المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هـــذيـــان حمـــــى العشــــق !!!


فهد الروقي
10-12-2008, 06:33 PM
إن المألوف يفقد روعته وإن يكن معجزة ، فالشروق معجزة بحد ذاته .
ولكن تكرار مشهده جعل العين لا تميز جماله ...
والقلب لا يوجل من معجزته ...
والعقل لا يدرك معناه .
هكذا حال المألوفات في هذا الكون والإنسان لا يخرج عن هذا .
فبنات حواء وما يملكنه من حسنٍّ وجمال هن من المألوفات ...
التي تبهر العيون حين تراها .
وتأسر القلوب حين تستشعرها .
وتملك العقول التي تدركها .
وما يلبث ذاك الانبهار أن يخبو .
وتلك القلوب أن تنحل من قيودها .
وذلك الإدراك أن يتبخر من حرارة تكرار المشهد .
لتصبح تلك الإنسانة لا ترى إلا بنفس العين
التي ترى شروق الشمس في نفسٍ تبلد حسها من ألفة المعجزة .
رغم أن ذلك العقل يؤمن بأن الشروق يعني مولد يومٍ جديد .
وأن عدم طلوع الشمس من مشرقها نهاية الحياة بأسرها .
فما بالي أرها في كل مرة إنسانة أخرى ؟
أهي ليست من بنات حواء !
عندما نظرة إلي بنظرات تتكسر على صدري أدركت أنها تود معرفة
من أي أنواع القلوب ذلك الذي بين أضلعي
لم أفلح في قطع الطريق عليها لأنني قرأت في عينيها أنت يستهويك الغموض !
فلا ضير عليك أنظر وأطل النظر ولكن لن تعرف شيئاً .
عندها استيقنت أنها استدرجتني من حيث لا أعلم
فلم أشعر إلا وقلبي كورقة في يومٍ عاصف .
آه آه آه ! ! !
أعترف بأنها قد عقدة لي العقدة التي لا حل لها
حين أومأت برأسها ولسان حالها يقول :
تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ

فهد الروقي
10-12-2008, 06:38 PM
عندما تطيل النظر إليها في محاولة يائسة لإدراك ذلك الغموض .
الذي نسجته روحها التي امتزجت بأنوار الكينونة العلوية ،
لتجعل منه كحلا يرسم عينيها .
_ وأنت كتلميذ بليد فوجئ بسؤالٍ لا يعرف له إجابة ،
فلا هو حاول المراوغة ولا قال لا أعرف ، وإنما اكتفى بفتح فاه !_
فإن هواء ذلك المكان الذي امتزجت به أنفاسها ،
لابد لك أن تستنشقها فإذا تنفست فقد عشقتها ،
لأن أنفاسها ستسري في دمك حتى تصل إلى قلبك .
وإذا بقلبها مركز كونك ،
وقلبك تابعاً له ،
ويدور حوله في مدارٍ بيضاوي .
وما ذاك إلا ليقترب منه حتى يحرقه بناره ،
ثم يبتعد ليستعيد قواه استعداداً لأخرى .
ومن هذا ينتج ما أعرفه أنا بالوصل والصّد . . .
قد تتساءل ؟ وحدك أنت ؟
فأقول : أنا من يعاني منها ذلك !
وأعلى مراتب المعرفة ( عين القين ).
إن الآلام التي يسببها ذلك القانون ،
لا تعدو أن تكون كمشرط جراحٍ أعمل في جسد تحمل الألم
حتى بلغ درجة الإغماء ،
فما يضيره بعد ذلك لو أن من قام بتمزيقه ،
مشرط الجراح . . .
أو مخالب سبع جائع . . .
لا أبالغ إذا قلت : أن آلام صدها هي الراحة نفسها
بالنسبة لآلام وصلها
أعتقد أن عيناك تحدقان في هذه العبارة ،
كمن رأى شيء خالف أصل خلقته . !!!
فالصد هو جحيم العاشقين ، ، ،
وجنة نعيمهم الوصل ، ، ،
وأنت تقرأ العكس !!!
إن صد غيرها لا يعدوا أن يكون حرقة شوق ،
ووصلهم كالماء الذي سكب على نارٍ ليطفئها .
وإن كان صدها لي لا يختلف ،
إلا أن وصالها يتعدى إطفاء حرقة الشوق ،
ليصبح عذابا للروح التي أحبتها !!!
لأنها تغريك بطلب المزيد . . . وليتك تعرف ذلك المزيد !
إنه لا يرضيك إلا أن تخرج روحك من جسدك ،
لتستقر روحها فيه ،
وأنّا يكون ذلك . ؟؟؟ !!!

فهد الروقي
10-12-2008, 06:42 PM
ليلة صافية السماء ، مكتملة البدر ، نسيمها لا يدرك الحراك من أثر علته .
وبينما كانت تحدق بالبدر . وأنفاسها التي تخرج من رئتيها كأنها حمم بركان تفجر غيظاً .
سألتها : هل يغيظك برقة ضياءه ، واكتمال جماله ؟ أم بمكانته في قلوب العاشقين ؟
ردت قائلة : وما تظن أنت ؟
قلت : أجزم بكليهما !

قالت : إنه لا يكتمل إلا مرة واحدة في الشهر ؟
قلت : ويحك وهل تحتمل القلوب التي تراقب صفاءه وكأنها ترعى وجوه الأحبة أكثر من ذلك .

قالت : بدرٌ بعد تسعة وعشرين هلالا ؟
قلت : ذاك مولد بوح العاشقين !

قالت : جسم مظلم باهت ؟
قلت : مستقر أسرار أهل الهوى .

قالت : يستمد ضياءه من غيره ؟
قلت : لكي لا يحرق من سامره .

قالت : تحول الأرض بينه وبين الشمس فيخسف ؟
قلت : خسف عندما حيل بينه وبينها ، كحال العاشق المسكين .

