةَ بين أحضانِ الرذيلة
وطغى فراح يبلُّ من دم كلّ منكوبٍ غليلهْ
لَهَفي على تلك المشاعر والأحاسيسِ النبيلهْ
وعلى جمالِكِ والشّبابِ الغضّ ، لهفي ياخميله
**
ياللشراسةِ والرعونةِ والحماقةِ والجهالهْ
يا للدناءةِ والسفاهةِ والسفالةِ والنذالهْ
باعوكِ بالثمن الزّهيد ، فأين ياليلى العدالهْ
وسَقَوكِ كأساً ملؤها صاب الأسى حتى الثّمالهْ
**
زجّوك وا أسفاهُ في سجنِ التقاليدِ القديمهْ
للهِ ما كابدتِ فيه من الأساليبِ العقيمهْ
لا دَرَّ درُّكَ من أبٍ فَظٍّ ووالدةٍ لئيمه
ياقاتل اللهُ التعصّبَ ، كم تمخَّضّ عن جريمهْ
**
حجبوكِ عن عيني ، وعين القلبِ تخترقُ الحجابْ
فليوصِدوا سُحقاً لَهُمْ بيني وبينكِ الفَ بابْ
حربٌ ، وكم ياربّ أعلنها الثعالبُ والذئابْ
تُذْكي المطامعُ نارَها ، ووقُودُها مُهَجُ الشّباب
**
قد أرغموكِ على الزواجِ بذلك الّشيخِ الوضيعْ
أغْرَاهمُ بالمالِ وهوَ المالُ معبودُ الجميع
فقضوا على آمالنا ، وجنوا على الحبِّ الرفيعْ
ما راعَ مثلُ الوردِ يذْبُلُ وهو في فصلِ الربيعْ
**
قد زيّنوا الأحداثَ ويلهمُ وسمَّوها مَخَادع
كمْ ذُوِّبَت فيها كُبودٌ ، واكتوَت فيها اضالِعْ
وتحطّمتْ مُهَجٌ ، وسالت أنفُسٌ ، وجرَت مدامعْ
هذا ، وما من زاجِرٍ ، كلاّ ولا في الحيِّ رادعْ
**
زُفَّت وهلْ زُفَّتْ فتاةُ الحيِّ للزوجِ الحبيبْ ؟
هل أخفَقَت أم حقَّقتْ بزفافها الحلْم الذّهيبْ
وارحمتاهُ لها ، فقد زُفَّتْ الى الِّسجنِ الرهيبْ
وغَدَت بهِ نهْبَ الجوى ، والشَّجْوَ ، والهمّ المُذيب
**
هل كانَ في استقبالها فيه سِوى شَبَح الرّدى
قَد أُدْخِلت ليلاً عليهِ فكان ليلاً سَرْمَدَا
شُلّتْ يداهُ فكمْ بها عاثَت ، الا شُلَّت يدا
وحسا على صرخاتها دَمَها الزكيَّ وعربدا
**
أو كانَ أهلُكِ يافتاتي والأقاربَ والصِحابْ
إلا الأراقم والعَقاربَ والثعالبَ والكلابْ
قدْ شيَّعوكِ ، فخَبِّريني بعدَما طُويَ الكِتابْ
ماذا لقيتِ بذلك القَبر المخيفِ من العَذاب
**
ليلى ، وما الدُنيا سِوى نارِ الكريمةِ والكريمْ
أوّاهُ من داءٍ قد استشرى وَجُرْحٍ في الصّميمْ
رَبّاهُ رِفقاً بالجديدِ ، فكمْ شكا جَوْرَ القديمْ
وطَغَتْ أبالِسةُ الجحِيمِ على ملائكةِ النعيم
**
يا للمهازلِ والجرائِمِ والمآسي والمساخر
غَدَتِ العذارى كالعقائدِ والمباديء والضَّمائِرْ
سِلَعاً تُباعُ وتشترى علناً بأسواقِ الحَواضِرْ
والرَّابحون بها لهُمْ منّا التّهاني والبشائِرْ



**********


ليلة



ليلة ذكرياتها ملء ذهنــي .... وهي في ظلمة الأسى قنديلي
ليلة لا كليلة القدر بـــل .... خير وخيرٌ والله من ألف جيل
أنا ديني الهوى ودمعي نبيي ..... حين أصبو ووحيه إنجيلي

**************




يا صاحبي قد كان ماشاءَ الهوى



يا صاحبي قد كان ماشاءَ الهــوى ..... فإلى الكنيسةِ سر بنا لا المسجدِ
إن قيل جُنّ فانَّ عُذري واضحــٌأ ..... و قيل تاه ففي يديها مِقوَدي
أو قيل ضلّ .. فلست قبل زيارتـي ..... وتدلّهي .. بالزاهدِ المُتعبّدِ
يامعشر المُتعصّبين رويدكــــم ..... أمن الرّغام قلوبُكم والجلمدِ
بالله هل تُطوى السماءُ إذا هفــا ؟ ..... وصبا لمشركةِ فؤادُ موحِّدِ ؟
فاليوم قادت من تُحبُّ لدينهــــا ..... وغداً يعودُ بها لدينِ مُحمّد

[/align]

الحور 10-13-2008 01:41 AM

[align=center]جاسم محمد الصحيح



من شعراء المملكة العربية السعودية
ولد عام 1384في المنطقة الشرقية - الاحساء

عضو الجمعية العربية السعودية للثقافةوالفنون
عضو النادي الادبي بالمنطقة الشرقية
ترجم له العدير من المعاجم والدراسات الادبية

من دواوينه المطبوعة :

1- ظلي خليفتي عليكم
2- خميرة الغضب
3- عناق الشموع والدموع
4- حمائم تكنس العتمة
5- رقصة عرفانية
فاز بالعديد من الجوائز في مجال الشعر


من قصائده



جائع يأكل أسنانه



ما كان مني كان
وما لم يكن لن يكون
فيا شجر العمر .. مات الربيع الأخيرُ
فلا تنظر من طيور الهواجرِ
شدواً يطيل الغصون
أنا وهج الكائنات الخفي
وأول من عشقوا الأرض أو ضيعوها ..
هي الأرض لؤلؤة في بحار الخليقةِ
زرقاء ضيعها العاشقون
لم أزل طازجاً
منذ أولى الرغائب في الحمأ الفجَّ
تسكنني شهوة لاكتشافي ..
أُقلم أسئلة الشك
قبل تصلب أظفارها في دمائي ..
كأني في مشهد البدء
وحشيةٌ روضتها الفنون
لقد كنت أحملُ جرحي إلى عيد ميلاده الألف
حين تعثرتُ في سلة من حكايا الصغار ..
تساقطتٌ .. أو قُل تساقط بعضي ..
غدي فر من ساعتي هارباً من تقاويمها الصم َّ
حيث التقاويمُ بعض السجون
يدي شقَّ فيها الزمان
ممراً له باتجاه الخلاص ..
ووجهي سرير الكوابيسِ
في شر شفِ من غضون
أنا موعد أكلتهُ السنون
يُواعدني الموج لكنه لا يجيء ..
برئتُ إلى البحر من كل موج ٍ يخون
أنا واحدٌ شطرته الشعارات :
نصفي جنونٌ ونصفي جُنًون
تأرجحت في جبل إسميهما دون إ سم ٍ
أُ حاول أن أستقر على ضفة تنتمي لي
وما زلتُ أُ رجوحة الضفتين ..
أُصيغ إلى رئة النهر في الشهقات الأخيرة ..
و اخجلتاه ُ!!
سأعرف الآن أني من جفف النهر
غدراً بأسماكه
غير أني ظمئتُ .. ظمئتُ..
وأدركتُ كم هي مسكينة قطرة الماء
حين تشردُ من نهرها في مهب الضياع ..
وأني أحقرُ من صارم ٍ
خان ميثاقهُ في احتدام الصراع ِ ..
أنا الآن لا توأمٌ لي غير الخطيئة ِ
تقطف كفارةً من ثميرات حزني ..
وحزني أشبهُ مني بنفسي ..
ونفسي قُبرةٌ شجونْ
ونفسي دمع تنكب درب الجفون
ألا عالم بالتفاسير يقرأ ُ رؤياي ..
إني أراني أعدو على الحبر‘‘
أهمزهُ باتجاه البياض القديم ِ
ولكن حبري حرون
ويحدث أن أغتدي راعيا ً
في مروج التوسل أرعى قطيع الظنون
يعلمني الشعر كيف أشم ُّ الزهور بأسمائها ..
وأقود الخيول بإيماءة ٍ للوراء
تنبه فرسانها من سبات القرون
يعلمني الشعر .. و الشعر وحي السماء ..
ألم تقرؤا قولهُ في الرجاء :
ألا إن من شاء صون الحجاب ِ
وحجب نافذةً بالستائر ِ
فالنار مثواهُ يا أيها اليائسون
يُعلمني الشعرُ .. لكنني لرغيف الكلام ِ ..
فمي الآن يأكل آخر أسنانه
غارقاً في خضم السكون
وثمة طوفانُ صمت ٍ يفورُ
وقد بلغ الماءُ حنجرتي ..
أين( نوح) الحوار ؟!
أنا ابنك يا (نوحُ ) ..
لا جبل يعصمُ الآن
من موجة الخرس المستبد ..
وقد جاوز الماءُ حنجرتي ..
آه .. ما عاد الفم متسعٌ للحوار ِ
فهل ثم مُتسعٌ في العُيُونْ ؟!



*******

نزوة بيروتية



قوةٌ غامضةٌ الآن إلى أُ فق جُنُوني ..
إن السماواتِ اجتبتني واصطفاني المُطلقُ
أنا .. الحبر ُجناحي وفضائي الورقُ
هامت الآفاق في ريشتي وتاه الأزرقُ
لم يغدرُ به الصلصالُ
وذراعاي ذراعا عاشق ٍ
لا يغريه في العشقِ عناق ضيق
لا يحول لها العتق
وهذا وهنا ( بيروت )ليل غارقٌ في النزوات الحمر ..
وأنا في سهرتي
ومن صدر الشبابيك يفيض الشبق
تنتفض اللذات في أنفاسها البكر
و لتقينا ..
في وحدة الإيقاع أو في وحدة النشوة – حتى – عندما نحترق
قد دخل العاشق في المعشوق
نشوة تطلقني الآن إلى الذروة
طفحت قافيتي من مائي الأول ..
تسامى العلق
فأفلت ُّ من الإرض ملاكاً صاعداً في جوهر المعنى
آه (بيروت )
هرطقات قذفتنا خارج الوعي
والتبسنا نحن والليل ..
تتعالى حيث يمتد النعيم المطلق
كي يغرق في أجسادنا الفل ويطفو الزئبق
ففاض العسل الفاتر وجداً
فإلى من أنتمي الآن ؟ !!
محترق من فرط ما اشتد عليه الألق
أنا تمثالي لا ذكراي ..
قد دخل العاشق في المعشوق
والوحدة صاحت في المدى كل جهاتي مشرق
نشوة تطلقني الآن إلى الذروة
حيث ابتدأ الشعر حياةً تأسر الروح وموتا يطلق
طفحت قافيتي من مائي الأول ..
فاضت بدعة الخلق
تسامى العلق
أفلتت من جسدي كل الشياطين
فأفلت ُّ من الإرض ملاكاً صاعداً في جوهر المعنى
إلى حيث تلقتني السماء الأعمق
آه(بيروت )
ما أبعد ما شط بنا في الغيب ، هذا الهذيان الشيق
هرطقات قذفتنا خارج الوعي
إلى حيث المدارات التباس مطبق
والتبسنا نحن والليل ..
فلم يبرح على شطآن نجوانا يفيض الأرق .نحن في موجة مس
تتعالى حيث يمتد النعيم المطلق
أي فردوس تقمصناه
كي يغرق في أجسادنا الفل ويطفو الزئبق
سقطت ذاكرتي كاملة ً في بئر عينيكِ
ففاض العسل الفاتر وجداً
واستحم الفستق
فإلى من أتمني الآن ؟ !!
أنا لا شيء إلا كوكبٌ
محترق من فرط ما اشتد عليه الألق
لم يعد يشبهني شيء من الإنسان إلا القلق
أنا تمثالي لا ذكراي ..
فهل يشرح حالي ، العبقُ


*******


الاستشهادي علي أشمر .. مناجاة باتساع الوادي





من بعيدٍ جاءَ ..
لا أعلمُ من أينَ
ولكنْ من بعيدٍ ..
رُبَّما من طعنةٍ في جسدِ التاريخِ
حينَ الْتَحَمَ الجيشانِ في ( خيبرَ )
فَانْسَلَّ الفتى من فجوةِ الطعنةِ
كي يختصرَ التاريخَ في جرحٍ
وحتَّى الجرحُ لا يعلمُ من أين الفتى جاءَ
ولكنْ من بعيدٍ ..
رُبَّما من ( ضَيْعَةٍ ) تجلسُ في أقصى حدودِ القِيَمِ
الكُبرَى
كما يجلسُ بستانٌ على التلَّةِ في عُزلَتِهِ ..
ماجَ الفتى بالعطرِ حينَ اختزلَ البستانَ في قامتِهِ
الوَرْدِ ..
وحتَّى الوردُ لا يعلمُ من أينَ الفتى جاءَ
ولكنْ من بعيدٍ ..
رُبَّما حَلْقَةُ صوفِيِّينَ
في أعلى جبالِ الوجدِ
أَغْرَتْهُ لأنْ يكتشفَ العمقَ الإلهيَّ بِهذا الكونِ
فانشقَّ المدى
عن عاشقٍ قد نوَّرَ الروحَ بِمِشْكَاةِ يقينٍ عَلَويٍّ
ومضَى يسبحُ في كينونةِ الأشياءِ حتّى لامَسَ القعرَ
وحتّى القعرُ لا يعلمُ من أينَ الفتى جاءَ
ولكنْ من زمانٍ خارجَ العصرِ
فَهذا الوَهَجُ الروحيُّ
لا يُمكنُ أن يُنجبَهُ عصرٌ من الفولاذِ ..
هذي الوردةُ الزهراءُ
لا يُمكنُ أنْ تولدَ ـ مهما حَاوَلَتْ ـ
من أُمَّةٍ في موسمِ الزقُّومِ ..
والله !
هُوَ الوعدُ السماويُّ لنَا أن نرثَ الأرضَ
هُوَ الوعدُ
أتى يحملُ في أضلاعِهِ كوخاً من الإيمانِ
معموراً بِحُبِّ الله والأرضِ
وطفلٍ ضاقتِ الأسماءُ عن إيمانهِ إلاَّ ( عليٌّ ) ..
حَمَلَ الإسمَ لواءً خافقاً بِالقُدْسِ
مُمْتدّاً من الثورةِ حتّى الموتِ
جيلاً جَبَلِيّاً
نَبَتَتْ في فَمِهِ ( اللاَّءاتُ ) أنياباً
وربَّاها بِما وَرَّثَهُ الأجدادُ من رفضٍ قديمٍ ..
لم تَزَلْ ( لاءاتُهُ ) تكبرُ في الرفضِ فصارتْ
بُنْدُقيَّاتٍ
ومازالَ ( عليٌّ ) حالماً يركضُ خلفَ الشمسِ
مُشتاقاً لأنْ يصطادَ هذي الظبيةَ البيضاءَ في السفحِ..
فتستدرجُهُ الظبيةُ للقمَّةِ
كيْ يقطفَ أزهارَ الصعودِ الوَعْرِ من أعلى الزمانِ
الكربلائيِّ ..
( عليٌّ ) عصَّبَ الجبهةَ بِالتاريخ
واشتاقَ إلى الرقصِ مع القمّةِ
في عُرْسٍ سماويٍّ ..
جلا الحُسْنَ الربوبيَّ
جلاءً يُطلقُ الروحَ
إلى عالَمِها الأسمى متى ترنو إِلَيْهِ
فاضَ من بردتِهِ الحسنُ أساطيرَ
فكانت ( شهرزادٌ )
كُلَّمَا أدرَكَها الليلُ
أَجَالَتْ طرفَها فيهِ وسلَّتْ قصّةً من حاجِبَيْهِ
واستجارتْ بِالتعاويذِ التي تحرسُ أسرابَ المَهَا في
مُقْلَتَيْهِ
فَكَسَاها بِهدوءِ الزَغَبِ الناعسِ في أرجوحةٍ من
عارضَيْهِ
و ( عليٌّ ) زاحفٌ في الحُلْمِ
كالنَهْرِ
يلفُّ الموسمَ الأخضرَ في ريشِ حماماتِ يَدَيْهِ
حينمَا جَمَّرَهُ ماءُ الفُتُوَّاتِ
نَوَى العُرْسَ
فألفَى كلَّ شيءٍ صارَ أُنثى :
النَهْرَ والبيدرَ والبستانَ ..
والشمسُ الجنوبيّةُ مدَّتْ عُنُقَ الفَجْرِ على هيئةِ
أُنْثَى ..
والقُرى اصطفَّتْ صباياً
تتشهَّاهُ عريساً كاملَ الوجدِ ..
صحا كلُّ سريرٍ شدَّهُ الليلُ على نجواهُ
مأهولاً بِنَهْدَيْنِ شَهِيَّيْنِ ..
وجاءَ الكلُّ للموعدِ مخموراً
ولا بأس ..
فهذي خمرةٌ مغفورةُ الإثمِ ..
هُنا افترَّ ( عليٌّ )
عن فتىً تطلعُ من ضحكتِهِ الشمسُ
مشى في خاطرِ الوادي غزالاً مُترفَ اللفتَةِ
تختالُ بهِ حُرِّيَّةُ العُشْبِ وروحانيَّةُ الأرضِ
و ( آذارُ ) شبابيٌّ على خَدَّيْهِ ..
فَافْتَنَّ الفتى عشقاً
بَدَتْ فتنتُهُ أعنفَ ناراً
من فتيلِ امرأةٍ دهريَّةٍ خامَرَها الشوقُ
فهذا ( العامريُّ ) اسْتَدرجَتْهُ امرأةٌ من خارجِ الدَهْرِ ..
تجلَّى فرأى ( كِذْبَةَ نيسانَ ) على الدربِ
وتَلاًّ من جنودٍ يحرسُ الكِذْبَةَ
فيما أشرَقَتْ ( ليلاهُ ) خلفَ التلِّ ..
نَادَتْهُ
وقد كانَ على بُعْدِ جحيمٍ واحدٍ من جنَّةِ الوصلِ ..
هُنا فَخَّخَهُ العشقُ بأشواقِ المُحِبِّينَ
فماجَ الجَسَدُ الورديُّ في قنبلةِ الأشواقِ ..
فاضتْ لهفةُ التنفيذِ من عينيهِ
فاهتزَّ الفتى مخزنَ بارودٍ من اللَّهْفَةِ
وامتدَّ فتيلاً نافراً في خفّةِ الضوءِ
دقيقاً وجميلاً مثلَ خطِّ الكُحْلِ في جَفْنَيْهِ
تحدوهُ تسابيحُ خطوطِ الطولِ والعرضِ ..
علَتْ تكبيرةُ الوادي
وشعَّتْ في المدى جُرأةُ ( عبَّاسَ ) و ( حَفْصٍ ) و (
قصيرٍ )
فَتَلَظّى الوجدُ في ترسانةِ القلبِ
وثارَ المخزنُ الناريُّ في التلِّ
فما نسمعُ إلاَّ :
( ارِني أنظرْ إِليكْ )
( ارِني أنظرْ إِليكْ )
غرقَ المشهدُ في النشوةِ
حينَ اختلطتْ رائحةُ الليمونِ
بالبارودِ
بالأشلاءِ
بالجرأةِ
بالوَجْدِ الإلهيِّ الذي حَلَّقَ
حتّى عَرَجَ العشقُ عروجاً فادحاً
فانتصبَ الله من العرشِ لهذَا العاشقِ الداخلِ
لِلتَوِّ مدى الكينونةِ الكبرى ..
عليٌّ يا عليٌّ ..
هذهِ صوفيَّةٌ غابتْ عن ( الحلاَّجِ )
في تأويلِهِ الناريِّ للعشقِ
فَحَدِّثْ :
كيفَ أوْجزتَ المقاماتِ جميعاً
في مقامٍ واحدٍ
فارتبكَ المطلقُ إعجاباً بِهذي الحالةِ البِكْرِ ..
عليٌّ يا عليٌّ ..
سرقوا منكَ غزالاً واحداً
فانتثرتْ من دَمِكَ الغزلانُ آلافاً
وقامَ العشبُ في الوادي على ساقٍ
ودارتْ مهرجاناتُ الينابيعِ
فلا ساقيةٌ إلاَّ تَمَنَّتْ رقصةً منكَ على زغردةِ الماءِ
ولا زنبقةٌ إلاَّ تَشَهّتْكَ رحيقاً للمسرَّاتِ ..
وفي ( الخامسِ والعشرينَ من أيَّارَ )
شفَّ الغيبُ
والتمَّتْ شظاياكَ ( جنوباً ) عائداً يرفلُ في التحريرِ..
كان الشجرُ الواقفُ في السفحِ
وكانَ الزنبقُ الساهرُ في الجرحِ
وكانتْ باقةُ الغزلانِ في أيقونةِ الوادي
وكانتْ قُبَّراتُ الشوقِ في حنجرةِ الحادي ..
هُنا في موسمِ العودةِ
كانتْ تتحرَّاكَ على قارعةِ النصرِ ..
وحينَ انفتحتْ كلُّ جهاتِ الأرضِ عن وَجْهِكَ
شاهَدْنا السماواتِ
تلمُّ الصلواتِ البيضَ من محرابِ ذاكَ الوجهِ ..
شاهدناكَ طفلاً قادماً في باقةِ الألوانِ والفُرشاةِ
كيْ تصبغَ بِالفرحةِ قرميدَ البيوتاتِ
وموَّالَ الحكاياتِ ..
أضاءتْ فضَّةُ الصُبْحِ على جسمكَ
فانسابَتْ قُرى ( عامِلَ ) في مخملِ ذاكَ الضوءِ ..
راحتْ تجتني من فَمِكَ المشمشَ واللوزَ
و ( لاءاً ) حُرَّةً مفتولةَ الزَنْدَيْنِ ..
( لاءاً ) لم تزلْ مرفوعةَ الحرفَيْنِ ..
شعَّ القَمَرُ الطالعُ من جُرْحِكَ
يروي سيرةَ الجُرْحِ
ووَزَّعْتَ على الوادي
هداياكَ من الجَنَّةِ
أنهاراً .. ثماراً وعصافيرَ
فَلَمْ تبخلْ على ( بيَّارةِ ) الكَرْمِ
ولم تكسرْ لِحَقْلِ القمحِ خاطِرْ
آهِ !
يا ليتكَ وزَّعْتَ على الأُمَّةِ إيمانَكَ
كي يكتمِلَ الجوهرُ في قاعِ الضمائرْ
أيُّها الزاحفُ نحو ( القُدْسِ )
نهراً من دَمٍ يخترقُ التاريخَ ..
لا زلتَ ولا زلتَ ولا زلتَ
فتىً تنجبهُ كلُّ الحرائرْ

[/align]

الحور 10-13-2008 01:42 AM

[align=center]عبد العزيز المقالح



البلد:اليمن
تاريخ ميلاده من:1937 ميلادي
- عبدالعزيز صالح المقالح .
- ولد في اليمن عام 1937 .
- حصل على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة عين شمس .
- يعمل استاذا للادب في جامعة سنعاء ، ورأس جامعة صنعاء حتى يونيو 2001 .

- صدر له العديد من الدواوين ، منها :
" لابد من صنعاء 1971 ، " عودة وضاح اليمن 1976 ، " الكتابه بسيف الثائر علي بن الفضل " 1978 ، أوراق الجسد العائد من الموت 1986 .


