المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بعد الحداثة !!


نجم سهيـل
11-27-2008, 03:09 PM
حتى أواخر السبعينيات الميلادية كان خطابُنا الإعلامي , والثقافي , وحتى الأدبي خِطاباً تقليدياً 0

وفي أوائل الثمانينيات قدم إلينا فكر الحداثة . وقد كان المفهومُ الحداثي حينها لا يتجاوز عند معتنقيه ظاهر اللفظ فقط .

دون وعيّ لـ دلالاته الفكرية والأفكار المتناقضة ومنظومة الرؤى التي حملها ذلك التيار 0

وظلت الحداثة الأدبية مرتبطة بالنسق الأدبي كنص شعري , أو قصصي أو روائي , لسنوات طويلة 0

غير أنّ الحداثة بمفهومها العام تتجاوز ذلك المُصطلح وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعصر اجتماعياً وأدبياً وأخلاقياً 0

فهي تتسق باللحظة الشعورية الكونية 0 فأصبحت الحداثة الفكرية ثورة على كلّ ما يعيق تقدّم الحياة 0

نادت الحداثة بعولمة الفكر وتجاهل الخصوصية , والثورة على وجه كلّ قديم ونعته بــ [ المتهالك ]0

كانت الذهنية لدينا متلقية فقط , فهي تلتقط كلّ شيء دون تمييز . فتعارضت الحداثة مع القيّم الدينية والمجتمعية 0

واتسقت مع الخطاب الأدبي فقط 0 من عيوب التيار أنه أراد الاستيطان بغثه وسمينه , ونٌقل إلينا كما هو من بيئة أخرى ,

لتختلف الأجواء على هذا المولود الذي ما لبث أن أحتضر على رماح الرفض والمعارضة

لا شك أننا بحاجة إلى التواصل مع المعارف والمعلومة والكتابة برؤى تتجاوز الخاص إلى العام 0

لكن ذلك يجب أن لا يمسّ الثوابت العقدية والفكرية , ولا يتطاول على الموروث وتهميشه 0


.

الذئب
11-27-2008, 06:52 PM
نجم سهيل موضوع راقي :

وأسمح لي بهذه المداخلة ، كان الخطاب الإعلامي في تلك الفترة خطابين داخلي وخارجي ، الداخلي يراعي فهم الأفراد في تلك الفترة ، ولكن بعد ان أصبحنا في عصر العولمة ووسائل الإعلام أصبح خطاب واحد .
أن الحداثة تعتبر عملية تجديد ماهو قديم ، وماهو الإ نتاج العملية التطويرية في البلاد لمواكبة هذا التغير، ولكن هناك من وظف مفهوم الحداثة لخدمة مصالح شخصية ، وإعتبر أن الحداثة هو تغيير ماكان سائداً من معتقدات وقيم بما في ذلك الثوابت الدينية لأنه يعزو التقدم في الدول الأوروبية إلى التخلي عن كل ماهو قديم وأنه سبب في تأخر الدول أو تقدمها .

الدَعْجَانِـيـْةِ
11-27-2008, 11:39 PM
نجم سهيل

عميق الشكر أبعثهً إليك لهذهـ النقلة النوعية في الطرح

سلمت وسلم فكرك

،

من مفهومي البسيط للحداثه

أجد أن المفروض ألا تلغي الهوية ولا تفرض التبعية

وأن نأخذ منها ما يتماشى مع تعاليم الدين ويتوافق مع العادات والتقاليد

،

قد تشمل كل مناحي الحياة

والمعاصرة والعصرنة مطلب أساسي لنلحق بالركب ولا نتهم بالتأخر والتخلف

ولكن بـ أساس سليم وواضح أساسه الدين وركيزته العقيدة
وإلا يجرفنا التيار لـ أعماق سحيقة لا نستطيع منها خلاصاً

،

الموضوع جميل وكبير جداً

وقد نعود ،،

دمت بسعادهـ

لاهنت

.

الماجــد
11-28-2008, 07:47 AM
نجم سهيل
عميق الشكر أبعثهً إليك لهذهـ النقلة النوعية في الطرح
سلمت وسلم فكرك
.