قالت : لا يجيب من سأله ؟
قلت : نعم المؤتمن هو .

قالت : يعود كالعرجون القديم ؟
قلت : اكهلته أشواق المحبين .

قالت : يتبع أنثى ؟
قلت : وهل خرج آدم من الجنة إلا بسبب تفاحة ؟

قالت : لا حيلة لي بك ؟
بل قولي : لا حيلة لي منك .

قالت : نعم الملهم أنت ؟
قلت : وبئس الشقي قلبي ؟

قالت : لا يشقى من هذا عقله .
قلت : وهل يعقل من هذا قلبه ؟

قالت : مجنون إذا ؟

وانقلبت تتهادى وكأنها تراقص أنفاس الصباح .........

فهد الروقي
10-12-2008, 06:47 PM
إنها ليست كتلك الآه التي اعتدت أن أتفوه بها عندما أحس بالألم أو الضيق ، ،
وإنما هي آه بثلاث آهات .
إنها عندما تستقبلك تلك الإنسانة بروحها الراضية عنك .
يخال إليك أن ملاك الرضا أتى يستقبلك وهو يقول :
هذه اللحظات وهبت لك لترتقي إلى ملكوت الروحانيات العلوية ، ، ،
وتتحلل من قيود عالم السعادة الجوفاء ، ، ،
إلى سعادة العالم الأبدي .
فإن كنت على قدرٍ من سمو العقل .
استمتعت بما وهبك إياه ، ، ،
وإن كنت عكس ذلك ، ، ،
فلا كيل لك عنده . . .
وهي تكتفي ! بدور المرشد لمن سمى عقله .
كالقائد في الرحلات لاستكشافية إلى غياهب المجهول .
يوجه الأوامر ولا يتلقاها . وما ذاك إلا لخطورة الموقف .
وأعني بذلك أنها تحدد لك الأشياء التي يمكنك استكشافها .
من تلك المحظورات بالضرورة - طبعاً لديها –
وكل هذا بدون أن تبس شفتاها ببنت كلمة .
وإنما حديث العين للعين ، ، ،
ببرمجة العقل إلى القلب ، ، ،
ليتجلى أجمل منظر للعناق الروحي .
_ كل ذلك ما لم ترتكب محظورا _ فإن وقعت في شيء من ذلك ، ، ،
فغضبها لا ينصب عليك ، ، ،
بل توقع اللوم على نفسها حتى تتمنى أنك لم ترافقها .
وإذا عاودت الوقوع بعرقلةٍ من فضولك .
فقد عجلت إزهاق سعادة قلبك الذي يتمنى زوال أضلاعٍ حالة دون . . .
ارتمائه بين كفيها مطالباً بحريته .
إن جمال عقلها يتجلى في . . . إدراك جمال روحها ورفضه أن يبتذل .
ولا أستغرب وجود مثل ذلك الجمال في غيرها . . . . مع يقيني بندرته .
لعلك تدرك آآآه منها . . . وآآآه عليها . . . وآآآه منها وعليها !!!

فهد الروقي
10-12-2008, 06:51 PM
رأيتها ويداها تعبثان بشعرها ،
وكأنها تحاول تبديد ظلمة الليل
الذي أخذ من شعرها حلكته .
أحست بوجودي ولم تلتفت ،
وكأني بها تخفي ما تخشى
أن يفضحها .
بادرتني بقولها :
هل هناك علاقة تجمع قلبينا ؟
قلت : بل قانون
– المركز والتابع –
قالت : قانون كوني .
قلت : أقرب ما يكون علوياً
قالت : وماذا بعد ؟
جزم عقلي بما تود سماعه !
وأيقنت أن الماضي بأنيابه المؤلمة
عاد ينهش قلبها .
قلت : كلانا يحمل في قلبه
جراح حبه الأول
والحنين إليه
والوفاء لذكراه ،
رغم أنهما لم يتوقفا لحظة الفراق
إلا أنهما يحملان من الأسى
ما ينغص عليهما سعادة حضرهما
لم يكن ذلك من سوداوية في التفكير
وإنما لحرقة على الأحبة .
وقد زاد ألم هذين القلبين
وجودهما في غير زمنهما ،
قلبان ينبضان بالحب ،،،
وعقلان يعشقان جمال الفكر ،،،
في عصر الغرائز والمحسوسات .!
قالت : حدثني عن الفراق ؟
قلت : ( لا يفتى ومالك في المدنية ) ؟
قالت : دعك من هذا .
قلت : أما فراق الموت
فإن الإيمان يخفف على القلب شيئا من ألمه ، ، ،
وأما فراق الأحياء
فهو الجحيم بعينه .
إذ القلب لا يفقد الأمل ، ، ،
فساعة في انتظار مرسول الأحبة ،
وإذا خاب هذا ففراق جديد . . .
وساعة يقول الأمل سيأتي ، ، ،
فهو لا يستطيع العيش من دونك !!!
وهو أمل جديد . . .
سرعان ما يخيب
وبعده فراق جديد ، ، ،
وساعة ،،، وساعة ،،،
أملٌ في اللقاء ،
وفراقٌ ينخر القلب
من الداخل إلى الخارج ،
حتى إذا قضى عليه .
عرج على الجسم
ليجعل من النحول صفة تميزه ،
وكأنه يقول للناس
هذا فعل الفراق بصاحبكم .
إن في النار جزء
ينطلق منه لهب أزرق ، ، ،
ويدل هذا على أن في هذا الجزء
أعلى درجة لحرارة النار .
ونار الفراق . . .
زرقاء ، ، ،
زرقاء ، ، ،
زرقاء .
اجتذبت أنفاسها من صدرها
وكأن روحها التي أرادت الخروج .
وقالت : كيف الخلاص ؟
قلت : لا أعلم له سبيلا ؟
إلا أن الحكمة تقتضي الصبر على المصيبة
حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .
قالت : الموت إذا ؟
وعندما أقبلت عليّ بوجهها
وفي عينيها حمرة الدموع .
أدركت ما كانت تخشاه . ! ! !