من قصائده




فوق ضريح عبدالناصر



هنا ينام متعباً
من أتعب الأيام والفصول
من عبرت خيوله فوق جبين الشمس والزمن
فما ونى ولا وهن
حتى ونت من تحته الخيول
و استسلمت لراحة الكفن
فآثر القفول
ونام موهن البدن

***

من أيقظ العيون
... هنا
ينام متعب الجفون

***

بالأمس مر في سمائنا
على جواد الفجر كالصباح
أيقظنا من الخدر
مر بكفه فوق مواقع الجراح
قال لنا: أنتم بشر
كنا نسينا أننا بشر
و أن شمسنا مشلولة الجناح
فاستيقظت سهولنا، و انتفض القدر
على جبالناالمجنونة الرياح

***

يا إخوتي هل تذكرون حين مر
"كيف بكى حزناًعلى "بلقيس" و "بن ذي يزن
ماتا فلم يضمهما قبر و لم يسترهما كفن
كان على سفر
فثار واستقر
وصاح في الأطلال و الدمن
ثوري، تحركي
فثارت الأحجار والشجر
و ثارت اليمن

***

تناثرت من حولها سجون "القات" و الكهوف
تقاطرت من قبرها الآلوف
و الفارس الذي أيقظها ممتشقاً حسامه
يضرب وجه الليل و الإمامه
و يسحق (الأقزام) والسيوف
و خلفه، أمامه
تشتجر الأخطار و الحتوف
لا الليل .. لا عواصف الشتاء
و لا زئير الرمل و الجبال
تثنى حوافر الجوادالممعن التحليق في الفضاء
تهز ذرة احتمال
عبر يقين الفارس المتشح الضياء
حتى تكسرت على طريقه النصال
و احترقت كهوف الليل والفناء
ولامس الجبين الأسمر السماء

***

و بعد الف رحلة و رحلة إنتصار
يعود للديار فارس النهار
يعود متعباً ليستريح
لينفض الجراح و الغبار
هنا على جوانب الضريح
و في غد يستأنف المسار
من جوف قبره يصيح
متابعاً بقية الحوار


********


بطاقة إليها



أنـا من بلاد القات مأساتي تضج بها الحقب
أنا مـــن هناك قصيدة تبكي وحرف مغترب
غادرت سجن الأمس ملتحفا براكين الغضب
أثـــر القيود على يدي ساقي تنوء من التعب
لا عطـــر لا بترول أحمله وليس معي ذهب
ما زلت أغسل في مياه البحر أشرب في القرب
قدماي حافيتان عاري الرأس موصول السغب
وسفينة الصحراء طائرتي وقصري من خشب
إن دندن الموال في الأغوار يقتلني الطرب
ويشدني نآي الحقول أذوب إن ناح القصب
لكنني في الحب موصول العراقة والنسب
"مجنون ليلى" في دمي و "جميل" مجنون اللهب
أنا والهوى جئنا شببت بظله حُلما وشب
هل تقبليني بعد؟ هل ترضين بي شمس العرب؟
أنا فيك مجنون تحير سير عمري واضطرب
لما تلاقى المعجبون أمام موكبك العجب
قالوا ومات اللفظ مشنوقا على شفتى اللهب
هزتك ثرثرة الشفاه وخاب صمتي وانتحب
وذهبت تقتاتين ، تغتسلين في موج الصخب
والصمت لو تدرين ..أبلغ من ملايين الخطب


********


أيوب المعاصر



أيوب ..
على طريقكم مصلوب
أمال رأسه
ألقى به على صدر مهشم منخوب
تجفل منه النظرات
تجفل القلوب
حاول أن يسكب دمعة أمامكم
كي تمنحوه بعض العطف والرثاء
تحسس الجفون
فتش أغوار العيون
محاولاته تحطمت
تبددت هباء
لا دمعة أجدت
ولم تعصر من الجفون ماء
منذ قطعتم ثدي أمه في زمن الرضاعة
دموعه مضاعه
سالت على المهد مع الحليب
اختلطت مع الدماء
تناثرت في ليله الرهيب
ما عاد صابرا
وليس في وقوفه شجاعة
فالصبر بئرنا الغريب
"أيقونة" الجبان .. والصليب
ثار ، بكى
مشى على طريق النائحين والحواه
مزق ثوب الصبر قال : آه

****

حاول أن يمتدح الخناجر
أن يستعير صوت مطرب وشاعر
أن يمنح الجلاد بعض الحمد والمديح
لكن لسانه المقطوع
صوته الذبيح
خاناه في محنته الكبيرة
في الليلة الضريرة
فما استطاع أن يطلق أسر صوته وأن يصيح
وحين خانته بقايا الكلمات والدموع
حاول أن يرفع كفه مستجديا براءة الجموع
كان ذراعه مقطوع
وأنفه مجدوع
أعاد رأسه على الصدر المهشم الجريح
رمى بعينيه إلى التراب
ودًع في مرارة عالمه القبيح
أطلق روحه أنقذها من دنس الكلاب
عاش بلا صبر
ومات في العذاب




[/align]

الحور 10-13-2008 01:43 AM

[align=center]قاسم حداد


ولد في البحرين عام 1948.

تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980.
شارك في تأسيس ( أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ) عام 1969.

شغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها.
تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987
عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال) العام 1970.
يكتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحافة العربية.
كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية.
ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية .

متزوج ولديه ولدان وبنت (طفول - محمد - مهيار) وحفيدة واحدة (أمينة).
حصل على إجازة التفرق للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997.

شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الشعرية والثقافية عربية وعالمية منها :
ملتقى الشعر العربي الأول 1970
مهرجان المربد - بغداد - 1974
مهرجان أصيلة العاشر 1987- المغرب - 1986
مهرجان جرش - الأردن - 1997
المؤتمر الأول لاتحاد الكتاب اللبنانيين - بيروت 1984
مهرجان الإبداع - القاهرة
ندوة العمل الثقافي المشترك ( الكويت / الرياض )1985
المهرجان العالمي الأول للشعر - القاهرة
لقاء الشعر العرب الفرنسي- غرنوبل - فرنسا / الرباط - المغرب 1986
لقاء الشعر العربي في نانت - فرنسا 1990
الندوة الشعرية في مئوية جامعة جورج تاون - واشنطن 1989
ندوة الانتفاضة الفلسطينية - صنعاء 1989
مهرجان الشعر العربي -الأول مسقط - عمان
ملتقى الشعر العربي الأول- تونس 1997
مهرجان الشعر العربي الأسباني- صنعاء - 1990
مهرجان الجنادرية - الرياض -السعودية
المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب اللبنانيين - بيروت 1994
معرض الكتاب في الشارقة - الإمارات العربية المتحدة
معرض الكتاب في أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
مهرجان القرين - الكويت - 1994
ندوة أبو القاسم الشابي- فاس - المغرب - 1994
ندوة التنوير - أبوظبي
مهرجان الشاعر عرار - الأردن
مهرجان الشعر العربي في الرباط- 1997
مهرجان لوديف - جنوب فرنسا - 1999
مهرجان مؤسسة الهجرة للثقافة العربية- أمستردام- هولندا - 1998
مهرجان ربيع الشعر في معهد العالم العربي- باريس 2000
مهرجان الشعر العربي الألماني- صنعاء - اليمن 2001
مهرجان الشعر العربي الثاني - بيت الشعر -الأردن 2001
الأسبوع الثقافي لمؤسسة المدى - دمشق - 2001
ندوة الثقافة العربية والنشر الإلكتروني- الكويت 2001
أمسية شعرية في كلية التربية في مدينة عبري - سلطنة عمان - 2001
المهرجان العالمي للشعر في ميدلين- كولومبيا - 2001

أطلق (منذ العام 1994) موقعاً في شبكة الإنترنت عن الشعر العربي باسم (جهة الشعر) :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

مؤلفاته :
البشارة - البحرين - أبريل1970
خروج رأس الحسين من المدن الخائنة - بيروت - أبريل 1972
الدم الثاني - البحرين - سبتمبر 1975
قلب الحب - بيروت - فبراير 1980
القيامة - بيروت - 1980
شظايا - بيروت - 1981
انتماءات - بيروت - 1982
النهروان - البحرين - 1988
الجواشن (نص مشترك مع أمين صالح) - المغرب - 1989
يمشي مخفوراً بالوعول - لندن - 1990
عزلة الملكات - البحرين - 1992
نقد الأمل - بيروت - 1995
أخبار مجنون ليلى ( بالاشتراك مع الفنان ضياء العزاوي )
لندن / البحرين - 1996
ليس بهذا الشكل ، ولا بشكل آخر - دار قرطاس - الكويت -1997
الأعمال الشعرية - المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت - 2000
علاج المسافة - دار تبر الزمان - تونس - ‏2000‏-‏10‏-‏29
له حصة في الولع - دار الانتشار - بيروت - 2000 المستحيل الأزرق (كتاب مشترك مع المصور الفوتغرافي صالح العزاز)

ترجمت النصوص إلى الفرنسية / عبد اللطيف اللعبي، والإنجليزية / نعيم عاشور- طبع في روما – 2001




من قصائده



الحجاج يقدم أوراق اعتماده


طفول ، نقطة دم في عيون الخليج ،
- استشهدت
وداعا أيتها الفتاة الحلوة ، أيتها
الوردة الفاتحة ، ستذهبين
صوب الحب وسأذهب صوب الموت .
(لوركا)
أما آن لهذا الفارس أن يترجل
أسماء بنت أبي بكر
لابنها المصلوب عبدالله بن الزبير
نخلة بين الأغاني ، هل فم ينقع فيه السم يعطي؟
كيف لا تسقط هذي الشمس في حضن السبايا ؟
حربة الحجاج تصطاد الغزالات . ونحن
أين نحن ؟
لا تقولوا هزنا الشوق إلى فوق ،
سقطنا
لغة الترياق والموت تصير الآن قرآنا بخط النسخ
لو كنا مجانين قرأنا
(واستحالت عوسجات الصحراء
أمراء .
واستحلنا نهرا يسقي جذور
العوسج البري بالدم،
ونحن الفقراء)
لا تقولوا : كيف ؟
كانت طفلة في رئة الرمح
تجز الليل من بطن الجديلة
نفضت كل عباءات القبيلة
و انتضت سيفا وماء
فبكوا لما رأوها وردة تشرب في جمجمة الأعداء
واغتالوا حنين الصوت فيها ،
ألف قد علمتنا لغة نقرأ فيها
ياسمين الزمن البكر ،
رغيفا يحلم الأطفال فيه برزخا للشمس
سيفا أحمرا ،
أو برتقاله .
آه لكنا مضغنا لذة الخوف،
انزعوها شوكة القلب
وكونوا نخلة بين الأغاني
( هل نهز الجذع يساقط زيتا
أم نهز الجذع يساقط موتى ؟)
يسكت الصوت الذي يأتي من الخلف
وترتاح الملايين من النوم،
وتأتي المفردات هاربات
من قواميس المراثي
كالحمامات التي عذبها الحب وأبكاها الفراق .
هكذا ، رأسها في الرياح
تقصم ظهر الملثم ، وابن جلا واقف
يجلد العسكر المستباح
(وضعت العمامة لكنهم جهلوني
وردوا السيوف لنحري
وهزوا عروش الخليفة)
أخبرونا ، هل وراء الشجر اليابس عصفور
وهل قبر يصلي ؟
لو قرأتم سورة الحجاج،
لو نافذة مثل بلادي
ثم آه
حين نامت طفلة في دم لوركا
واستفاق الزنبق الوحشي فينا
كسرت قافية السلطان بالورد الجميل
كيف لم نعرف حكاياها وكيف
زينوا كل شريد في بلادي بشذاها .
لم تصر( كانت) ولكن أصبحت جرحا بهيج
آه يا لوركا ،
أغانيك تصير الآن دفئا
لتراب الحب في غر ناطة أو في الخليج .
نخلة تعطي .
احتراقـا أيها الغصن
و لام تنثني تحرث صدر الآخرين
كل شيء يغرق الآن بضحكات القتيل
و طفول
تزرع الألغام في كل الجسور
وبلادي في ظلام اللحظة الملتهبة
ألبسوها زمنا من ورق الخيش المقوى
و طفول
تركب القافلة القادمة الآن إلينا بالهدايا
حيث تساقط شمس فوق أحضان السبايا .
تقدمت في رئة المدينة
وخاطبت بالجرأة الحزينة :
( ترجل أيها الرجل المسافر في قتال العسكر الوحشي آن لك الأوان.
عرج على تلك الخيام لكي تنام . و طفول تغسل كل ليل، يستحيل
الجرح في يدها رسائل تحمل البارود توصلها لأطفال يصيرون انتفاضات أليفه
آه عبدالله لو جزر الغياب وساحل الزيت استكانوا، مت في خشب الصليب .
آه لكن سوف تمشي مثلما يمشي الحبيب إلى الحبيب)
و الخاء ترفع رأسها مزدانة بالبرق والآيات
ترفض نفسها الأشياء، والخبز البعيد عن البطون،
أغنية رفضية فقدت ملامح وجهها
والجوع لحن مجرم ، لو يعرفون .
( هل مشينا
هل يمد الظل أقداما على الأحياء
هل تأتي وريقات الشهادة من دم الحجاج
نرفضها ونرفض ساكنيها )
نجمة كانت وما زالت يسيل على دماها
عطر .
تعالوا . قالت الأخبار . هل صدقت،
وهل ذهبت إلى الأرض
استحالت طفلة أخرى تعيش على هواها ؟
علمتنا كيف نختار الورود بدون خوف الخنجر البراق
لام ترسم الأغصان
كيف نكون لغما في سطور الشعر
نفتح شرفة في البيت،
آه أدركونا .
جاءت رسائلكم، حملناها ، خرجنا من سماء الضوء
أدخلنا عواصمنا إلى أرض الغرابة
وتوضأنا برمل الشهداء
وعرفنا كيف في غر ناطة تبكي سحابه
كيف صارت فجأة ، كيف استحالت
بعد أن كانت خرابه .
(جاءت الياء تزحف في جسد المستحيل،
تسمي البغايا بأسمائهن ، ترى المفردات الغريبة،
توزع نار المحبة والأصدقاء
وتمحو تقاويم عصر المرابين ، نكتب عصر النقاء)
كيف (أسماء) جاءت وما جئت
أنـت
وطارت لنا زغردات قتيلة
ابتدأت من الموت، كنت مماتا لهم،
واستطعت الوصول .
المقاهي تلوك الضحايا
ونحن يتامى عرايا
ترى يفهمون الرموز؟
أنصتوا ، تبدأ النار تقرأ في سورة الساقطين .
( وكان أن تلد الثورة أبناءها )
ولكنهم يستعيرون أقنعة من خشب تأكل فيه السوسة،
وكانت الثورة -اللعبة المستطيلة، ولكنهم جولة خاسرة )
من هنا تبدأ الدرب فينا
من هنا تنهض كل الضحايا
تصير لكل الحروف أظافر
مثل الأساطير تقفز من كتب الله شوقا
ويا أختاه برحنا الهوى
للعشق سهم أحمر ( وأنا أكون ولا أكون)
ما خنت ، لكن القوافل لا تسافر وحدها في الليل
والأصحاب ناموا ، وانتهوا في أول الدرب
استعاروا زمن القات، وقالوا :
نستريح الآن أتعبنا السفر
( وأنا أكون ولا أكون )
وتولدين من الخواصر .
نخلة بين الأغاني ، والفم المنقوع بالسم،
ارتعاشا التراتيل القبيحة .
لغة لا تستطيع القول ،
صوت ، من زمان قادم
يضرب جدران التواريخ الجريحة
حين يغتالونها في أرضها تصبح أخرى
نخلة أخرى ونهرا لا يطيع الخلفاء،
غضب
كل السلاطين هباء
والذي سمره الحجاج في بوابة التاريخ
يمشي في خليج الأعين الحمراء
أسماء بلا عنوان في كل مكان
تطبخ الثورة في قدرتها
هل يستحيل الرمز في داخلنا بوابة أخرى إلى التاريخ؟
لا تستصرخوا حزنا
( وسموا كل بنت باسمها الآن وسموها الشجر،
ريثما ، أو بلغوها بصراخ الأرض
سموا باسمها كل العذارى في السجون)
افتحوا نافذة في الريح، لوركا ولد يهوى الممات
فوق أحداق المساكين المصابين بداء الحب
في غر ناطة أو في الخليج .
(جيم . منجل تحصد الرؤوس وتبني على جثة الخليفة عالما.
عاد من صلبه . ذهبت إلى الموت. لكن طفول هنا .
تساقط الآن كل الشموس بحضن العذارى)
الذين يدوسون صدر الأغاني هنا
انتهى عهدهم ابتدا عهدنا
خليج مسالم،
يصير اسمه مثل وجه الجراح
يشيل السواعد من غمدها
ثم يتلو كتاب الخطايا الذي من ولاة الخليفة .
امتقع يا زمان الأناقة والجوع
امتقع يا زمان البغايا النظيفة .
ستبقى طفول هناك
وتبقى هنا
( وسموا كل بنت باسمها الآن وسموها القمر
غرقت في الضوء لما قاتلت موت الدخول
زينوا أسلحة الفجر، اصقلوها
أطلقوها في فم الأطفال
في ألواننا الحمراء
سموا باسمها كل الفصول)
لم تكن غائبة عنا ولكن السيوف
لا تطيق النوم في غمد الرجال.
طفلة
نعرفها الآن كما نعرف رمز الوطن المرصوص
في القلعة في أرصدة البنك التي يملكها الوالي
وجوع الزنبقات
ورموز الطلقة القادمة الآن
وطفله .
لا تقولوا نحن في الشوق الذي نام
افتحوا باب الأساطير ، انتضوا سيفا وماء
وتعالوا فقراء
فتصيرون اشتهاءا ورعونة
نخلة هزوا فيساقط زيتا
نخلة هزوا فتساقط نار
نحن من سجن خرجنا ، آه لكن السجون
ألف بوابة شمس وظهيرة
اقطعوا بالسيف، مدوا صوتكم عبر الخليج
وشرارات الجزيرة
دمنا الحاقد من كل كتاب يصبغ الفجر ،
وأعصاب القصائد
لم تزل مشدودة والشمس في حضن العذارى
والخيول
في انتظار الفارس الغاضب، هل يعطي الشجر
ثمر السوس إذا الخضرة جاءت؟
أدركونا
لم تزل بوابة التاريخ في الشرق
وما زالت أيادينا على زند الحياة
علمتنا طفلة معنى الخطورة
في ربيع يلد الأطفال أبطالا ،
ومن نار الحدائق تستفيق القبرات .
نخلة فوق الأغاني
آه لوركا ، ها هنا الفاشست يغتالون أعناق القصائد
دمك المطلول دفئا لقلوب الشعراء
الشعراء
حيث يختال ( . . . . . . ) على عار الخليج ،
لغة دفؤك ، أزميل به يطلع شعر
ونقاتل
تركض الأرض إلى غر ناطة أو في الخليج
لا تقولوا طفلة كانت ولكن أبجديه .[/align]

الحور 10-13-2008 01:43 AM

[align=center]محمد أحمد الشنقيطي


الجنسية: سعودي

الـمـهـنــة : مهندس مدني و إنشائي

الـمؤهـلات العـلميـة
حصل على الثانوية العامة من مدرسة الملك عبد العزيز الثانوية بمكة المكرمة عام 1388 هـ الموافق 1968 م
ابتعث على اثر تخرجه إلى إنجلترا للدراسة على حساب وزارة المعارف لحصوله على الترتيب الثاني في الثانوية العامة
درس اللغة الإنجليزية بمدارس بورنموث عام 1969م وحصل على شهادة في اللغة الإنجليزية
حصل على شهادة الثقافة العامة في الرياضيات البحتة و الرياضيات التطبيقية و الفيزياء من مقاطعة دورست عام 1971م
التحق بجامعة شيفيلد حيث حصل على البكالوريوس عام 1975م و الماجستير عام 1977م في الهندسة المدنية و الإنشائية. و لقد كان بحثاه في البكالوريوس و الماجستير باستخدام الحاسب الآلي حيث كان كل باحث في ذلك الوقت يعد برامجه بنفسه و كان يبرمج وقتها بلغتي فورتران و بيزك.


أصدر أربعة دواوين شعرية هي

دموع المعاناة (1982) المنتخب (1985و1994) و قلب يتنفس (1990) و خلف أسراب البجع (1991) و ها هو ينشر ديوانه الخامس (رسم على وجه الزمن ) على الإنترنت
عضو نادي مكة المكرمة الثقافي و عضو نادي جازان الأدبي
من هواياته لعب الشطرنج و لقد مثل جامعة شفيلد في فريق متميز آنذاك
صوري في مراحل مختلفة



من قصائده




من هي؟



نـَـمـا في الـقلب ِ لي نـايٌ و غـَـنـَّـىَ
بـأنـَّـكِ مـا يَـرومُ و ما تـَـمَــــــــــــنـَّـى
علىَ عـيْـنـَيْـكِ تـعْصِــــفـُـهُ الأمانـي
و في شَــفـَــتــَيْــــــكِ مأخوذ ٌ مًـعَـنـَّىَ
يـــــرىَ ما فيكِ مِنْ أَلـَـق ٍ و سِــحْر ٍ
و يُـعْــجِـزُهُ بأنـَّــكِ ألـْــــفُ مَـعْــــنــىَ
مَـعان ٍ في وَضاءَتِـها غــــــمـوضٌ
فـمــا أحْـلىَ الغموضَ وَ لوْ تـَجَـنـَّى َ
هـوىً في رُوح ِ مِـعْطاء ٍ كَـريــــــم ٍ
و لـَكِـنُّ الزمـــــــــــانَ عليهِ ضـَـنـَّـا
***

سما في دَوْحِـهِ أمَـلٌ وَفِــيـــــــــــرٌ
فهلْ مِنْ بَـعدِ فاقـَتِهِ سَـيَـغـْـــــــــنىَ ؟
مَـضـَتْ بالأمْـس ِ سَـاعاتٌ عِـذابٌ
بدَوْح ِ خميلةٍ ظِـــلاً وَ مَـغـْـــــــــــــنىَ
سِـوىَ أنَّ الزمان مضىَ سَـريعــًا !
فما ضـَــــــــــــرَّ الزمانَ إذا تـَأنـَّـىَ ؟
دَعَـتـْـهُ مَـفاتِـنُ الحَسْـناءِ قـسْــرًا
فهـذا الدَّهـْـرُ و الخفـَّاقُ جُــــــــــنـَّـا
يـدومُ تدافـُـعُ الأمواج ِ تـَلـْــــــهو
بنـا في اليَـمِّ مِـنْ ظـَـبْـي ٍ تـَـثـَـــنـَّىَ


*********


عيونٌ و أشياءُ أخْـرى



عــيـــونٌ كـالـمَـهــــــاةِ و لا أحــاشِـــــي
وعِـــطْــفٌ كـالـقـُـطــوفِ عَـلىَ عُــــــراش ِ

وعَــيـنـاهـا وَ خـَدَّاهـــا بــريــــــــقٌ
بـألـــوانِ الأزاهــــــرِ والــــفـَــــــــراش ِ

فــريــدٌ مــا هُــنـالِــكَ مِــنْ لـَــطـيـــــــف ٍ
تـمـيـسٌ بـِـهِ الأواسِــــط ُ والــحَـــــواشي

وَ فِــيـرٌ مـا هُــنـالِـكَ مِـنْ قــُـطـُـــــــــــوف ٍ

وانْ عَـــصـيَ الـقِــــطافٌ لِـــمُــسْــــتـَجَـــــاش ِ

يٌــسَــكَّــنٌ مِــثـْـلـُـهـا قـلـبــًا وقــــصْــــــرًا
فـتَـسْـكُـنُ فـي الـمُــنـيـفِ وَ في الحِـشـــــا ش ِ

ولـوْ طـَــلـَــبَـتْ رصـيــــــــدَ الأرض ِ دُرًا
لـوافـَـقـَـهَــا الــفــؤادُ بـِــــلا انـْـكِــمــا ش ِ

رخــيـصٌ مــا هُــنـالِـــكَ فـي ر ضـاهــــــا
مِـنَ الـحـاجـاتِ أو ثـَـمَـــــن ِ الـرِّيـــــاش ِ

ألـوذ ُ بـِــعَــيْــنِــهـا فـَـتـَـلـوذ ُ عَـــنـِّـــــــــي
فـأشـْــعُــرُ فـي الـمـفـاصِــل ِ بـِارْ تِــــعــــا ش ِ

فـوَيْــلٌ لِـلْــجـمـيـلـةِ مِـنْ شِــــــــبـــاكــــي
لـَـوَ انـِّي فـي الـغـَـرام ِ الـيـومَ نــاشِــــــــــــي

كــمـا أنـِّي عَــلِــمْـتُ بـأنَّ حَــظـِّــــــــــــي
سـَــرابٌ فـي الـمَـــتـَاهَــةِ لِـلـْـعِــــــــطــا ش ِ