دعني أجري إمضائي مع كاتبتنا القديرة في أنه نقلة نوعية في الطرح

أما بالنسبة للحداثة فستكون لي ــ بحول الله ــ عودة مطولة 00

نجم سهيـل
11-28-2008, 12:43 PM
الحداثة هي نتاج لتيارات سابقة أثبتت فشلها في تحقيق أيّ من المكاسب الاجتماعية

فبعد إخفاق الكلاسيكية التي كانت تعتمد على العقل والطبيعة والوصول لحقيقة كونية

هي أن العقل عاجزُ عن تفسير الكون . برز مذهب جديد على أنقاض ذلك المذهب المتهالك

يُدعى الرومانسية وكان يعتمد ا على الشعور والخيال في تفسير الظواهر الكونية .

تبلورت تلك المذاهب كلّها لتشكل مذهب الحداثة , الذي أخذ من الكلاسيكية الاعتماد على

العقل وإطلاق سيادته . ودعت إلى الثورة في وجه كل ما هو تقليدي، ونفي

كل الثقافات السابقة . مما أوجد أزمات داخل المجتمعات التي وجدت

نفسها مضطرة إلى مراجعة القديم على أساس من العقلانيّة وعدم

التخلي عن الموروث 0 وقد نادى [ ودلير ] في أطروحاته بالفوضى

في الحس والقيم والفكر والأخلاق ليكون النصّ الأدبي بعيداً عن أيّ مؤثرات أخرى

ساحر الكلمه
11-28-2008, 02:52 PM
الأخ نجم سهيل

الحداثة هي القضاء على الأنسان القديم أو كل ماهو قديم في الأساس

وتعتبر الهجرة النبوية الشريفة من بدايات الحداثة للبشر والعالم

وتخلص من الرق والعبودية والجهل

مايعرف اليوم بالحداثة هو خلط بين الحداثة والحديث

هناك من يطلق على التجديد حداثة وهذا خطاء كبير

تقبل مروري


الساااااحر

بوح المحياني
11-28-2008, 03:19 PM
الحداثة في الأدب تقومُ على محاولةِ تجاوز السائد وخروج عن المألوفِ ومع ذلك تجذر بالأصول (أي تجذر من الداخل ) أي أن نبني على الموروث لا أن نهمشه ونتبرأ منه وهذا مافعله الكثير من الأُدباء , ومنهم شوقي , طه حسين و العقاد وغيرهم من أُدباء ثورة الحداثة في مطلعها وكانت حداثة ايجابية فمنها عرفنّا الرواية والمسرح والعديد من إتجاهات الشعر غير الشعر الغنائي .

لكن أن تنتقل الحداثة الى الفكر وتنادي بمفهوم عالمية القيم فهذه فكرة خطيرة إن وجدت القبول لدينا فهي كارثة على فكرِ الأمة وحتى حضارتها , وقد يترتب عليها ايضاً عولمة الدين !

..

شكراً أخيّ

رغدالشيباني
11-28-2008, 06:53 PM
. . .....
تسللت الحداثة الغربية إلى أدبنا ولغتنا العربية وفكرنا ومعتقداتنا وأخلاقياتنا كما تتسلل الأفعى الناعمة الملمس لتقتنص فريستها ، أن تشعر الفريسة بها إلا وهي جثة هامدة تزدردها رويدا رويدا ، هكذا كان تسلل الحداثة إلى عقول معتنقيها وروادها وسدنتها من أدباء ونقاد ومفكرين على امتداد الوطن العربي . وهي كغيرها من المذاهب الفكرية ، والتيارات الأدبية التي سبقتها إلى البيئة العربية كالبرناسة ، والواقعية ، والرمزية ، والرومانسية ، والوجودية ، وجدت لها في فكرنا وأدبنا العربي تربة خصبة ، سرعان ما نمت وترعرعت على أيدي روادها العرب ، أمثال غالي شكري ، وكاهنها الأول والمنظر " بأدونيس " ،..........
وقد تسللت الحداثة الغربية إلى فكرنا العربي في غفلة دينية لدى الكثيرين من المثقفين العرب المسلمين ، وإن كان القلة منهم هم الذين تنبهوا لهذا الخطر الداهم للغتهم وعقيدتهم وأدبهم على حد سواء ، فحاولوا التصدي لها بشتى الطرق والوسائل المتاحة والممكنة ، ولكن سدنتها كانوا أسرع إلى التحايل على الجهلة وأنصاف المثقفين ممن يدعون أنهم منفتحون على الفكر الغربي وثقافته ، ولا بد أن يواكبوا هذا التطور ويتعاملوا معه بما يقتضيه الواقع ، وإن كان واقعا مزيفا لا يخطف بريقه إلا عقول الجهلاء والأتباع . فأخذ دعاتها على عواتقهم تمرير هذه البدعة الجديدة ، وجاهدوا في الوصول إلى أغراضهم الزائفة حتى استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين بها باعتبارها دعوة إلى التجديد وهم يدعون لخروج الشعر والادب على الإسلام ، والتشكيك في العقائد ، والسخرية منها ، والدعوة للانحلال الجنسي,,
: " وهكذا بعد أن حاول الحداثيون العرب أن يوجدوا لهم جذورا تاريخية عند فساق وزنادقة ، وملاحدة العرب في الجاهلية والإسلام ، انطلقت سفينتهم غير الموفقة في العصر الح.ديث تنتقل من طور إلى آخر متجاوزة كل شيء إلى ما هو أسوء منه ، فكان أول ملامح انطلاقتهم الحديثة هو استبعاد الدين تماما من معاييرهم وموازينهم بل مصادرهم ، إلا أن يكون ضمن ما يسمونه بالخرافة ، أو الأسطورة ،وهناك فرقآ كبير بين الحداثه والمعاصره والعنصره...
وشكرآ أخي القدير على هذا الطرح الرائع وربما لي عوده .للمناقشه......المووضوع متشعب ويستحق المتابعه
تحياتي لقلمك النير ولفكرك الخصب...