فهد الروقي
10-12-2008, 06:55 PM
شردت بفكرها ذات مرةٍ ،
( وأنا كعادتي أبحث عن أشياء تؤلمني )
قلت : إلى أين ذهب بالمليحة جمال عقلها !
قالت : إلى قلب رجل أدين له بالشيء الكثير .
قلت : تعترفين بفضل رجل عليك !
يا له من شخصٍ محظوظ .
ردت باستياء : وما تظنني يا هذا ؟
- أعلم أن سؤالي اتجه إلى تلك الزاوية في قلبها
والمحاطة بسياج الكتمان –
ابتسمت وقلت : لا عليكِ إنني لا أظنكِ
إلا ذات خُلقٍ كريم .
قالت – وهي ممتعضة الوجه - :
نعم إن له عليَّ ما ليس لغيره .
لقد علمني أن أرى الأشياء على حقيقتها .
عندما عرفته كنت ذات نظرة قاصرة
أنساق خلف عاطفتي في كل شيء .
أتعلم كنت حينها كالمقاتل
الذي لا يعرف كيف يحمل السيف ليحمي نفسه ،
فضلاً أن يدرك به النصر
وسط معركة احتمى وطيسوها ،
فهو لا يفيق من ألم جرحٍ
حتى يتلقى غيره .
إلى أن جاءه من انتشله
من بين أسلحة العدو .
فما تراه فاعلٌ ذاك المقاتل لشخصٍ أنقذ حياته ؟
قلت : كلُ كريمٍ ذي خلقٍ يأسرهُ المعروف .
اجتذبت أنفاسها من صدرها بصعوبة
– وكأني بها تتمنى أن ينفرج لعل قلبها يطير إليه –
وهي تقول كنت أضع ثقتي بأناسٍ لا يستحقونها
اعتقاداً مني بأن الناس كلَّهم طيبون ويستحقون ما أمنحهم .
تلقيت طعناتٍ كثيرةٍ .
منها ما أحس بألآمها حتى الآن
ومنها ما أصبح طي النسيان ،
ولكنني دفعت ثمن ذلك كله .
استطردت بحديثها عنه -
وقلبي يعتصر ألماً لما لم أكن أنا ذلك الرجل –
لقد جاء هو !
لأفيق من ذلك وعلمني
على من أتعرف
وبمن أثق .
نظرت إليَّ ، وكأني بها أخصائية أشعةٍ
توجه جهاز الكشف
على جسمٍ أظنته الآلم
حتى أقضت مضجعه لعلها تجدُ علته .
أطرقتْ قليلاً ثم قالتْ :
دع عنك ما أنت فيه
وعش يومك مجرداً من الأمس والغد .
قلت : وما أظنُّ النَّفسَ البشرية
إلا مركباً شديدُ التعقيدِ من ذكرياتٍ وآمال ،
وإمكانية تجريدها منهما ضرباً من ضروب الخيال .
فتراكمات الماضي إما أن تعزز جانباً في النفس أو تولد ضداً له ،
لينعكس على ما تأمله في مستقبلها .
وقد قال عمر رضي الله عنه
( لم يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية )
ردت جازمةً : تعني أنه لا يعرف طعم السعادة حقاً
إلا من عرف حقيقة البؤس والشقاء .
قلت : جَوْفُهَا أَصَبْتِي .
تمايلت وقالت : الله كم يطربني حديثك أيها الشَّقِيُ .!!!
قلتُ وليس للشقاء إلى قلبي طريقٌ لولاكِ ...

فهد الروقي
10-13-2008, 04:19 PM
تأخذني قدماي إلي حيث لا أعلم ، ، ، وأنَّ تدركِ هذا . . .

أجتاحت سكون وحدتي لتعصف بفكري دواماتها . . .
انطلقت بشكلها الحلزوني من نقطة حنيني لقلبكِ . . .
مستغلتً ضعفي ، ، ، تجاه كل ما يعنيكِ . . .
لم أشعر إلا وأنا واقفٌ أمام نافذةُ مظلمةٌ . . .
أطيل النظر إليها . . .
أستجديها بتململي . . .
أستعطفها بنكسار قلبي . . .
أتراني جننت . . .
ويحك من عقل ، ، ، ألم تدرك بأنها جمادٌ ، ، ، لا يحياة فيها . . .
وكيف ألومك وأنا من عشقها . . .
وجعلتك تفكر فيها حتى أنسيتك ما كنت تدرك . . .
أخذت الدوامات بالإتساع . . .
عادت بي إلى قصة العاشق الغبي . . .
إني أحيا تلك القصة أعيشها بأدق تفصيلها . . .
. . . نعم . . .
فأنا مازلت أمام النافذة . . .
وكأنها شاشة عرض . . .
عجباً أتخيل الشيء ثم أشاهده تماماً كما في مخيلتي . . .
نبضات قلبكِ جنون غيضي ، ، ،
محياكِ برائة حبي ، ، ،
همسكِ ترانيم عذابي ، ، ،
شعركِ ليل سهري ، ، ،
ابتسامتكِ مولد فرحتي ، ، ،
معصمك ، ، ، كفكِ ، ، ، أناملكِ ، ، ، لا ، لا ، لا ، كلكِ . . .
أقصد ياعقلي فما هذا إلا هذيان حمى العشق . . .
وتشجع فإن أعاصير الماضي . . . لن تنفك . . .