***
مـَــهــاة ٌ لـَـوْ يُــصـادِفـُـهـا حَـــشِـــــــيــمٌ
تـَـهَــوَّرَ فـي الـتـَّـحَــرُش ِ غـَـيْــرَ خـــــا شـي

ولـولا أنـَّـهـا حُــجـِــبَـتْ بـِـسِــتـْــــــــــــر ٍ
لأ صبـْـحَ ذِكـْـــرُهــا في الـنـَّـا س ِ فـــــــاشي
*****


********


رسالة عاجلة



جـمـــالٌ يتيـهُ علـى أوْحَـــد ِ
و روحٌ تسَــامـتْ علىَ الجـــسد ِ
رأيْـتُـكِ فِـكراً خَـلالَ السطـورِ
كَـطَـلْعٍ نضيدٍ منَ الـ عَـسْـجَــدِ
تكلَّـلُـهُ خِـبر ة ٌ بالُّـلـــلغاتِ
و مَـعْـرِفَـةٌ بـعلومِ الغَـــــدِ
و لَـمَّـا رأيْـتُكِ في صـــــورة ٍ
رأيتُ الـجـمِالَ الوَضيءَ النَّــدِي
كأنَّـكِ نـورٌ عل شُـعْـلَــــةٍ
فيُـشْرقُ هـذا الزَّمـــانُ الـرَّدي
فَـيا بسمةٌ منْ رِيـاضِ الـجِـنـانِ
رويدَكِ انَّ فؤادي صَــــــدِي
رويدكِ عيناكِ منْ لَـهَــــــبٍ
يمـورُ بـها أَلَـقٌ سَرْمـــــدي
و أنـفٌ لُـغـاهُ عُـروبِـيَّـــةٌ
أَشَـمُّ سـناهُ منِ الـفَـرْقَــــدِ
و تلكَ الشَّـفاةُ رؤىً مِنْ لَـــظىً
عَـلىَ الـصَّـبِ نفحٌ منَ البَــرَدِ
و أسْـكَـرُ مِنْ كَـرْمَةٍ عُـتِّـقَتْ
و أحَلىَ و أطْيَبُ مِنْ شَهَـــــدِ

***************

وَ صَفْـتُ الذي جاءَ في صـورة !
فـانْ زِدْتِ زِدْتُ عَلىَ رَشَــــدِ !
***
عليكِ ثناءٌ جـميلٌ أصيـــــلٌ
كألـْـطـاف ِ نـاظِـر ِك ِ الا ثـْـمَدي
و شُـكراً جـزيلاً عـلى دعْـوَتي
سآتي لأسْــعَـدَ بـالـمَـوْعِـدِ !
و شـكْراً لِـطيبِ ثناكِ الجميــلِ
و لكنِّـني سائـلٌ ما غـــــدي؟
و هلْ لكِ مِـنِّـي صَدوقَ الوُعـودِ
بأنَّ شُـعوري لَـكُـمْ في الـيَــدِ


*********



وداع




علىَ أهْـدابِ رمْـشِـــكِ رَفـْـر ِفـيـني
و في أعْـمـاق ِ قلْـبِـكِ لَـحِّـفـيـــــــــــــني

و ميـسـي بالجمـــال ِ ورودَ رَوْض ٍ
مفـاتِـنَ في التحرُّك ِ و الـسُّـــــــــــكون ِ

و ان أشْـعَـلـْتِ في قلبــــــي حريـقـًا
فـهُــــــــــبي باللطـافـَـةِ و اطْــفِـئينــي !
***

غـَـدًا يـومَ الـوَداع ِ و لي أمـــــــان ٍ
بـانَّ الـدَّهْـرّ في أمَـلي مُـعِـيـنــــــــــــــي

على دَرْبِ الـسلامـَةِ في رحيـــــــل ٍ
لِـقلبي في مَـعِّـيَّــــــــــــــــــــة آسِــريـني

وَ أبْـقىَ هاهنـا! قلمي و شِـعْـري
شهودي في هَـوايَ و في حَـنــــــــــــني

[/align]

الحور 10-13-2008 01:44 AM

[align=center]د.جاسم سليمان حمد الفهيد.



* ولِد بالكويت سنة 1963.
* حاصل على درجة الدكتوراه في تخصص البلاغة والنقد من كلية الآداب/جامعة القاهرة عام 2000 بمرتبة الشرف الأولى .
* عضو هيئة تدريس بقسم اللغة العربية/كلية الآداب-جامعة الكويت . عضو هيئة تحرير مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية الصادرة عن مجلس النشر العلمي/ جامعة الكويت
* حائز على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب/فرع تحقيق التراث لعام 2004.
* نشر أشعاره في العديد من منتديات النت بتوقيع (البارق النجدي ).
* حقق ونشر العديد من المخطوطات ,منها :
- كتاب التوكل على الله لابن أبي الدنيا 1987 ط2 .
- ست رسائل للحافظ المؤرخ الذهبي 1988.
- إعلام الأعلام لمنصور البهوتي 1989.
- كتاب معرفة الخصال المكفرة للحافظ ابن حجر العسقلاني 1990 ط2.
- الدر المنضد لابن حميد النجدي.
- كتاب درء اللوم والضيم لابن الجوزي 1994.
- القواعد الكلية ليوسف بن عبد الهادي 1994.
- الدرة اليتيمة للصرصري 2003.
- أربعون نصا ساقطا من نشرة كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي (ضمن مجلة المشكاة)1996.
* ومن مؤلفاته:
- النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد.
- الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام ( 5 مجلدات )
- صون المكرمات برعاية البنات .
- التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح .
* ومن بحوثه:
- التوظيف الفني للنجوم والكواكب في شعر أبي العلاء./حوليات كلية الآداب/ جامعة الكويت.
- بنية الكناية :دراسة في شبكة العلاقات الدلالية .المجلة العربية للعلوم الإنسانية /جامعة الكويت.
* كاتب أسبوعي بجريدة الرأي العام الكويتية (منذ فبراير 2001)/ مقالات(على المحز).
* عضو جمعية الصحفيين الكويتية .


من قصائده


حنين الحنايا



حبيبي تَقَـدَّمْ وعَانِـقْ هَواكـا ..... ولا تَخشَ بُعدي فقلبـي فِداكـا

فأنتَ بعينـي مَليـك الغَوانـي ..... وما ثَمَّ في الكونِ حُلوٌ سِواكا!!

ضَمَمْتُكَ سِرًّا بجَـوفِ الحَنايـا ..... وكانتْ ضُلوعي جميعا حِماكـا

فحَلِّقْ أمانًـا وأطلِـقْ جناحـاً ..... فشِعري غَمامٌ وحُبِّـي سَمَاكـا!

وجُدْ بالوصـالِ لِصَـبٍّ قتيـل ..... ٍيبيـعُ الحيـاةَ ويَشـري لِقاكـا

إذا ما أسـأتَ أتـى باعتـذارٍ ..... فتُغْضِبُهُ وَهْوَ يَهْـوى رِضاكـا

ولو سِرْتَ وحدَك فـي مَهْمَـهٍ ..... تـراهُ وراءكَ يَقفـو خُطاكـا

فتىً لا يرى في الهـوى ذلّـة ..... ًويَستعْذِب القلب دَوْمًـا أذاكـا

فـلا تكتُمَـنْ بالفـؤادِ الغـرام ..... َأجِبْ داعيَ الشَّوقِ لمّا دعاكـا

ولا تَسمَعَـنَّ لقِيـل الـوُشـاة ..... ِوعاصِ العَذولَ إذا ما نَهاكا !!

يَلومونني في الهَوى إذْ سُبِيـت ..... ُوبِتُّ أسيـرا أعـافَ الفِكاكـا

وحبّرتُ فيـكَ بديـعَ المعانـي ..... وصوّرَ طُهرَك شِعري مَلاكـا

نصيبُك في الحُسْنِ أوفى نَصيب ..... ٍفشمسُ ضُحانا تُباري ضِياكـا

وهَيْهاتَ مِنها بُلـوغُ الأمانـي! ..... تَبَسَّمْ ولا تَخشَ مِنها دِراكـا!!

تَحِـنُّ عُيونـي إلـى مُقلَتَيْـك ..... َويَلْثُـمُ قلبـى لِشَـوقٍ ثَراكـا


************



بسماتها



فَدَيْتُ الكوامِنَ مِـن قلبِهـا..... وقدّمـتُ روحـي لآهاتِهـا

ولو ضَنَّ حرفي بمَكنونِهـا ..... لَصاحَ القصيدُ بِـهِ :هاتِهـا

مَليكةُ عشقٍ هَوَتْها العُيـون ..... ُوجُـنَّ الفـؤادُ بجنّاتِـهـا

فإمّا شكَكْتَ بسِحرِ المِـلاح ..... ِتأمَّـلْ إذا شئـتَ بَسْماتِهـا

ترَ الفجرَ فيها يَبُثُّ الضياء ..... َنسيمًـا تَحلَّـى بنَكْهَاتِـهـا

فتَشرَحُ صدرَ الحزينِ الكليم ..... ِوتَجلـو الهُمـومَ وعِلاّتِهـا

وتُلهِمُ رُوحيَ وحيَ القصيد ..... ِفينهـلُّ غيثـا برَبْوَاتِـهـا

فقـدٌّ رشيـق وخـدٌّ أنيـق ..... ٌوليـلٌ تمطّـى بخصلاتهـا

وما كان حُسنا أتى مِن فَراغ ..... ٍولكنَّـهُ شَـعَّ مِـن ذاتِهـا

فلا تعذلوا الشِّعرَ لمّا احتفى ..... بنُـورِ الجَبيـن ووَجْناتِهـا[/align]

الحور 10-13-2008 01:44 AM

[align=center]مي زيادة




(1895م ــ 1941م)

مولدها ونشأتها:


ولدت (مي) بالناصرة (فلسطين) سنة 1895م واسمها الحقيقي ماري بنت الياس زيادة صاحب جريدة المحروسة، واختارت لنفسها اسم (مي) الذي اشتهرت به في عالم الأدب، وهي من أشهر أديبات الشرق وكاتبة موهوبة وخطيبة فسيحة الباع.

تلقت دروسها الابتدائية في مدرسة عين طوره وجاء بها والدها وهي دون البلوغ إلى مصر حيث عكفت على المطالعة والتحصيل والتضلع من مختلف العلوم والفنون وعرفت من اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية والأسبانية، أتقنتها، فاستكملت ثقافتها وتميزت بالذهن البارع والذوق السليم.

كانت تنشر فيض قريحتها في مجلات الزهور والمقتطف والهلال وجرائد المحروسة والسياسة والرسالة، ولما سطع نجمها في سماء الأدب العربي كان يجتمع بعد ظهر الثلاثاء من كل أسبوع في دارها نخبة من العلماء والشعراء وقادة الفكر من أهل مصر، وهم يخوضون في الحديث ويتبارون في مختلف البحوث العلمية والفنية، وكانت (مي) مالكة عنانه توجه المناقشات والأحاديث بلفظها الرشيق وبيانها الناصع، وأصبحت دارها منتدى أدبياً حافلاً وكان أكثرهم تردداً عليها الشعراء إسماعيل صبري ومصطفى صادق الرافعي وولي الدين يكن، واحمد شوقي، وخليل مطران، وشبلي شميل رحمهم الله وغيرهم، وظلت دارها كدار بنت المستكفي منتدىً للنوابغ، وكانت بمواهبها وفتنتها مبعث الوحي والإلهام لقرائحهم، لأنها جعلت قلوب هؤلاء النوابغ تنفعل بموحياتها الانوثية الناعمة وسحر الجمال، وقد نظم المرحوم إسماعيل صبري باشا أبياتا نفيسة.

كان أول كتاب وضعته باسم مستعار (ايزيس كوبيا) وهو مجموعة من الأشعار باللغة الفرنسية، ثم وضعت مؤلفاتها (باحثة البادية) وكلمات وإرشادات، ظلمات وأشعة، سوانح فتاة، بين المد والجزر، الصحائف والرسائل، وردة اليازجي، عائشة تيمور، الحب في العذاب، رجوع الموجة، ابتسامات ودموع، وقامت بعدة رحلات إلى أوروبا وغذت المكتبة العربية بطائفة من الكتب الممتعة موضوعة ومنقولة وبلغت من غايتها في الأدب والعلم والفن فاستفاض ذكرها على الألسنة.

وكانت تميل إلى فني التصوير والموسيقى، وكانت إذا وضعت قصة تجعل ذكرى قديمة تثيرها رؤية لون أو منظر من المناظر، أو حادثة من الحوادث، وقد يكون إيحاءَ بما تشعر به وتراه في حياتها، فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة، وقد تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة، ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع، ثم تعود فتصوغ القصة وتتم بناءها، وان الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة أو أسابيع أو شهور حسب الظروف، وهي ترى انه ليس هناك قصص خيالية مما يكتبه القصصيون وكل ما ألفته هذه النابغة، هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث الحياة، فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً، بل هو يستمد من الحياة وحوادثها، ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد، وكل ما تكتب هو تصوير لبعض جوانب الحياة، لا وهمٌ من الأوهام لا نصيب لها من حقيقة الحياة.

لقد ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن عصفت المنية في روحها وهي في سن الكهولة المبكرة وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة 1941م في المعادي بمصر، وتركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة وتراثاً أدبياً خالداً إلى الأبد.

لقيت في أواخر عهدها أشد العنت والكيد من أنسبائها، (فقد تآمروا عليها وأدخلوها العصفورية في بيروت وبقيت فيها مدة سنتين حتى أنقذها وأخرجها منه أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري، وقد زارها في مستشفى العصفورية دولة العلامة فارس الخوري والأمير عادل أرسلان وشاهداها لحالة عقلية تامة ولكن صحتها الجسدية ضعيفة جداً واحتجا على ما لاقته إلى مجلس النواب اللبناني.

و من كتاباتها


كآبة



لقد أبصرتك تتولدين، يا وريقاتي
العزيزة، وراقبتك تنبتين، وكنت
صغيرة تنمين في حلة خضراء
ناضرة هلا حدثتني: كم من قبلة
طاهرة شهدت، وأنت على الأفنان
أما كفاك العناق فيما بينك كلما هب
النسيم عليك مداعباً؟ أيتها الحسودات
الصغيرات، من عل رأيت السرور
يمر فطلبته، ظناً منك أن السعادة على
الأرض تقيم لكن لا، لا سعادة عندنا،
لأن الإنسان يرسم أمانيه، ويعجز عن
تحقيقها. وأنت أيتها الوريقات الساذجة
التي بذلت الجهود للتخلص من العبودية
إنك لن تظفري بما شاقك عندنا من مظاهر
الحرية، فالتقلب في التراب، والتمرغ في
الأوحال هو كل ما ستنالين حتى التحلل
والاضمحلال! وأنا حزينة إذ أراك تتناثرين
وترفرفين نحو مثواك القاسي الحزين أيها
الإله! لماذا وضعت في عيني الإنسان هذه
العبرات، قضيت بألا تجف ولا تنضب؟
لماذا؟ أي مسرة أنت ملاق في النكال
والإيلام؟ إنك لقادر ونحن ضعاف، إنك
العظيم ونحن البائسون نحن أشرار وأنت
كل الصلاح، أما كان الغفران أجدر برحمتك؟
أو ما كانت ملاشاتنا أوفق لرحيب قدرتك؟
ولكنك لم تفعل هذا أو ذاك، ونحن نشقى،
ونحن نتعذب. نفسي اليوم حزينة، وحزنها
قائم، واكر في الأوراق المتناثرة، وفي
الأحياء الذين يضحكون،وفي الموتى
الذين مضوا كأنهم لم يكونوا[/align]

الحور 10-13-2008 01:45 AM

[align=center]نزار قباني



==نبذة==
كانت أسرة نزار قباني [[(آقبيق]]) ذات أصل [[تركي]] عريق (1)، عمل أبوه في صناعة الحلويات و كان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا. عمه - [[أبو خليل القباني]] - هو من أوائل المبدعين في [[فن]] ال[[مسرح]] العربي.
كان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه، أثر عميق في نفسه و شعره، فعرض قضية '''المرأة و [[العالم العربي]]''' في العديد من قصائده، رافضا [[شوفينية]] الرجال.
نقلت هزيمة [[1967]] شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " [[1967]] التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
جمع في شعره كُلاّ من البساطة و البلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث، و أبدع في كتابة الشعر الوطني و الغزلي. غنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم [[عبد الحليم حافظ]] و [[كاظم الساهر]] و [[محمد عبد الوهاب]]، و اكتسب محبة واسعة بين القراء في العالم العربي.
كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.
== قصته مع الشعر ==
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام [[1944]] وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .
له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .
لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .
وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ).
== الدراسة و العمل ==
نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، و تخرج في العام [[1945]] من كلية الحقوق في [[الجامعة السورية]].
عمل بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها [[بيروت]]، [[القاهرة]]، [[مدريد]]، و [[لندن]]. و في العام 1959 بعد اتمام الوحدة بين مصر و سوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بال[[صين]]. بقي في الحقل الدبلوماسي الى ان قدم استقالته في العام [[1966]].
أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني "
==العائلة==
تزوج نزار مرتين في حياته. الأولى من ابنة عمه "[[زهراء آقبيق]]" و لديه منها هدباء، توفيق. توفي توفيق عن عمر 17 عاماً بنوبة قلبية و هو طالب في كلية الطب في القاهرة. فرثاه بقصيدة شهيرة عنوانها "'''الأمير الخرافي توفيق قباني'''"، و أوصى ان يدفن الى جانبه بعد موته. وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .
أما زواجه الثاني فكان من العراقية '''بلقيس''' التي لاقت حتفها في انفجار السفارة العراقية في بيروت أثناء الحرب اللبنانية في العام 1982، ما ترك في نفسه اثرا سيئاً فرثاها بقصيدة "بلقيس" الشهيرة التي حمّل فيها العالم العربي كله مسؤوليّة موتها. و له منها عمر و زينب.
بعد وفاة بلقيس رفض الزواج مجدداً، و أمضى سنينه الأخيرة في [[لندن]] وحيداً. وافته المنية يوم [[30 ابريل]]/نيسان [[1998]] في لندن عن عمر 75 عاماً، بعدما أصيب بنوبة قلبية.

من قصائده

قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل

لَنْ تجعلوا من شعبِنا
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
فنحنُ باقونَ هُنا ..
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
إسوارةً من زهرْ
فهذه بلادُنا
فهذه بلادُنا
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيش البحرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
في قمحها المُصْفَرّْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيَسْاَنِها
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
وفي الوصايا العشْرْ

قصيدة بعنوان :هجم النفط مثل ذئب علينا

من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
ونارُ التغييرِ في عينيهِ
نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
فأتى ماشياً على جفنيهِ






[/align]

الحور 10-13-2008 01:46 AM

[align=center]جبران خليل جبران




نبي عصره، المجنون، الثائر، المتمرد والحكيم.. جبران خليل جبران، عبقري من بلادنا. نشأ في ظلال الأرز، وانطلق الى العالم محملاً بروحانية أرضه وأوجاع أهلها، فحمله إبداعه الى عرش مجد لم يرتقه سوى قلائل من العباقرة.


طفولة وغربة

أبصر جبران خليل جبران النور في بشري في 6 كانون الثاني 1883، وهو الولد البكر لخليل جبران ولكاملة رحمة في زيجتها الثالثة وشقيق بطرس (أخوه من أمه) ومريانا وسلطانة. ترعرع في بشري مدللاً في طفولته، وتلقى في مدرسة الخوري جرمانوس التابعة لدير مار ليشاع، أوليّات السريانية والعربية. تفتح هذا الصبي المدلل على مجتمع مرهق بالتناقضات وتفاعلت في أعماقه عوامل عدة: التربية الدينية، روعة الطبيعة الشمالية وجمالات غابة الأرز الخلابة، وبطولات أسرته الجبرانية المعاندة في رفضها النظام المتصرفي والهوية العثمانية. عرف جبران منذ تفتحه، مرارة أجداده ومعاناتهم وهجرتهم الى الأميركيتين وأوستراليا إثر نفي يوسف بك كرم، فقد تعرضوا للمداهمات المتلاحقة، والتي أدّت إحداها الى سجن والده وهو في الثامنة من عمره، ومصادرة جيوش المتصرف منزل الأسرة العريق وأملاكها. في التاسعة من عمره سقط عن صخرة عالية بالقرب من دير مار ليشاع فانكسر عظم كتفه وصلب على خشبة بضعة أشهر ليلتحم العظم (يجبّر) ، فاكتشف في ذاته معنى الصلب الذي عرفه مشهدياً في طقوس الصوم وأسبوع الآلام. والكسر أودع يده اليمنى ضعفاً لازمه طيلة حياته ودفعه لاقتناء عصاً نراها في صوره ولا تزال في محفوظاته. عندما بلغ جبران الحادية عشرة من عمره خرج الوالد من السجن وكان الجوع يهدد أسرته، الأمر الذي دفعها الى عبور حدود لبنان المتصرفية، فأقلعت في 25حزيران 1895 من مرفأ بيروت متجهة صوب الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً الى بوسطن حيث الطموح البعيد.

الفتى الموهوب

إلتحق جبران في أوليفربليس بمدرسة الغرباء التي لم تقبله إلا عاماً واحداً، وخلاله اكتشفت المدرّسة جسّي فرمونت بل موهبته في فن الرسم، فبعثت رسالة الى النهضة الأدبية والفنية في بوسطن فردهو لند داي، تعرفه بالفتى الموهوب مختصرة إسمه فيها بخليل جبران، فتولى الأخير التعريف به في أميركا. في الوقت الذي كانت فيه الأسرة تعمل بجد لتحصيل لقمة العيش من خلال الخدمة في البيوت وبيع الأنسجة اليدوية التي تحيكها مريانا ومن الدكان الصغير الذي اقتناه شقيقه بطرس، كان جبران بصحبة قلمه الفحمي الملون يرسم تمثال "الباخوسيات" ويقرأ بشغف ما يقدمه له داي الشغوف بالنماذج الشرقية والذي تعرّف إليه في 9 كانون الأول 1896، فكان هذا اللقاء فاتحة المستقبل المشرق للعبقري اللبناني، فقد تفجّرت طاقاته مع دواوين الشعر الإنكليزي ومعاجم الميثولوجيات التي قدمها له داي، الذي سهّل له التعرّف الى نخبة البيئة البوسطينية وأيقظ في أقلامه حس استنطاق بواطن الكتب، وتجسيدها في رسوم كان لها دور في شهرته. الإنطلاقة الأولى كانت في 8آذار، في معرض صور فوتوغرافية لداي حيث تعرّف على جميلة بوسطن الشاعرة العميقة الثقافة جوزفين برستون بيبادي. وشجعه داي على رسمها فرسمها وكانت نموذجاً لعديد من حالات إلهاماته. التفتح على شيء يشمل كل طاقاته: الحب، الرسم، القراءة الكثيفة، التأمل، التحوّل، تبدل المفاهيم الدينية باتجاه الميثولوجيا المقارنة بين المجتمعات، الغربة، الوطن مسؤولية حياة يعيشها على حساب أسرته... كل ذلك ساهم في نمو الشاعر الضبابي الذي يشد وراءه واقعاً تعبيرياً محدوداً، أما المفتاح فضائع بين الصراعات التي يعيشها وقد اكتشفها داي ووالدة جبران، فنظّما سفره الى لبنان ليتعلم العربية. بين مدرسة الحكمة في ولاية بيروت وبشري لبنان المتصرفية مع والده، يكتشف جبران جرح الوطن وحواجز العبور فينمو في داخله التمرد والعنف. وفي مدرسة الحكمة، اكتشف فيه استاذه في العربية الخوري يوسف الحداد نفساً وثابة وعقلاً متمرداً وعيناً هازئة بكل ما تقع عليه. ولم تطل الأيام حتى بدأ يجد طريقه الفكري، فراح يكتب مقالات ينقحها الخوري الحداد لتنشر في مجلة"النهضة".

