المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمرؤ القيس


ابـن هميجان الحمادي
08-03-2004, 09:16 PM
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر من كندة ، أمة فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة وخاله كليب الذي تقول فيه العرب أعز من كليب ، وهو رأس فحول شعراء الجاهلية أجاد في الوصف وأمتاز بدقة التصوير أما عباراته فهي خشنة من خشونة البيئة التي عاش فيها ، وهذه الديار التي وصفها كلها ديار بني أسد . و يقال لهو الملك الضليل وذو القروح ، وهو من أهل نجد ، من الطبقة الأولى ،طرده أبوه لمل صنع الشاعر بفاطمة ابنة عمه ما صنع ـ وكان لها عاشقاً ـ وأمر بقتله ، ثم عفا منه ، ونهاه عن قول الشعر ، ولكنه نظم بعدئذٍ فبلغ ذلك أباه فطرده ، وبقي طريداً الى أن وصله خبر مقتل أبيه ـ الذي كان ملكاً على أسد وغطفان ـ على أيدي بني أسد ، وكان حينذاك بدُمون ـ بحضر موت ـ فقال : (( ضيعني صغيراً ، وحملني دمه كبيراً ، لا صحو اليوم ، ولا سكر غداً اليوم خمر ، وغداً ، أمر )) .وأخذ يطلب ثأر أبيه ، يستنجد القبائل ، الى أن وصل الى السموأل ، والحارث الغسان ـ في بلاد الشام ـ وقيصر الروم ـ في القسطنطينية ـ الذي ضم إليه جيشاً كثيفاً ، فوشى رجل من بني أسد بامرىء القيس الى قيصر ، فبعث إليه بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب . فلما وصلت إليه لبسها ، فأسرع فيه السم ، وسقط جلده ، وكان حينذاك بأنقرة ، التي مات فيها . وله أشعار كثيرة ، يصف فيها رحلته هذه .


1 قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ *** بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ وحَوْمَلِ

2 فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا *** لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

3 تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا *** وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

4 كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا *** لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

5 وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ *** يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

6 وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ إِنْ سَفَحْتُهَا *** وَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

7 كَدَيْنِكَ مِنْ أُمِّ الحُويَرِثِ قَبْلَهَا *** وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

8 فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً *** عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

9 أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ *** وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

10 وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ *** فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ

11 يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا *** وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

12 وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ *** فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي

13 تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا *** عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

14 فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ *** وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ

15 فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا *** فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ

16 إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ *** بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ

17 وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ *** عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

18 أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ *** وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي

19 وَإنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ *** فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

20 أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي *** وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

21 وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي *** بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

22 وَبَيْضَةِِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا *** تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ

23 تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍ *** عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي

24 إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ *** تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

25 فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لنَوْمٍ ثِيَابَهَا *** لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ

26 فَقَالَتْ يَمُيْنَ اللهَ ما لَكَ حِيْلَةٌ *** وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ العَمَايَةَ تَنْجَلِي

27 خَرَجْتُ بِهَا تَمْشِيْ تَجُرُّ وَرَاءَنَا *** عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

28 فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى *** بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِيْ رُكَامٍ عَقَنْقَلِ

29 إِذَا التَفَتَتْ نَحْوِيْ تَضَوَّعَ رِيْحُهَا *** نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

30 إِذَا قُلْتُ هَاتِيْ نَوِّلِيْنِيْ تَمَايَلَتْ *** عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشَحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

31 مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ *** تَرَائِبُهَا مَصْقُوْلَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

32 كِبِكْرِ مُقَانَاةِ البَيَاضِ بِصُفْرَةٍ *** غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرِ المُحَلَّلِِ

33 تَصُدُّ وَتُبْدِيْ عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتَّقِيْ *** بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ

34 وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ *** إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلا بِمُعَطَّلِ

35 وَفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْودَ فَاحِمٍ *** أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ

36 غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلا *** تَضِلُّ المَدَارَى في مُثَنًى وَمُرْسَلِ

37 وَكَشْحٍ لَطِيْفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ *** وَسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ

38 وَتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ *** أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاوِيْكُ إِسْحِلِ

39 تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا *** مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ

40 وَتُضْحِيْ فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا *** نَؤُوْمُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

41 إِلى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً *** إِذَا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ *وقفت

42 تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا *** وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل

43 ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه *** نصيح على تعذَاله غير مؤتل

44 وليل كموج البحر أرخى سدولهُ *** عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

45 فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بجوزه *** وأردف أعجازا زناء بكلكل

46 ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي *** بصُبْحٍ وما الإصْباحَ فيك بأمثَلِ

47 فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ *** بكل مغار الفتل شدت بيذبل

48 كأنَّ الثريا علقت في مصمامها *** بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ

49 وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها *** بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ

50 مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معًا *** كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ

51 كميت يزل اللبد عن حال متنه *** كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ

52 مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى *** أثرنَ غبارًا بالكديد المركل

53 على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ *** إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ

54 يطيرُ الغلامُ الخفُّ عن صهواته *** وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ

55 دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ *** تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ

56 لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة *** وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تتفلِ

57 كأن على الكتفين منه إذا انتحى *** مَداكَ عَروسٍ أوْ صَرية َ حنظلِ

58 وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ *** وباتَ بعيني قائمًا غير مرسل

59 فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه *** عَذارَى دَوارٍ في المُلاءِ المُذَيَّلِ

60 فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه *** بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ

61 فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ *** جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل

62 فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ *** دِراكًا ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ

63 فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ *** صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ

64 ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه *** متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تسهل

65 كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره *** عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ

66 وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه *** بضاف فويق الأرض ليس بأعزل

67 أحار ترى برقًا كأن وميضه *** كلمع اليدينِ في حبي مُكلل

68 يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ *** أهان السليط في الذَّبال المفتَّل

69 قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر *** وبين إكام بعد ما متأمل

70 وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة *** يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل

71 وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة *** وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ

72 كأن طمية المجيمر غدوةً *** من السَّيلِ والغثاء فَلكة ُ مِغزَلِ

73 كأنَّ أبانًا في أفانينِ ودقهِ *** كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

74 وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ *** نزول اليماني ذي العياب المخوَّل

75 كأنّ سباعًا فيهِ غَرْقَى غدية *** بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ

76 على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ *** وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ

77 وألقى ببسيان مع الليل بركه *** فانزل منه العصم من كل منزل