فهد الروقي
10-13-2008, 04:25 PM
قلم . . أعقاب سجائر . . رسائل ممزقة . .
وأخرى موقعة بأحمر شفاه . . حائط كمفكرة الأغبياء . .
أرقام هواتف . . موعد لقاء . . رموز أسماء . .
أوراق متناثرة . . أفكار مشتته . . ألوان مبعثره . .
لوحات مهملة . . وأخرى معلقة . . ( مراهقة الأشقياء ) . .
كل هذا عندما خرت النجوم ساجدةً على ضفافِ قلبي . .
لتقتلعني من أعماق بحوري وتزرعني أمام نافذة . .
كل هذا لمحته في عينييك فركضت ألتمسُ الاختباء . .
هناك وحدي . .
إضاءة خافته . . رواية . . كتاب شعر . . قصيدة من مجلة . .
قفصٌ يحتضن طائرين . . زجاجة عطر . . وردة حمراء . .
صوتٌ هادئ . .
هو صحيح الهوى غلاب . . يا فؤادي لا تسل أين الهوى . .
حب إيه اللي انت قي تقول عليه. . . زي الهوى يا حبيبي . .
عودت عيني على لقياك . . حبيتك تنسيت النوم يا خوفي تنسانسي . .
يا أقمر ميل ميل وميل . . غنيت لك ولك أغني . .
وجات تاخذ رسايلها . و ... و ... و ...
كل هذا عندما سار ذلك الضوء الذي يشع من تلك النافذة
في جذور نبتت أعماقِ بحوري . .
كيف ؟
ومتى ؟
ولماذا ؟
رتبتيني ! ! !
هل تعتقدين بأن الترتيب يزيدني قوةً
لأتحمل آلام ذلك العالم ؟
فأنا أخافه أكثر من الموت ؟
قبل أن أعرفه . .
أخاف ذلك العالم الذي ولىّ مقاليد حكمه للقلب ،
فأصبح العقل مأسوراً راضخاً لجميع طقوسه .
صرخاتٌ من أعماقي
تدويّ في رأسي ، ،
تهز أضلعي ، ،
تجفف شفتي . .
أخشى أن أدخله وأنا مبتسم
فيهبني مولد الدموع
أخشى أن ابتدأه بقبلة
فيهدي إليَّ جرحاً
أخشى أن أهب له عمري
فيتفنن في القضاء عليه
أخشى أن أسامر القمر لأجله
فيفتح علي نافذة الجحيم
أخشى أن أتفيءُ ضلال حنانه
ليحرقني بهجير صدوده
مهلاً
إني أعرفه ولكني أمقته !
قولي أخبريني . .
هل بعد كل هذا . .
سيأخذني سحرُ نافذتكِ عنوةً إليه ؟
لأ .. لأ .. لأ
أتوسل إليكِ
همشيني ، ،
بعثريني ، ،
مزقيني ، ،
ولكن إليه لا تأخذيني ؟
أتوسل إليكِ منكِ . . .
وسط بحوري . . .
في جوف مراهقتي . . .
لغبائي . . .
أرجوكِ ، ،
أرجوكِ ، ،
أرجوكِ ، ،
دعيني ! ! !
انسيني ! ! !
ألقيني ! ! !
أعتقيني ! ! !


ولكن إليه لا تأخذيني ! ! !

فهد الروقي
10-13-2008, 04:51 PM
المكان مختلف تلك الليلة ،
تلك الأنوار التي يزعمون أنها زينة الفرح ،
جعلته كأنه يحترق من شدة توهجها ،
تقابلها ظلمة قلبها التي تفوق إنارة المصابيح مجتمعة ،
ظلمة جعلتها تتسمر أمام نفذتها
حتى في يوم زفافها
أترها تنتظر غبائي
حتى وإن كان
فليس لي مقام هناك
أخذت ألملم بقايا رفاتي عازماً على الرحيل ،
عن ذلك المكان ،
أوآه . . .
سأبدل رحابته وحريته التي لا تعرف الحدود ،
بعالم جديد ،
عالم تحده من جهاته الأربع خطوطٌ حمراء
-بغضت إليها حاء الحروف وباؤها_
فهي صمام أمانه ،
صمودٌ متهالك ، ، ،
فالظروف تدعمه لأن لا يسقط ،
أتجاوز المراحل تباعاً بتهالكه ،
ليلتي هذه ، ، ،
شيءٌ ما أزف على الوصول ،
فياترى ماهو ، ، ،
خوف ممزوج بأمل ،
حيرة من مجهول ،
رغبة بالمعرفة ،
طيفها جرى على فكري ،
اجتاز الخطوط بجميع ألونها ،
فهو لا يعترف بالحدود دوني ،
فرض نفسه علي
كضيفٍ مهاب لا مرغوب فيه ،
ما بال كل شيء
أمام ما يعنيها يكون ضعيفاً ،
يقيناً أن الخبر لديها ،
فتاتي ، ، ، لا
من كانت فتاة
رزقت بمولود ،
الدنيا مبتهجة ،
قلبي يتراقص فرحاً
يتمنى أن يطير ليحضنه ،
لما لا وهو قطعة منها ، ، ،
فلو كانت الأبوة بالحب !
لكنت أنا الرجل الوحيد ،
الذي يستحق أن ينسب إليه مولدها ، ، ،