جبران والحب

رافق جبران في هذه المحطة نخبة كانوا روّاد التجديد في الشعر والرسم والنحت والسياسة أمثال بشارة الخوري والأخطل الصغير ويوسف الحويك، إذ جمعتهم مدرسة الحكمة. في النصف الثاني من هذه المحطة عرف في كيانه حباً جارفاً نحو سلطانة تابت وهي أرملة، توفيت ووفاتها عمّقت في نفسه معنى التجلّد والصلب الداخلي مجدداً. عواطفه ونزواته ومخيلته، كانت سابقة لعقله ومعرفته، وقد أدرك هذا التفاوت فيه. وسط هذا الصراع الداخلي، بلغه خبر وفاة أخته سلطانة، فحمله ليحط في بوسطن في أوائل نيسان 1902. وبعد وفاة سلطانة بالسل ودّع جبران أخاه بطرس بالداء نفسه ومن ثم والدته بداء السرطان، وكان كل ذلك في فترة لا تتجاوز السنة، فكانت الأقدار الموجعة عاملاً إضافياً في تفجير عبقريته. بعد حبه الأول، حب آخر جعل عاطفته أسراً جديداً، إنه حبه لجوزفين. مع هذه المرأة أدرك جبران أن الجمال والعذوبة والشاعرية والصبا ليست الحب. وأدرك أن عليه أن يجد جبران الرجل في نقيضه جبران العاطفي. وكانت تلك التجربة المدخل الى مقالات "دمعة وابتسامة" التي نشرت في "المهاجر" لصاحبها أمين الغريب بمعدل مقالين في الأسبوع. حاول داي مرة جديدة تحريره من صراعاته، فكان وراء رحلته الى الشرق مواكباً أسرة أميركية في جولة شملت مصر وفلسطين وبيروت. وبعين المنكوب المصارع يقرأ مرة أخرى القدر جاثماً على صدر مهبط الحضارات الأولى. معرضه الأول الذي دفعه داي لاقامته في محترفه، ساعده على تحقيقه كل الأصدقاء وبينهم جوزفين وحبيبها ليونيل ماركس بروفسور الفيزياء في هارفورد الذي طلب من صديقته القديمة ماري هاسكل بإصرار أن تزور المعرض... فكانت قصة جديدة ومرحلة جديدة في حياته. تعرف جبران على ماري هاسكل عام 1904، فكانت بالنسبة له السيدة الكريمة التي تعهدت انماء فنه ومواهبه. فقد اكتشفت فيه فناناً كبيراً، وعرفت أن مستوى الفن في بوسطن ليس بقدر طموحه، فدفعته في إتجاه الأكاديمي جوليان في باريس عاصمة الإبداع، متعهدة نفقاته سنتين وأربعة أشهر 1910-1908)) وحفزته أيضاً على الكتابة باللغة الإنكليزية، فكانت تنقّح أكثر مؤلفاته الأولى بهذه اللغة، خصوصاً "المجنون" و"السابق" و"النبي". جمعت ماري هاسكل بجبران قصة حب كتبت على ستة آلاف صفحة من الرسائل والكتابات اليومية، وامتدت بين العام 1908 والعام 1926 تاريخ زواجها من رجل آخر. كانت عوائق الزواج بين جبران وهاسكل كثيرة، فهي تشكو في مذكراتها من كبر سنها بالنسبة إليه (10سنوات) ومن بشاعتها، كما ان وضعه المادي لم يكن مؤاتياً، وأدرك جبران أن عليه أن يرسم للحب هدفاً أبعد منه ويحرره من قيود الزواج. وكان لجبران علاقة حب عبر المسافات جمعته بالشاعرة مي زيادة التي كانت تعيش في القاهرة، وبدأت تراسله الى نيويورك منذ العام 1912 ولغاية آذار 1931، أي قبل وفاته بنحو نصف الشهر. تضمنت الرسائل المتبادلة بينهما دراسات حول مؤلفات جبران وآفاق الحركة الثقافية في نيويورك ومصر. ولا تخلو هذه الرسائل في العديد من صفحاتها من العتوبة والملامة التي يتداولها العشّاق ومن تلميح الى الحب وتصريح به، غير أن هذا الحب ظل من دون لقاء. أما سلمى كرامة فهي شخص ابتكره جبران ابتكاراً، وعندما حلل طبيعة هذا الشخص لماري هاسكل قال:"سلمى كرامة نصفها "بياتريس" ونصفها "فرانشيسكا". ولكنه لا ينفي اختباره للأحداث الواردة في قصة الأجنحة المتكسرة.

من قصائده :


قبس بدا من جانب الصحراء


قبس بدا من جانب الصحراء ..... هل عاد عهد الوحي في سيناء
أرنو إلى الطور الأشم فأجتلي .... إيماض برق واضح الإيماء
حيث الغمامة والكليم مروع .... أرست وقوراً أيما إرساء

لبنان في أسمى المعاني لم يزل


لبنان في أسمى المعاني لم يزل ..... لأولي القرائح مصدر الإيحاء
جبل أناف على الجبال بمجده ..... وأناف شاعره على الشعراء
يا أكرم الإخوان قد أعجزتني .... عن أن أجيب بما يشاء وفائي

وليلة رائقة البهاء



وليلة رائقة البهاء ..... مشوبة الظلام بالضياء
أشبه بالجارية الغراء ..... في حلة شفافة سوداء
باد جمالها على الخفاء .... سكرى من النسيم والأنداء
جرت الفلك على الدأماء .... خافقة الفؤاد بالرجاء
خفيفة كالظل في الإسراء .... تبدي افترارا في ثغور الماء

صفت السماء فخالفت من عهدها



صفت السماء فخالفت من عهدها ..... والفصل للأمطار والأنواء
شفافة يبدي جميل نقائها .... ما في ضميرك من جميل نقاء
جادت عليك بشمسها وكأنها .... لك تستقل جلالة الإهداء

[/align]

الحور 10-13-2008 01:48 AM

[align=center]محمود درويش




"لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم - قدريا - على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها.

والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت - بصورة نموذجية - أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب.

مع الميلاد: عندما كنت صغيرا.. كانت الوردة داري.. والعصافير إزاري
في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره.

في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، وعلى هرج في المنزل، وخروج فجائي، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم "عصابات الهاجاناة".

ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات، مثل: فلسطين، وكالات الغوث، الصليب الأحمر، المخيم، واللاجئين… وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض، حين كان لاجئا فلسطينيا، وسُرقت منه طفولته وأرضه.

وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية، وعن هذه التجربة يقول:
"قيل لي في مساء ذات يوم.. الليلة نعود إلى فلسطين، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل: أنا الآن في فلسطين الموعودة؟! ولكن أين هي؟ فلم أعد إلى بيتي، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت".

هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل".. وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش.

وبعد سلسلة من المحاصرات، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته.
إلى المنفى: وطني على كتفي.. بقايا الأرض في جسد العروبة

وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967.

ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويلة من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان.

وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي.

هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!.
يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة(مديح الظل العالي)) فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة.

وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر.

وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا".

كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين.

من قصائده


قطار الساعة الواحدة


رجل و امرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيهما ،
ينكسران .
يخرج الظلّ من الظلّ
يصيران ثلاثة :
رجلا
و امرأة
و الوقت ...
لا يأتي القطار
فيعودان إلى المقهى
يقولان كلاما آخرا ،
ينسجمان
و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار
و لا يفترقان ...
.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .
لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...
أنساك أنساك و أنساك كثيرا
لو تأخّرنا قليلا
عن قطار الواحدة .
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،
لو مرّت طيور عائدة .
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا و امرأة يلتقيان ...




************

خطب الديكتاتور الموزونة



خطـاب الجلوس :
أمى ومن مذهبى،
سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا
لكل فتى امرأة
فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري . .
سأختار أصلحكم للبقاء . .
لما فات من دول مزقتها الزوابع !
يا شعب .. شا شعبى " الحر فاحرس هوائي
وسرب الذباب وغيم الغبار.
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالى
وتبًا لوحل الشوارع ..
فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى،
ومن كان منكم طبيبا ..أعينه
سائسا لحصاني الجديد.
ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه
النشيد و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا
لصك النقود .
ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجبا
ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب
ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء
فلا وقت عندى للقمح والكدح




[/align]

الحور 10-13-2008 01:49 AM

[align=center]بدر شاكر السياب



ولد الشاعر بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي اغرم بها وهام أحدهما الآخر... وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة.

والده: شاكر بن عبد الجبار بن مرزوق السياب، ولد في قرية (بكيع) واكمل دراسته في المدرسة الرشيدية في أبي الخصيب وفي البصرة أثناء العهد العثماني، زاول التجارة والأعمال الحرة وخسر في الجميع ثم توظف في دائرة (تموين أبي الخصيب) توفي في 7/5/1963. وأولاده (د. عبد الله وبدر ومصطفي).

والدته: هي كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب، توفيت قبله بمدة طويلة، وتركت معه أخوان اصغر منه، فتزوج أبوه امرأة أخري.

قريته : هي قرية جيكور... قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها آنذاك علي (500) نسمة، اسمها مأخوذ في الأصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعلى)، تحدثنا كتب التاريخ علي أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج الحصينة، دورها بسيطة مبنية من طابوق اللبن، الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك (آل السياب) فيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب...، وحين يرتفع المد تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور وارفة الظلال تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها ـ مرتعاً وملعباً ـ وكان جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه ظلت حتى أخريات حياته تمد شعره بالحياة والحيوية والتفجر (كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم... ويسجل بعض أجزائها وقصائده ملأي بهذه الصور الطفولية...) كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة : الشاعر محمد علي إسماعيل. هذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي أسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، أبرزها معركة الزنج ما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) شاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الأديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين...

نهر بويب : تنتشر في أبي الخصيب انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب وتتفرع إلي انهار صغيرة... منها (نهر بويب) ، النهر الذي ذكره الشاعر كثيراً في قصائده... هذا النهر الذي كان في الأصل وسيلة اروائية بساتين النخيل، يبعد عن شط العرب اكثر من كيلومتر واحد، والذي لا ينبع منه بل يأخذ مياهه من نهر آخر اسمه (بكيع) بتصغير كلمة (بقعه )، يتفرع إلي فرعين أحدهما نهر بويب، أما الآن فهو مجري عادي صغير جفّت مياهه وغطّي النهر نباتات (الحلفاء) وبعض الحشائش. وفي السابق كان علي جانبيه أشجار الخوخ والمشمش والعنب، وكان بدر يحب أن يلعب في ماء بويب ويحلو له أن يلتقط المحار منه ويجلس علي نخلة ينظر الماء المنساب..

وفي لقاء مع (عبد المجيد السياب) عم الشاعر قال...: (كنت أعرف مكان السياب علي النهر (نهر بويب) من الأوراق... إذ كان عندما يكتب يمزق كثيراً من الأوراق ويرميها في النهر فأهتدي بها إليه...). وعن سر اهتمام السياب بـ (بويب) قال السيد عبد المجيد..Lفي نهاية الأربعينيات قرأت قصيدة لبابلو نيرودا يتحدث عن نهر لا اذكر اسمه وكان السياب قريب مني، فقرأ القصيدة واعتقد انه تأثر بها فكتب قصيدته (بويب)..).

منزل الأقنان: قال أحمد عبد العزيز السياب..: (إن دار السياب قد قسمت إلي قسمين... دار جدي... ومنزل الأقتان الذي خلّده كثيراً في شعره، يبعد هذا المنزل عشرين متراً عن الدار الحقيقية وهو بيت فلاحي جد بدر الذين استغلتهم عائلة السياب، وهو بيت واسع قديم مهجور كان يدعي (كوت المراجيح) وكان هذا البيت في العهد العثماني مأوي عبيد (أسرة السياب) وكان الشعر بدر قد جعل من منزل الأقتان في أيام طفولته مقر الجريدة كان يخطّها ويصدرها الشاعر باسم (جيكور) يتناقلها صبيان القرية ثم تعود في ختام قراءتها من قبل أصدقاء بدر ليلصقها الشاعر علي حائط منزل الأقتان.

بعض من ارتبط بهن وأحبهنّ: ,لآق. ولابد من ذكر من ارتبط بهن وأحبهن...:

ـ كانت الراعية (هويله) هي أول امرأة خفق لها قلبه وأحبها، حيث كانت اكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته والسياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقه) التي كانت تسكن علي مقربة من بيت الشاعر. كان البيت فيه شباكاً مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض مترا أو يطل علي درب قرب من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا، ولم يعرف لحد الآن هل أن وفيقة كانت تبادله الحب أم لا. ولم يكن في جيكور مدرسة في ذلك الوقت، لذا كان علي السياب أن يسير مشيا إلي قرية (آل إبراهيم) الواقعة بالقرب من جيكور بعد أن انهي الصف الرابع بنجاح وانتقل إلي مدرسة المحمودية والتي كانت إدارة المدرسة مطلة علي الشارع، شناشيل ملونة، وكان بيت الجلبي يقع خلف المدرسة، كان الشاعر يجول في هذه الطرقات المؤدية إليه سيما وان له زملاء وهو بعيد عن جيكور، وكانت (ابنة الجلبي) فتاة جميلة كان يراها السياب وهو ماراً بزقاق يؤدي لمسكنها، فان يتغزل بها ويحبها من طرف واحد فقط.

ـ وفي دار المعلمين العالية في بغداد وقع في حب جديد، فتاة بغدادية أخذت حظها من العلم والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالألباب وهي التي يصفها بأن لها في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت عندما تمر به تضع العباءة علي وجهها كي لا تراه وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب) التي احبها الشاعر من جانب واحد وكانت ذكية وجميلة جدا وكان أهلها يوصونها أن تعبس عندما تسير لكي لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد أعرضت عن كل الذين خطبوها.

وأحب زميلة له حبا من طرف واحد أيضا وكان حبا افلاطونيا ارتفع حب الخيال حتى جاوز الحد وتضاءلت فيه رغبة الجسم فما كان منها إلا أن تتزوج رجلا ثريا وتترك السياب بآلامه.

وتعرّف علي الشاعرة (لميعة عباس عمارة) في دار المعلمين العالية، وكانت علاقة...

كانت بادئ ذي بدء ذات طابع سياسي ولكن ـ كعادته ـ وقع في حبها لأنها كانت من اخلص صديقاته، وقال فيها قصائد كثيرة ودعاها السياب لزيارته في جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام كانا يخرجان سوية إلي بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير. ويتعرف الشاعر علي صديقة بلجيكية، اسمها (لوك لوران) وقد وعدته ان تزور قريته جيكور فكتب قصيدة تعتبر من أروع قصائده الغزلية... وشاء حظه ان يلتقي بمومس عمياء اسمها (سليمه) فاكتشف من خلالها عالم الليل والبغاء واكتشف اسرارا غريبة واعطانا صورة صادقة لما كانت تعانيه هذه الطبقة من الناس، فكانت قصيدته الرائعة (المومس العمياء) التي صوّر فيها الواقع الاجتماعي آنذاك وواقع المرأة بصورة خاصة.

زواجه : ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب زوجته فكان لها الزوج المثالي الوفي، وكانت هي كذلك، فقد انجبت منه غيداء وغيلان والاء، ولمّا اصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه اياما قاسية. تقول عنها زوجته السيدة اقبال...: (عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة).
تقول عن كيفية زواجها منه...: لم أتعرف عليه بمعني الكلمة (التعارف والحب واللقاء) إنما كانت بيننا علاقة مصاهرة حيث ان اختي الكبري كانت زوجة لعم الشاعر (السيد عبدالقادر السياب) في أوائل الثلاثينات، وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 حزيران (يونيو) 1955 في البصرة ثم انتقلنا إلي بغداد

كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن وهو يتفجرعزيمة ورؤي وحبا، يقارع الجسم المتهافت المتداعي، وجه الموت يحملق به كل يوم فيصدّه الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش بدر صراعه، كما يجب ان يعيش الشاعر، ولعل ذلك لبدر، كان الرمز الأخير والأمضّ، للصراع بين الحياة والموت الذي عاشه طوال عمره القصير علي مستوي شخصه ومستوي دنياه معاً. فهو قبل ذلك إذ كان جسده الضامر منتصبا، خفيفا، منطلقا يكاد لا يلقي علي الأرض ظلا لشدة شفافيته.

للسياب اثار مطبوعة هي:

ازهار ذابلة (شعر)، اساطير (شعر)، المومس العمياء (ملحمة شعرية)، حفار القبور (قصيدة طويلة)، الاسلحة والاطفال (قصيدة طويلة)، مختارات من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)، انشودة المطر (شعر)، المعبد الغريق (شعر)، منزل الاقنان (شعر)، شناشيل ابنة الجلبي (شعر)، ديوان بجزئين (اصدار دار العودة).

أما اثاره المخطوطة فهي:

زئير العاصفة (شعر)، قلب اسيا (ملحمة شعرية)، القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)، قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث مترجمة عن الانكليزية منها السياسية والادبية.. مقالات وردود نشرها في مجلة الاداب... شعره الاخير بعد سفره إلي الكويت ولم يطبع في ديوانه الاخير (شناشيل ابنة الجلبي) قصائد من ايديث ستويل.

من قصائده


أنشودة المطر



عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...

*************

هل كانَ حُبّاً



هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟
أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟
ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي
عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟
جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما
* * *
العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي
دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ
هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا
تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا
في خفوقٍ والتهابِ
وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ
* * *
****************

الباب تقرعه الرياح



البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحِ في اللَّيْلِ العَمِيقْ
البَابُ مَا قَرَعَتْهُ كَفُّكِ .
أَيْنَ كَفُّكِ وَالطَّرِيقْ
نَاءٍ ؟ بِحَارٌ بَيْنَنَا ، مُدُنٌ ، صَحَارَى مِنْ ظَلاَمْ
الرِّيحُ تَحْمِلُ لِي صَدَى القُبْلاَتِ مِنْهَا كَالْحَرِيقْ
مِنْ نَخْلَةٍ يَعْدُو إِلَى أُخْرَى وَيَزْهُو في الغَمَامْ
* * * *
البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحْ ...
آهِ لَعَلَّ رُوحَاً في الرِّيَاحْ
هَامَتْ تَمُرُّ عَلَى الْمَرَافِيءِ أَوْ مَحَطَّاتِ القِطَارْ
لِتُسَائِلَ الغُرَبَاءَ عَنِّي ، عَن غَرِيبٍ أَمْسِ رَاحْ
يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْنِ ، وَهْوَ اليَوْمَ يَزْحَفُ في انْكِسَارْ .
هِيَ رُوحُ أُمِّي هَزَّهَا الحُبُّ العَمِيقْ ،
حُبُّ الأُمُومَةِ فَهْيَ تَبْكِي :
" آهِ يَا وَلَدِي البَعِيدَ عَنِ الدِّيَارْ !
وَيْلاَهُ ! كَيْفَ تَعُودُ وَحْدَكَ لاَ دَلِيلَ وَلاَ رَفِيقْ "
أُمَّاهُ ... لَيْتَكِ لَمْ تَغِيبِي خَلْفَ سُورٍ مِنْ حِجَارْ
لاَ بَابَ فِيهِ لِكَي أَدُقَّ وَلاَ نَوَافِذَ في الجِدَارْ !
كَيْفَ انْطَلَقْتِ عَلَى طَرِيقٍ لاَ يَعُودُ السَّائِرُونْ
مِنْ ظُلْمَةٍ صَفْرَاءَ فِيهِ كَأَنَّهَا غَسَق ُ البِحَارْ ؟
كَيْفَ انْطَلَقْتِ بِلاَ وَدَاعٍ فَالصِّغَارُ يُوَلْوِلُونْ ،
يَتَرَاكَضُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَفْزَعُونَ فَيَرْجِعُونْ
وَيُسَائِلُونَ اللَّيْلَ عَنْكِ وَهُمْ لِعَوْدِكِ في انْتِظَارْ ؟
البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ لَعَلَّ رُوحَاً مِنْك ِ زَارْ
هَذَا الغَرِيبُ !! هُوَ ابْنُكِ السَّهْرَانُ يُحْرِقُهُ الحَنِينْ
أُمَّاهُ لَيْتَكِ تَرْجِعِينْ
شَبَحَاً . وَكَيْفَ أَخَافُ مِنْهُ وَمَا أَمَّحَتْ رَغْمَ السِّنِينْ
قَسَمَاتُ وَجْهِكِ مِنْ خَيَالِي ؟
أَيْنَ أَنْتِ ؟ أَتَسْمَعِينْ
صَرَخَاتِ قَلْبِي وَهْوَ يَذْبَحُهُ الحَنِينُ إِلَى العِرَاقْ ؟
* * * *

[/align]

الحور 10-13-2008 01:49 AM

[align=center]أحمد مطر




ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .

من قصائده



أحاديث الأبواب



(1)
(كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا.
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
هذا هو حظّنا من التمدّن.)
ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
مِثلُ الأبواب !
(2)
ليس ثرثاراً.
أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً
للتعبير عن وجعه:
( طَقْ ) !
(3)
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ.
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !
(4)
يَكشِطُ النجّار جِلدَه ..
فيتألم بصبر.
يمسح وجهَهُ بالرَّمل ..
فلا يشكو.
يضغط مفاصِلَه..
فلا يُطلق حتى آهة.
يطعنُهُ بالمسامير ..
فلا يصرُخ.
مؤمنٌ جدّاً
لا يملكُ إلاّ التّسليمَ
بما يَصنعهُ
الخلاّق !


**************


هون عليك ( ياسر عرفات )



لا عليك
لم يَضْع شيءٌ ..
وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ
ما الذي ضاعَ ؟
بساطٌ أحمرٌ
أمْ مَخفرٌ
أمْ مَيْسِر .. ؟
هَوِّنْ عليك ..
عندنا منها كثيرٌ
وسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليك .
**********
دَوْلةٌ ..
أم رُتْبَةٌ ..
أم هَيْبَةٌ ..؟
هون عليك
سَوفَ تُعطى دولةً
أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ
فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك
وسَتُدعى مارشالاً
و تُغَطى بالنياشين
من الدولة حتى أذنيك ..
********
الذين استُشهدوا
أم قُيْدوا
أم شُرِّدوا ؟
هون عليك
كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك
بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا ..
ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا
ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ
دَخَـــــــلوهــــــا بِــــــــيَدَيكْ
*****************
أيُّ شيءٍ لم يَضعِ
ما دامَ للتقبيل في الدنيا وجودٌ
وعلى الأرض خدود
تتمنى نظرة من ناظريك
فإذا نحنُ فقدنا ) القِـبْـلَةَ الأولى (
فإن ) القُـبْلَةَ الأولى ( لديك
وإذا هم سلبونا الأرض والعرض
فيكفي
أنهم لم يقدروا .. أن يسلبونا شفتيك
بارك الله وأبقى للمعالي شفتيك !!!!


*************



ولاة الأرض



هو من يبتدئ الخلق
وهم من يخلقون الخاتمات!
هو يعفو عن خطايانا
وهم لا يغفرون الحسنات!
هو يعطينا الحياة
دون إذلال
وهم، إن فاتنا القتل،
يمنون علينا بالوفاة!
شرط أن يكتب عزرائيل
إقراراً بقبض الروح
بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!
**
هم يجيئون بتفويض إلهي
وإن نحن ذهبنا لنصلي
للذي فوضهم
فاضت علينا الطلقات
واستفاضت قوة الأمن
بتفتيش الرئات
عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت
و بر فع ا لـبصـما ت
عن أمانينا
وطارت عشرات الطائرات
لاعتقال الصلوات!
**
ربنا قال
بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة
فاتقينا وعملنا الصالحات
والذين انغمسوا في الموبقات
سرقوا ميراثنا منا
ولم يبقوا منه
سوى المعتقلات!
**
طفح الليل..
وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟
حين يأتي فجرنا عما قريب
يا طغاة
يتمنى خيركم
لو أنه كان حصاة
أو غبارا في الفلاة
أو بقايا بعـرة في أست شاة.
هيئوا كشف أمانيكم من الآن
فإن الفجر آت.
أظننتم، ساعة السطو على الميراث،
أن الحق مات؟!لم!!

[/align]

الحور 10-13-2008 01:50 AM

[align=center]بلند الحيدري


ولد بلند في بغداد في 26 أيلول 1926 وهو كردي الاصل واسمه يعني شامخ في اللغة الكردية. والدته فاطمة بنت ابراهيم أفندي الحيدري الذي كان يشغل منصب شيخ الاسلام في اسطنبول.