ضياء البـدر
11-29-2008, 02:50 PM
يعطيك العافية نجم سهيل طرح راقي ,
ومثل هذه المواضيع القيّمة هي ما نريد ..

الحداثة اتجاه فكري يتضمن كل المذاهب والاتجاهات الفكرية الهدامة كالليبرالية والماركسية
والعلمانية بل هو أشدها خطورة , ظهرت في الغرب بعد الثورة على الكنيسة بقصد التحرر
من قيود الدين ونبذ القديم .

في جانبها الأدبي كان يعتقد الكثير أنها تعني تغيير شكل القصيدة من حيث الوزن
إلى شكل جديد وهو ما يسمى بالشعر الحر ( بلا وزن ولا قافية ) إي تغيير الشكل فقط
بينما الحقيقة تخرج وتتعدى كثيرا التطوير الظاهري للفظ إلى التغيير الجذري في الفكر
والعقيدة . وتنادي بأن ينظر للأدب من الناحية الفنية والشكلية فقط و غض النظر عن
ما يدعوا إليه من فكر ومبادئ وأخلاق , فما دام النص جميل فنيا فلا ضير أن دعا للإلحاد
أوزنا أو خمر أو غيره .
تتفق الحداثة والشيوعية بالثورة على الدين واعتباره أفيون الشعوب .
أيضا لو نظرنا للأدب الغربي نراه يتطاول على الذات الإلهيه وسب الأديان والاستهزاء
بالأنبياء والجنة والنار كذلك الحداثيون مقلدون لهم في هذا الاتجاه فالتطاول على الذات
الإلهيه و التمرد على الأديان والسخرية منها يتضح كثيرا في أدبهم كرواية تركي الحمد .
أيضاً لديهم نظرية ( موت المؤلف ) أي يؤخذ النص ويفسر عدة تفسيرات كيف شاء
القارئ بغض النظر عن صاحبه وبذلك يحق لهم تفسير القرآن والسنة كيفما شاؤوا ,
أيضا يعمدون على الغموض في الأدب وذلك تشجيعاً للفكرة السابقة ليفسره
القارئ كيفما أراد .


إذا في الأدب الحداثي :

* يرفضون الثوابت فلا ثوابت ولا مبادئ ولا قيم وينادون بدفن كل موروث وقديم.
* يدعون إلى تعدد الآلهة ... يؤلهون أنفسهم ويؤلهون النساء وما أرادوا.
* الحرية في اختيار الدين فللشخص أن يعبد مايشاء .
* العبثية والفوضى التي نتجت لاعتقادهم بمبدأ العدمية ، ولا وجود للحقيقة مطلقاً
عندهم ، لا حقيقة دينية ولا أخلاقية .
* تمجيد حداثة الغرب والفخر بالأخذ عنها وعن رموزها .
* الغموض في الطرح فما يكتبونه أقرب للطلاسم والمتناقضات.
* انتهاك المقدسات ، فلا قدسية عندهم لشيء إلا ما شاءته نفوسهم من شهوات .