فهد الروقي
10-13-2008, 04:56 PM
على غير عادتي . . .
قريبٌ منها ، ، ،
أراقبها . . .
ومع ذلك فقلبي ساكن .
أتراه سئم الشقاء فتبلّد ، ، ،
أم تراه آثر التوقف عن النبض .
هذا ما كان يدور في خلدي.
ولكن ذكاؤها كان بالمرصاد ،
فلم يمهلني حتى أجيب عن ما كنت أتساؤل عنه .
لا أعلم كيف استطاعت أن تفعل ذلك !
لقد اجتاحت ذلك السكون بأعاصير غيظٍ تميز قلبي منها !!!
أغاظتني بأنفاسها ؟
فما كان من ذلك السكون إلا أن لاذ بالفرار ، ، ،
كالجبان عند احتماء الوطيس .
ورنت إلى صدري بعينين كاد الذبول أن يكسر أجفانها .
وهي تقول : ما بالك مضطرب الفؤاد ؟
قلت : تذكرت موقف سيدنا يوسف عليه السلام وكيد امرأة العزيز .
قالت : أو لم يقاوم إغراء الحسن بشموخ المترفع عن الرذائل ؟
قلت : نبي ابن نبي ابن نبي وقد رأى برهان ربه .
قالت : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )) .
قلت : (( ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به )) .
قالت : وهل هناك ما يعجز الرجال ؟
أقنت بأني بين خيارين . . .
فالإيجاب يعني انتصارها وهذا ما تريد .
والنفي يريد إثبات وهذا ما لا أريده أنا .
فآثرت الرحيل بقلب
حطمته أعاصيرها . . .
على البقاء بقلبٍ
مشروخ
العفاف
أو الكبرياء

فهد الروقي
10-16-2008, 05:01 AM
آدم الذي نفخ الله فيه من روحه ،
أغرته ابنة ضلعه ،
حتى أخرجته !!!
من الجنة دار النعيم . . . إلى الدنيا دار الشقاء .
فلا عجب !!!
أن يكون وسط قلب كل رجل مذبوح ؟؟؟
(( خنجر لإحدى النساء )) .
فهل هذا الضعف في الرجال . . . ناتج عن قوة آدم .
أم أن تلك القوة في قلوب النساء . . . ناتج عن ضعف حواء .
عجبت من قلب آدم !!!!
يواجه الموت لا يهابه . . . ويخشى قلب امرأة .
تعز عليه الدمعة لحظة ألمه . . . ويرخصها لأجل ابتسامة جميلة .
ينام ملء عينيه في جوف الخوف . . . ويقلقه بعد المليحة .
يصبر على هجير الحياة . . . ويجزعه هجر العشيقة .
يتحمل فقدان كل ثمين . . . وينهار لفكرة أن يفقد طفلة .
يأبى الإهانة من ذوي الملك والسلطان . . . ويتلقاها من فتاة .
يظن بروحه على الموت . . . وتخطفها حبيبة .

آآآآآه منكِ بنيت حواء .

فهد الروقي
10-17-2008, 07:27 AM
ريح الشوق
بحرارة سمومها
تهب دافعةً أمواج الوجد
لتتلاطم على جدراني قلبي
صموده !!!
لن ينفعه ...
استسلامه !!!
حتماً سيقتله ...
أتوسل إليكِ أيتها الريح
أرحمي معذباً فارق فرقده
مضناً بات الدمع ملجأه
هزيه كيف ما شئتِ
ولكن دعي فيه نبضٌ يخلد ذكرها
يضخ إلى أشلائي
الحنين إليها
أخبريها بأنها تدرك النصر في إبقائي حيا
فأنا منشدها
أصدح بحبها
ألحن جراحي
معزوفةً تليق بقدرها
أطرز الدنيا
بأحرف اسمها
كما نقشته على الجدار
وفي يدي
أو كما نقشه حبها في قلبي ؟
أحدث عنها النجم إذا أضاء
وأغزل لها نجوم السماء
على شكل عقد
تزين به جيدها
فربما يكون هناك لقاء
وأي لقاء
ياقلبي أنا لا أريد لك العناء
ولكني أراك تحب الشقاء
ليتك تصمد لرياح الشوق
يالك من قلب
نصحتك عن حب عذراء
فأحببتها
وكانت هديتها لك
كفنٌ دون عزاء

فهد الروقي
10-23-2008, 04:51 AM
من أنت ؟

أنا أولي هزلٌ وأخري جد !

زدني إن كنت فصيحاً .
وهل ينكرني ذي قلب ...

أي قلبٍ تعني ؟
القلب الذي ما زال على فطرة الله التي فطره عليها ...
فهو يحب ...
ولو تحجرت قلوب الخلق أجمع ...
و يعترف بفضل المتفضل ...
ولو أنكره المنكرون ...
ويرحم ...
ولو قست كل القلوب...

أبلغ ما قيل عنك ؟
أما أفلاطون فقال عني
( وسيلة بي يتحد في الحياة الدنيا شقان منفصلان لماهية علوية واحدة )
وأما فلاسفة اليونان فقالوا :
(هناك عنصرا رفيعا تأتلف منه نفسٌ قسمت أجزاؤها على المخلوقات فإذا اتصلت هذه الأجزاء كنت أنا وإذا اختلفت كان ضدي )
وأما المسلمون فقالوا :
( دقت معانيّ لجلالتها عن أن توصف فلا تدرك حقيقتي إلا بالمعاناة وإني لست بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة )

وهل تصحان إلا بك !
أظنك عرفتني .

وهل يجهلك
من كابد الشوق
وعانى الصبابة .
حتى أصبح كشارب الخمر الذي أحس بالنشوة ،
فأخذ يطلب المزيد لعل نشوته تزيد فهو من كأس في كأس ،
وإذا بسرفه يسقطه مغشياً عليه .
فلا نشوته زادت ولا حافظ على سابق عقله ...
وإنما غيب عن الدنيا بما فيها ...
وعندما أفاق ألح عليه عقله بسؤالٍ صدّع رأسه ،
أين أنا ؟؟؟
بل من أنا ؟؟؟