والد بلند كان ضابطا في الجيش العراقي، وهو من عائلة كبيرة أغلبها كان يقطن في شمال العراق ما بين أربيل وسلسلة جبال السليمانية، ومن هذه العائلة برز أيضا جمال الحيدري الزعيم الشيوعي المعروف والذي قتل في انقلاب الثامن من شباط عام 1963 مع أخيه مهيب الحيدري، وهناك الى جانب بلند الأخ الأكبر صفاء الحيدري وهو شاعر بدأ كتابة الشعر بالطبع قبل بلند وله دواوين شعرية عديدة مطبوعة في العراق، وصفاء هذا كان يتصف بنزعة وجودية متمردة، ذهبت به للقيام بنصب خيمة سوداء في بساتين بعقوبة لغرض السكنى فيها، وهناك في بعقوبة تعرّف على الشاعر الوجودي المشرد حسين مردان الذي بدوره عرّفه على بلند، كانت بين الأخوين بلند وصفاء منافسة واضحة، فعندما كان صفاء على سبيل المثال ملاكما كان بلند ملاكما أيضا، وعندما برز اسم صفاء الحيدري في ساحة الشعر العراقي ظهر اسم بلند ليتجاوزه وينال حظوة وشهرة في العراق والعالم العربي. وكان صفاء يكتب رسائل لبلند ويخبره بانه غطى عليه وانه حطمه الخ..

في بداية حياته تنقل بلند بين المدن الكردية، السليمانية وأربيل وكركوك بحكم عمل والده كضابط في الجيش. في العام 1940 انفصل الوالدان . ولما توفيت والدته التي كان متعلقا بها كثيرا في العام ،1942 انتقلت العائلة الى بيت جدتهم والدة أبيه. لم ينسجم بلند في محيطه الجديد وقوانينها الصارمة فحاول الانتحار وترك دراسته قبل ان يكمل المتوسطة في ثانوية التفيض، وخرج من البيت مبتدءاً تشرده في سن المراهقة المبكر وهو في السادسة عشرة من عمره.

توفي والده في عام 1945 ولم يُسمح لبلند ان يسير في جنازته. نام بلند تحت جسور بغداد لعدة ليال، وقام بأعمال مختلفة منها كتابة العرائض (العرضحالجي) أمام وزارة العدل حيث كان خاله داوود الحيدري وزيرا للعدل وذلك تحدي للعائلة.

بالرغم من تشرده كان بلند حريصا على تثقيف نفسه فكان يذهب الى المكتبة العامة لسنين ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل اذ كوّن صداقة مع حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء بعد اقفال المكتبة. كانت ثقافته انتقائية، فدرس الادب العربي والنقد والتراث وعلم النفس وكان معجب بفرويد وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية والديمقراطية، علاوة على قراءته للأدب العربي من خلال الترجمات

مؤلفاته:
1-خفقة الطين- شعر- بغداد 1946.
2-أغاني المدينة الميتة- شعر- بغداد 1951.
3-جئتم مع الفجر- شعر- بغداد 1961.
4-خطوات في الغربة- شعر- بيروت 1965.
5-رحلة الحروف الصفر- شعر- بيروت 1968.
6-أغاني الحارس المتعب- شعر- بيروت 1971.
7-حوار عبر الأبعاد الثلاثة- شعر- بيروت 1972.
8-زمن لكل الأزمنة- مقالات- بيروت 1981.

من قصائده


عبث ..



وستبتغين ... وترفضين
وستضحكين ... وتحزنين
ولكم سيحملك الخيال
لكن .. هناك
هناك في العبث الذي لا تدركينْ
ستظلُ ساعتك الانيقةْ
تلهو بأغنية عتيقةْ
ولن تري
ماتبصرينْ
ستتكتك اللَّحظات فيها كل حين
ستتكتك اللَّحظات
في المنفي الصَّغيرْ
ولا مصيرْ
وتمر عابثة بما تتأملين
لكنما
أنتِ التي لا تدركيْن
فستبغين ْْ ... وترفضين
وستضحكينَ ... وتحزنينْ
ولكَمْ سيحملك الخيال
فتحلمين


********************


وها أنت



وَهاَ .. أنتِ
بالأمس إذ كُنا صِغار
كم كانت الدنيا صغيره
مازلتُ اذكرُ كل هاتيك السنين
تلك الدُروب المعتمات
ضحك السكارى العائدين مع الحياة
بلا حياه
لون المساء
كالداء يزحف في أزقتنا الضريره
مازلتُ اذكر كل هاتيك السنين
تلك الوجوه المستديره
تموت خلف كوى صغيره
عمياءَ
من قش وطين
ما اصغر الدُنيا بحارتنا الفقيره
هل تذكرين ... ؟
تلك الحكايات الطويلة عن أميرة
كانت تُصِرّ
تصر أن تبقي كدنيانا صغيره
مازلتُ أذكر كل هاتيكِ السنين
لونَ المساء
داري المخيفة كالوباء
غور العيون الباسمات بلا رجاء
وهناك في الظل الكئيب ... المرّ
امرأة مريرة
ألم نحاول أن نثيره
فتعود ثانية تقول :
لا لست امرأة مريرة
وتعود ثانية تعيد حكاية ظلت تطول،
تنمو ولا تنمو الاميره
تلك الأميرة .. أينها .. ؟
هل تذكرين ... ؟
كم كانت الدنيا صغيره
واليوم كم كبَّرت .. وها ...
لا لست امرأة مريرة




*************************


أهواك



أنا أهواك ولكن
غير ما تهوين أهوى
أنا أهواك جراحا في حياتي تتلوى
كلما هدهدتها
أهدت إلى العالم نجوى
*
أنا أهواك نشيدا
أزليا
يتغنى
فيه ذوبت شبابي الرائع الألحان لحنا
ولنفن بعده
فالحب عمر ليس يفنى[/align]

الحور 10-13-2008 01:50 AM

[align=center]بهيجة مصري إدلبي

بهيجة مصري إدلبي ..
البلد:سوريا
تاريخ ميلادها :1965 ميلادي

دواوينها :
لها ستة دواوين شعرية أولها : ساعة متأخرة من الحلم 1997
ـ إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب .
ـ دبلوم في التربية وعلم النفس
ـ عضو جمعية العاديات بحلب
ـ عضو نادي التمثيل العربي بحلب

صدر لها :
في الشعرتسع مجموعات شعرية
ـ في ساعة متأخرة من الحلم
ـ أبحث عنكَ فأجدني
ـ على عتبات قلبكِ اصلّي
ـ خدعة المرايا
ـ قالت لي السمراء
ـ السمراء في برج الحداد ( إلى الشاعر نزار قباني)
ـ نهر الكلام يعبر من دمي
ـ رحلة الفينيق
ـ سفر التكوين

في الرواية :ثلاث روايات
ـ رحلة في الزمن العمودي
( الحائزة على جائزة الصدى للرواية 2001 )
ـ ألواح من ذاكرة النسيان
( الحائزة على جائزة دار الفكر للرواية العربية 1998) رواية مشتركة
ـ الغاوي / منشورات دار كنعان / 2003 /

في أدب الأطفال :
ـ الضاد تغني " أناشيد للأطفال "
( صياغة قواعد اللغة العربية على شكل أناشيد
الصادر عن المجلس الأعلى للطفولة في الشارقة 2001
ـ الضاد تغني تتمة أجزاء السلسلة للأطفال
ـ مغامرات صائل قصة
ـ مملكة اللغة مسرحية
ـ الضاد تحكي أربعة أجزاء قصص
ـ حجر بيد ودم بيد شعر

في النقد
ـ القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض / دائرة الثقافة
والإعلام الشارقة 2005
ـ وأنجزت جنوني
ـ قراءات في الشعر العالمي / نيرودا ـ ألبرتي ـ لوركا /

من قصائدها


لست حواء



لستُ حواءْ
صورتي من لهجةِ الريح ِ
ومن راهبات العدم ِ
لستُ حواءَ
ولا يوما لضلع ٍ أنتمي
لستُ منه
آدم مني ومن نجوى دمي
طينتي ...
لا طين لي
فكرة كوني وسري أنجمي
لست صلصالا ولا نارْ
لست من برد ٍ ولا ماء
لم ألد يوما ترابا أو غبارْ
لستُ حواءْ
أنا مني كنت وحدي
لم ألد إلاي طينا
من تواشيحي خلقتُ
ثم كنتُ
الروح في ضلع الهواء ْ
كنت في الطير مسافات
وفي الأفق فضاءْ
لست حواء
***
يا طيور الماء مدي
في دمي غيم النداء
واسكبي من لحنك المائي
روحا
واسكبيني في جنون الروح
في نسل الدخان
أهتدي من برزخي
أطوي ملاءات الزمان
ثم أنضو عن متاهات الرؤى
شكل الدماء
لست حواء
فامنحيني يا طيور الماء
أسرار الخلود
واسكني إيقاع بردي
واكشفي لي كوكب الأسماء
ألقي بردة البحر عليّ
لست من شيء أنا
من طينة حملتها ما فاض فيّ
ها أنا في الصوت تكوين
وفي الضوء أسمي مقلتيّ
يا طيور امضي
فليست طينتي من خاطر
ثم استوت كالرمل فيّ
لست حواء
أنا مد المدى
صوت تجلى
دونه الكل صدى
ها أنا أوحي إليك
يا طيور الماء
ما أخفي لديّ
ها أنا ألقي عناقيد الكلام
في الصدى أسقي مسافاتي
بحارا من دخان
ها أنا من زخرف الأشواق
كونت الرؤى سرا نديا
ثم أسدلت المساءات التي كانت
سحابا في يديّ
لست حواء ولكن
كلما أسرى إلى روحي اليقين
قلت يا أشياء كوني
بعض فيضي
بعض أسراري وبعضي
كوني ما لو أسرف الشوق قليلا
غمْرَ أرضي
لست حواء
لا ولا يوما لضلع أنتمي
أنا بوح في خلودي عدمي


**************


امرأة تقول الذي لا يقال



أنا امراةٌ
تقولُ الذي لا يقالْ
إذا ضحكتْ
ينادي عليها من البحرِ موجٌ
فترحلُ عن شاطئيهِ الرمالْ
أنا امرأةٌ
تصلي على راحتيها الجهاتُ
أنا السرُ في كوكبِ البردِ
في تمتماتِ النجومِ
أنا الريحُ تعصفُ بالكائناتْ
أنا المدُ في الجزرِ
والجزرُ في المدِ
في البدءِ كنتُ
فأعلنتُ موتَ المحالْ
أنا امراةٌ
حين أوحى الإلهُ إلى الطين أن كنْ سويا
تناهت إلى رائعات الخيالْ
وحين اصطفاها الإلهُ من النورِ
أ وحتْ لجنتها أن يكونَ الجمالْ
أنا امرأة
إذا الحلمُ أسرى إليها
إذا النهرُ فاضَ على راحتيها
تجلّتْ على الماءِ سورةَ عشقٍ
وألقتْ على البردِ بردةَ موتٍ
وألقت قصائدَها من مداها
فكانَ الهواءُ
وكانَ المساءُ
وأوحت إلى الصمتِ أن كنْ
فكانْ
وأوحتْ إلى البحر انهضْ
فكانتْ على موجهِ كائناتٌ
وأوحتْ إلى موجةٍ من كلامٍ حزينٍ
فكانَ الرجالْ
أنا امرا ة
إذا السرُ نادى عليها
تنام البدايةُ بين يديها
يصلي على هدبها النورُ فجراً
وينسى على حاجبيها الهلالْ
أنا امرأة تقول الذي لا يقالْ
إذا الوقتُ فاجأها بالغيابْ
توشحُ بالصمتِ رملَ الحكايا
تفاجئ بالموت ظلَّ الخرابْ
تحطم أسماءهم كالمرايا
لتعلن في الظل موت الزوالْ
أنا امرأ ة
تناهت إلى ناطحات الكمالْ
أنا امرأةٌ
برجها لا ...
برجها لا يطال


********************



لن أصالح



لن أصالحْ
سوف أبقى حاملا وجه البلادْ
حاملا حزن اليمامةْ
لن أصالحْ
حتى لو أصبحت عظما
في العمامةْ
نصحوني أن أصالحْ
وأردوا أن أبيع الدم
بالبخس القليلْ
نصحوني ..
أن أبيع الأرض َ
أن أبقى كما الظل الذليلْ
أن أغض الطرف عن كل المجازرْ
نصحوني أن أحاورْ
ثم قالوا : لا تغامرْ
نصحوني آه منهم
آه من صمت المقابرْ
نصحوني ..
لم أكن أحتاج ناصحْ
لن أصالحْ ... لن أصالحْ
حتى لو قالوا منحناك الإمامةْ
ومنحناك من الأمر زمامهْ
لن أصالحْ [/align]

الحور 10-13-2008 01:51 AM

[align=center]فدوى طوقان


حياتها :


هي فدوى طوقان بنت المرحوم عبد الفتاح طوقان وشقيقة الشاعر المرحوم إبراهيم طوقان . ولدت في مدينة نابلس بين عامي 1919-1920 في فصل الشتاء . تلقت دراستها في نابلس ، ولم تتح لها الظروف إتمام تعليمها الجامعي في الخارج فأكبت تسد هذا النقص بالدراسة الشخصية ، وكان ابراهيم طوقان شقيقها ، يتعدها بعنايته بالإضافة إلى دروس خاصة في اللغة الإنجليزية التي ما انفكت تطالع آثارها بجد واستمرار.

تعرفت الى عالم الشعر عن طريق أخيها الشاعر ابراهيم طوقان.- عالج شعرها الموضوعات الشخصية والجماعية، وهي من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف في شعرهم وقد وضعت بذلك اساسيات قوية للتجارب الانثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. تحوّلت من كتابة الشعر الرومانسي بالأوزان التقليدية، الذي برعت فيه، إلى الشعر الحر في بدايات حركته، وعالج شعرها عدداً كبيراً من الموضوعات الشخصية والجماعية.

فدوى طوقان من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف الصادقة في شعرهم، وقد وضعت بذلك أساسات قوية للتجارب الأنثوية في الحب أو الثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. بعد سقوط بلدها في براثن الاحتلال الصهيوني هيمنت على شعرها موضوعات المقاومة.

مراحل شعـر فدوى طوقـان


1 - نسجت في المرحلة الأولى على منوال الشعر العمودي وقد ظهر ذلك جليا في ديواني (وحدي مع الأيام) و(وجدتها) وشعرها يتسم بالنزعة الرومانسية.

2 - وفي المرحلة الثانية اتسمت أشعارها بالرمزية والواقعية وغلبه الشعر الحر وتتضح هذه السمات في ديوانيها (أمام الباب المغلق)و (والليل و الفرسان).

3 - بدأت الشاعرة فدوى طوقان مع القصيدة التقليدية العمودية، لتقتنع بعدها بقصيدة التفعيلة، مشيرة إلى أنها تعطي للشاعر فسحة ومجالا أكثر. كما إنها تقول إن قصيدة التفعيلة سهلت وجود شعر المسرح.

4 - للشاعرة فدوى طوقان نشاطات على الصعيد العربي والعالمي، وتتحدث الشاعرة فدوى طوقان في أمسياتها عن المعاناة التي لازمتها منذ احتلال اليهود للأرض العربية الفلسطينية، حتى إن كثيرا من قصائدها خرج إلى الوجود من خلال هذه المعاناة.وفي هذه الندوة تقول: إنها مازالت تشعر بالمهانة والإذلال كلما رأت الأراضي العربية تدنس بأقدام اليهود.

ومن قصائدها:

لن أبكي



"إلى شعراء المقاومة في الأرض المحتلة منذ عشرين
عاماً .. هدية لقاء في حيفا" (4 / 3 / 1968)
للشاعرة : فدوى طوقان


على أبوابِ يافا يا أحِبائي
وفي فوضى حُطامِ الدُّورِ ، بين الرَّدْمِ والشَّوْكِ
وقفْتُ وقلتُ للعينين :
يا عينين قِفا نبكِ
على أطلالِ مَنْ رحلوا وفاتوها
تُنادي مَنْ بناها الدارْ
وتَنعى مَنْ بناها الدارْ
وأنَّ القلبُ مُنسحقاً
وقال القلبُ :
(ما فَعَلَتْ بِكِ الأيامُ يا دارُ ؟
وأينَ القاطنونَ هُنا ؟
وهلْ جاءَتْكِ بعدَ النأي ، هل جاءَتْكِ أخبارُ ؟
هُنا كانوا ، هُنا حلموا
هُنا رَسموا مشاريعَ الغدِ الآتي
فأينَ الحُلْمُ والآتي ؟ وأيْنَ هُمُو ؟
وأيْنَ هُمُو ؟)
ولمْ ينطِقُ حُطامُ الدارْ
ولمْ ينطِقْ هُناك سوى غيابِهِمُو
وصمْت الصَّمْت والهِجرانْ
وكان هُناكَ جمعُ البومِ والأشباحِ
غريبَ الوجهِ واليدِ واللسانِ ، وكان
يُحوِّمُ في حواشيها
يمدُّ أُصُولَه فيها
وكانَ الآمِرَ الناهي
وكانَ ... وكانْ ...
وغُصَّ القلبُ بالأحزان



حمزة



كان حمزة
واحداً من بلدتي كالآخرين
طيباً يأكل خبزه
بيد الكدح كقومي البسطاء الطيبينْ
قال لي حين التقينا ذات يوم
وأنا أخبط في تيهِ الهزيمة :
اصمدي ، لا تضعفي يا بنةَ عمي
هذه الأرضُ التي تحصدها نارُ الجريمة
والتي تنكمشُ اليوم بحزنٍ وسكوتْ
هذه الأرض سيبقى
قلبُها المغدورُ حياً لا يموتْ




الفدائي والأرض


كانت فدوى طوقان – في ذلك الزمان العصيب الذي كنا نظنه ذروة المأساة (سبتمبر 1967) فإذا به البداية الكارثية لما نعايشه اليوم في الأرض المحتلة وفي الوطن العربي كله – كانت لا تكتفي بهذه الصرخات الشعرية المدوية ، الرافضة لليل الهزيمة وإعصارها الشيطاني وطوفانها الأسود ، فقد تحوّلت إلى جيش محارب ، طلقاته وذخيرته كلمات مغموسة بدم القلب وعطر الشهداء ، وقصائد متوهّجة بإرادة النضال والبطولة والتحدي ، وانهالت رسائلها الشعرية المقاتلة – التي نجحت في تسريبها سرّاً من نابلس حيث تقيم في الضفة الغربية – إلى أصدقاء لها في القاهرة وبيروت ، ومن العاصمتين تنتقل الرسائل إلى الصحف والإذاعات .

بكلماتها في اختراق الأسوار وتوصيل الصوت الفلسطيني الحقيقي إلى كل مكان لتبدّد بعض ظلمات ليل الهزيمة .

من بين ثنايا هذه القصائد ، وغيرها من شعر فدوى ، كان جمال جديد للعربية يتألق : هو جمال الصدق والعنفوان ، وهو شيء آخر غير جمال البلاغة وروعة الصور والتشبيهات والاستعارات وألوان البيان . جمال مسقّى بنبض الصدق ، واحتراق الحرف ، وزهو اللغة المعبّرة ، وروعة تشكيل القصيدة الشعرية التي يمكن أن تكون تحقيقاً أو رسالة أو وصية أو حوارية أو تصويراً لحادثة أو رجع صدى لموقف أو حالٍ أو كياناً يتشكّل خارج كلّ هذه الأطر والصيغ ، لأن كيان الفجيعة والمواجهة التي تحمل عُرْيها الكامل ، وتلقي بالزيف والتردد والهوان واللامبالاة

[/align]

الحور 10-13-2008 01:52 AM

[align=center]غادة السمان



ولدت في دمشق عام 1942.

تلقت علومها في دمشق، وتخرجت في جامعتها - قسم اللغة الإنكليزية حاملة الإجازة ، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت حاملة الماجستير . عملت محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق، وصحفية ، ومعدة برامج في الإذاعة.

عضو جمعية القصة والرواية.

مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان.

1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.
2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8.
3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.
5- حب- 1973 - عدد الطبعات9.
6- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.
7- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.
8- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.
9- زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5.
10- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.
11- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.
12- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4.
13- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5.
14- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.
15- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.
16- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.
17- صفارة انذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.
18- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.
19- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4.
20- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.
21- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.
22- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1.
23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.
24- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1.
25- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.
26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.
27- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.

الكتب التي صدرت عن غادة السمان:

1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977.
2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
4- الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.



من قصائدها



أشهد بليل المحطات



كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية
نحياها معا
في دهاليز احزاننا و خيباتنا
و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...
و نتبادل خلع الاقنعة و الحب
في ليل المحطات الموحشة الماطرة
الملقبة بأيامنا ....
***
و كنت أنتتفكر بشيء اخر ...
و تخطط لاستعراض راقص
نقدمه للآخرين
على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...
***
.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..
و كنت تجد اننا نصلح معا
لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..
***
كان حبي لك صادقا كالاحتضار
و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...
جئتك من باب الأعماق البحرية
فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..
***
اردتك السر
و اردتني النصر ...
مجرد نصر اضافي اخر
لشهريار المترع بالضجر ...


*******


أميرة في قصرك الثلجي



أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟
ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....
* * *
ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً
وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...
* * *
أين أنت ؟
ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،
واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟
* * *
ذات يوم ،
جعلتك عطائي المقطر الحميم ...
كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،
دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..
* * *
ذات يوم ،
كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً
كلوحة من الضوء الحي ...
يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،
دونما مناقصات رسمية ،
أو مزادات علنية ،
وخارج الإطارات كلها ...
* * *
لماذا أيها الأحمق الغالي
كسرت اللوحة ،
واستحضرت خبراء الإطارات ؟
* * *
أنصتُ إلى اللحن نفسه
وأتذكرك ...
يوم كان رأسي
طافياً فوق صدرك
وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة
وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك
لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..
كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،
موته المحتوم ذات يوم ...
* * *
حاولت ان تجعل مني
أميرة في قصرك الثلجي
لكنني فضلت أن أبقى
صعلوكة في براري حريتي ...
* * *
آه أتذكرك ،
أتذكرك بحنين متقشف ...
لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح
منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...
لحظة ودعتك
وواعدتك كاذبة على اللقاء
وكنت أعرف انني أهجرك .
* * *
لقد تدفق الزمن كالنهر
وضيعتُ طريق العودة إليك
ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،
وما زلت أرفضك بصدق ...
* * *
لأعترف !
أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...
وأحسست بالغربة معك ،
أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...
معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،
معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...
آه اين أنت ؟
وما جدوى أن أعرف ،
إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى
من الكرة الأرضية ؟ ...
* * *
وهل أنت سعيد ؟
أنا لا .
سعيدة بانتقامي منك فقط .
* * *
وهل أنت عاشق ؟
أنا لا .
منذ هجرتك ،
عرفت لحظات من التحدي الحار
على تخوم الشهوة ...
* * *
وهل أنت غريب ؟
أنا نعم .
أكرر : غريبة كنت معك ،
وغريبة بدونك ،
وغريبة بك إلى الأبد .


********


نوارس الورق الأبيض



حينما استحضرك
واكتب عنك،
يتحول القلم في يدي
الى وردة حمراء,,,
لم يكن بوسع مجنونة مثلي
ترتدي هدوءها بكل أناقة...
- وتغلق الأزرار اللؤلؤية لثوب اتزانها البارد
على تيه غجرية عارية القدمين-،
لم يكن بوسع حمقاء مثلي
إلا أن تحب شاعرا مبدعا متوحشا مثلك..
طفولي الأنانية، غزير الخيانات والأكاذيب مثلك..!
حينما أسطر اسمك،
تفاجئني أورقي تحت يدي
وماء البحر يسيل منها
والنوارس البيض تطير فوقها..
.. وحينما ا كتب عنك
تشب النار في ممحاتي
ويهطل المطر من طاولتي
وتنبت الأزهار الربيعية على قش سلة مهملاتي
وتطير منها الفراشات الملونة ، والعصافير
وحين أمزق ما كتبت
نصير بقايا أوراقي وفتافيتها
قطعا من المرايا الفضية،
كقمر وقع وانكسر على طاولتي..
علمني كيف أكتب عنك
أو، كيف أنساك...!