هل التقدم والتطور اقتصادياً ومواكبة العصر حضارياً لا يعتبر حداثة وإنما تحديث أو معاصرة ؟

شكراً لك .

نجم سهيـل
11-29-2008, 10:09 PM
نجم سهيل موضوع راقي :

اشكر لك هذا الثناء

وأسمح لي بهذه المداخلة ، كان الخطاب الإعلامي في تلك الفترة خطابين داخلي وخارجي ، الداخلي يراعي فهم الأفراد في تلك الفترة ، ولكن بعد ان أصبحنا في عصر العولمة ووسائل الإعلام أصبح خطاب واحد .
أن الحداثة تعتبر عملية تجديد ماهو قديم ، وماهو الإ نتاج العملية التطويرية في البلاد لمواكبة هذا التغير، ولكن هناك من وظف مفهوم الحداثة لخدمة مصالح شخصية ، وإعتبر أن الحداثة هو تغيير ماكان سائداً من معتقدات وقيم بما في ذلك الثوابت الدينية لأنه يعزو التقدم في الدول الأوروبية إلى التخلي عن كل ماهو قديم وأنه سبب في تأخر الدول أو تقدمها .

الحداثة ثورة على القديم , وتجاهل الموروث , لذلك لم تفلح في إحداث
تغيير في النص الأدبي , رغم تبنيها للشعر الحر الذي ظهر ضعيفاً أمام
القصيدة الكلاسيكية [ العمودية ] وما يتعلق بتغيير القيم والمعتقدات فذلك
مرفوض البتة 0

أخوي الذئب
تحية مباركة لـ ضياء حرفك هنا الذي أضاف الفائدة للموضوع 0


.

نجم سهيـل
11-29-2008, 10:33 PM
نجم سهيل
عميق الشكر أبعثهً إليك لهذهـ النقلة النوعية في الطرح
سلمت وسلم فكرك

بل الشكر لكِ أختي على هذا الثناء الذي أنار أركان الموضوع
،

من مفهومي البسيط للحداثه
أجد أن المفروض ألا تلغي الهوية ولا تفرض التبعية
وأن نأخذ منها ما يتماشى مع تعاليم الدين ويتوافق مع العادات والتقاليد

،

وذلك رأي الإعتدال الذي عليهِ أكثر معارضي الحداثة , أن لا تُشرع الأبواب

لقبول غثها وسمينها 0 بل نأخذ منها مايتوافق مع عقيدتنا ومنهجنا وعاداتنا

وموروثنا الثقافي والمعرفي 0 وندع ما خالف ذلك وعارضه 00


قد تشمل كل مناحي الحياة
والمعاصرة والعصرنة مطلب أساسي لنلحق بالركب ولا نتهم بالتأخر والتخلف
ولكن بـ أساس سليم وواضح أساسه الدين وركيزته العقيدة
وإلا يجرفنا التيار لـ أعماق سحيقة لا نستطيع منها خلاصاً

المعيار السليم في الأخذ من الأخر أن ناخذ ما يضيف لموروثنا وما يتفق

مع ثوابتنا الدينية والإجتماعية والثقافية , ونبذ كلّ ماخالف ذلك 0
،


الموضوع جميل وكبير جداً
وقد نعود ،،
دمت بسعادهـ
لاهنت


اختي الدعجانية أحيي فيك هذا الفكر النيّر , وأقدر لك مشاركتك المثمرة

وفي انتظار عودة قلمك , ونفح فكرك فقد وضعتِ بمشاركتك النقاط على

الحروف في قبول ورفض الحداثة ... دمتِ في حفظ المولى ,,,,

نجم سهيـل
11-29-2008, 10:46 PM
نجم سهيل
عميق الشكر أبعثهً إليك لهذهـ النقلة النوعية في الطرح
سلمت وسلم فكرك
.

دعني أجري إمضائي مع كاتبتنا القديرة في أنه نقلة نوعية في الطرح

أما بالنسبة للحداثة فستكون لي ــ بحول الله ــ عودة مطولة 00


أخوي الماجـد أشكر لك هذا الثناء الذي أخجل تواضع الموضوع

وفي انتظار ما تحمله " جعبة " الماجد من مفيد وعهدي بها

ذاك الكم المعرفي الذي نشتاق لجريان أنهاره هنا ,,,




.