فهد الروقي
10-30-2008, 05:50 PM
نسيم كأنفاسها....
أخذ يداعب ضوء القمر على سطح البحر ....
فتارة يخفضه ليخبو ضوءه
وتارة يرفعه لزيد من جمال تلألؤه
لا أعلم لما جرى في فكري
أن هناك علاقة بين دموعك وتلك الحالتين .
أطلت التفكير .
فارتسمت أمام عيني دمعة حزنك ....
فعرفت أنها ذلك الضوء
الذي خفضه النسيم ليخبو ضوءه
وشاهدة دمعة فرحتك
في ذلك الضوء الذي رفعه النسيم
ليزيد تلألؤه .
ولكن أين دمعتيك ؟
بل أين تلك العنين ؟
بل أبن أنت ؟
هل ترين تلك النجوم التي تطرز ليل سهري .
إنك على أبعد منها .
إنك أقرب إلى من أن أرفع صوتي حتى تسمعينني
أنك أقرب إلى من أن ترفعي رأسك حتى ترينني
ومع ذك فالذي يمسح دمعة حزنك غيري .
ومن يطير قلبه فرحاً لدمعة فرحتك شخص ليس أنا
فماذا تنتظرن من رجل تقول له حبيبته ...
لقد تقدم لي شخص ...
إذا لم تأتي لتخطيني سأوافق عليه .....
رغم يقينها بأنه عازم على خطبتها
بمجرد انتهائه من فصله الأخير في الجامعة
والذي لم يتبقى عليه سوى بضعة أشهر ....
عندما قالت سأوافق على هذا الخطيب
جرحتي رجولتي ....
قبل أن تذبحي قلبي ....
بما فضلتية علي ؟
عندها فكرة كثيرا ...
وقلت هذه فرصة لأعرف مدى تمسكها بي ومدى تقديسها للحب .
ولم أفق إلا وأنت عروس...
رغم أني أحس بحزنك ...
أحس بالمأتم الذي أقمته لقلبك
وأنوار الزينة تضيء حينا ...
حينا الذي احتضن قصة حبنا . . .
عفوا قصة حبي .
ومع ذلك فأنت تتبجحين بأني أنا من تخلى ...
أنا من أرخص ...
أنا من لم يهتم ....
قولي ما شاتي فأنا لم أزل هناك ....
في المكان الذي إذا اشتقت إليك قصدته ....
ما زلت أبثه
عشقي
وشوقي
ووجدي
وألمي
وجراحي
وغدر من لا أستطيع أن أقول أنها غدرت ...
فأنت ....
أنت ,,,,
كما كنت
ستكونين
مادام قلبي ينبض

فهد الروقي
11-13-2008, 04:19 PM
أشارت بعينيها إلى مكانٍ ليس بقريب .
قائلةً : جميلة هي ذكريات الماضي !
وإن امتزجت بآلامه .
قلت : قد يكون جمالها في ألمها ،
الذي حينما نستشعره ،
نحس بسعادة الحاضر .
وبالطبع تفقد ذلك الجمال ،
عندما نكون خلف قضبانها ،
فلا تستهوينا روعة لحظاتنا ،
ولا فرحة نجاحنا .
فهناك الكثير من محطات الماضي ،
أجزم بأن كل عاقلٍ يتمنى الرجوع إليها ،
لتصحيح خط سيره وما ذاك إلا ،
لاعتبارها نقاط تحول في حياته .
قالت : أعطيت نفسك حق التعميم .
قلت : العصمة تتنافى مع النفس الشهوانية والعقول المحدودة .
وما من عاقلٍ يدرك أخطاء ماضيه ،
إلا ويود استدراكها ،
لو كان بيده من الأمر شيء .
ولا أعلم قداسة للماضي ،
تجعل من نقده ،
أو محاولة تصحيحه ،
أو حتى مقته ،
أمراً محرماً ،
ويؤيد هذا كل عقل سليم ،
فالرقي بالحاضر مشروط ،
بتفادي أخطاء الزمن الغابر .
ولا حاضر لعقلٍ استعبده ماضيه .
إن العين التي تنقل رؤيا الواقع إلى ذلك العقل ،
لا ترى جمالياته ،
لأن ذلك الرقيق الوفي لسيده ،
بالغ في تشويهها .
قالت : إياكِ أعني واسمعي يا جاره .
قلت : قد يكون هناك عقل انطبق عليه ما أسلفت دونما قصد .
أومأت برأسها وقالت : ربما ؟
استدركت بقولها وأين الوفاء من ذلك ؟
قلت : قد يكون بعض الوفاء مذلة .
قالت : عجباً الوفاء الذي هو من أجمل الصفات تنعته بالمذلة !
قلت : إذا كان في مقابلت الغدر الدنيء .
قالت : وهل ترى في وفائي لذلك الشخص مذلة لي .
قلت : لا أعلم ؟
لم أجزم بالنفي
رغبة في رؤية الشك
في عينيها .

فهد الروقي
11-19-2008, 06:32 AM
بعد أن أنهكت قواي
أمواج بحورك
ألقتني كحطام سفينة
لم يبق ِ منها تلاطم الأمواج
إلا بعض رفاتها
أفقت على شواطئ الأحزان
التي أحفت قدماي
لم تبقِ لي قوة
أواجه بها قسوة رحيلك من حياتي.
فرحلة النسيان
طويلة
طويلة
كانت تلك الأمواج
هي الوحيدة في حياتي
وما زالت
عشقتها هادئة
يطرزها ضوء القمر
أبحرت منها
وأبحرت إليها
وأبحرت فيها
حتى امتزجت بدمي ....
وأخذت تسير
في شراييني
امتلكتني
رغماً عني
انسقت إليها
دونما تفكير
لأنها كانت
هي الأولى
راقبتها
بكل أمل
راعيتها
بكل خوف
سامرتها
بكل ليل
ناجيتها
بكل لغة
رسمتها
بكل ريشة
غنيتها
بكل قصيدة
فكانت لقلبي كل نبضة
ولخوفي كل خفقه
ولنفسي كل فرحه
ولعيني كل دمعه
ولروحي كل بهجة
ولحزني كل عبرة
عندها تخليت عني
لأفيق على شواطئ الأحزان .