*********


إمرأة البحر



رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار
وقال لي : قفي داخلها ...
فانطلقت هاربة
إلى شوارع البحر.
* * *
غاضباً لحق بي
غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني
وقال ان القضية جادة
وان "البث مباشر"
ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)
لأقف وسط دائرة الطباشير
وتحت دائرة الضوء
* * *
مسكينة ومبتلة
كمتسول شتائي
حاولت أن أقول له
انني انا أيضاً جادة ! ..
ولكنني (أبداً أبداً)
لن أتركه يسجنني
داخل دائرة مرسومة بالطباشير
على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..
لن أتركه يسجنني ،
لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،
ولا باسم أحد .
* * *
آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة
ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...
* * *
ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب
ان الحرف الأول من اسمك
هو جزء من دائرة
فلا تتابع رسمها حولي !
* * *
الساعة مستديرة
لكن رمل الزمن
صحارى من الأسرار
تسخر من الاشكال الهندسية .
وأنا أكره الدائرة ،
واكره المربع والمثلث
وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع
وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...
وحدها النقطة المتحركة أحبها
اما الخطان المتوازيات
فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء
ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...
* * *
إلى شاطئ البحر أهرب منك
وأقف وحيدة
وبطبشورة الحرية
ارسم دائرة غير مغلقة ،
مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق
وأقفز داخلها ،
وأركض منها إلى البحر ..
البحر .. البحر ... البحر ...

[/align]

الحور 10-13-2008 01:53 AM

[align=center]ريتا عودة



شاعرة وقاصّة فلسطينيّة *
من مواليد النـّاصرة
حاصلة على شهادة اللقب الأول * في اللغة الانجليزية والأدب المقارن

صدر لها :

ثورة على الصمت (قصائد نثرية) 1994
مرايا الوهم (قصائد نثرية) 1998
يوميات غجرية عاشقة (ومضات شعريـّة) 2001
ومن لا يعرف ريتا (ومضات شعريـّة) 2003
قبل الإختناق بدمعة ( أمواج دمعيّة )2004
أبعد من أن تطالني يد( مجموعة قصصيّة ) قيد الطبع

من قصائدها



خمس ُ لوحات ٍ لجنون ِ لحظة


(1)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأشعرُ أنــّي بدأتُ أفقِدُ
بَعـْضَ نَـبـْضَ إحساسي بكَ
وأنـــَّكَ
تتسربُ منَ الذ ّاكرة
كما الرّمل
فأتورط بالتفكير بكَ
للتكفير عن
غيابِ وشم ِ ملامـِحِكَ
عن جسدِ الحُلم
(2)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأكبــِتُ وَخــْزَ حنينـِي
وأكتبُ جنونَ اللحظة
رموزا هيلوغرافيــّة
على جناحيّ سنونوة ٍعاشقة
تحملها إليكَ
وترحل
تبحثُ لكَ عن عُنوان
خلفَ الطرقات ِ المستحيلة
والنوافذ المُوْصَدة
وأنتظرْ ..
أخشى أنْ ..
تكونَ قـَدْ ..
أسقــَطــْتَ جنينَ حُبــّي
من رَحـِم ِ العاطفة
(3)
أفـْـتــَقـِدُكَ
ويهزمــُنـــِي ضعفي
وحاجتي إليكَ
لتكونَ لي وطنـــًا
يُهدينـــــي مساحاتــِهِ
من جنوبــِها لشمالـِها
ويدًا
تأتينــــي كلَّ غروب ٍ
بعِقــْدِ فــُلّ
(4)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأجتهدُ أنْ
أمحو بصماتِكَ
عن خلايا شغفي بــِكَ
فتنبعثُ ذبذباتُ صوتــِكَ
من حضن ِ الماضي :
" أ ح ِ بُّ كِ "
لـِتــُبـَعـْـثـــِرَنــــِي
" أحـِبـــُّــكِ "
وتــُلــَمـْـلــِمـَنـــِي !
(5)
أفـْـتــَقـِدُكَ
وأتأرجحُ هذي اللحظة
ما بينَ لونــَيّ الفرح ِ والحُزن
أستجديكَ وأدْعـُوكَ :
تعالَ
لتأتي معكَ ألوانُ الطـّيف
ِ تعالَ
لم نَعُدْ أنا وأنتَ
خطــَّين ِ متوازيين
نحنُ قلبان تائهان
حولَ محور دائرة
تعالَ
لستَ حُـلمــًا
أنتَ أكبرُ من كُلّ أحلامي
لستَ لــُغتي
أنتَ أكبرُ من كلِّ اللغاتِ
تعالَ
قد تكونُ المسافة ُ شاسعة
ما بينَ حلمنــا والواقع
مع ذلك
ها أنا أمارسُ أولى الخطواتِ
فتعالَ .. تعالَ .. تعالْ



***********



فلسطين صرخة آخر الليل ...!!


موجوعة هذي الحجارة
في أيدي
صغار العصافير
موجوعة هذي الصخور
من مناقيـــــر النسور
موجوعة ظلالنــــُا
على خريــــطة
الصقور
: ياأيها الوجع
آن الأوان
لاعلان
هـُوية النـَّدى
: ياأيها الوجع
آن الأوان
لعودة
فقراء الفـــَرَاش
المُــرهــــَق
من قهر الشتات
آن الآوان
لتنمو وتتكاثر النوارس
على ضفافك
يا فلسطين
فأنت الحلم الأكبر
المُلقى على
كفة المَوازين
وأنــــتِ الأخضر
الممتدّ عبر قحط
المـَعايير
وأنتِ صـــــَرخـــــــــَةُ
آخــــــــــر الليـــــــل
يا فلسطيــــــــــــــن!

*********

الحقيقة والظل



"الظل"
في القلب فراشة
صغيرة صغيرة
منسيّة
بينَ دفاتر صمتي
تُرفرفُ تُرفرفُ
داخلَ جُدران قلبي
لتنفض عنه وعنّي
غُبارَ العُزلة
تتنقلُ باصرار
بينَ مدن مللي
لتُشعِلَ فيها
كبرياء الثقة بالنفس
تتمردّ تتمردّ
على صمتي
تثيرُ إرادتي
تُضيءُ شمسَ ايجابيتي
تزرعُ اشجارَ وُجودي
" الحقيقة"
أحاولُ رويدا رويدا
فتحَ أبواب قلبي
أحطّمُ شيئا فشيئا
قضبانَ العُزلة
وأخرُجُ عن حُزني
بحثا عن
حزن الإنسان الآخر
أخرجُ عن صمتي
وأنا أعلن بكبرياء
ملء صوتي
عن ميلادي أنا
ك:
"كيان"

********



(اغتراب)


رماد سيجارة
يعانق حضن منفضة
...وأنا
خلف النافذة
وحيدة
اتلّهى بجريدة
ذَوَتْ على شفتيها
كلُّ الكلمات
وشارع
يحتلّهُ
عويل ثرثرة
وصدى خطوات[/align]

الحور 10-13-2008 01:54 AM

[align=center]الشاعر عمر أبو ريشة


ولد عمر أبو ريشة في منبج بلدة أبي فراس الحمداني في سوريا عام 1910م ونشأ يتيما وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب .أكمل دراسته الجامعية في بيروت في الجامعة الأمريكية حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1930م ثم أكمل دراسته في لندن في صناعة النسيج ، وهناك قام بدعوة واسعة للدين الإسلامي بلندن .

ثار على بعض الأوضاع السياسية في بلادة بعد الاستقلال وامن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة العربية بشدة

شغل عدة مناصب :

· عضو المجمع العلمي العربي دمشق
· عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو
· عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية
· وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949 م 1953 م
· وزير سوريا المفوض للأرجنتين والتشيلي 1953 م 1954 م
· سفير سوريا في الهند 1954 م 1958 م
· سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م 1959 م
· سفير الجمهورية المتحدة للنمسا 1959 م 1961م
· سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م 1963م
· سفير سوريا للهند 1964 م 1970 م

· يحمل الوشاح البرازيلي والوشاح الأرجنتيني والوشاح النمساوي والوسام اللبناني برتبة ضابط أكبر والوسام السوري من الدرجة الأولى وآخر وسام ناله وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وقد منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي . شردته الكلمة اثنين وعشرين عاما في مشارق الأرض ومغاربها وهذا شأن كل صاحب كلمة .

وتُوفي رحمه الله في الرياض عام 1990 م .



من قصائده




هكذا تقتحم القدس



صـاح يـا عبد فرف الطيب .... واستعر الكأس وضج المضجع

مـنتهى دنـياه نـهد شرس .... وفـم سـمح وخـصر طـيع

بــدوي أورق الـصخر لـه .... وجـرى بـالسلسبيل الـبلقع

فـإذا الـنخوة والـكبر على .... تـرف الأيـام جـرح موجع

هـانت الـخيل على فرسانها .... وانـطوت تلك السيوف القطع

والـخيام الـشم مالت وهوت .... وعـوت فـيها الرياح الأربع

قال يا حسناء ما شئت اطلبي .... فـكـلانا بـالـغوالي مـولع


*********


عودي



قـالت مـللتك اذهـب لست نادمة .... عـلى فـراقك إن الـحب ليس لنا

سـقيتك الـمر من كاسي شفيت بها .... حقدي عليك وما لي عن شقاك غنى

لـن أشـتهي بـعد هذا اليوم أمنية .... لـقد حـملت إلـيها الـنعش والكفنا

قـالت وقـالت ولم أهمس بمسمعها .... ما ثار من غصصي الحرى وما سكنا

تـركت حـجرتها والدفء منسرحا .... والـعطر مـنسكبا والـعمر مرتهنا

وسـرت في وحشتي والليل ملتحف .... بالزمهرير وما في الأفق ومض سنا

ولـم أكـد اجتلي دربي على حدس .... وأسـتلين عـليه الـمركب الخشنا

حـتى سـمعت ورائي رجع زفرتها .... حـتى لـمست حـيالي قـدها اللدنا

نـسيت مـا بـي هـزتني فجاءتها .... وفـجرت مـن حـناني كل ما كمنا

وصـحت يـا فـتنتي ما تفعلين هنا .... الـبرد يـؤذيك عودي لن أعود أنا



********


حنين




لا تـغني فـإن حـشرجة الميت .... وجـهش الـنعاة فـي مـسمعيّا

أتـغـنين ذكـريـاتي وكـانت .... كـوثرا فـي فـم الـزمان شهيا

يوم أسقى من راحة الوحي خمري .... وأصـوغ الـحياة شـعرا نـديا

وأرى تـوبـة الـزمان بـعينيك .... فـأنـسى مـا قـد أسـاء إلـيّا

أسـمعيني عـلى أنـين الأماني .... مـن عثار الـشباب لحنا شجيا

أوجـوم فـيم الوجوم منى النفس .... وفـيم الـذهول يـكسو الـمحيا

أتـرامت عـليك أشـباح ذكرى .... تـترك الـحب يـا هلوك حييّا

حـولي ناظريك عني فما أسطيع .... أجـلـو ســرا هـناك خـفيا

ويـح نـفسي ما للعواصف تخبو .... ويـفت الـخذلان فـي سـاعديّا

أنـا طـفل الحياة يا ضلة الروح .... فـعفوا إن جـئت أمـرا فـريا

فـبليني فـقد شـعرت بـروحي ..... وثـبت وارتـمت عـلى شـفتيّا

لـست أنـت الـتي أضـمك بل ..... دنـيـا فـتون وعـالما عـلويا

أتـبسمت بـعد صـمت رهيب .... كـان يـدوي فـي مسمعيا دويا؟

خـدريني بـنغمة تـقتل الـيأس .... وتـهـمي بـالـمسكرات عـليا

حـسنا تـفعلين غـني أعـيدي .... اخـفضي الـصوت تـمتميه إليّا

اتـركيني عـلى ذراعـك أغفو ..... وأذيـبي الأصـداء شـيا فـشيا

[/align]

الحور 10-13-2008 01:55 AM

[align=center]ســـعدي يوســـف




ولد في العام 1934، في ابي الخصيب، بالبصرة (العراق).
اكمل دراسته الثانوية في البصرة.
ليسانس شرف في آداب العربية.
عمل في التدريس والصحافة الثقافية.
تنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية.
شهد حروباً، وحروباً اهلية، وعرف واقع الخطر، والسجن، والمنفى.
نال جوائز في الشعر: جائزة سلطان العويس، والجائزة الايطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية.
وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ .
عضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".
عضو الهيئة الإستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine
عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال Banipalللأدب العربي الحديث .
مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.


من قصائده


الــمـتــاهــــة



أين أذهبُ في مهبِــطِ الليلِ ؟
قد هبَط الليلُ :
ليلٌ طويلٌ ( وفيــهِ امرؤ القيسِ )
ليلٌ عريضٌ ( ونابغةٌ فيــهِ )
ليلٌ / رصاصٌ / ثقيلٌ …
…………………
…………………
…………………
قليلٌ من الليلِ يكــفي .
*
إلى أينَ أذهبُ ؟
في حانة القريةِ ، الآنَ ، يدعو الزبائنُ أشــباهَـهم
ويغَــنُّونَ أغنيةً للمعســكرِ ،
أو للنساءِ اللواتي انتهَـينَ …
*
اســتَــرِحْ لحظةً
ولـنُـفَـكِّــرْ قليلاً : إلى أين تذهبُ ؟
ثمّتَ ، في أسفلِ التلِّ ، تلمحُ ضوءَ الــمحطّــةِ ؛
إن القطاراتِ تَـصْـفِـرُ
والضوءَ يَـصْـفَــرُّ
والمطر الـنّـزْر يرسُــمُ لألاءهُ في الزجاجِ الــمُضاعَفِ …
ما أجملَ الســفرَ !
*
الليلُ يجلسُ ، كالمتسوِّلِ ، يرفو ثياباً مبلّــلــةً
وقطاراً مضى منذ عشــرينَ عاما !
……………………….
……………………….
……………………….
إلى أين تذهبُ ؟
في الــبُـعـدِ
بين الجذوعِ التي تتقطّــر ماءً وعشــباً
تلوحُ ضفافُ البحيرةِ …
إن البحيرةَ تُفضي إلى النهرِ
والنهرَ يفضي إلى البحرِ ؛
ما أجملَ الرِّحــلةَ !
الســلّــةُ الــخُــوصُ تدنو من القصبِ اللدْنِ
والسـلّـةُ الخوصُ تدنو
هي السلّـةُ الخوصُ تدعو
تناديكَ …
ما أجملَ الرِّحــلةَ !
………………………..
………………………..
……………………….
السلّـةُ الخوصُ … حقّـاً
ولكنْ ، أتحسَـبُكَ الطفلَ ؟
*
ثَـــمَّ ســـماءٌ ســماويّــةٌ
هي أبعدُ من جامعِ القيروانِ
ومن ســورِ مُـرّاكشِ اللانهايةِ
أبعدُ من زنجبارِ البهــــارِ
ومن كلِ شـــاطيء شـــرقيِّ إفريقيـــا
ومن مَرْكَبِ الهنـــدِ …
إنْ شِـــئتَــها جِــئتَــها ،
ولكنّــها ، يا بُــنَــيَّ ، العزيزةُ
مَن ليس يُــنْكِــرُها ليسَ يدخــلُــها ...
فاتَّــئِــدْ
يا بُــنَـيّ !
واتَّـــئِـدْ
يا بُــنَــيّ …


********


الشيوعيّ الأخير يشتري قميصاً



ظلَّ الشيوعيُّ الأخيرُ ، هو ، الفقيرَ ...
فإنْ تَدَبَّــرَ أمرَهُ يوماً ، وصارَ الـمالُ يملأُ جيبَهُ
( تأتي مصادَفةً )
تأبّطَ مالَــهُ
ومضى يبدِّدُهُ : المقاهي والمطاعمُ ،
والصديقاتُ اللواتي صِرْنَ قد أحبَـبْـنَهُ تَوّاً …
ورُبَّـتَـما تَـذَكَّــرَ أمْـرَهُ
– أن يشتري ، مثلاً ، قميصاً !
………..........
….………….
……………..
كمْ أحَبَّ السوقَ !
تلكَ الواجهاتِ ، وباعةَ السِّـلَعِ المزوَّرةِ
الصبايا العاملاتِ
وذلكَ الصعلوكَ عند المدخلِ الخلفيّ للبارِ العتيقِ …
وكم أحَبَّ مصاطبَ السوقِ !
العجائزُ ، والسكارى الصبحَ ، والأطفال …
والشجرُ الذي ما زال يعبَقُ بالندى الليليّ …
ينتبهُ الشيوعيُّ الأخيرُ :
ألم أجيءْ كي أشتري شيئاً ؟
قميصاً رُبَّما ؟
……………..
……………..
……………..
يدنو من البارِ العتيقِ
يمازحُ الصعلوكَ …
يدعوه إلى كأسٍ ، وصحنِ فطائرٍ بالـجُـبْنِ
ينتبذانِ زاويةً .
ومثلَ البرقِ يقتنعُ الشيوعيُّ الأخيرُ بأن لونَ قميصِـه أبهى
وأن تجارةَ القمصانِ ليستْ شأنَـهُ ؛
أن الحياةَ تريدهُ حُرّاً ، وأحمرَ
أن لون قميصهِ سيظلُّ أحمرَ
قانياً ،
ولْـتَسقط القمصانُ
إنْ كانت ستَعْرِضُ بَـيعَـه ، هوَ ، في مَزادِ السوقْ …



***********



تحت المطر الموحِــل




ها نحن أولاءِ نقرفصُ تحت سقيفتنا السعْفِ
قريبينَ من الموقدِ ؛
كان دخانُ الورقِ المبتلِّ يبللُ أعينَــنا بالدمعِ
ويَحجبُ عنّـا المرأى
حتى لكأنّ أصابعَـنا بُتِـرتْ …
نحن نحسُّ بها
لكنْ نعجزُ عن أن نطْــبِـقَـها أو نفتحَــها .
ما أغربَ ما تفعلُـهُ العينُ إذا عـشِـيَـتْ !
ما أغربَ ما تفعله أوراقُ التينْ ...
ها نحن أولاءِ نراقبُ عند البابِ ، الساحةَ
( أعني ساحةَ قريتنا )
نمسحُ عن أعيننا دمعاً وسخاماً
ونحاولُ أن نبصرَ ما يجري …
لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً ؛
أكثفَ من لَـبِـنٍ منقوعٍ منذ ســنينَ ،
نقولُ : إذاً ، ما جدوى أن ننظرَ ؟
فـلْـنطْـبِـقْ أعيُـنَـنـا دهراً منتظِــرينْ
ها نحن أولاءِ ، أخيراً ، في الساحةِ ؛
لا ندري كيف تشجّــعْـنا أن نتحرّكَ …
لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً وغزيراً
غُصْـنـا حتى الرُّكَـبِ المقرورةِ بالوحلِ
وما زالَ المطر‘ الموحلُ يهطلُ …
قلنا : العودةُ أســلمُ ،
فـلْـنتحصّـنْ ، ثانيةً ، بسقيفتنا
ولْـنجلسْ حول الموقدِ
نُـطـعمُـهُ ، أكثرَ ، أكثرَ ، أوراقَ التينْ .

**********






الشيوعيُّ الأخيرُ يَخرج متظاهراً


قال الشــيوعيُّ الأخيرُ : اليومَ أخرجُ في مظاهرةٍ
لطردِ الإحتلالِ وصَحْــبِــهِ ...
ومضى إلى السوقِ ؛
اشترى مترَي قماشٍ أبيضَ
استلَفَ الطلاءَ الأحمرَ الوهّاجَ من رسّــامةٍ كانت تحبُّ يديهِ ،
ثم استعملَ المنشارَ كي يتنصّفَ اللوحُ الدقيقُ ...
وهكذا ، خطَّ الشعارَ
وجرّبَ ...
الأشياءُ مُحْـكََـمــةٌ تماماً !
وهو مندفعٌ ، وأهوجُ، مثل عصفورٍ يطيرُ المــرّةَ الأولــى ...
وهاهوذا !
تباطأَ عند بابِ البيتِ
لفَّ شعارَهُ ، وطواه مثل مظلّـةٍ في يومِ صحْــوٍ
ثم قال لنفسهِ :
حسناً !
لنفرضْ أن شخصاً جاءني مستفسراً ... " من أي حزبٍ أنتَ ؟ "
كيف أرُدُّ ...
أحزابُ المدينةِ ، كلُّـها ، قد وقّعَتْ بأصابعٍ عَشــرٍ : يعيشُ الإحتلالُ
ومرحباً بجنودِهِ
وبُنودِهِ !
...............................
...............................
...............................
سأقولُ : إني حزبُ نفسي
إنني أُدعَى الشيوعيّ الأخيــــــــــــــــــــــــــــــــر



الشيوعيّ الأخيرُ يعدِّلُ في النشيدِ الأممي


كان الشيوعيّ الأخيرُ يقولُ إن نشيدَنا الأمميَّ ملتبسٌ قليلاً ...
قرنانِ قد مرّا عليهِ
تخافقتْ في الريحِ والأمطارِ راياتٌ تعالتْ باسمِـهِ
وتنكّستْ أخرى
وما عادتْ نحاسيّاتُ موسيقاهُ موسيقى الشبيبةِ
في مسيراتِ الشوارعِ ...
إن كل مظاهراتِ اليومِ تبدأُ بالقياثر
ِلا الطبولِِ ...
وثَمَّ شيءٌ قد يقالُ عن الأغاني
والفضاءِِ
وعن جنونِ الأغنياءِ ...
مضى الشيوعيُّ الأخيرُ يعدِّلُ الكلماتِ ، شيئاً ، إذ يغنِّـيها :
هُـبّــوا ضحايا الإضطهادِ
ضحايا هَولِ الأغنياءْ
بُركانُ الفِكْــرِ في اتِّقادِ
إننا آيةُ السماءْ ...
...................
...................
...................
لكنّ ما يضعُ الشيوعيَّ الأخيرَ بمأزقٍ ، هوَ :
مَن سيسمعُهُ إذا غـنّى ؟
إنْ كانت الكلماتُ من قرنينِ
أو من لحظةٍ
أو من زجاجٍ ...
مَن سيســمعُــه إذا غَــنّــى ؟[/align]

الحور 10-13-2008 01:56 AM

[align=center]طارق علي الصيرفي



وُلد الشاعر الفلسطيني طارق علي الصيرفي عام 1977م في مخيم عسكر القديم ، قضاء مدينة نابلس التي هاجر إليها أهله أثر النكبة التي حلت بفلسطين عام 1948م ، فاضطروا إلى ترك قريتهم المسعودية المستلقية على شواطئ يافا أمثال آلاف الفلسطينيين .

درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة المخيم التابعة لوكالة الغوث الدولية
درس المرحلة الثانوية في مدرسة قدري طوقان الثانوية بنابلس
حصل على شهادة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية وأساليب تدريسها من كلية العلوم التربوية ( دار المعلمين ) رام الله
يعمل الآن مدرساً للغة العربية في مدرسة مخيم عسكر
كتب الشعر في بداية المرحلة الثانوية ، ونشر العديد من القصائد في الصحف المحلية والمجلات الأدبية
نشر العديد من قصائده في صفحات الإنترنت والمنتديات الأدبية
أجرى بعض المقابلات مع إذاعة فلسطين
أصدر ديوانه الأول ( رحلة إليك ) عام 2001م
أصدر ديوانه الثاني ( لن تصلبوني مرة أخرى ) عام 2004م
عضو في اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو في ملتقى بلاطة الثقافي
عضو في رابطة أدباء بيت المقدس


من قصائده


لَنْ تَصلُبوني مَرَّةً أُخرى




- 1 -

لَيلٌ وَأُغنِيَةٌ وَنايٌ..
يَصنَعُ اللَّحنَ الحَزينْ
وَدُموعُ أُمي تَحتَ نَخلَتِها ،
تُعَلِّمُني القِراءةَ وَالكِتابَةَ..
وَالكَلامَ ، وَلم أَزلْ في الغَيبِ طِفلاً أَو جَنينْ
حَكَموا عَليَّ بِأَن أَموتَ قُبَيْلَ أَن آتي إِلى الدُّنيا..
وَجِئتُ ، وَجِئْتُ أَمتَلِكُ اليَقينْ
نَفْيٌ.. وَتَشريدٌ وَتَغريبٌ.. وَتَعذيبٌ..
وَإِنّي عائِدٌ..
لِلبَيتِ مَرفوعَ الجَبينْ
لا تَحزَني أُمَّاهُ ! سَوفَ نَعودُ..
سَوفَ نَعودُ لِلمَهدِ – العَرينْ

- 2 -

طَرَدوا جَميعَ الأَنبِياءْ..
طَرَدوكُمُ..
لا تَيأَسوا إِنْ عَيَّروكُمْ ، أَو نَفوكُمْ
خارِجَ الدُّنيا وَما بَعدَ السَّماءْ
طُوبى لَكُمْ..
طُوبى فَأَنتُم مِلحُ هذي الأَرضِ..
أَنتُم كُلُّ ما في الأَرضِ مِن لَبَنٍ ، وَمِن عَسَلٍ
وَمِن رَمْلٍ وَماءْ
لا تَحزَنوا ، لا تَيأَسوا..
روما لَهُم ، روما لَهُم
والله مَوْلانا..
سَيَنصرُنا وَيهزِمُ مَنْ يَشاءْ

- 3 -

أُمَّاهُ ، إِنِّي قَد تَعبتُ مِنَ الرَّحيلِ إِلى الرَّحيلْ
وَحدي أُحَدِّقُ في الظَّلامِ وَلا أَرى شَيئاً..
أُحَدِّقُ في الفَراغِ وَلا أَرى أَحَدَاً..
(( أَضاعوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعوا ))
لمْ أَثِقْ بِهِمُ..
أُحَدِّقُ في الحُقولِ ، وَلا أَرى شَجَرَ النَّخيلْ
هُزِّي إِليْكِ بِجذْعِها..
مِنْ أَينَ يا أُمِّي النَّخيلْ ؟!
سَرَقوا النَّخيلَ ، وَأَرضَنا وَسُهولَنا..
وَجِبالَنا وَمِياهَنا..
سَرَقوا الشَّواطِئَ وَالأَغاني وَالأَماني وَالرُؤَى..
وَالقدسَ وَالمَهدَ الجَميلْ
نَهَبوا الجَليلْ..
سَلَبوا الخَليلْ.
صارَعْتُ مَوتي وَانْتَفَضْتُ..
كَسرتُ قَيدي عَن يَدي..
وَنَزَعتُ تاجَ الشَّوكِ عَن رَأْسي ،
وَعَن وَجْهي وَعَنْ جَسَدي النَّحيلْ
أُمَّاهُ لا تَتَأَثَّري أَو تَحزَني..
أُمَّاهُ لا تَبكي فَإِني عائِدٌ..
وَالرُّوحُ يَحمِلُ مَوتَهُ مُتَفائِلاً..
وَالليلُ أَطوَلُ مِن طَويلْ

- 4 -

وَطَني هُنا ، شَعبي هُنا ، وَأَنا هُنا..
مِنْ بَيتِ لَحمَ إِلى الجَليلِ..
مِن الجَليلِ لِبيتِ لَحمَ..
وَرُبَّما تَغتالُني الطُرُقاتُ يا أُمي
فَأَمضي لِلمَدى ، وَإِلى جُروحي الثَّائِرَهْ
- باعوكَ بَل صَلَبوكَ..
كَيْ يَرِثوا المَكانَ – كَما يُحَلِّلُها المُؤَرِّخُ وَالرُّواةُ –
وَلا مَكانَ لَهُمْ ، وَلا حَتَّى زَمانَ لَهُمْ..
وَجاؤُوا.. مِن فَيافي الأَرضِ جاؤُوا..
مِن مَنافي الكَونِ ، كَي يَرِثوا البِلادَ الصَّابِرَهْ
- الله ما أَحلى بِلادي كُلَّها !
مِنَ بَيتِ لَحمَ أَجوبُها لِلنَّاصِرَهْ
مِن أُورْشَليمَ ، تَجوبُني لِلسَّامِرَهْ
حُرَّاسُ هَيْكَلِهِمْ – وَما في القَلبِ هَيْكَلُهُم – ذِئابٌ كاسِرَهْ
الله يا الله ، طَهِّرْ أُورْشَليمَ..
مِنَ الوُجوهِ الكَافِرَهْ
طَهِّرْ بِلادَ القُدسِ ، مِن رِجْسِ الكِلابِ الماكِرَهْ

- 5 -

لمَ تَكتَمِلْ بَعدُ القَضِيَّهْ
وَالمَسرَحُ المُكتَظُّ بِالتَّمثيلِ وَالجُمهورِ..
قَد سَقَطتْ سَتائِرُهُ..
وَقَدْ بَدَأَتْ بِصَلبي المَسرَحِيَّهْ
وَأَنا أَصيحُ ، أَصيحُ يا أُمِّي..
(( أَضاعوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعوا ))
لَمْ تَزَلْ أُمِّي هُناكَ بِأَرضِنا..
مَزروعَةً تَبكي عَلَيَّهْ
تَبكي عَلى عُمري الذي سَرَقوهُ مِنْ أَحضانِها..
وَبَكَتْ عَلَيَّ المَجْدَلِيَّهْ
غَسَلَتْ بِأَدمُعِها لُعابَ الذِّئْبِ عَنْ قَدَمي ،
وَعَنْ جُرْحَينِ نَزَّا في يَدَيَّهْ

- 6 -

أَيْنَ الأَرامِيُّونَ ؟ هَلْ ذَهَبوا وَهَلْ هَرَبوا ؟
وَإِسرائيلُ تَقْصِفُ كُلَّ ثانِيَةٍ – بِمِدفَعِها –
وَكُلَّ دَقيقَةٍ فَرَحي وَأَحلامي..
وَلَيْلَ قَصيدَتي وَطُفولَتي..
أَيْنَ الأَرامِيُّونَ ؟ هَلْ سَكَتوا وَهَلْ صَمَتوا ؟
وَكمْ أَنْكَرتَني يا بُطْرُسُ العَرَبِيُّ ، كَمْ أَنْكَرْتَني

- 7 -

إِنِّي أُواجِهُ دَوْلَةً..
جَيشاً بِأَكمَلِهِ..
أُواجِهُ طائِراتٍ قاصِفاتٍ.. قاذِفاتٍ بارِجاتٍ..
كُنْتُ وَحدي آهِ.. يا أُمِّي ،
وَلَمْ تَتَحَرَّكِ الدُّنْيا..
وَلا الأَعرابُ ، لكِنِّي صَمَدْتُ أَمامَهُمْ
وَصَرَختُ مِنْ فَوقِ الصَّليبِ..
صَرَختُ : لا.. لَنْ تَصْلِبوني مَرَّتَيْنْ
وَتَكاثَروا حَوْلَ الصَّليبِ ، تَكاثَروا مِثلَ الجَرادِ..
وَدَمْعُ جُرحي سالَ مِنْ كِلْتا اليَدَيْنْ
لَنْ تَصلِبوني مَرَّةً أُخرى..
بَني صَهيونَ لا..
لَنْ تَسْلُبوا حُرِّيَّتي أَبَدَاً..
( قَيافا ) حُكْمُكَ القاسي يُرَدُّ إِلَيْكَ يَومَاً ما ،
وَلا.. لَنْ تَصلِبوني مَرَّتَيْنْ

- 8 -

شُكْراً لِروما ، فَصَّلَتْ صُلبانَها..
فَبِحَجْمِ هذا الكَوْنِ كانَ صَليبُها..
وَأَنا وَحيدٌ في المَدى
بِيلاطُسُ البُنْطِيُّ ، يُعْلِنُ عَنْ بَراءَتِهِ
قُبَيْلَ الصَّلْبِ.. يَغْسِلُ بِالمِياهِ..
يَدَيْهِ يَرْجِعُ كَالمَلاكِ بَراءةً
وَيُشِعُّ نُورَاً أَو نَقاءً أَبْيَضَاً..
هذا المَلاكُ بِقلبِ شَيطانٍ رَجيمْ
هذا يَهوذا الخائِنُ العَرَبيُّ..
لَن يَتَكرَّرَ التَّاريخُ ثانِيَةً..
يَهوذا سَوفَ تُصْلبُ ، سَوفَ تُقتَلُ وَانْتَظِرْ
لَن يَرجِعَ التَّاريخُ ثانِيَةً..
وَسَوفَ تَذوبُ في نارِ الجَحيمْ

- 9 -

لَن تَصلِبوني..
رُبَّما سافَرْتُ في رُؤْيايَ..
لِلوَطَنِ – المَدى ، المَنْفى – المَدى
وَصَرخْتُ مِن فَوقِ الصَّليبِ..
صَرَختُ لَن أَتَرَدَّدَا
رَجَعَ الصَّدى وَتَرَدَّدَا
نَزَفَ الوَريدُ فَقُلتُ : لَنْ أَتَجَمَّدَا
عانَقتُ مَوتي..
وَاتَحَدتُ مَعَ الرَّدى
لأَعيشَ ، لا لأَموتَ..
في دَوَّامةٍ..
وَأَتى فَراشُ العُمْرِ من عُمْقي البَعيدِ مُقَيَّدَا
أَطْلَقْتُهُ ، فَصَحا الفُؤادُ وَغَرَّدَا
صَرَخَ الفُؤادُ وَأَنْشَدا..
لَن تَصلِبوني مَرَّةً أُخرى..
وَلَنْ أَتَقَيَّدا

- 10 -

لَمْ تَكْتمِلْ بَعدُ القَصيدَهْ..
هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِن زَمَني ؟!
لَمْ تَكتمِلْ بَعدُ القَضِيَّةُ وَالعَقيدَهْ..
هَل غادَرَ الشُهَداءُ مِن وَطَني ؟!
وَصَرَختُ :
(( يَمَّا مويلِ الهَوى
يَمَّا مويلِيَّا..
ضَرْبِ الخَناجِرْ وَلا..
حُكمِ النَّذِلْ فِيَّا..
يَمَّا مويلِ الهَوى
يَمَّا مويلِيَّا..
ضَرْبِ الخَناجِرْ وَلا..
حُكْمِ الصَّهْيونِيَهْ.. ))[/align]

الحور 10-13-2008 01:57 AM

[align=center]الشاعر كريم العراقي



ولد الشاعر كريم العراقي في منطقة الشاكرية "كرادة مريم" في بغداد.
- دبلوم علم نفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.
- عمل معلما في مدارس بغداد عدة سنوات.
- عمل مشرفا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي.
- بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبا في المدرسة الإبتدائية في المجلات العراقية التالية:- "المتفرج", "الراصد", "الإذاعة والتلفزيون", "إبن البلد", "وعي العمال" ومجلة "الشباب".
- عمل محررا فنيا لعدة سنوات في مجلة "فنون" العراقية, كما عمل محررا صحفيا أيضا في عدة مجلات عربية في مصر والسعودية والإمارات.
- عضو جمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية.
- حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة "تذكّر" التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر.
- غادر العراق الى تونس مطلع التسعينات بموجب دعوة عمل في مدينة "سوسة".
- بعد عدة سنوات غادر تونس متنقلا بين عدة دول عربية الى أن حط به الرحال في الإمارات العربية المتحدة.
- غنى من شعره عشرات المطربين العراقيين والعرب.
- يعمل حاليا محررا صحفيا في مجلة "سيدتي".

من قصائده


لاعـبـــة الـبـلـيـاردو



الأخضر .. المستطيل .. جاهز
والزوايا مفتوحة لإبتلاع الكرات
إبدئي أنت أولا فالبدء للفاتنات
رتّبتها .. بعثريها
سكّنتها .. حركيها
فرّقيها كقلبي .. الى جميع الجهات
ها أنا أرفع المثلث عنها
فاعصفي بالمدوّرات
كالناي بين يدي عازف ساحر النغمات
يا لك من محظوظة من أول الضربات
كراتك كالأرانب تجري وكراتي كالسلحفاة
طار شعرك فوقي فاستفزّ ما بذاتي
هل لسعتك أنفاس صدري؟ هل أراحتك اشتعالاتي؟
إستمتعي يا ذكية ..
فالهدوء نغمة أنثوية
وأنا أحرقتني العصبية
إختفت كراتك كلها .. وازدحمت كهمومي كراتي
ورغم براعتي وجهدي
فالكرات الصعبة عندي
العصا بين يديك تذوب فارحميني وارحمي آهاتي
واخجلتاه .. ارتبكت ها هي أواخر المباراة
فاليتيمة السوداء وهي الأخيرة
ألحقيها بعشها كالأخريات
ها أنا ألهث خاسرا .. صفقوا لأجمل الفائزات
خاسر غير اني أهنئك .. يا عبقرية الحركات
أيها الجمهور فازت .. صفقوا لأروع الفائزات
تقدمي الى المنصة لطفا .. واحزري ما مفاجآتي؟
كأس البطولة قلبي
والوسام أحلى القبلات



*************


الشمس شمسي




الشمس شمسي والعـراق عراقي .... ما غيّر الدخلاء من أخلافي

داس الزمان على جميع مشاعري .... فـتفجر الإبداع من أعماقي

أجريت في الصخر العقـيم جداولا .... وحملت نور الله في أحداقي

أنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي .... ووصية الفقراء فوق نطاقي

قـدري بأن كل الحروب تجيـئني .... مجنونة تسعى لشـد وثاقي

فمن السيوف الى الرصاص مدائني .... ذابت من الإحراق والإغراق

ومن الشموع الى الدموع حبـيبتي .... محفوفة بخناجـر السـرّاق

وأنا الجـميل السـومري البـابلي .... كانت يدي قيـثارة العشـاق

ملأت فضاءات الوجـود قصـائدي .... حتى كأن الشعر صوت عراقي

وتحـالفت كـل العـصور لمقـتلي .... فأغضتها بتمـاسكي الخـلاق

وتـذمرت وإستـأسدت وتفرعـنت .... فحملتها جبـلا على الأعـناق

اسمع صهبل الحـزن بين مفاصلي .... أضحى صديقي..كنيتي..ميثاقي

هـربت طيوري حين ضاع أمانها .... فـكأنـني شجــر بلا أوراق

لكـنما هـمس العراق بمـسمـعي .... يفنى الأسى وجبين عزك باقي

الشـمس شمسي والعـراق عراقي .... ما غيـر الدخلاء من أخـلاقي

[/align]

الحور 10-13-2008 01:58 AM

[align=center]مظفر النواب





مظفر النواب شاعر عربي واسع الشهرة ، عرفته عواصم الوطن العربي شاعراً مشرداً يشهر أصابعه بالاتهام السياسي ، لمراحل مختلفة من تاريخنا الحديث...

وقد جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحياناً.. انه يصدر عن رؤية تتجذر معطياتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية العربية ، وتمتد أغصانها في فضاء الروح حتى المطلق.

هو مظفر بن عبدالمجيد النواب ، والنواب تسمية مهنية ، وقد تكون جاءت من النيابة ، أي النائب عن الحاكم ، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية.

فهذه العائلة العريقة ، بالأساس ، من شبه الجزيرة العربية ، ثم استقرت في بغداد ، لأنها كانت من سلالة الإمام الورع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ، الذي مات غيلة بالسم في عصر الخليفة هارون الرشيد ، فهاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية: بنجاب-لكناو-كشمير. ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم ، أصبحوا حكاماً لتلك الولايات في مرحلة من المراحل.

وبعد استيلاء الإنكليز على الهند ، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند ، فاستاء الحاكم الإنكليزي من موقف العائلة المعارض والمعادي للاحتلال والهيمنة البريطانية ، وبعد قمع الثورة الهندية-الوطنية عرض الإنكليز على وجهاء هذه العائلة النفي السياسي على ان يختاروا الدولة التي تروق لهم ، فاختاروا العراق ، موطنهم القديم ، حيث تغفو أمجاد العائلة على حلم الحقيقة ونشوة الماضي الشريف والعتبات المقدسة.. فارتحلوا الى العراق ومعهم ثرواتهم الكبيرة من ذهب ومجوهرات وتحف فنية نفيسة.

ولد مظفر النواب في بغداد-جانب الكرخ في عام 1934 من أسرة ثرية أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب. وفي أثناء دراسته في الصف الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية ، وفي المرحلة الإعدادية أصبح ينشر ما تجود به قريحته في المجلات الحائطية التي تحرر في المدرسة والمنزل كنشاط ثقافي من قبل طلاب المدرسة.

تابع دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية صعبة ، حيث تعرض والده الثري الى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته ، وسلبت منه قصره الأنيق الذي كان يموج بندوات ثقافية ، وتقاد في ردهاته الاحتفالات بالمناسبات الدينية والحفلات الفنية على مدار العام.

بعد عام 1958 ، أي بعد انهيار النظام الملكي في العراق ، تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد ، فأتاحت له هذه الوظيفة الجديدة تشجيع ودعم الموهوبين من موسيقيين وفنانين تشكيليين ، لئلا تموت موهبتهم في دهاليز الأروقة الرسمية والدوام الشكلي المقيت.

في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق ، بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة ، من قبل النظام الحاكم ، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة ، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا ، حيث أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي ، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.

في 28/12/1963 سلمته السلطات الإيرانية الى الأمن السياسي العراقي ، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام ، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد.

وفي سجنه الصحراوي واسمه (نقرة السلمان) القريب من الحدود السعودية-العراقية ، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.

في هذا السجن الرهيب الموحش قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء السياسيين بحفر نفق من الزنزانة المظلمة ، يؤدي الى خارج أسوار السجن ، فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.

وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد ، وظل مختفياً فيها ستة أشهر ، ثم توجه الى الجنوب (الأهواز) ، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع الى سلك التعليم مرة ثانية.

عادت أغنية الشيطان مرة ثانية.. حيث حدثت اعتقالات جديدة في العراق ، فتعرض مظفر النواب الى الاعتقال مرة ثانية ، إلا ان تدخل علي صالح السعدي أدى الى إطلاق سراحه.

غادر بغداد الى بيروت في البداية ، ومن ثم الى دمشق ، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية ، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.

كرس مظفر النواب حياته لتجربته الشعرية وتعميقها ، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره .



من قصائده



بيان سياسي




ليست تسوية ... أو تسوية بل منظور رؤوس الأموال ...

ومنظور الفقراء أعرف من يرفض حقا

من تاريخ الغربة والجوع بعينيه وأعرف أمراض التخمة

يمكنني أن أذكر بعض الأسماء

لن تصبح أرض فلسطين لأجل سماسرة الأرضيين

وان حمي الاستنماء

لا تخشوا أحدا في الحق

فما يلبس حق نصف رداء

ليس مقاتل من يدخل نجد بأسلحة فاسدة

أو يجبن

فالثورة ليست خيمة فصل للقوات

ولا تكية سلم للجبناء

وإياكم أبناء الجوع فتلك وكالة غوث أخرى

أسلحة فاسدة أخرى

تقسيم آخر

لا نخدع ثانية بالمحور او بالحلفاء

فالوطن الآن على مفترق الطرقات

وأقصد كل الوطن العربي

فأما وطن واحد او وطن أشلاء

لكن مهما كان فلا تحتربوا

فالمرحلة الآن

لبذل الجهد مع المخدوعين

وكشف وجوه الأعداء

المرحلة الآن لتعبئة الشعب إلى أقصاه

وكشف الطباخين

وأي حصاة طبخوا بالوعد وبالماء

هذي مرحلة ليس تطول

وأول سيف يشهر ضد الثورة

مشبوه عن سابع ظهر

من كل الفرقاء

لا تنسوا أن سلاح الكحالة ضد فلسطين جميعا

جزء أو أجزاء

كشف البطل اللعبة

أما التفتيش

فما كشف شيئا في الأشياء

تتوحم هذي الرجعية ليلا نهارا

فلا تنسوا تزييت بنادقكم

أيلول ما زال هنا يتربص في الأنحاء


**********


رسالة حربية عاشقة



نداء على الطيارين العرب مازال مفتوحا

في الليل تسلل

حمل طائرة الفجر قنابل وهلا هل

نفذ عشقك

اخرج عن أمر قياداتك

خذ في الجو طريقا مشبوها تعرفه وأنا اعرفه

وجماهير الأمة في عين الحلوة تعرفه

امرق سهما منتصرا

امرق نسرا شامخا منتحرا

اخترق الجبن الرسمي

الآن ... الآن العاصفة الاسرائيلية تحتك

من قصف الدمور

من احرق صور

من أمطر ألاف قنابله العنقودية في ارنون وخلده تحتك

من دفن النبطية فلم تدفن

بالضبط هو الآن هنالك تحتك

افتح أبواب جهنم يا نسر

رشاشاتك يا نسر

حبك للدنيا

غضبك

ألهب أحزانك ...

غربتك المر في صمت العالم

نارك

العب لعبتك الربانية على عنق مدافعهم

وتأرجح نشوانا .. نشوانا ... نشوانا

مثل سكارى العالم قاطبة بين قذائفهم

نفذ نارك

يا اللّه نفذ أقدارك

يا نسر إذا حاصرك الأعداء

يا نسر إذا حان لقاء اللّه

خل جبين الطائرة الفذة نحو الأرض

تماما نحو الأرض

خذ سرعتك القصوى

دمر أي مكان في العاصمة الاسرائيلية واستشهد

فاللّه سيلقاك قبيل وصول الأرض

أو أنت وصلت احتضنتك فلسطين



**********



يوميات عروس الإنتفاضة



بدأ الصمت

والطرقات الصغيرة

حطت على كتفها صبرها

والدموع المباركة الرزق

كانت تضيء البيوت

أمام الغروب العظيم

ورياح السموات

تمسح رفتها بالغسل

فما زال من بقع الدم

نجمات عشق تضيء وتخبو

كأن يبرق الدم شفرته عبر كل الزمان

كأن الجريمة تمت بمدخل نابلس

كانت جموع الأفاعي الدميمة

تسحبهم في الظلام العظيم

الجريمة تمت بمدخل نابلس

تلك الجريمة تمت بمدخل نابلس

نابلس...نابلس

تلك الجريمة تمت بمدخل نابلس

كانت حقول من اللوز

تغرق في الصمغ

لشتات .... هنا دفنوهم

لقد بقي الطين ينبض حتى الصباح

ولم يملأ أعينهم

أصبح الطين ينظر من أعينهم

وابتدأت كل عين كحبة زيتون

تدفع الأرض

طين رحيم كرب رحيم

ليلتفت ولد الأفاعي

فكل فتى في المخيم

يعرف كيف يدوس رؤوس الأفاعي

لكل حجارته

فتية الوطن العربي

حجار كثير يا وطننا

فانهضوا للأفاعي

بأشياء الركب قاطبة

حجر فوق أفعى هناك

أرادوا جحيما بمقدار ما نشتهيهم

نعم .. وليعم الجحيم

ارم رب الحجر

ارم .. شلت مدرعة تحت طليات عينيك

تلتف نابض نار رشيقا

فما حجر طاش

من أين هذي الرشاقة للقدر الضخم

أم أنت مما صبرت نحت القدر وقف....

كأنك تزلزل ظهر الزمان

بمقلاعك الأرض ثقلا

ووجهك بين دخان الدوالي

اسطع من شمس تموز

تقحم أو تتراجع مثل تخفي القمر

لا تحدق بكل مرارة روحك

غربا وشرقا

فان الهزيمة ترفع أوقاتها

نحن شعبك أنت ولسنا شعوبا لهم

شعبك أنت بكل جمالك

وجّه ... ولا تتوجه

بزيف نصائحهم

عجزوا إذا قدرت

أزحهم وأيقظ حجار الجحيم

فان تآمرهم ضد وعي الحجارة

لا يغتفر

*************[/align]

الحور 10-13-2008 01:58 AM

[align=center]يوسف الديك






مواليد 1959- مدينة باقة الغربية/ فلسطين المحتلة - حاصل على ليسانس حقوق
- شارك في العديد من المهرجانات الثقافية أهمها "جرش، المربد"
- عضو رابطة الكتاب الأردنيين - عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين

الاصدارات
ديوان شعر : طقوس النار1986
ديوان شعر مشترك بالعربية والفرنسة .. شعراء من بلاد الشام1992
ديوان شعر : تفاصيل صغيرة على نحاس القلب 2005 –


من قصائده





رقصة الموت الأخيرة





صوتٌ يُعربشُ مثلَ داليةٍ على الشُّباكْ
موتٌ يُعَشعِشُ في العظامِ
كعنكبوتِ الليلِ حاكَ في الصدرِ الشِباكْ
والحارسُ الليليُّ مثلنا قلقٌ
ويخافُ من وقعِ الخُطى
ومن هديلِ حمامةٍ
مرّت من الأسلاكْ .
هو واجفٌ كأيّ معتقلٍ
وينتظرُ الصباحَ لعلّ يشغله عن الوجلِ الحِراكْ .