الماجــد
12-01-2008, 06:39 AM
لا تعني الحداثة في شتى صورها ومبادئها التحديث 0

فالتحديث تطور يبنى على أصول ومعتقدات وأسس قديمة

لكن الحداثة نسفٌ للقديــم وإلغاء له , بل إعتبار كل قديم

رجعي " وحجر عثرة " في تقدم الفكر وتكبيلاً للعقل

وتقييداً للخيال 0 الحداثة تخلي عن الموروثات وإطلاق

للعقل الذي لا يؤمنون ــ أصـلاً ــ بقصوره وتوقفه عند حد معين 0

وتلك نظرة قاصرة لنواميس الحياة والكون والتشريعات الآلهية

وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست حداثة , بل هي إنتقال

من دار كفر إلى دار أسست على التقوى 0

وهاهي الحداثة تحتضر على يد العولمة 0 ونحن نتابع أخر فصولها الهزلية 0


نجم سهيـل , لله درّكَ !! وأنت تحدث هذه النقلة النوعية في مواضيع

الفكر لدينا 0 تحياااتي مقرونة بتقديري 00

نجم سهيـل
12-01-2008, 09:52 PM
الأخ نجم سهيل

الحداثة هي القضاء على الأنسان القديم أو كل ماهو قديم في الأساس

وتعتبر الهجرة النبوية الشريفة من بدايات الحداثة للبشر والعالم

وتخلص من الرق والعبودية والجهل

مايعرف اليوم بالحداثة هو خلط بين الحداثة والحديث

هناك من يطلق على التجديد حداثة وهذا خطاء كبير

تقبل مروري


الساااااحر


سلمتَ أخوي الساحر

بالفعل الحداثة قتلٌ للقديم , وإطلاق للتجديد في مختلف مناحي الحياة

وتخطي لحواجز القيم والمبادئ والأعراف المتوارثة 0

أقدّرُ لك مرورك ومشاركتك النيّرة 0 دمتَ في حفظ المولى 0

نجم سهيـل
12-01-2008, 10:13 PM
الحداثة في الأدب تقومُ على محاولةِ تجاوز السائد وخروج عن المألوفِ ومع ذلك تجذر بالأصول (أي تجذر من الداخل ) أي أن نبني على الموروث لا أن نهمشه ونتبرأ منه وهذا مافعله الكثير من الأُدباء , ومنهم شوقي , طه حسين و العقاد وغيرهم من أُدباء ثورة الحداثة في مطلعها وكانت حداثة ايجابية فمنها عرفنّا الرواية والمسرح والعديد من إتجاهات الشعر غير الشعر الغنائي .

لكن أن تنتقل الحداثة الى الفكر وتنادي بمفهوم عالمية القيم فهذه فكرة خطيرة إن وجدت القبول لدينا فهي كارثة على فكرِ الأمة وحتى حضارتها , وقد يترتب عليها ايضاً عولمة الدين !

..

شكراً أخيّ






شكراً أختي بوح المحياني

الحداثةُ في الأدبِ تقومُ بالفعل على تجاوز السائد والخروج عن المألوفِ

بل قلب ظهر المجن للقديم والمتوارث , والقفز على حواجز المألوف

شوقي والعقاد وطه حسين يُحسبون على مدرسة الإحياء وهي تتعارض

وتتقاطع مع الحداثة بل على النقيض فهم يدعون لإحياء القديم 0


كل الشكر لمشاركتكِ التي أثرت الموضوع 0




.

نجم سهيـل
12-01-2008, 10:30 PM
. . .....
تسللت الحداثة الغربية إلى أدبنا ولغتنا العربية وفكرنا ومعتقداتنا وأخلاقياتنا كما تتسلل الأفعى الناعمة الملمس لتقتنص فريستها ، أن تشعر الفريسة بها إلا وهي جثة هامدة تزدردها رويدا رويدا ، هكذا كان تسلل الحداثة إلى عقول معتنقيها وروادها وسدنتها من أدباء ونقاد ومفكرين على امتداد الوطن العربي . وهي كغيرها من المذاهب الفكرية ، والتيارات الأدبية التي سبقتها إلى البيئة العربية كالبرناسة ، والواقعية ، والرمزية ، والرومانسية ، والوجودية ، وجدت لها في فكرنا وأدبنا العربي تربة خصبة ، سرعان ما نمت وترعرعت على أيدي روادها العرب ، أمثال غالي شكري ، وكاهنها الأول والمنظر " بأدونيس " ،..........
وقد تسللت الحداثة الغربية إلى فكرنا العربي في غفلة دينية لدى الكثيرين من المثقفين العرب المسلمين ، وإن كان القلة منهم هم الذين تنبهوا لهذا الخطر الداهم للغتهم وعقيدتهم وأدبهم على حد سواء ، فحاولوا التصدي لها بشتى الطرق والوسائل المتاحة والممكنة ، ولكن سدنتها كانوا أسرع إلى التحايل على الجهلة وأنصاف المثقفين ممن يدعون أنهم منفتحون على الفكر الغربي وثقافته ، ولا بد أن يواكبوا هذا التطور ويتعاملوا معه بما يقتضيه الواقع ، وإن كان واقعا مزيفا لا يخطف بريقه إلا عقول الجهلاء والأتباع . فأخذ دعاتها على عواتقهم تمرير هذه البدعة الجديدة ، وجاهدوا في الوصول إلى أغراضهم الزائفة حتى استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين بها باعتبارها دعوة إلى التجديد وهم يدعون لخروج الشعر والادب على الإسلام ، والتشكيك في العقائد ، والسخرية منها ، والدعوة للانحلال الجنسي,,
: " وهكذا بعد أن حاول الحداثيون العرب أن يوجدوا لهم جذورا تاريخية عند فساق وزنادقة ، وملاحدة العرب في الجاهلية والإسلام ، انطلقت سفينتهم غير الموفقة في العصر الح.ديث تنتقل من طور إلى آخر متجاوزة كل شيء إلى ما هو أسوء منه ، فكان أول ملامح انطلاقتهم الحديثة هو استبعاد الدين تماما من معاييرهم وموازينهم بل مصادرهم ، إلا أن يكون ضمن ما يسمونه بالخرافة ، أو الأسطورة ،وهناك فرقآ كبير بين الحداثه والمعاصره والعنصره...
وشكرآ أخي القدير على هذا الطرح الرائع وربما لي عوده .للمناقشه......المووضوع متشعب ويستحق المتابعه
تحياتي لقلمك النير ولفكرك الخصب...



أختي الفاضلة رغد الشيباني

تحية تقدير لمشاركتك التي أثرت الموضوع , والحداثة والتجديد متى

ما وصل للمعتقد الديني , فهو مرفوض البتة , أشكر لك هذا الإطراء

وفي انتظار عودة قلمك لينثر مداد المعرفة 0 دمتِ في حفظ المولى 0

نجم سهيـل
12-03-2008, 06:50 PM
يعطيك العافية نجم سهيل طرح راقي ,
ومثل هذه المواضيع القيّمة هي ما نريد ..

الله يعافيكِ والشكر يُزجى لكِ ولإطرائكِ 0

الحداثة اتجاه فكري يتضمن كل المذاهب والاتجاهات الفكرية الهدامة كالليبرالية والماركسية
والعلمانية بل هو أشدها خطورة , ظهرت في الغرب بعد الثورة على الكنيسة بقصد التحرر
من قيود الدين ونبذ القديم .

في جانبها الأدبي كان يعتقد الكثير أنها تعني تغيير شكل القصيدة من حيث الوزن
إلى شكل جديد وهو ما يسمى بالشعر الحر ( بلا وزن ولا قافية ) إي تغيير الشكل فقط
بينما الحقيقة تخرج وتتعدى كثيرا التطوير الظاهري للفظ إلى التغيير الجذري في الفكر
والعقيدة . وتنادي بأن ينظر للأدب من الناحية الفنية والشكلية فقط و غض النظر عن
ما يدعوا إليه من فكر ومبادئ وأخلاق , فما دام النص جميل فنيا فلا ضير أن دعا للإلحاد
أوزنا أو خمر أو غيره .
تتفق الحداثة والشيوعية بالثورة على الدين واعتباره أفيون الشعوب .
أيضا لو نظرنا للأدب الغربي نراه يتطاول على الذات الإلهيه وسب الأديان والاستهزاء
بالأنبياء والجنة والنار كذلك الحداثيون مقلدون لهم في هذا الاتجاه فالتطاول على الذات
الإلهيه و التمرد على الأديان والسخرية منها يتضح كثيرا في أدبهم كرواية تركي الحمد .
أيضاً لديهم نظرية ( موت المؤلف ) أي يؤخذ النص ويفسر عدة تفسيرات كيف شاء
القارئ بغض النظر عن صاحبه وبذلك يحق لهم تفسير القرآن والسنة كيفما شاؤوا ,
أيضا يعمدون على الغموض في الأدب وذلك تشجيعاً للفكرة السابقة ليفسره
القارئ كيفما أراد .

الحداثة مذهب ثار على القديم وعمد إلى التحديث سلوكاً ومنهجاً وطريقة

لكن من مرق عن جادة الصواب وجانب الرشد 0 فذلك أشدّ خطورة من

الحداثة 0 " موت المؤلف " نظرية تبنتها الحداثة في الجانب النقدي

لتنكر المؤثرات النفسية والتاريخية للنص 0



إذا في الأدب الحداثي :

* يرفضون الثوابت فلا ثوابت ولا مبادئ ولا قيم وينادون بدفن كل موروث وقديم.
* يدعون إلى تعدد الآلهة ... يؤلهون أنفسهم ويؤلهون النساء وما أرادوا.
* الحرية في اختيار الدين فللشخص أن يعبد مايشاء .
* العبثية والفوضى التي نتجت لاعتقادهم بمبدأ العدمية ، ولا وجود للحقيقة مطلقاً
عندهم ، لا حقيقة دينية ولا أخلاقية .
* تمجيد حداثة الغرب والفخر بالأخذ عنها وعن رموزها .
* الغموض في الطرح فما يكتبونه أقرب للطلاسم والمتناقضات.
* انتهاك المقدسات ، فلا قدسية عندهم لشيء إلا ما شاءته نفوسهم من شهوات .

وذلك ماعجّل بإحتضارها ونفورالجهلاء منها ناهيك عن العقلاء 0

فالفطر السليمة ترفض مثل هذه المبادئ المتهالكة 0


هل التقدم والتطور اقتصادياً ومواكبة العصر حضارياً لا يعتبر حداثة وإنما تحديث أو معاصرة ؟

الحداثة تعني وضع الأسس على أرضية جديدة لا أثار فيها لقديم

والتحديث تغيير للأفضل معتمداً على أساسات ضاربة بجذورها

في أعماق الأصالة والموروث 0 فالتطور ومواكبة العصر هاجس

المجتمعات الطامحة للأفضل 0


شكراً لك .


شكراً لمداد حرفكِ الذي وضعنا في صورة ضوئية واضحة المعالم

لمفهوم الحداثة , وأسعدتنا هذه المشاركة التي أبانت جوانب أخرى من

المقهوم الحداثي 0

نجم سهيـل
12-03-2008, 11:58 PM
لا تعني الحداثة في شتى صورها ومبادئها التحديث 0

فالتحديث تطور يبنى على أصول ومعتقدات وأسس قديمة

لكن الحداثة نسفٌ للقديــم وإلغاء له , بل إعتبار كل قديم

رجعي " وحجر عثرة " في تقدم الفكر وتكبيلاً للعقل

وتقييداً للخيال 0 الحداثة تخلي عن الموروثات وإطلاق

للعقل الذي لا يؤمنون ــ أصـلاً ــ بقصوره وتوقفه عند حد معين 0

وتلك نظرة قاصرة لنواميس الحياة والكون والتشريعات الآلهية

وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست حداثة , بل هي إنتقال

من دار كفر إلى دار أسست على التقوى 0

وهاهي الحداثة تحتضر على يد العولمة 0 ونحن نتابع أخر فصولها الهزلية 0


نجم سهيـل , لله درّكَ !! وأنت تحدث هذه النقلة النوعية في مواضيع

الفكر لدينا 0 تحياااتي مقرونة بتقديري 00



نمت الحداثة في ظل الفراغ الديني , لذلك لا تعتقد أن ثمة تحديث في الفكر

ستضيفه 0 بل عمدت لفرض قيم جديدة متناقضة مع الفطرة 0

أخوي الماجد مشاركة أصابت الفائدة شكري لإطرائك دمتَ في حفظ المولى