فهد الروقي
11-23-2008, 06:12 PM
أقبلت على هيئة العتاب !
فأقسمت أن لا أكون إلا نداً .

قالت : أين كنت ؟

قلت : وهل أقلقك الغياب على قلبي أم على عقلي .

قالت : لا هذا ولا ذاك .

قلت : لا أعلم بينهما منزلة لي

قالت : إن قلقت عل قلبك تكون من أشكوى إليه فيواسيني
وإن قلقت على عقلك تكون من أستشيره فيرشدني
ولكن قلقي على كل خلية فيك .

أحاول أن أحافظ على هدوء قلبي لعلها تقولها صراحةً.
قلت : ولكني لم أعهدك طبيبة

قالت : وهل الطبيبة إلا إنسانة تحمل في صدرها قلب الأم والأخت والابنة والحبيبة .
فهي وإن قست على مريضها إلي درجة إعمال المشرط في جسده
فما ذاك إلا لإزالة علة فيه .

قلت : هذا في حق المريض ولا أراه لي

قالت : لا تراه والصدود داء يفتك بجميع العلاقات إن كان

قلت : الصدود غيابٌ إما لمعرفة مكانة أو لإلغائها

قالت : أما الثانية أشد ما أخشاه في هذه الدنيا

قلت : مني أم من غيري

قالت : غيرك لا يعنيني أمره

قلت : لك أن تسألي عني

قالت : لم أعهد منك طول الغياب

قلت : وهل يحرم علي أن أعرف من أكون في قلبك ؟

قالت : لعلك ترمي إلى شيء لم أعهد قوله

قلت : وما الضير
قالت : كلانا أسير تجلده لحبه الأول
وإن كان كل منا أخرج الأخر من زاوية ظلمة الحزن والوحدة
التي مازلنا نحن إليها أوقاتً إلا أن هناك وفاء

قلت : من الغباء بقاؤنا أوفياء لأشياء لا تستحق ذلك
ولا أقصد ذات الحب وإنما خطأ اختيار من أحببنا
فمن تخلى دون سبب
فالوفاء له غباء
ومن خان من أتمنه
لا يستحق الوفاء

قالت : كلامك صحيح ولكن أين يكمن العيب ؟

قلت : العيب فيمن يهب نفسه لمن لا يستحقها !

قالت : وكيف يعلم أنه لا يستحقها ؟

قلت : لكل شيء أثر يدل عليه

قالت : سبق السيف العذل

قلت : إذا لن تعود الحياة في جسم فارقته الروح

قالت : لم أعهد فيك هذا اليأس ؟

قلت : إنسان فقد طعم الحياة بعد شدة حزنٍ على فراق
فاعتزل الناس ورضي بأن يموت وهو حي
حتى أته صوت فكر يهتف به أخرج مما أنت فيه
الصوت لا يعرفه ولكنه يدرك أن لغة ذلك الفكر قريبة منه
وحين نظر إلى مصدر الصوت وجد إنسانة
فاق جمال عقلها
روعة حسنها .
انساق خلفها وجدها الطبيبة والصديقة والـ ......

قالت : وماذا ؟

قلت : لقد ضمدت جراحه رغم عمق جراحها فرأى فيها قوة حواء في حسن الفردوس
فكانت أقرب إليه من قلبه الذي يخفق بين جنبيه
رغم أنها أبعد عنه من نجوم المجرة
لم يكن بعد المسافة يشكل له أي صعوبة في سبيل الوصول إليها
ولكن فكرها يرفض أن تكون قريبة منه لسبب لا يعلمه
أتعلمين أن عذابه الآن أقسى على روحه من عذاب فقدان حبيبه الأول
لأنه آثر كبرياؤها كرها على ألآمه .

قالت : كل هذا بسببها .

قلت : بل هي سبب كل هذا ؟

أطرقت قليل ثم قالت بصوتها الحزين لعلك تعذرها يوماً ما ....

فهد الروقي
12-02-2008, 05:53 PM
قلب مضطرب
فكر حائر
نفس تبحث عن سبب
مركز ذلك
وأبعاده
آلية من فكرٍ
أبعدني ولم يقصيني
وقربني ولم يدنيني
فإن لم تكوني المستحيل بذاته
فلا أبالي
مصدر خوفي
ما أنت ناوية فعله
هل إلى جحيمك طريقي
بؤسي بعدك
يأسي هجرك
لوعتي دمعتك
وحشتي فراقك
ألمي عذابك
سقمي و موتي و جحيمي
إن كنت أنت المستحيل
لا أعلم ربما
فردوسك هو رفيقي
أعلم أن صورتي في خيالك
صوتي يداعب مسمعك
شعرك يحن إلى أناملي
فكرك يعشق همسي
قلبك يطرب لعنادي
صدرك يتمنى أنفاسي
غيظك سماع نبضات قلبي
نومك يجفوك من عتبي
غيظي رعشة في جسدك
قربي ينسك دنياك
أفيقي من كبريائك
فما الحياة إلا لحظات
لنجعلها ترقص صفاء
لننسى كل ما مر من عناء
لنرسم من النجوم وجوه بيضاء
تدل على ما بداخلها من نقاء
ففردوس العشاق للأغبياء
احضني روحي فقد أجهشت بالبكاء

فهد الروقي
01-22-2009, 05:58 PM
أبجديات لغة العناد ...
مهما كانت مرتبة
وتحمل معاني اندمجت في طياتها
روح أسئلة لا يستشفها
إلا من فهم فكر من أدرجها ...
تعلن عن حرب تديرها
الأفكار الواعية
التي ترى في نفسها الندية .
لكم أسرجت خيل فكري
لعلي أحظى بنصر
يرضي غروري ...
ولكن كل مرة تعود إلي
لا بما أردته من نصر
ولا بهزيمة
تجعلني أريح خيلي ....
عندما تكون المعركة
متكافئة الأطراف
فإنها تأخذ من الزمن
أكثر مما يأخذ الزمن منها ...
والسجال فيها لن ينفك
فكل الطرفين لن يرفع العلم الأبيض
لما يرى في نفسه من قدرة تخوله
على الاستمرار في انتظار معركة
تدور رحاها لصالحه ...
فكران يعشقان بعضهما ...
ولكن الكبرياء
سمة
وصفة
جبلا عليها ...
فكلاهما ينتظر الأخر
ليعلن له وبكل صراحة
شعوره
وحبه
وعشقه
وهيامه ...
ولكن السنين
هل تمهلهما ....
إن عنادهما أشبه ما يكون
بطفلين كلاهما يقول للأخر أن أطول منك
رغم أنهما في الطول سواء .
فهذا يقف على أصابع قدميه
والآخر يصعد على شيء قريب منه ....
ويستمران على ذلك حتى يغلب عليهما النوم ...
وفي الصباح يستيقظان
وهما بكل البراءة التي جبلهما الله عليها ...
عادة شطحات الفكر
تتكسر على جلمود
غرور الذات ...
وعندها يفيق الإنسان من سكرة عناده
على صدمة فقده
لذلك الفكر الذي طالما أغاضه بعناده ....
ليصبح كالطفل الذي لم يجد من يقول له
أنا أطول منك ....

فهد الروقي
07-06-2009, 08:18 PM
سبح فكري ... في مجرة أنثى
فكان له ماليس لغيره
كانت محاطة بهالة
جعلتني احس بمعنى ( كفيف )
ومالبثت إلا وانا بين كواكب
منها الدري المظىء ومنها المعتم
فشاقني تلألؤ ما أضاء منها
اقتربت ثم قتربت ولكن ضياؤها تحول إلى نورٍ
كاد يذهب بصري
فتراجعت ...
عندها أيقنت أن ذلك النور المحرق
ما هو إلا سلاح دفاع
يستحدم للذين ليس لهم جلد
فما أسرع أن ينهزموا
فأبا فكري
إلا أن أطلع على حقيقة كنهها
استدرت حولها لعلى أجد نقطة عبور
يكون النور فيها غير محرق
ولكني لم أحظى بما تمنيت
فعزمت أمري أن لا لذت لنصرٍ
إلا بعد ألم
اقتحمت برزخها
فوجدت الجنائن المعلقة
أخذت أتمعن في أدق تفاصيلها
فرأيت عين اليقبن
فردوسي ..!

،
،

فهد الروقي
12-20-2009, 05:17 PM
سندرلا ...
ما بال قدمكِ فتنةً استعبدت الملوك ..!
عجباً للحب ...!
فهذا ملك يعشق فتاة من رعيته
مبدياً استعداده لتنازل عن ملكه وجبروته ..
مقابل نظرة منكِ وانتِ تهربين عنه !
إنه يراكِ سندرلا فقط
لا أنثى كالاناث
لم تكوني في نظره مجرد جسم قسمته خصائص الانوثة الطبيعية
لتجعله وبال على حال كل الرجال
والا لكان عنده آلاف البدائل من الاجسام الانثوية
التي تتمنى منه نظرة إعجاب
كان يرى في جمال روحك حقيقة الايمان
ويرى في جسدك خرافة الصنم
إن إيمانه بأن أول الحب يطلب آخره حتى الموت
جعله يهجر النعيم ويستبدل الحرير والديباج
بسرج فرسه باحثاً عنكِ
قلبه دليله في أنكِ ما تزالين في مملكته
ولكن أين ؟
وكيف يلتقي بكِ ؟
لم يعلم أن أطيب الكعك والخبز تصنعه يديكِ !
هام على وجهه كالمجنون يبحث عن فتاةٍ لا يعرف عنها شيئاً
سوى حذاؤها
من تكون تلك التي غلقت أبواب قلب الملك وعقله
عن كل جميل الا صورة فتاة حافية القدمين
وكأنها تعويذة سحر ..
إن فعلكِ بقلبه كفعل حرمان الطفل من أمه
فهو لا يعرف للأمان طريق إلا قلبها الذي انتزع منه
سندرلا ... أخبريني ...
هل حلمت يوماً بقلب الملك ؟
وعندما وقف أمامكِ هل كان ملك أم مجرد عاشق ؟
هل حدثتكِ عيناه عن ما في قلبه ؟
أكان يرتعش كالطائر المذبوح ؟
أكان يحدث نفسه أن يسألكِ من أنتِ ؟
عندما كنت ِ تقيسين الحذاء في ذلك المتجر ...
آآآه
ليتني تجرأت وسألتكِ

؟

فهد الروقي
01-09-2010, 05:26 PM
على قارعة الذكريات

كانت في الأفق

كنجمة تدعوني وتغريني بتلألإها

وتتوارى عني بالسحب

وكأنها توحي إلي

أن كل ما نرها لا يمكن أن نلمسه

وكل ما نتمناها لا يمكن إدراكه

علوها كأنه مصدر فخر فارس

رفع رأسه وأطال جيده

خوضه لغمار الردى

في كل وقت

حتى أحاط نفسه بالأمان لأنه يشتري الموت

راقبتها ذات ليلة

فكان ضوءها

يتغلغل في أعماقي

ويغزو قلبي بخيلٍ من الجمال أسرجت

لتحضى بنصر مؤزر

حتى أضاءت جدران قلبي

من ضيائها

فما لبث قلبي المسكين

إلا ونبضاته ترتل لها أناشيد الهيام

وتوارت بسحب قد ألجمة السماء

فتحول الضياء الذي أنار روحي قبل جدران قلبي

إلى نار تتأجج غيضا منها

وجمر يتوقد عليها

وجنون منها وعليها

حتى أعتق الليل أشعة الفجر

فيا له من مضجع