***

لم ينعسوا أبداً
لكنهم ناموا ،لأن الحلمَ ناداهُمْ
لكي يستيقظوا على زنزانةٍ مفتوحةٍ
حرّيةً
وعدالةً
وقصيدة عنوانها
" عُدْ يا حبيبي ...كيْ أراكْ "

***

صوتٌ يفتّش في حنايا الروح
يختصر الأنوثة في جسدْ
ونوارسٌ لم تخطئ البحرَ الذي ألِفتهُ
كي ترث المياهَ ...ولا أحدْ
كتب اعتراف الموجة الحُبلى ...ولكن الزَبّدْ
أنهى رسالتهُ وقد قال الحقيقةَ مرتين
وافتضحت على مرأى من الغرباء
أسرار البلد ..!!
بلدٌ تفتش عن بنيها في بلاد الآخرين
ترضعهم ... لترجعهم
لكنهم ماتوا بحسرتهم .. وغربتهم ... ولم يرجع أحدْ
أحدٌ ...هو اليوم المقدّس في الكنيسة
منذ رسائل الرومان للإغريق
كي تعود الخيل من أنطاكيا الكبرى إلى عرش الأسدْ
أسدٌ هو الليث الهزبر المستعدّ المستبدّ
إذا رآه القرد مبتسماً... تصبّح بالنكدْ
نكدٌ هي الدنيا بما فيها ....بدايتها .. نهايتها ..وضحكتها
ومن تُمدِد له كفاً
تباغته بثانيةٍ ...دواهيَ أو كَمَدْ

***

لم ينعسوا .. لكنهم ناموا
ولم يتيقنوا من الصبح الذي انتظروه دهراً
هل سيعود ..؟
أم ينأى إذا اقتربت من الفجر الحقيقة للبصيرة ؟
كسواد ليلٍ مدلهمٍ كالحٍ
أرخيتِ للكتفين شعرك يا صغيرة !!
هل تسمحين برقصةٍ ..أولى
على أنغام هذا العود
هي رقصة للموت ...لكن
ربما .. ستكون رقصتنا الأخيرة !
ما كلّ هذا الأسود الليليّ
شعرُكِ ؟
أم ْ هذا عنترةٌ تخبأ
في تفاصيل الضفيرة ؟
هو فارق التوقيت سيدتي ،
وربّ الكحل في عينيك
لم أطأطئ هامتى ..أو أنكسر
إلاّ لعينيك الكسيرة.

***

هل تسمعيني جيداً ...؟ يا بنت
رغم ملوحة الطقس
الرطوبة
رغم حرّاس الطريق من الجنود أو العسَسْ
سأعود للأرض التي حملتني أول خطوةٍ
لأزرع باميةً على النوافذ
فلفلاً في خوذة الجندي للذكرى
سُمسماً فوق السطوح
عنباً على أسلاك هاتف أرضيّْ
والشرفات ... أبذرها ..شعيراً للحصان
وإن وجدتُ الوقتَ يكفي
فوق كفّي سوف ارسم حبتين من العَدَسْ .
يا أيّها الشهداء عودوا
واحرسوا الإضراب عن كثبٍ
لمنفعةِ الزعيم العبقري الفذّ
سوف يبيعكم قطعاً من الديكور للأعداء
أيّها الشهداء ...
سنعلق الإضراب " لو دقيقتين "
لنعلّم الأطفال بعض الفارق النسبي
بين الأرض معناها " وطن "
وبين الأرض " عند البعض أضحت مزرعةْ "
ولن ننسى .. سوف نعيد عليهمُ أسماءكم غيباً
حتى يحفظوا الدرس الأخير
قبل أن تخبو بهم أيامُهمْ
وقبلّ أن تكبو من التعب الفَرَسْ .




*******





قلمٌ .. رصاصٌ..!!





هو مقعدٌ في طائرة
قال الفتى العربي
لم يكمل
ولم ينم ... حتى تخوم القاهرة
هي أمّة خجلى بحجم دمارها
ونثارها
نامت على وجع الخصوبةِ
من مساء الطائرات
حتى صباح الأغنيات ... العاهرة
يـــا أيّها القنديــل !!!
يكفينا ، أضأت جراحنا
أقلقتنا
........ أبكيتنا !!
وتركت فينا يقظة الحسرات
في نزق الحروف النافرة
قلمٌ ..... رصـــاصٌ
طلقةٌ في الصدر
من كلّ الجهات
وغصّة في الحنجرة
هو ما تبقّى من غدٍ
كي نلتقي
نتبادل البسمات و القبلات
نرسمها
ونصلب ظلّــــنا
عل جدار المقبرة
يا سيّدي أنا متعب ٌ .. حد الصراخ المرّ
عارٍ بصحة طعنتي عن صحتّي
وعن الحقيقة
والندى الفضّي
والذكرى
وبوح العاشق المنسّي
في ألقِ النجوم الساهرة
كلّ الذي قلناه
لا يكفي ؟؟
قــــلمٌ ... رصــاصٌ
طعنة في الخاصرة
هل نستعيد سماءنا الزرقاء
بحر حيفا ؟؟
حلمنا في النـــاصرة ؟؟
انّي وانّك يا صديقي
همّــــنا
أن 1: ....
2 : .....
3 : .......

أو ... نستعيد الذاكرة !!!



************




خذني إلى بيروت





قلبي على لبنان
وطن الأحبةِ ، والمحبّةِ ..والشجرْ
تنمو على الطرقات أغصان القلوبْ
قلبي على قمر البنفسج
والنوارس ، حين تحترق الدروبْ
قلبي على بحرٍ تدثّرَ بالسؤال
وقد توضأ بالقنابل في وجع الغروبْ
لو تاب عشّاق الجمال عن الهوى
فعن التراب الحرِّ في صورِ الحبيبة
لن أتوبْ !!
كلّ الجهات إلى السماء مداخلٌ
لكن روحَ الله أقرب
لو صعدتَ إلى السماء من الجنوبْ
" مروحين "
تعيد قانا في رؤانا من جديد
"مروحين" ...
منذا يعود إلى ترابك من بنيك ..
ومن .. يُعيد ؟
كلّنا كنا هناك
كلنا شركاء في دمك البريء
قد جئنا لنذبح ما تبقّى من كرامتنا
وما قد ظلّ بُعيد قانا
فيك من نبض الوريدْ
"مروحين "
طهرّي قدميك من عرب يطأطؤون ليعلنوا
أن القرار مصادرٌ لرؤى العبيد
للهِ درُّكِ يا *"ميادة"
كم تصبرين ..تكابرين .. ، وتصرخين
وكلهم سمعوك لكن ..
لم يصل قرآنهم ... كي يقرأوا ..
أن الجهاد .. أبو العبادة
هذي الدماء فضيحة الجبناء
كانوا يأملون بصيفِ خمرٍ
كيْ يمرّ مخدّرين ..على وسادة
عرب تسميهم .. ميادة؟
وكأن أبيضهم يراوده حذاؤك عن جبينه
كي يخفي سواده
لم يدركوا أن الحياة رسالةً
ورسالة الخلد .. الشهادة
والخالدان الأرض ...والشهداء
موت من صمدوا .. ولادة
لله درّك يا ميادة

*****

قلبي على بيروت
شطآن الذهب
خذني لصدرك يا حبيبي
كي أردّ النار عن هذي العمامة
أرتقي لنقاء روحك ..
للعصافير التي كبرت على وهج الزغب
خذني لأحمي مقلتيك من النعاس
إذا تسلّل من مسامات التعب ..
واغزل عباءتك النقية من خيوط الأرز
أو ورق " العريش " إذا تدلّى بالعنب
وارفع يديك ـ إذا فرغت من الصلاة على النبيّ وآله –
طهرّ يديك ... من زمن العروبة والعرب .

************************


ميادة : الفتاة اللبنانية التي فقدت 23 من عائلتها وأقاربها في مجزرة مروحين

[/align]

الحور 10-13-2008 01:59 AM

علي أحمد سعيد إسبر







علي أحمد سعيد إسبر, و (أدونيس) هو لقب اتخذه منذ 1948.

ولد عام 1930 لأسرة فلاحية فقيرة في قرية (قصابين) من محافظة اللاذقية. لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة, لكنه حفظ القرآن على يد أبيه, كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى.

في ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك, والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب, فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في (طرطوس); فقطع مراحل الدراسة قفزًا, وتخرج من الجامعة مجازًا في الفلسفة.

التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معًا مجلة (شعر) في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) بين عامي 1969 و 1994. درّس في الجامعة اللبنانية, ونال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973, وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.

بدءًا من عام 1981, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عددًا من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم. وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة .

غادر بيروت في 1985 متوجها ري باريس بسبب ظروف الحرب.
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسيل.
ثم جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر 97

المؤلفات :

قصائد أولى ط 1، دار مجلة شعر بيروت، 1957
أوراق في الريح، ط أ دار مجلة شعر بيروت، 1958
أغاني مهيار الدمشقي، ط 1 ، دار مجلة شعر، بيروت، 1961
كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل
المسرح والمرايا، ط 1 دار الآداب، بيروت 1968
وقت بين الرماد والورد، ط 1، دار العودة بيروت 1970
هذا هو اسمي، دار الآداب بيروت 1980
مفرد بصيغة الجمع، ط 4، دار العودة بيروت 1977
كتاب القصائد الخمس، ط 1، دار العودة بيروت 1979
كتاب الحصار، دار الآداب بيروت 1985
شهوة تتقدم في خرائط المادة، دار توبقال للنشر الدار البيضاء 1987
احتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة دار الآداب، بيروت 1988
أبجدية ثانية دار توبقال البيضاء 1994
الكتاب أمس المكان الآن - دار الساقي بيروت لندن 1995
مختارات من شعر يوسف الخال، دار مجلة شعر بيروت، 1962
أدونيس مع والدته
ديوان الشعر العربي الكتاب الأول، المكتبة العصرية بيروت 1964
الكتاب الثاني، المكتبة العصرية، بيروت 1964
الكتاب الثالث، المكتبة العصرية، بيروت 1968
مختارات من شعر السياب، دار الآداب بيروت 1967
مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة) دار العلم للملايين بيروت 1982
مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من الكواكبي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من محمد عبده (مع مقدمة) دار الحلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من محمد رشيد رضى (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983 (الكتب الستة الأخيرة، وضعت بالتعاون مع خالدة سعيد)
مسرح جورج شحادة
حكاية فاسكو، وزارة الإعلام الكويت 1972
السيد بوبل، وزارة الأعلام الكويت 1972
مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام الكويت 1973
البنفسج وزارة الإعلام الكويت 1973
السفر، وزارة الإعلام الكويت 1975
سهرة الأمثال، وزارة الإعلام الكويت 1975
الأعمال الشعرية الكاملة لسان جون بيرس
منارات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، د مشق 1976
منفى، وقصائد أخرى، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1978
مسرح راسين
فيدر ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، وزارة الإعلام، الكويت 1979
الأعمال الشعرية الكاملة لإيف بونفوا، وزارة الثقافة، دمشق 1986
الأعمال الشعرية الكاملة ديوان أدونيس، ط 1 دار العودة بيروت 1971
الأعمال الشعرية الكاملة، دار العودة بيروت 1985. ط 5، دار العودة بيروت 1988
مقدمة للشعر العربي، ط 1، دار العودة، بيروت، 1971
زمن الشعر، ط 1، دار العودة، بيروت 1972
الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب
الأصول
تأصيل الأصول
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري دار الساقي،
فاتحة لنهايات القرن، الطعبة الأولى، دار العودة بيروت 1980
سياسة الشعر، دار الآداب، بيروت 1985
الشعرية العربية، دار الآداب، بيروت 1985
كلام البدايات، دار الآداب، بيروت '1990
الصوفية و السوريالية، دار الساقي، بيروت، 1992
النص القرآني و آفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت 1993
النظام والكلام، دار الآداب، بيروت 1993
هاأنت أيها الوقت، دار الآداب، بيروت 1993. سيرة ثقافية.@

الجوائز:
جائزة الشعر السوري اللبناني - منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ -أمريكا - 1971
جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية _ فرنسا _ 1993
جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما _ ايطاليا 1994 _
جائزة ناظم حكمت _ اسطنبول _ 1995
جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي _ باريس
و جائزة المنتدى الثقافي اللبناني _ باريس 1997
جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر1998
جائزة نونينو للشعر - ايطاليا 1998
جائزة ليريسي بيا _ ايطاليا _ 2000



من قصائده



سلام




لوجوهٍ تسير في وحدة الصحراء للشرق يلبس
العشب والنارَ سلامٌ للأرض يغسلها البحر
سلامٌ لحبّها... عُرُيكَ الصاعقُ أُعطَى أمطاره
يتعاطانيَ رعدٌ في نهديَ
اختمرَ الوقت تَقدَّمْ هذا دمي أَلقُ الشرق اغترفْني
وغِبْ
أضِعْني لفخذيك الدويّ البرق اغترفني تبطّنْ جسدَي
ناريَ التوجّه والكوكب جرحي هدايةٌ أتهجَّى...
أتهجَّى نجمةً أرسمُها
هاربًا من وطني في وطني
أتهجَّى نجمة يرسمها
في خطى أيامه المنهزمه
يا رماد الكلمه
هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ?


***********



لم يعد غير الجنون



إنني ألمحهُ الآنَ على شبّاك بيتي
ساهرًا بين الحجار الساهره
مثل طفلٍ علَّمته الساحره
أنَّ في البحر امرأه
حمَلتْ تاريخه في خاتمٍ
وستأتي
حينما تخمد نارُ المدفأه
ويذوب الليل من أحزانِه
في رماد المدفأه...
... ورأيت التاريخ في رايةٍ سوداء يمشي كغابةٍ
لم أُؤرّخْ عائشٌ في الحنين في النار في الثورة في
سحر سُمِّها الخلاَّق
وطني هذه الشرارة, هذا البرق في ظلمة الزمان
الباقي... .



************



أول الشعر



أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى
والآخرون - بعضهم يظنّك النّداءَ
بعضهم يظنّك الصّدى.
أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً
للنور والظّلامِ
يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ
والآخرون - بعضهم يرى إليك زبدًا
وبعضهم يرى إليك خالقًا.
أجمل ما تكون أن تكون هدفًا -
مفترقًا
للصّمتِ والكلامِ .



*********




الحب جسد




الحب جسد أحنّ ثيابه الليل.
للأعماق منارات
لا تهدي إلاّ الى اللجّ.
شجرة الحور مئذنة
هل المؤذّن الهواء?
أقسى السجون وأمرّها
تلك التي لا جدران لها.
كان أبي فلاّحًا
يحبّ الشعر ويكتبه,
لم يقرأ قصيدة
إلاّ وهي تضع على رأسها رغيفًا.
الحلم حصان
يأخذنا بعيدًا
دون أن يغادر مكانه.



*********




بين عينيك وبيني





حينما أُغرقُ في عينيكِ عيني,
ألمح الفجر العميقا
وأرى الأمس العتيقا
وأرى ما لست أدري,
وأحسّ الكون يجري
بين عينيكِ وبيني .



************



غير أني لست وحدي




... ها غزالُ التاريخ يفتحُ أحشائيَ نهرُ
العبيد يهدُر, يجتاحُ اكتشفنا ضوءًا يقود إلى
الأرض, اكتشفنا شمسًا تجيء من القبضةِ,
هاتوا فؤوسكم نحملُ الماضي كشيخٍ يموت,
نَستشْرفُ الآتي, هُيامًا ورغبةً.
لستُ وحدي.
... وجه يافا طفلٌ هل الشجر الذابل يزهو? هل
تدخل الأرض في صورة عذراء? من هناك يرجّ
الشرقَ? جاء العَصْفُ الجميل ولم يأت الخراب
الجميل
صوتٌ شريدٌ...
خرجوا من الكتب العتيقةِِ حيثُ تهترىءُ الأصولْ
وأتوا كما تأتي الفصولْ
حضنَ الرَّمادُ نقيضَهُ
مَشَتِ الحقولُ إلى الحقولْ:
لا, ليس من عصر الأفولْ
هو ساعةُ الهتْكِ العظيمِ أتتْ, وخلخلةُ العقولْ .

الحور 10-13-2008 02:00 AM

[align=center]أيمن اللبدي







مواليد طولكرم العام 1962 فلسطين
بكالوريوس علوم جامعة بيرزيت العام1985/1986
العمل في حقول التعليم والصحافةوالتسويق

البداية مع الحرف 1978 -
قصائد ومقالات ودراسات أدبية منوعة -
مساهمات في عدد من الأمسيات الأدبية والمواقع على الشبكة-
جائزة درع القصيدة العمودية من أسبوع فلسطين -سوق عكاظ /جامعة بيرزيت-
عدد من المجموعات الشعرية:
*نشر الأول منها عام - من وصايا النزف1980
*هوامش على تغريبة القمر العائد 1996
*انتفاضيات 2003
-ثلاثة كتب إليكترونية من إصدار ناشري

-مدير تحرير الحقائق الثقافية - المملكة المتحدة/لندن



من قصائده



سجِّلْ أنا القدسُ





سجِّلْ أنا القدس ُ
أنا أرضُ النُّبوات ِ
أنا زهرُ المداراتِ
أنا دررُ المدائنِ والقلوبِ الغضبة ِالحيةْ
أنا للمجدِ عنوانٌ و أهدابي عربيةْ
أنا دربُ البطولاتِ
أنا بابُ الحضاراتِ
وُأشرقُ في جبينِ الشمسِ أغنيةً سماويةْ
وأعلو فوقَ هامِ الكون ِملحمةً فدائيةْ
أنا القدس ُ
أنا القدس..ُ...............
َسجِّلْ أنا القدسُ
أنا الأنوارُ مشرعةٌ
أنا للغاصبِ النيرانُ محرقةً
أنا التاريخُ والأمجادُ والحاضرْ
أنا الأسوارُ أنشودةْ
أنا عربيةٌ حرةْ
أنا أسطورةُ الثورةْ
أنا الأنسانْ
أنا الأحزانْ
لكنْ ليسَ تقتلنيْ
أنا في كفِّ طفلٍ خاضَ ملحمةً ليبلغنيْ
أنا في رجعِ زغرودةْ/
لأم ٍ قدمت شهداءَ واندفعت إلى اللهبِ
أنا القدس ُ
أنا القدس.ُ............
َسجِّلْ أنا القدسُ
أنا في عتمةِ الليلِ قناديلٌ لأولاديْ
وأطبعُ فوق َوجْناتِ الفدا قبلةْ
وأحملُ بينَ أضلاعي لهم غنوةْ
تعالوا يا أحبائيْ
فإني قد أقمتُ اليومَ أعياديْ
تعالوا مثلما الرعدُ
تعالوا مثلما البركانْ
تعالوا مثلما الطوفانْ
تعالوا نزرعِ الوردةْ
تعالوا نصنع العودةْ
أنا القدسُ........





************



مدينتي





مدينتي /
تسكنين َ لوعتي
تصلبين َ غربتي
تحبلينَ بالوعود ِ الكاذبة ْ
تصرخين َ بالأرق ْ
ترحلين َ بالورق ْ
تكبرين َ بالرِّهان ِ والشموع ِ والبرد ْ
وتنثرين ِ الأقحوان َ فوق َ قبر ِ الأغنيات ِوالشفق ْ
و تقرئين َ عند َ دفق ِ الجرح ِ لحن َ وصيتي ......
مدينتي /
قدَّمتك ِ قبائل ُ الهكسوس ِ قرباناً لآلهةِ الدَّمار ْ
قدَّمتك ِ على خوان ٍ من بكارة ْ
وتمنَّت أن ْ تموت َ كلُّ صرخات ِ العذارى
فوقَ مذبح ِ عجزهم ْ
ثمَّ قامت تتغنى بوقاحةْ
وتدَّعي نسب َ الطَّهارةْ
وترتمي في كلِّ يوم ٍ مثل َ نخاس ِ الجواري
يدعي شرف َ التجارةْ....
مدينتي /
علِّمي أسوارَكِ اللحنَ المقاتل ْ
واكفري باسم ِ القبائل ْ
سوفَ تبقينَ الصَّبية ْ
واشتعالات ِ المناحلْ
فاكتبي بالَّدمِّ لحنَ المعجزاتْ
بالشوارع ِ والأزقةْ
واصنعي باباً يواصل ْ
كلُّهم مروا غباراً
كلُّهم من تحت ِ نعليك ِ استمروا
كلُّهم ، لا بدَّ راحل ْ............


******


لقطة خرافية.......





في التوحُّد ِ سنبلة ْ
تعتنقْ
تبتعدْ
مثلَ صخرات ِالزمنْ
واحدة ْ
باسلة ْ
تشرأبُّ إلى السماءْ
في عيون ٍ صاهلةْ
مثل ِ خيل ِ إبن ِ الوليدْ
وصلاح ِالدين ِ في أرض ِالغضبْ
في السنين ِ الماحلة ْ /
بوصلة ْ
مثل ُحبات ِالمطرْ
بنادق ُ الحدقات ِ في صيدا َنمَتْ
في الشقيف ْ
شاملةْ
دائرةْ
قبلة ُ العيدِ لكمْ
لن تمرَّ الحافلةْ
والليالي مثل شباك ِ الزمنْ
والمقاهي جافلةْ
ودخان ُغليون ٍ ودمّْ
عند مفترق ِالضفائرِ في الخطوط ِالقابلة ْ
بارودة ُالدمع ِالحزين ْ
وبيادرٌ ومواسمٌ و حقولُ نار ْ
ماسورة ٌ / واصلة ْ
في قبابِ الأرزْ
في القفار ِوالتلال ِ تقاطع ٌ قبل َ الوصول ْ
والخيول ِ الصاهلة ْ
ساعة ُالصفرِ تدورْ
في اختزان ٍ محتقن ْ
والروابي رافلة ْ
تكتبونْ
بزندكم ْ و زنادكم ْ
والتمترس ِّ في الهواءْ
للزنابق ِ ألف ُ مرحى ْ
للأقاحي ْ
للبنفسج ِ والخنادق ِ
للشوارع ِ والمفارق ِ
سوفُ تبدأُ عند أمس ِ/عندَ غَدْ
رقصة ُ الحب ِّ العنيد ْ
فاستعيدوا المرحلة ْ
واستعيدوا البوصلة ْ



************



أحبك اكثرْ .





صباحكِ أزهرْ
صباحكِ أندى و أغلى وأنضرْ
صباحكِ أبهى و أحلى و أنقىْ
صباحكِ أخضرْ
وفجركِ أزهى من الياسمينْ
ومن رعشةِ الوردِ قبلَ العناق ِ
ومن سلةِ المسكِ فوقَ الجبال ِ
كتبتُ إليك ِ.....
مساؤكِ عنبرْ
تنـامُ الملآئكُ بين الجفونْ
وتسهرُ أحلامُ قلبٍ حنونْ
فضاءٌ بعيدْ
تخافُ النجومُ من الأمسياتِ
ويهربُ بين الغيومِ القمرْ
وضيفُ الفنارِ يظلُّ الضبابَ
وقلبي يدورْ
يمارسُ فنَّ احترافِ الجنونْ
يحاولُ فيَّ احترافَ الفنونْ
يعودُ إليكِ
ولو بعد حينْ
يعودُ كطفلِ الرضاع ِ المخّدرْ
أحبّك أكثرْ
أحبّك أكثرْ……
تسيلُ القصائدُ شوقاً إليكِ
وتجثو الحروفُ على شفتيكِ
لغاتٌ كثيـرة ْ
وهمسٌ فريد ْ
وقلبي تعَّلمَ فنَّ النشيد ْ
يغني لحبك ِ / يهفو إليك ِ
خذيني إليك ِ
فليس َ الحياة ُ بطعم ِ الحياة ِ
كما كنتُ أرشفُ بين يديك ِ
وهذا الفضاءُ بدونك ِ أصغر ْ
خذيني إليكِ
فحبّكِ أكبرْ
أحبكِ أكثرْ…………
تكونُ النساءُ كغاباتِ سروٍ
تكونُ صنوبرْ
تكونُ تماثيلَ ثلجٍ وسكرْ
تكونُ موائدَ شمعٍ منشّر ْ
تكونُ كلمس ِ الضبابِ المبعثر ْ
تكونُ كوشمِ الخليطِ المسطّرْ
تكونُ موائدَ أشهى و أحلى
تكونُ سفائن َ فلٍّ و ُدفلى
تكونُ / ولكن ْ….
بغيرك ِ لسن نساءً
وتاجكِ رمزُ الإناثِ المظفّرْ
خذيني إليكِ
فأنتِ بدايةُ هذا الزمانِ
وقنديلُ دربي وعصرُ البقاءِ
أحبّكِ أكثرْ…

[/align]

الحور 10-13-2008 02:20 AM

[size=5][U][B][align=center]مــــــــــــــــــــــــــــنقــــــــــــــــــــــــــــــول[/align][/B][/U][/size]


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 01:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها